تقارير

كيف نمنح أبناءنا السعادة ؟؟ الاعلامية ليلى الحسيني تسأل ، و د. شادي ظاظا يجيب : الإيجابية ومساعدة الغير أول الطريق نحو السعادة

أعدت الحلقة للنشر : مروة مقبول

تحرير : علي البلهاسي

فاجأتنا جامعة “ييل” مؤخرًا بخبر سعيد.. حيث اتخذت الجامعة قرارًا مهمًا بتدريس مادة السعادة لأبنائنا الطلاب، وحظي القرار بردود فعل إيجابية داخل الجامعة وخارجها، خاصة أنه جاء بعد تقرير مهم نشرته الجامعة حول ظاهرة ملفتة للنظر، فقد تبين أن الطلاب يعانون بشدة من الإحباط والضغوط النفسية، وهو ما دفع بالجامعة للبحث عن سبيل لإخراجهم من هذه الحالة السلبية، فكان القرار بتدريس مادة السعادة في الجامعة، ليتعلم الطالب كيف يكون سعيدًا في حياته، وكيف يكون إيجابيًا في مجتمعه، ولا يترك نفسه فريسة سهلة في يد اليأس والإحباط.

ونجحت المادة الدراسية الجديدة في جذب أكثر من 1200 من طلاب الجامعة، الذين يحضرون مرتين في الأسبوع في قاعة دراسة واسعة في مقر الجامعة بولاية كونيتيكت، لتصبح أكثر المواد جذبا للطلاب على الإطلاق، حيث تساعدهم على التغلب على الاكتئاب الذي بلغ أعلى درجاته على الإطلاق في الجامعات. ومن الواجبات المنزلية لهذا الفصل الدراسي إظهار المزيد من العرفان بالجميل والقيام بأعمال خيرة، وزيادة التواصل الاجتماعي.

*** الخبر السعيد والظاهرة الملفتة كانا محور لقاء أجرته الإعلامية ليلى الحسيني مع الدكتور شادي ظاظا، مؤسس منظمة رحمة الإغاثية، والذي أكد أن الاهتمام بالشباب والأبناء أصبح هو تحدي العصر الآن .. فأبناؤنا هم الورقة الرابحة الوحيدة في طريق عبورنا إلى المستقبل.

*** وأشار إلى أن أبناءنا يتأثرون بالظروف والتحديات التي يعاني منها المجتمع ككل، فهم المتلقي الأول لكل التحديات، وربما هذا ما جعلهم يفتقدون للشعور بالسعادة. وأن تصل جامعة في مستوي “ييل” إلى نتيجة بأن أبناءنا يعانون من الإحباط والضغوط النفسية وأنهم في حاجة إلى تدريس السعادة، فهذا أمر يجب أن نتوقف عنده، لندرس ما هي الأسباب التي أدت بهذه الفئة العمرية لأن تتأثر بأشياء من المفروض أنهم قادرون على تجاوزها.

*** وأوضح د. شادي أن الشباب مرادف لكل معاني الحيوية والنشاط، ففي هذا العمر يكون الإنسان في مقتبل الحياة ويتمتع بكل خصائص الايجابية. وبالتالي يجب أن ينتبه الأهالي والمجتمع ككل إلى أن افتقاد الشباب لهذه المعاني والقيم الإيجابية يمكن أن يؤثر علي مستقبل البشرية بأكملها. وأن يعوا جيدًا أن تقصيرنا مع أبنائنا قد ندفع ثمنه لاحقًا. لذا يجب أن نضع في صدارة أولوياتنا أن نراعي أبناءنا ونمنحهم الإيجابية والتفاؤل نحو المستقبل، وإلا نكون سببًا في إصابتهم بالحزن والإحباط.

*** وأكدت الإعلامية ليلى الحسيني خلال المقابلة على أهمية الموضوع، مشيرة إلى أن وصول الأمور إلي حد أن نحتاج لتدريس مادة السعادة في الجامعات فهذا معناه وجود خلل ما في تعاملنا مع هذا الفئة العمرية. وأضافت أن مشاعر الإحباط واليأس التي يعاني منها الشباب ربما تفسر لنا بعض حوادث العنف التي نشهدها من فترة لأخرى، فربما كان ذلك بسبب الإحباط الذي يعيشه طلابنا في الجامعات. وطالبت بتعليم أبناءنا القيم الإيجابية، وزيادة التواصل الاجتماعي مع الغير، والقيام بأعمال خيرية، فربما أدى هذا إلى تعزيز شعورهم بالسعادة.

*** واتفق معها في ذلك الدكتور شادي، مؤكدًا على أهمية تعليم أبناءنا قيمة العطاء ومساعدة الغير، مشيرًا إلى أن تركيز الفرد علي بناء نفسه ونجاحه يؤدي به إلى الأنانية، ويجعله ينسي المعني الحقيقي للإنسانية الذي يقوم على التكافل الاجتماعي. وهذا أيضًا من الأسباب التي تدفع الإنسان أحيانًا إلى الانتحار، وإلى إنهاء حياته، لأنه لا يري نفسه فاعلاً في المجتمع، وأن حياته لا قيمة لها.

*** وأضاف أن الكثير من الذين يعانون من هذه المشكلة لا يعرفون ما هو الحل، والحقيقة أن الإنسان بفطرته يحب الخير والعمل الصالح وإسعاد الناس. فالإنسان الذي لا يتمتع بحركة ايجابية تجاه غيره من البشر هو إنسان مريض. فإذا كان الإنسان لا يملك شيئًا يقدمه للإنسانية بشكل منتظم، حتى لو لمرة في الشهر، فما فائدته في هذه الحياة.

*** ولفت د. شادي إلى أن المجتمع يركز حاليًا على نجاح الفرد. ولكن نجاح الفرد يجب أن يكون ضمن نجاح المجتمع، فيجب أن يكون هناك حد أدنى لمشاركة الإنسان في الأعمال الخيرية، خاصة في هذا العصر الذي تكثر فيه معاناة البشر من الكوارث والحروب والصراعات. وختامًا أقول أن لكل منا دور في صنع سعادته، وهذا يتطلب أن يرى نفسه إيجابيًا نحو المجتمع، وأن تكون له بصمة في طريق الخير ومساعدة الغير.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى