غير مصنف

إخماد حريق كاتدرائية نوتردام بالكامل و10 سنوات لإعادة الترميم

أعلن المتحدث باسم فرقة إطفاء باريس، جابرييل بلاس، إخماد الحريق الضخم الذي اندلع، أمس، في كاتدرائية “نوتردام” في العاصمة الفرنسية، بالكامل.

وقال بلاس- في مؤتمر صحفي عقده اليوم من أمام كاتدرائية “نوتردام”، حسبما ذكر راديو “أوروبا 1”- إن ألسنة اللهب انتشرت بسرعة كبيرة على السطح بأكمله على نحو 1000 متر مربع، مشيرًا إلى أن الحريق “يبدو أنه عرضي”.

وكان نحو 400 إطفائي شاركوا في مكافحة النيران التي أتت على برج الكنيسة التاريخي، ودخلوا في سباق مع الزمن لإنقاذ الكاتدرائية، فيما تجمع سياح وباريسيون في محيط الكاتدرائية حين كانت تلتهمها النيران.

من جانبها اقترحت عمدة العاصمة الفرنسية باريس آن هيدالجو عقد مؤتمر دولى للمانحين من أجل المساهمة فى ترميم كاتدرائية (نوتردام).

 

10 سنوات

فيما قال المهندس المعماري الفرنسي، رودي ريشيوتي، إن إعادة ترميم كاتدرائية نوتردام في باريس هو “أمر صعب جدا لكن يمكن إنجازه بفضل الخبرات الموجودة في فرنسا في هذا المجال”.

وأوضح المهندس ريشيوتي، وهو مهندس ومصمم قسم الفنون الإسلامية في متحف اللوفر ومهندس متحف حضارات أوروبا والمتوسط في مرسيليا وفقا لما أوردته وكالة “سبوتنيك”، “إعادة بناء الكاتدرائية كما كانت من قبل أمر ممكن لكنه صعب جدًا، فالعمارة القوطية تتميز بالتفاصيل الدقيقة والحساسة والأضرار التي حدثت كبيرة جدا، لكننا في فرنسا نمتلك الخبرات اللازمة للقيام بالمهمة”.

وبالحديث عن المدة اللازمة لإعادة ترميم الكاتدرائية، قال ريشيوتي إن “عملية الترميم وإعادة الإعمار ستتطلب بين خمس وعشر سنوات”.

أما بما يتعلق بالبرج المعروف بـ”السهم” والمصنوع من خشب السنديان والذي سقط بعد أن احترق بالكامل قال ريشيوتي، “يجب أن تتم إعادة بناء السهم عبر استخدام المواد الأساسية التي كان مصنوعا منها أي الخشب لأنه يجب احترام المعلم التاريخي كما كان في السابق”.

واعتبر المهندس الفرنسي أن هذا الحريق يعيد للذاكرة حقب تاريخية متعددة نظرا للأهمية التاريخية للكاتدرائية. وفي هذا الصدد قال “هذا الحريق يعيد لذاكرتنا قصة الكاتب فيكتور هوغو الذي كتب عن الكاتدرائية، كما يذكرنا بالتاريخ السياسي لفرنسا، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث عقد قداس تاريخي في الكاتدرائية بحضور الرئيس شارل ديغول وقد غني النشيد الوطني الفرنسي. الكاتدرائية كانت أيضا مكانا للمحاكمات في الماضي في إطار المحاكمات الكنسية”.

وفي نفس السياق أكد ريشيوتي أن الكاتدرائية ليست فقط مكانا دينيا للمسيحيين بل هي شاهد على التنوع السياسي في فرنسا. وأضاف، “الكاتدرائية حاضرة في المخيلة الجماعية عبر التاريخ المسيحي وتاريخ فن العمارة والتاريخ السياسي والأدبي والسينمائي”.

أما بما يتعلق بقيمة الخسائر التي سببها الحريق، قال ريشيوتي إنه “من الصعب تقدير حجم الخسائر حتى هذه اللحظة، هناك لجنة من الخبراء ستشكل ويوكل اليها مهمة تقدير الأضرار”.

وأضاف “أعتقد أن عملية إعادة البناء ستكلف عشرات ملايين اليوروهات على أقل تقدير”.

 

صرح تاريخي

وكان حريق قد اندلع فى سقف كاتدرائية (نوتردام)، أحد أشهر الصروح الدينية والسياحية فى العاصمة الفرنسية أمس الاثنين، ما أدى إلى سقوط سقف وبرج هذا المعلم بالكامل.. وأفادت فرق الإطفاء بأن الحريق مرتبط على الأرجح بأعمال ترميم الصرح الشهير.

وتعتبر كاتدرائية نوتردام، التي تعني “كاتدرائية سيدتنا (مريم العذراء)”، من أشهر رموز العاصمة باريس، وتقع في الجانب الشرقي من جزيرة المدينة على نهر السين، أي في قلب باريس التاريخي.

ويمثل المبنى الذي تم الانتهاء منه عام 1345 تحفة الفن والعمارة القوطية، الذي ساد القرن الثاني عشر حتى بداية القرن السادس عشر، ويعد من المعالم التاريخية والمعمارية في فرنسا ومثالا على الأسلوب القوطي الذي عرف باسم “أيل دوزانس”.

وتستقطب الكاتدرائية أكبر عدد من الزوار في أوروبا، إذ يزورها ما بين 12 و14 مليون سائح سنويا.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى