كلنا عباد الله

راديو صوت العرب من أميركا يحتفل معكم بالأعياد من مهد ميلاد المسيح

جولة ممتعة بين جنبات الأماكن المقدسة ومقابلات حصرية مع زوار كنيسة المهد

تصحبكم فيها: رواء أبو معمر

أعدها للنشر: مروة مقبول / محمد سليم 

من فلسطين أرض العروبة والسلام.. وبالتحديد في بيت لحم.. حيث كنيسة المهد.. محل ميلاد المسيح عيسى عليه السلام.. هناك.. كان راديو صوت العرب من أمريكا حاضرًا.. لينقل لكم أجواء الاحتفالات بأعياد الميلاد.. حيث تزينت ساحة كنيسة المهد بالألوان والشموع، وامتلأت بالسياح الوافدين من كل بقاع  الأرض..

كنا هناك.. حيث تدق الأجراس.. وتُضاء الشموع.. وتمتلئ الموائد.. وتنتشر أجواء الفرحة.. وتزهر القلوب والأشجار. هناك.. حيث تتمتع الأعين بجمال الأيقونات المقدسة، وتشنف الآذان بسماع الترانيم الروحية الغنية بمضامينها وألحانها العذبة، فيما يشم الزوار الروائح العطرة المنبعثة من البخور المنتشر في كل مكان.

تغطية مميزة

حلقة خاصة جدًا، وتغطية حصرية لأجواء الاحتفالات في محل ميلاد المسيح عليه السلام.. نقلتها لكم الزميلة رواء أبو معمر من بيت لحم في فلسطين، وذلك في إطار حرص راديو “صوت العرب من أميركا” على تقديم التغطيات الخاصة لأهم المناسبات من كل بلاد العالم.

تقول الإعلامية ليلى الحسيني، مدير الراديو، إن راديو صوت العرب من أمريكا قرر أن يغطي احتفالات الأعياد هذا العام من خلال حلقة مختلفة ومميزة جدًا، ولم يكن هناك مكان نتوجه إليه أفضل من ساحة كنيسة المهد، حيث محل ميلاد سيدنا المسيح عيسى عليه السلام.

تضمنت الحلقة لقاءات حصرية أجرتها رواء أبو معمر مع  وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة، وعدد من السياح الذين جاءوا من كل مكان إلى بيت لحم للاحتفال بأعياد الميلاد. وخلال الحلقة اصطحبتنا رواء في جولة بين العديد من المباني والمعالم الأثرية الموجودة بالكنيسة، والتي تشكل رموزًا مهمة للطوائف المسيحية.

كما تضمنت الحلقة أيضًا استعراضًا لكنيسة القيامة، وهي من أهم الكنائس في العالم، وتعتبر من أقدس الكنائس المسيحية وأكثرها أهمية بالنسبة للمسيحيين.

كنيسة المهد

هي أحد أهم الأماكن المقدّسة لدى المسيحييّن من جميع الطوائف، ومن أقدم كنائس العالم، وبالتحديد في فلسطين، حيث تقع في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، وفي موقعها ولد المسيح عيسى عليه السلام من مريم العذراء.

قام الإمبراطور قسطنطين ببناء هذه الكنيسة عام 335 ميلادي، وكانت الأولى بين الكنائس الثلاث التي نم بناؤها في مطلع القرن الرابع الميلادي. لكن الذي أنشأها على شكلها الموجود حاليًا هو الإمبراطور الروماني يوستنيان.

وتقام الطقوس الدينية في كنيسة المهد بانتظام منذ بداية القرن السادس للميلاد حتى يومنا هذا. وتم تسجيل الكنيسة في عام 2012 كواحدة من مواقع التراث العالمي، لتكون بذلك أول موقع فلسطيني يتم إدراجه ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.

وسُميت كنيسة المهد بهذا الاسم لأنّها مهد ميلاد المسيح عيسى عليه والسلام، والمهد هو السرير الذي يجهّز للطفل الرضيع لينام فيه، وتم بناء الكنيسة فوق المغارة التي ولد فيها السيد المسيح.

أجواء مختلفة

في لقاءات حصرية أجرتها الزميلة رواء أبو معمر مع السياح والحضور في ساحة كنيسة المهد عبروا عن سعادتهم لتواجدهم في هذا المكان المقدس، مؤكدين انه أفضل مكان يمكن أن يحتفلوا فيه بأعياد الميلاد.

تقول إحدى السيدات: “جئنا إلى هنا لكي نحتفل بعيد الميلاد، فهنا مكان ميلاد سيدنا يسوع المسيح، وكلنا فرح لتواجد الكثير من الناس هنا، وهذا التواجد الكثيف يزيد الأجواء بهجة، ونحرص على التواجد كل عام في هذا المكان المقدس، كل عام والجميع بخير”.

فيما تؤكد سيدة أخرى أن كنيسة المهد هي أفضل مكان يمكن أن يقضي فيه عيد الميلاد، لأن سيدنا المسيح ولد هنا، مشيرة إلى أن هذه هي أول مرة تحضر فيها احتفالات أعياد الميلاد في كنيسة المهد، وقالت إنها حضرت خصيصًا لانا تعلم أنها ستجد أجواء مختلفة للاحتفالات في هذا المكان المقدس.

معالم مهمة

خلال الحلقة حرصت رواء أبو معمر على اصطحاب متابعي راديو صوت العرب من أمريكا في جولة داخل معالم كنيسة المهد، حيث الإبداع والإتقان في البناء وتشييد الجدران الذي يميز المباني والآثار الموجودة بالكنيسة، والتي تشكل رموزاً مهمة للطوائف المسيحية.

وتضم كنيسة المهد مجموعة من الأديرة والكنائس التي تمثل الطوائف المسيحية المختلفة.

– فهناك الدير الأرثوذكسي الذي يقع في الجنوب الشرقي.

– والدير الأرمني ويقع في الجنوب الغربي.

– والدير الفرنسيسكاني الذي يقع في الشمال، وتم تشييده عام 1881م لأتباع الطائفة اللاتينية.

كما تضم كنيسة المهد العديد من المباني الأخرى الهامة ومنها:

– كنيسة القديسة كاترينا، والتي بُنيت على نمط الباروك.

– مغارة القديس هيرونيموس، ويُعتقد أن القديس عاش هنا وعمل في هذا المكان، حيث أخذ على عاتقه ترجمة الكتاب المقدس من لغته الأصلية العبرية إلى اللغة اللاتينية.

– قبور تذكارية، تعود للقديسة پاولا التي توفيت عام 402 م، وابنتها القديسة أوستيكيو التي توفيت عام 417 م.

– مزار القديس يوسف، الذي تم تكريس الجزء العلوي له منذ عام 1621م.

– البازليك، وهي ساحة مبلطة حيث تعتبر جزءًا من الكنيسة، وتكون كالرواق القديم.

مغارة الميلاد

ومن المعالم المميزة في كنيسة المهد “مغارة الميلاد”، وهي تقع تحت سطح أرض الكنيسة، وهي المكان الذي ولد فيه المسيح، لذلك فهي تعد أطهر وأقدس بقاع الأرض عند الديانة المسيحية، وهى عبارة عن شكل قائم الزاوية تغطيه الأقمشة الحريرية الناعمة لحمايتها من الحرائق، وأرضيتها من الرخام الأبيض وتزينها الكثير من أيقونات الميلاد والقديسين، بالإضافة إلى 15 قنديلاً فضيًا تمثل لطوائف المسيحية المختلفة في العالم. وتقام الاحتفالات الدينية كل عام عند هذه المغارة.

عين على فلسطين

يؤكد المشاركون في احتفالات عيد الميلاد بكنيسة المهد أنهم يشهدون في كل عام محاولات حثيثة لتطوير الاحتفالات  بحيث تصبح أفضل وأفضل من ذي قبل، خاصة وأنها مناسبة مهمة تجذب أنظار العالم إلى هذا المكان المقدس، حيث مكان ميلاد المسيح، وتذكرهم بفلسطين والقضية الفلسطينية.

ويقول أحد المشاركين : “نحن نسعى أن يكون للعيد عدة أبعاد، فبالإضافة للبعد الديني هناك  البعد الوطني، وهو بُعد مهم نسعى لتدعيمه من خلال المشاركة المحلية الواسعة، كما نسعى للفت أنظار العالم والتركيز على مدينة بيت لحم، ومنها على القضية الفلسطينية ودولة فلسطين، وشعب فلسطين وقضيته”.

فيما تقول إحدى السيدات : “في العام الماضي كان عندنا 2.7 مليون سائح من كل دول العالم دخلوا إلى فلسطين، وفي هذا العام الأعداد أكبر من العام الماضي، وستستمر الأعداد في الزيادة من عام إلى آخر، حيث سيستمر قدوم السياح إلى فلسطين حتى شهر يونيو من العام القادم، وستكون الغرف الفندقية مشغولة بالكامل في فترة ما بعد احتفالات أعياد الميلاد وليس فقط خلال الأعياد.

كنيسة القيامة

نبقى معكم في فلسطين.. ونأخذكم إلى كنيسة أخرى من أهم الكنائس في العالم وهي “كنيسة القيامة”.. حيث جمال المكان.. وروعة المشاهد.

فهناك داخل أسوار البلدة القديمة في القدس، وبالتحديد في الجزء الشمالي الغربي منها، تقع كنيسة القيامة، وتحيط بها مجموعة من المباني الأثرية، والتي يعود تاريخها إلى فترات زمنية مختلفة، بدءًا من العصر البيزنطي في القرن الرابع الميلادي، ومرورًا بمراحل زمنية لاحقة، وحتى وقتنا الحاضر.

بنيت كنيسة القيامة فوق الجلجلة، وهي مكان الصخرة التي يُعتقد، وفق العقيدة المسيحية، أن المسيح عليه السلام صُلِب عليها. وتعتبر من أقدس الكنائس المسيحية وأكثرها أهمية في العالم المسيحي، حيث تحتوي، وفق المعتقدات المسيحية، على المكان الذي دفن فيه المسيح واسمه القبر المقدس.

وسُمّيت كنيسة القيامة بهذا الاسم نسبة إلى معتقدات مسيحية حول قيامة المسيح من بين الأموات في اليوم الثالث من الأحداث التي أدت إلى موته على الصليب، وتوجد فيها ثلاث كنائس رئيسية، هي كنيسة الجلجلة، والقبر، إضافة لكنيسة المغارة، وجمعتها الملكة هيلانة تحت سقف واحد.

خريطة مأدبا

وما دمنا نتحدث عن كنيسة القيامة فلا يفوتنا الحديث عن خريطة مأدبا الفسيفسائية، التي اكتسبت شهرة عالمية منذ اكتشفاها قبل أكثر من قرن. وتقع الخريطة داخل كنيسة القديس جوارجيوس في مدينة مأدبا بالأردن.

ويعود تاريخها إلى نحو عام 550م، وهي أقدم خريطة أصلية للأراضي المقدسة، حيث تشكل مدينة القدس مركزًا لها، ويظهر فيها مخطط لكنيسة القيامة، كما تظهر فيها مواقع في فلسطين والأردن وسوريا ولبنان ومصر.

أعياد غزة

أما في غزة فأجواء العيد تختلف تمامًا عن بقية أنحاء العالم، وذلك بسبب الحصار الإسرائيلي الذي يسيطر على كافة مناحي الحياة هناك.

هذا ما أكده مشاركون في الاحتفالات بغزة في تصريحات خاصة لراديو صوت العرب من أمريكا، حيث قال أحد المشاركين إن أجواء العيد في غزة صعبة للغاية، بسبب عدم وجود تصاريح لزيارة الأماكن المقدسة والرفض الأمني لها، فالناس يعيشون تحت الحظر، والطفل يحصل على تصريح بينما لا يحصل عليه الأب، وقد يحصل الابن على تصريح بينما لا تحصل عليه البنت، وأشياء من هذا القبيل”.

وأضاف: “نودع عام 2018 غير آسفين عليه، فقد كان عام شؤم علينا، لأنه كان عام حرب علينا، وطبعًا نتمنى أن يكون العام الجديد خاليًا من الحروب، وخاليًا من المشاكل، وأن يكون عام سلام ومحبة لجميع الشعوب العربية، وبصفة خاصة الشعب الفلسطيني، كما نتمنى أن يكون عام المصالحة، لأن الوضع هنا يتطور من سيئ إلى أسوأ، ونتمنى أن نعيش في ظروف أفضل من هذه الظروف.

مرارة الحصار

يعاني أهل غزة من مرارة الحصار الذي يمنعهم من مغادرة القطاع والتوجه إلى الضفة وبيت لحم للمشاركة في احتفالات العيد بكنيسة المهد، وفي هذا الشأن تقول إحدى السيدات:” كنا نود أن نحضر احتفالات الأعياد في بيت لحم، ونزور أهالينا في الضفة، لكن للأسف تم منح تصريح لزوجي وللأولاد، ولم يتم منح تصريح لي، ولم يكن من الممكن أن يذهبوا هم ويتركوني وحدي، وبالتالي تم حرماننا كلنا من الذهاب لبيت لحم بهذه الطريقة، وبقيت العائلة كلها في غزة بسبب الحصار”.

وتضيف: “كل عام والجميع بألف خير، وان شاء الله يعم السلام والخير، ويزول الحصار عن قطاع غزة، وان شاء الله كل الطوائف وكل المسيحيين والمسلمين يكون بإمكانهم زيارة بيت لحم والقدس والضفة وكنيسة القيامة والمسجد الأقصى، وإن شاء الله تتحرر فلسطين، ونستطيع التجول في كل أراضينا.. وكل عام وأنتم بخير”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى