رمضان

خواطر رمضانية.. فضيلة الجوع

رغم أن ترك الطعام والشراب في رمضان فيه ما فيه من مشاق ومجاهدة للنفس، إلا أن فيه أيضاً الكثير من الفضائل العظيمة، والتأييد من الله عزل وجل.

يقول الإمام الغزالي في ذلك: “الصوم قهر للشيطان، لأنه يدخل إلى نفس الإنسان من باب الشهوات، وإنما تُقوّى الشهوات بالأكل والشرب”.

ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم فضيقوا مجاريه بالجوع) (متفق عليه).

فلما كان الصوم قمعًا للشيطان، وسدًا لمسالكه، فإنما هو انتصار لله تعالى، من شأنه أن يُكسب العبد تأييدًا من القوي المتين الذي يقول في كتابه الكريم ﴿إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم﴾ (محمد : 7).

فالبداية تكون بالجهد من العبد، بينما يكون الجزاء بالهداية من الله عز وجل، قال تعالى: ﴿والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا﴾  (العنكبوت: 69).

وقد قال وكيع في قوله تعالى {كلوا واشربوا هنيئًا بما أسلفتم في الأيام الخالية}، هي أيام الصيام إذ تركوا فيها الأكل والشرب.

فهنيئًا لمن ارتضى شبع الآخرة عن جوع الدنيا عوضًا وجزاءً.

معن الحسيني

دكتوراه في العقيدة والفلسفة الإسلامية

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى