غير مصنف

أمريكا وبريطانيا والسعودية يتهمون إيران بالهجوم على ناقلات النفط ويتوعدون بالرد

اتهمت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والسعودية، إيران بالوقوف وراء الهجوم على ناقلات النفط في بحر عُمان، فيما نفت إيران بشدة هذه الاتهامات.

واتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران بالمسؤولية عن الهجمات، وقال إن الصور تثبت أن إيران هي من نفذت الهجمات.

ووجه ترامب تحذيرًا إلى إيران،على خلفية الهجمات قائلاً “نحن لا نستهين بالأمر”، مؤكدًا أن خليج عمان لن يغلق، وإن حدث فلن يستمر طويلاً.

وقال الرئيس الأمريكي في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الإخبارية الأمريكية اليوم الجمعة – “لقد فعلتها إيران، وأنتم تعلمون إنهم فعلوها لأنكم رأيتم القارب”، مشيرا إلى التسجيل المصور الذي يظهر سفينة إيرانية تزيل لغما لم ينفجر مثبت بناقلة نفط تمتلكها اليابان. وأضاف ترامب أن إيران دولة إرهاب وأنها تغيرت كثيرًا منذ أن أصبح رئيسًا.

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد صرح في وقت سابق، بأن الحكومة الأمريكية تعتقد أن إيران مسئولة عن الهجومين بناء على الأسلحة المستخدمة والخبرة المطلوبة لتنفيذ العملية ضمن عوامل أخرى.

دليل أمريكي

وكانت قناة ( الحرة) الأمريكية، قد أفادت اليوم الجمعة، بأن واشنطن تملك تسجيلات وأدلة تظهر قاربا إيرانيا وهو يزيل لغما غير متفجر من قرب الناقلة اليابانية التي تعرضت لاعتداء في بحر عمان.

وصرح مصدر مسئول أمريكي في وقت سابق أنه شاهد فيديو يظهر عناصر في الحرس الثوري الإيراني وهم يقتربون من الناقلة ويأخذون اللغم. وأضاف المصدر أن طائرة عسكرية أمريكية سجلت في شريط فيديو كامل، حركة قارب إيراني إلى جانب إحدى الناقلتين المنكوبتين وهو يزيل لغما غير متفجر من هيكلها، كما تظهر الصور شخصا على متن القارب الصغير وهو يأخذ اللغم غير المتفجر لمحو أي دليل يثبت تورط البحرية الإيرانية في الحادث.

وتابع أن الأجهزة الأمنية الأمريكية رصدت تحرك نحو 20 قارب هجومي إيراني عبر مضيق هرمز وتحديدًا في المنطقة التي وقعت فيها الهجمات.

وأوضح أن ما فعلته إيران يعد تهديد واضح وصريح لحركة الملاحة البحرية الدولية في منطقة الخليج، وخصوصًا مضيق هرمز.

بريطانيا تحذر

فيما أكد وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، اليوم الجمعة، أن لندن ترى إيران مسئولة عن الهجمات على ناقلتي النفط في خليج عمان.

وقال هانت في تصريح لإذاعة بي بي سي إن بريطانيا “تقبل اتهامات الولايات المتحدة، ولكنها ستحقق في الأمر بطريقة مستقلة، ليس هناك ما يجعلنا لا نصدق التقييم الأمريكي، فنحن نصدقهم لأنهم أوثق حلفائنا، ونحن قلقون من موقف إيران”.

واعتبر هانت أن الهجمات على ناقلتي النفط مثيرة للقلق، مؤكدا أن أي تورط في الهجمات سيمثل تصعيدا غير حكيم للغاية.

وحذر وزير الخارجية البريطاني طهران من أنه إذا ثبت ضلوعها في الهجوم على الناقلتين، فإن ذلك سيكون “تصعيدًا تنعدم فيه الحكمة، ويشكل تهديدًا حقيقيًا لمستقبل السلم والاستقرار في المنطقة”.

السعودية تؤكد الاتهام

ورأت الصحف السعودية، الصادرة اليوم الجمعة أنه لا يمكن استبعاد إيران عن حادث استهداف ناقلتي نفط في خليج عمان، وعلى مقربة من مضيق هرمز، حيث لم يكف النظام الإيراني عن بث التهديدات المتواصلة بإغلاق هذا المضيق، مؤكدة أنها الآن انتقلت إلى مرحلة أشد خطورة باستهداف ناقلات النفط العالمية، وأنها ليست مجرد شكوك في ظل المعطيات والقرائن والدلائل التي تشير جميعها إلى أن نظام إيران هو من يقف وراءها.

وذكرت صحيفة (عكاظ) – في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان “طهران تلعب بالنار” – أن حادثة الاستهداف تؤكد مجددا عبثية النظام الإيراني وغوغائيته السياسية في التعاطي مع أزمات المنطقة التي يعد المتسبب الرئيسي في نشوبها، وأثبت أمام المجتمع الدولي عدم جديته في الجنوح إلى السلم وعدم اكتراثه بالأهمية الإستراتيجية الحساسة لمنطقة الخليج، التي تعد ممرًا لخمس الاستهلاك العالمي من النفط الذي يقدر بنحو 100 مليون برميل يوميا ونقطة الربط بين دول الخليج والعالم.

من جانبها، قالت صحيفة (الرياض): “لن نقفز إلى الاستنتاجات في حادثتي السفينتين بخليج عمان، في الوقت ذاته لا يمكننا التغافل عن الوقائع والشواهد والتهديدات الإيرانية في وقت سابق بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة، ما زالت في الذاكرة القريبة، ومن أعلى مستويات النظام في إيران، خاصة عقب الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي وفرض الحصار الاقتصادي”. وأضافت الصحيفة – في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان “رعاية الإرهاب” – أن كل الدلائل تشير إلى إيران دون أي تجنٍ، فهي تريد أن تثبت أن لها كلمتها وموقفها حتى لو كان ذلك عن طريق الإرهاب.

من جانبها، أوضحت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان “الاعتداء الجديد واليد الإيرانية”، أن الحادث الجديد يعكس مدى ما وصل إليه التوتر بين الولايات المتحدة والنظام الإيراني. وتابعت الصحيفة: “إذا استمر التصعيد قائمًا نتيجة تلك الاعتداءات الإيرانية الغاشمة على مصالح دول العالم والمنطقة، فإن الأمر قد يتطور إلى مواجهة عسكرية محتملة، رغم أن النظام الإيراني يستبعد تلك المواجهة ولا يرغب الدخول في معمعتها”.

اليابان وعمان يحققان

في نفس الإطار أكدت اليابان، أنها ستسعى للحصول على المزيد من المعلومات حول الهجمات التي تعرضت لها ناقلتان نفطيتان بالقرب من مضيق هرمز أمس وكانت احدهما يابانية.

وصرح وزير النقل الياباني كيشي ايشي في مؤتمر صحفي -وفق ما نقلته وكالة أنباء كيودو اليابانية – اليوم الجمعة، “لم نتعرف على من نفذ الهجمات ولا كيف حدث حتى الآن”.

وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهيد سوجا في مؤتمر صحفي منفصل إن الحكومة “تتعاون بشكل وثيق وتتبادل المعلومات مع الولايات المتحدة”. وامتنع عن الإدلاء بأي معلومات أخرى.

وقال وزير الدفاع اليابانى تاكيشى إوايا، إن حكومة بلاده لا تعتزم إرسال أفراد من قوات الدفاع الذاتى إلى مضيق هرمز ردا على الهجوم الذي تعرضت له ناقلة نفط تديرها شركة شحن يابانية في خليج عمان أمس.

وقال إوايا – في تصريحات للصحفيين نقلتها هيئة الإذاعة اليابانية (إن إتش كيه)، اليوم الجمعة – إن الوضع الحالي لم يستوفِ الشروط التي تسمح لليابان بممارسة حقها في الدفاع عن النفس، مضيفا أن الحكومة خلُّصت إلى أنه ليس هناك أسباب لإرسال قوات الدفاع الذاتي في التوقيت الحالي.

ولفت وزير الدفاع اليابانى إلى أنه لم يتضح بعد من نفذ الهجوم وما نوع الأسلحة التى تم استخدامها، موضحا أن الحكومة قد تتخذ قرارا مختلفا إذا كانت حياة الكثير من المواطنين اليابانيين عرضة للخطر في موقف مماثل.

في الوقت نفسه أرسل الأمن البحري بسلطنة عمان، اليوم الجمعة، سفينتي إنقاذ تابعتين للبحرية السلطانية العمانية للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ في الحادث، بالإضافة إلى تسيير سلاح الجو السلطاني العماني طائرة استطلاع بحري.

وأكدت وزارة الخارجية العمانية، اليوم الجمعة، أن السلطنة تتابع باهتمام بالغ التصعيد العسكري والأحداث الميدانية المرتبطة بالحرب في اليمن، وآخرها الهجوم الذي تعرض له مطار أبها الإقليمي بالمملكة العربية السعودية.

وشدد مصدر مسئول بالوزارة -في بيان أوردته وكالة الأنباء العمانية- على أن السلطنة تدعو إلى تجنب التصعيد الذي يؤثر على الأمن والاستقرار في المنطقة، معربا عن أمل السلطنة في أن يتم التركيز خلال المرحلة القادمة على المسار السياسي، الذي تقوده الأمم المتحدة، بما يحقق إيجاد تسوية سياسية للأزمة في اليمن، ويحفظ أمن ومصالح الدول المجاورة لها.

 

 

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى