إجراءات مشددة لتأمين موسم الحج ومنع تسييسه

هاجر العيادي

 لاتنفك المنظومة الضخمة الإدارية والخدمية والصحية والأمنية التي سخّرتها السعودية عن تأمين موسم الحجّ وضمان حسن سيره، مع العمل بأقصى طاقتها لضمان حسن مغادرة أفواج الحجيج المدينة المنورة إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج، فضلًا عن  العناية المتزايدة بالجوانب الخدمية من إقامة ونقل ورعاية صحيّة للحجيج، والتي تشهد تطوّرا ملحوظا من موسم إلى آخر.

كما تُولي السلطات السعودية عناية متزايدة للجانب الأمني، جنبًا إلى جنب مع تصدّيها الصارم لأي محاولة لتسييس الحج ومحاولة الإنحراف به بأي شكل من الأشكال عن طابعه الديني الصّرف.

وفي هذا الصدد قال اللواء منصور بن سلطان التركي، المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية السعودية، في تصريحات لوكالة رويترز، إن السلطات استكملت استعداداتها للحفاظ على أمن الحجاج.

حماية مكة المكرمة

وفي نفس السياق أعلنت الرياض في وقت سابق من هذا الأسبوع أنّ “سماء منطقة مكّة المكرمة محمية من أي أجسام عسكرية عبر منظومات الدفاع الجوي التي تمتلك قدرات عالية لاعتراض وتدمير أي هدف معاد”.

من المدينة إلى مكة

كما أعلنت  الخميس، مغادرة أفواج من الحجيج من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج، ووفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”، فقد “غادر ضيوف الرحمن زوار المدينة المنورة في طريقهم إلى مكة المكرمة لأداء فريضة حج”.

في الأثناء تبدأ قوافل حجاج بيت الله الحرام،  الجمعة، في الصعود إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية اقتداء بسنة النبي محمّدصلى الله عليه وسلم.

1.8 مليون حاج

ومن الإجراءات الأخرى  تم تجنيد 350 ألف شخص في مختلف القطاعات لخدمة الحجاج خلال موسم الحج الحالي وفق ما أفاد  أمير منطقة مكة، رئيس لجنة الحج المركزية خالد الفيصل، الأحد.

وفي سياق متصل اكتمل وصول حجاج الخارج، بعدد يفوق 1.8 مليون، فضلا عن صدور 235 ألف تصريح لحجاج الداخل حتى الآن وفق ماأعلنته  السعودية

لا.. لتسييس الحج

وفي هذا الصدد طلب مسؤولون سعوديون من المسلمين التركيز على الشعائر الدينية وحذروا من تسييس الحج في وقت تشهد فيه المنطقة حروبًا وتشتد فيه التوترات بين السعودية وإيران كما تعرف المنطقة  تصعيدًا من قبل جماعة الحوثي في اليمن،وتكثيف استهدافها للأراضي السعودية بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية .

ومن هذا المنطلق خاطب الأمير خالد الفيصل أمير مكة  الحجاج “أنتم هنا للحج والعبادة”. وطالبهم بأن يؤدوا “حجهم بعبادة تامة وليتركوا كل الأمور الأخرى في بلادهم عندما يعودون يناقشونها مع أهل بلادهم، أما الحج فللعبادة فقط”.

مقاومة الحر الشديد

أما فيما يخص  مجال الخدمات أيضا فقد خصصت السعودية للحجاج  خارج بيت الله عدة مراوح ضخمة ونثر رذاذ الماء لتلطيف الجو على الحجاج من شدة الحرارة .

التكنولوجيا في خدمة الحجيج

كما استعانت السعودية بالتكنولوجيا لإدارة حركة الملايين في مكان واحد وتوقيت واحد، ومن ذلك استخدام أساور التعريف الإلكترونية المتصلة بأنظمة تحديد المواقع التي تمّ اعتمادها بعد مقتل المئات في حادث تدافع عام 2015 فضلا عن توفير خدمة قطارات سريعة جديدة تربط مكة بالمدينة المنورة للمرة الأولى بعد افتتاحها في سبتمبر الماضي.