كلنا عباد الله

رئيسة وزراء نيوزيلندا تقود مبادرة دولية لعدم تكرار هجوم مسجدَي كرايستشيرتش

نادت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أردرين، بعمل إصلاحات لوسائل التواصل الاجتماعي، قائلة إن مذبحة كتلك التي شهدها مسجدان في نيوزيلندا قبل شهرين لا يجب أن تجد منصة للبث على الإنترنت.

وفي مقال على النيويورك تايمز، نبهت أردرين إلى أن العملية الإرهابية، التي راح ضحيتها نحو 90 شخصا بين قتيل وجريح، كانت غير مسبوقة في نيوزيلندا، وأنها تأتي في إطار اتجاه جديد يستهدف الترويع يبدو آخذا في الانتشار حول العالم عبر الإنترنت خصيصا على نحو مقصود.

وأشارت جاسيندا إلى أن العملية بأكملها بُثّتْ مباشرة على الإنترنت مدة 16 دقيقة و55 ثانية، وحظيت بعدد أربعة آلاف مشاهدة قبل أن تحذفها إدارة الفيسبوك، وفي غضون 24 ساعة نزّل المستخدمون 1.5 مليون نسخة من الفيديو الذي تم رفعه على يوتيوب بمعدل مرّة كل ثانية في الأربعة وعشرين ساعة الأولى.

ونوهت عن أن حجم انتشار هذا الفيديو المروّع كان مذهلا، حتى أن العديدين قالوا إنه كان يظهر بشكل تلقائي على هامش صفحاتهم.

وتساءلت: “كيف لشيء شنيع كذاك أن يحظى بهذا القدر من التوفُّر؟ إنني استخدم صفحاتي على وسائل التواصل الاجتماعي تماما كأي شخص، وأعلم أن الوصول لهذا الفيديو كان سهلا”.

وقالت رئيسة الوزراء إن بالإمكان احتساب عدد الذين شاهدوا فيديو ذلك الهجوم الإرهابي عبر الإنترنت، لكن لا يمكننا في المقابل احتساب حجم أثر تلك المشاهدة؛ وما نعلمه أنه وفي الأسبوع الأول ونصف الأسبوع الثاني من الهجوم، طلب نحو ثمانية آلاف شخص في نيوزيلندا دعما نفسيا.

إجراءات الوقاية

وأضافت جاسيندا أن “مهمتي فور الحادث كانت تأمين النيوزيلنديين كافة، وتقديم ما أستطيع من الدعم والمواساة للمتضررين، ولقد حزن العالم لمصابنا، وانهمر التعاطف والدعم على نيوزيلندا من كل حدب وصوب، لكننا لا نبتغي الحزن فقط؛ إنما نتطلع إلى اتخاذ إجراء”.

وأوضحت رئيسة الوزراء أن “أولى خطواتنا على هذا الطريق كانت تمرير قانون يحظر التسلح بالأسلحة نصف الآلية كتلك التي استخدمها الإرهابي منفذ الهجوم، كان ذلك هو السلاح المادي”، متابعة “لكن الإرهابي استخدم سلاحا آخر هو البث المباشر للهجوم على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الكراهية وتغذية الخوف؛ ساعيا إلى اختطاف أنظار واهتمام أكبر عدد من الجمهور عبر وسائط التواصل الاجتماعي”.

وأكدت رئيسة الوزراء: “ونحن بحاجة إلى التصدي لذلك السلاح الثاني (وسائل التواصل الاجتماعي) لضمان عدم تكرار ذلك الهجوم الإرهابي في أي مكان آخر”.

تجمع دولي

وأشارت جاسيندا إلى أنها تقود، جنبا إلى جنب مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تجمّعا في باريس، الأربعاء، يضم إلى جانب القادة السياسيين قادة الشركات التقنية، الذين على الرغم من اختلافهم، إلا إن أحدا منهم لا يرغب في رؤية منصات رقمية تُستخدَم لنشر الإرهاب.

وقالت أردرين: “هدفنا ليس سهلا، لكنه واضح التركيز، وهو استئصال المحتوى المتطرف على الإنترنت، ولن ينجح ذلك إلا عبر التعاون”.

ولفتت إلى أن العديد من قادة العالم أعلنوا التزامهم بالحضور إلى باريس، كما قال دهاقنة الصناعة الرقمية إنهم منفتحون على التعاون في هذا الصدد، قائلة “وآمل أن يفعلوا، ولا يتناول ذلك تقويضا أوحدًا من حرية التعبير، وإنما يتناول الطريقة التي تدير بها شركات التقنية أعمالها”.

وأكدت جاسيندا: “وسائل التواصل الاجتماعي تربط بين الناس بعضهم البعض، ويجب علينا ضمان عدم المساس بإحدى ركائز مجتمعنا متمثلة في حق حرية التعبير”.

واستدركت أردرين قائلة: “لكن هذا الحق في حرية التعبير لا يتضمن حرية بث مقاطع القتل الجماعي”.

وعليه، فإن “نيوزيلندا ستوجه دعوة باسم “كرايستشيرتش” تطالب عبرها الأمم والشركات الخاصة بعمل تغييرات تحول دون استخدام الإنترنت كأداة لنشر الأعمال الإرهابية”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى