رمضان

حدث في رمضان: النبي يعود من غزوة تبوك

في 26 رمضان من السنة التاسعة من الهجرة، عاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك، والتي تخلف عن حضورها بعض الصحابة.
وميز القرآن الكريم هذه الغزوة عن غيرها، فسُميت ساعة العسرة، وجاء في شأنها الآية 117 من سورة التوبة: «لَقَدْ تَابَ اللَهُ عَلَى النبي وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَذِينَ اتَبَعُوهُ فِى سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ».
وغزوة تبوك هي الغزوة التي خرج الرسول محمد لها في رجب من عام 9 ھـ بعد العودة من حصار الطائف بنحو ستة أشهر. تُعد غزوة تبوك هي آخر الغزوات التي خاضها الرسول.
بدأت تداعيات تلك الغزوة عندما قرر الرومان إنهاء القوة الإسلامية التي أخذت تهدد الكيان الروماني المسيطر على المنطقة؛ فخرجت جيوش الروم العرمرمية بقوى رومانية وعربية تقدر بأربعين ألف مقاتل قابلها ثلاثين ألف من الجيش الإسلامي.
وانتهت المعركة بلا صدام أو قتال لأن الجيش الروماني تشتت وتبدد في البلاد خوفًا من المواجهة؛ مما رسم تغيرات عسكرية في المنطقة، جعلت حلفاء الروم يتخلون عنها ويحالفون العرب كقوة أولى في المنطقة.
لذلك، حققت هذه الغزوة الغرض المرجو منها بالرغم من عدم الاشتباك الحربي مع الروم الذين آثروا الفرار شمالًا فحققوا انتصارًا للمسلمين دون قتال، حيث أخلوا مواقعهم للدولة الإسلامية، وترتب على ذلك خضوع النصرانية التي كانت تمت بصلة الولاء لدولة الروم مثل إمارة دومة الجندل، وإمارة إيلة (مدينة العقبة حاليا على خليج العقبة الآسيوي )، وكتب الرسول محمد بينه وبينهم كتابًا يحدد ما لهم وما عليهم.
وقد عاتب القرآن الكريم من تخلف عن تلك الغزوة عتابًا شديدًا، وتميزت غزوة تبوك عن سائر الغزوات بأن الله حث على الخروج فيها -وعاتب وعاقب من تخلف عنها- والآيات الكريمة جاءت بذلك، في قوله تعالى: (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُون).

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى