تغطيات خاصةكلنا عباد الله

عالم أزهري: الإسلام لا يفرق بين المسلم وغير المسلم

أكد الدكتور عبد الله النجار، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، وعضو مجمع البحوث الإسلامية في مصر، أن الله اختص نبيه محمد بالرحمة، وجعل رسالته التي جاء بها للناس كافة مبنية على الرحمة للعالمين، فقد قال تعالى: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”، والله سبحانه وتعالى لم يجعل هذه الرحمة خاصة بالمسلمين فقط، بل شملت الإنسانية جمعاء، بل تخطت الإنسان فشملت كل المخلوقات التي خلقها الله سبحانه وتعالى.

وأشار النجار – خلال ندوة بعنوان “الجوانب الإنسانية في الرسالة المحمدية”، ضمن فعاليات ملتقى الفكر الإسلامي، الذي يعقده المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمسجد الحسين رضي الله عنه – “أن الإسلام لا يفرق بين المسلم وغير المسلم، فالرحمة مبنية على التواصل بين البشر أجمعين، والله خلق الناس جميعا من نسل واحد؛ ومن ثم فإنه لا يحق أن يتفاخر أحد على أحد بالنسب، لأن الميزان الحقيقي عند الله في التفاضل بين البشر هو التقوى، فقد قال تعالى: “إن أكرمكم عند الله أتقاكم”، وإذا كان الأمر كذلك فإن الجميع متساوون عند الله في الحقوق والواجبات”.

وأضاف “أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما ذهب إلى المدينة وضع وثيقة أقامها على مبدأ التساوي بين الناس جميعا بغض النظر عن قبائلهم أو حتى ديانتهم”، لافتا إلى أن “الله ترك للناس حرية اختيار ديانتهم؛ لأن البشر أكرم عند الله من أن يجبرهم على شيء، ومن ثم فإن هؤلاء الذين يجبرون الناس على اعتناق دين معين هم مخطئون ويسيئون للدين الذي يحاولون حمل الناس على اعتناقه”.

من جانبه، قال الدكتور السيد حسين عبد الباري، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، إن “رسالة الإسلام رسالة عالمية، جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة، فقد قال تعالى: “وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا”، مشيرا إلى أن هذه العالمية لن تتحقق إلا بقيامها على القواسم المشتركة بين البشر، حيث قال تعالى: “قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم”، وقال عز من قائل: “وإلهنا وإلهكم واحد”، ومن ثم فإن الإخاء بين الناس أجمعين هو الأساس الذي قام عليه الدين الإسلامي الحنيف”.

وأضاف أن “رسالة الإسلام في جانبها الإنساني قائمة على أمرين: الأول عقيدة التوحيد، التي تحرر الإنسان من عبودية البشر إلى عبودية خالق هؤلاء البشر؛ ومن ثم تتحقق المساواة بين الجميع، فالجميع عبيد لله سبحانه وتعالى، الأمر الثاني: احترام إنسانية الإنسان، فمحور الدعوة الإسلامية هو الإنسان، لافتا إلى أن ربع الشريعة الإسلامية تتحدث عن العبادات، وثلاثة أرباعها تتحدث عن المعاملات بين الناس بعضهم بعضا، بل إن العبادات نفسها جاءت لتطهر الإنسان وتجعله سامي النفس في تعامله مع غيره كالصلاة التي تجعل الإنسان يتحلى بأعظم القيم السامية من التسامح وغيره في التعامل مع غيره من بني الإنسان، قال تعالى: “وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما”.

كذلك الزكاة التي يتحقق بها التكافل داخل المجتمع المسلم؛ حيث يعطي الغني المحتاج، ومن ثم يتلاشى الحسد والحقد من داخل المجتمع فيتحقق الحب والإخاء بين الناس وهو الأساس الذي جاء من أجله دين الإسلام.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى