تقارير

شعارنا في اليوم العالمي للراديو: نحن صوت العرب.. نحن التنوع

أحمد الغـر

تحتفل اليونسكو كل عام في الثالث عشر من شهر فبراير بيوم الإذاعة العالمي، إذ تعدّ الإذاعة الوسيلة الأكثر دينامية وتفاعًلا ومشاركة، حيث تكيفت مع كافة التغيرات التي طرأت خلال القرن الـ21 وأتاحت سبلًا جديدة للتفاعل والمشاركة بين الناس بكل تنوعاتهم، وكما أنها تشكل منصة للحوار،

ويأتي الاحتفال هذا العام 2020 تحت شعار “نحن التنوع، نحن الإذاعة”، حيث دعت اليونسكو جميع المحطات الإذاعية حول العالم إلى دعم التنوع، وتعزيز جميع أشكاله على موجات الأثير.

صوتكم .. صوت العرب من أمريكا
بهذا المناسبة العظيمة يتقدم راديو صوت العرب من أمريكا لكل إذاعات العالم والعاملين في مجال الراديو بخالص التهاني، مؤكدًا تبنيه لشعار احتفالات هذه العام (نحن التنوع.. نحن الراديو).

وهو الشعار الذي يمكن للبرامج الإذاعية أن تبني عليه في دعم قيم التسامح والحوار وتجاوز الاختلافات التي تفصل بين المجموعات عن طريق توحيدها في إطار أهداف مشتركة.

وهذا ما تحرص عليه إذاعتكم “راديو صوت العرب من أمريكا” منذ نشأتها عام 2005م وحتى الآن. فهى تهدف إلى بناء جسر بين الإنسانية جمعاء.

وفي إطار مبادراتنا، التي تمثل جسرًا بين البشر على اختلافهم وتنوعهم، كانت مبادرة “كلنا عباد الله” التي تبنيناها خلال العام الماضي 2019، وواصلنا العمل عليها بهدف دعم قيم التسامح والتعايش المشترك بين الأديان.

ومع حلول العام الجديد 2020 تنطلق استعداداتنا لمبادرتنا الجديدة، وشعارنا الذي سنطلقه في شهر رمضان المقبل وهو “سواسية”. شعار يحمل الكثير من المعاني، ويضم الجميع تحت مظلة “كلنا بشر”، فلا فرق بين أبيض وأسود، ولا بين عربي وأعجمي، أو بين ذكر أو أنثى، ولا بين غني أو فقير.

نطور ونتنوع

في كل عام نحرص على تقديم الجديد.. هكذا عهدنا في راديو صوت العرب من أمريكا منذ بدأنا.. نطور من أنفسنا.. ونتوسع في تغطيتنا.. ونقدم المزيد من الخدمات الإعلامية المتميزة لمتابعينا ومستمعينا حول العالم.

في هذا الإطار قمنا خلال العام الماضي 2019 بإطلالة جديدة من خلال البث الحي (على مدار 24 ساعة) لبرامج وفقرات الراديو، عبر موقعنا على الإنترنت، وأضفنا خلال العام الجاري 2020 خدمة الأونلاين راديو.

وفي موقعنا الإلكتروني www.arabradio.us تواصل نجاحنا.. واستمر عملنا على تطوير الشكل والمحتوى، وقدمنا انطلاقة جديدة مع مطلع العام الجديد 2020، من خلال فريق عمل مميز ومتنوع من أمريكا ومختلف الدول العربية.

ويومًا بعد يوم يتم تطوير الموقع ودعمه بالكوادر والخبرات الجديدة من الصحفيين والإعلاميين، وإضافة كل جديد إليه من مواد صحفية تهم القارئ الأمريكي والعربي، بالإضافة إلى محتوى مقروء لأهم الفقرات وحلقات البرامج التي تذاع عبر أثير الراديو، وموضوعات مترجمة نختارها بعناية حول أهم الأحداث والموضوعات، وتقارير مميزة حول أهم القضايا الأمريكية والعربية والعالمية.

وعلى المستوى المهني، حرصنا على التميز والتنوع، ونجحنا في تكوين شبكة قوية من المراسلين على المستويين المحلي والعالمي، وفتحنا الباب أمام الكوادر الشابة، فمنحناهم الفرصة، وأثقلنا موهبتهم من خلال التدريب واكتساب الخبرات على يد نخبة من الإعلاميين المحترفين.

التنوع أيضًا كان سمة برامجنا وفقراتنا المختلفة التي نقدمها لجمهورنا، حيث طورنا الأداء، وأضفنا الجديد من الفقرات والبرامج، واستضفنا الأفضل من المحامين والأطباء والخبراء والمحللين المتميزين في مختف المجالات.

وإنطلاقًا من دورنا في المشاركة المجتمعية نسعى دائمًا لإيجاد حلول مبتكرة للمشكلات المحلية، والمضيّ قدمًا في تعزيز حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين، والحوار، والسلام، من خلال المستمعين الذين يحتلون مكان الصدارة في برامجنا الإذاعية في الوقت الحاضر، خاصةً بفضل سياسات إشراك المستمعين في البرامج.

وفي إطار احتفالنا مع إذاعات العالم باليوم العالمي للإذاعة .. نتقدم بخالص الشكر والتقدير لكل من ساهم في نجاحنا، رعاتنا الأفاضل وداعمينا، ومستمعينا ومتابعينا في أمريكا وحول العالم.

عالم الراديو
في خمسينيات القرن العشرين، بدأ التليفزيون ينافس بقوة، وبدا أن عصر الإذاعة الذهبي قد انتهى، وقد إعتقد الكثيرون أنه سيقلل من الأهمية التي حظيت بها الإذاعة لقِلة عدد مستمعيها، لكن هذا الاعتقاد سرعان ما تبدد، حيث تزايدت أعداد المستمعين، بفضل التطور الهائل في الأداء الاذاعي بما يناسب العصر.

رغم التطور الهائل الذي شهدته وسائل المشاهدة البصرية؛ يبقى الراديو الوسيلة الأكثر استهلاكًا على نطاق واسع حول العالم، نظرًا لقدرته الفريدة على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور، إضافةً إلى تنوع قنوات البث مثل موجتي AM ، وFM ، والموجات الطويلة، فضلاً عن الكم المتزايد من الإذاعات الرقمية والمحطات الإذاعية عبر الإنترنت والمدونات الصوتية.

فهذا الكم الهائل من الإذاعات يوازيه تنوع كبير في المحتوي والبرامج الإذاعية المنتجة، إلى جانب تعدد الآراء، وتنوع أشكال التعبير الثقافي، فعلى مدى عقود، ساهمت محطات الإذاعة في نقل شواغل الجمهور من مختلف فئات المجتمع، التي لولا الإذاعة لما استطاعت إسماع صوتها والتأثير بهذا القدر على الرأي العام.

مفهوم التنوع
يمكن للراديو أن يقف كساحة لجميع الأصوات للتحدث والتمثيل والسماع، وهو بذلك يساهم في تحقيق مفهوم التنوع في المجتمع أكثر من أي وسيلة أخرى، فالمحطات الإذاعية تقدم مجموعة واسعة من البرامج ذات المحتوى المتنوع، عارضةً لمختلف وجهات النظر، وعاكسةً تنوع آراء الجماهير حيال الموضوعات المختلفة.

لقد أصبحت الإذاعة من خلال الحرية التي توفرها، وسيلة فريدة لتعزيز التنوع الثقافي، خاصة لدى الشعوب التي يمكنها أن تجد في الإذاعة وسيلة يَسهُل الوصول إليها لتبادل خبراتها وتعزيز ثقافاتها والتعبير عن أفكارها، فالصناعة الإذاعية في حد ذاتها صناعة متنوعة، تجسد تشعب مجتمعاتنا وثرائها، وهذا التنوع هو أيضًا ميزة، لأنه يعبر عن محتوى أكثر إبداعًا وابتكارًا لما يتم تقديمه للجمهور.

بلد الأصوات
المديرة العامة لليونسكو “أودري أزولاي”، ذكرت في رسالتها بهذه المناسبة، أن الإذاعة قادرة بشكل فعّال على تجسيد وتعزيز التنوع بجميع أشكاله، إذ يمكن للمرء أن يشعر بالدفء والأمان في “بلد الأصوات”، وهو المسمى الذي أطلقه “والتر بنيامين” على الإذاعة في كتاباته الإذاعية.

وأضافت “أزولاي”، أن الإذاعة تمثل وسيلة إنسانية تسهم في مكافحة التحيز والتمييز، إذ تدعو المستمعين إلى توسيع آفاقهم، واكتشاف وجهات نظر جديدة، وتعزيز التفاهم بين الثقافات، كما يمكن للبث الإذاعي أن يوفر منبرا للحوار والنقاش حول القضايا المختلفة، مما يساعد على رفع مستوى الوعي بين المستمعين، ويلهم الفهم لوجهات نظر جديدة ويمهد الطريق لعمل إيجابي.

قصة الـ 13 من فبراير
طوّر “ماركوني” اختراعه لجهاز يستخدم الموجات الكهرومغنطيسية في إنتاج الإشارات الصوتية لمسافات بعيدة، إلى أن تمكن من إرسال الموجات عبر المحيط الأطلنطي عام 1901م، ليقوم بعدها بتطوير الموجات القصيرة واستكمال أبحاثه في هذا المجال الذي شكل الأساس الذي قامت عليه صناعة الراديو الإذاعي والتليفزيون فيما بعد.

وقد أعلن المؤتمر العام لليونسكو في دورته الـ 36 عام 2012، عن اعتبار يوم 13 فبراير بوصفه اليوم العالمي للإذاعة، ومن ثمّ اعتمدته الجمعيّة العامة للأمم المتحدة كواحد من الأيام الدوليّة، ويرجع اختيار تاريخ 13 فبراير تحديدًا للإحتفاء بهذه المناسبة، كونه يصادف اليوم الذي بدأ فيه بث أول إذاعة للأمم المتحدة عام 1946م.

لكن وراء تحديد هذا اليوم للاحتفال بالراديو، قصة طريفة تظهر مدى تأثيره في جمهور المستمعين منذ بدايته، فعندما رغبت أسبانيا – وهي التي قدمت اقتراح اليوم العالمي للراديو- أن يكون ذلك اليوم المقترح هو 30 أكتوبر، لكون ذلك اليوم من عام 1938 قد شهد بثّ إذاعة “بي بي سي – الأم” معالجة درامية لرواية الكاتب الإنجليزي “إتش جي ويلز”، (حرب العوالم)، التي يتخيل فيها احتلال كائنات من المريخ للأرض.

وكانت مدة المعالجة الدرامية الإذاعية ساعة، قُدم معظمها على هيئة نشرة أخبار، وقد أدى هذا إلى انتشار الاضطراب والقلق بين جمهور المستمعين، الذين اعتقدوا أن ما يسمعونه من أحداث هو نشرة أخبار حقيقية، لكن في نهاية مناقشات اليونسكو آثر الأعضاء أن يكون يوم 13 فبراير هو اليوم العالمي للإحتفال بالإذاعة.

سحر الإذاعة
“الإذاعة تكلمنا حتى إذا كنا لا نستمع إلى أحد”، بهذه الكلمات وصف “ثيودور أدورنو” سحر الإذاعة، هذا السحر الذي تسعى كل الإذاعات إلى إدامته في اليوم العالمي للإذاعة، فالأذن تعشق قبل العين أحيانًا، خاصةً حين يتحول سحر الصوت إلى فرشاة ترسم صورًا للبصيرة وتفتح آفاق الخيال.

فمنذ بدء أول بث إذاعي في أوائل العشرينيات من القرن الماضي، وحتى حلول عصر المعلوماتية والتكنولوجيا الرقمية الآن، باتت هناك أكثر من 44000 محطة إذاعية في العالم، كما دخل الراديو أكثر من 75% من البيوت في الدول النامية، كما أنه يصل إلى أكثر من 70% من سكان العالم عبر الهواتف المحمولة.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى