رمضان

خواطر رمضانية.. أدب الإفطار

لاشك أن المقصد الأساسي للصوم هو تقليل الطعام، لذلك فمن يستكثر من الطعام الحلال وقت الإفطار، هو كمن يبني قصرًا ويهدم مصرًا.

فكيف يُستفاد من مغزى الصوم، الذي هو كسر الشهوة وقهر الشيطان، إذا عوض  الصائم عند فطره ما فاته في ضحوة نهاره، وربما يزيد عليه في ألوان الطعام والشراب!

فإن صامت المعدة من ضحوة نهار إلى وقت الغروب، حتى هاجت شهوتها وقويت رغبتها، ثم أُطعمت من اللذات وشبعت، زادت لذتها وتضاعفت قوتها، وانبعث من الشهوات ما عساها كان راكداً لو تركت على عادتها.

فإن لم تستطع تقليل طعامك عن ما اعتدت عليه قبل رمضان، فأضعف الإيمان أن تأكل كما كنت تأكل من قبل.

وما من وعاء أبغض إلى الله عز وجل من بطن مليء من حلال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ” رواه الترمذي، وقال حديث حسن.

اللهم أعنا على الصيام وكسر الشهوات، وارزقنا الحلال الطيب من الثمرات، واحشرنا مع الصابرين الشاكرين التائبين يا رب العالمين.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

** معن الحسيني

دكتوراه في العقيدة والفلسفة الإسلامية

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى