تقارير

صراع على هوية “آيا صوفيا”.. ماذا قال المؤيدون والمعارضون؟

علي البلهاسي

لا تزال أصداء إعادة افتتاح “آيا صوفيا” كمسجد تتردد بالعديد من الأماكن في العالم كله، ما بين مؤيد ومعارض لتلك الخطوة التي أقدم عليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

فمؤيدو أردوغان، أو بالأحرى مؤيدو قراره حول “آيا صوفيا”، يصفون هذا القرار بأنه تاريخي ويمثل نصرًا للإسلام والمسلمين.

ومعارضوه يشككون في نواياه من وراء هذه الخطوة، ويرون أنها تثير الفتنة بين المسيحيين والمسلمين، وتصب في صالح مطامع الرئيس التركي في تصدير نفسه كخليفة للمسلمين، وفق زعمهم.

وكان الرئيس أردوغان قد شارك في إقامة أول صلاة جمعة في “آيا صوفيا”، الذي يمتد تاريخه لأكثر من 1660عامًا، ويعتبر من أهم المعالم الدينية والتراثية في العالم.

وتعد هذه أول صلاة تقام في المكان منذ 86 عامًا، وذلك بعد إعادة افتتاحه كمسجد، بمرسوم من الرئيس التركي أصدره فور صدور قرار من المحكمة الإدارية العليا بإلغاء المرسوم السابق الذي أصدره كمال أتاتورك، أول رئيس لتركيا، عام 1934، والذي تحول بمقتضاه المسجد إلى متحف.

وقال مجلس الدولة الذي يعد أعلى محكمة إدارية في تركيا في حكمه إنه خلص إلى أن ملكية المكان تعود إلى السلطان محمد الفاتح وأن ”سند الملكية قد خصصه كمسجد ومن ثم فإن استخدامه في غير هذه الطبيعة غير جائز قانونًا“، وفقًا لـ “رويترز“.

وأضاف أن ”القرار الحكومي الصادر في عام 1934 الذي أوقف استخدامه كمسجد وخصصه كمتحف لم يكن متفقا مع القوانين“، في إشارة إلى مرسوم وقعه أتاتورك.

انتقادات دولية

وواجه قرار أردوغان انتقادات دولية كبيرة، خاصة وأن مبنى “آيا صوفيا”، تم تصنيفه من جانب (اليونسكو) على أنه “موقع للتراث العالمي”، وأعربت المنظمة عن قلقها من القرار التركي، فضلًا عن عدد من الزعماء والقادرة الدينيين والسياسيين حول العالم.

وقال البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، إن تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد “يؤلمه للغاية”. فيما دعا مجلس الكنائس العالمي أردوغان إلى التراجع عن قراره، وفقًا لـ”بي بي سي“.

من جانبه وصف البطريرك بارثولوميو، الزعيم الروحي للروم الأرثوذكس في اسطنبول، الأمر بأنه “مخيب للآمال”. وقال إن ”تحويل آيا صوفيا إلى مسجد سيثير غضب ملايين المسيحيين حول العالم“ وسيتسبب في ”شرخ“ بين الشرق والغرب، وفقًا لـ”رويترز

فيما ندد رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس بالقرار ”بأشد العبارات“، وقال إن هذا القرار لن يؤثر فقط على العلاقات بين تركيا واليونان، وإنما أيضا على علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي“.

ودقت الكنائس في أنحاء اليونان أجراسها يوم الجمعة بالتزامن مع إقامة الصلاة في آيا صوفيا، الذي يعتبره معظم اليونانيين في المقابل مركزًا لعقيدتهم الأرثوذكسية، كما أقدم عدد من اليونانيين على إحراق العلم التركي.

أما اليونسكو فقد أعربت عن “أسفها الشديد” لقرار تحويل “آيا صوفيا”، المُدرج في قائمة التراث العالمي، إلى مسجد، داعية إلى ضرورة عدم إجراء أي تعديلات تؤثر على القيمة الأثرية والتاريخية للمبنى، وضرورة إخطار اليونسكو مُسبقًا بأي تعديلات من هذا القبيل.

وقالت المديرة العامة للمنظمة، في بيان نقلته شبكة (CNN): “آيا صوفيا تحفة معمارية وشهادة فريدة للتفاعلات بين أوروبا وآسيا على مر القرون”، مُضيفة أن وضعها كمتحف يعكس الطبيعة العالمية لتراثها، ويجعلها رمزًا قويًا للحوار.

من جانبها أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن “خيبة أملها” إزاء تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة، مورغان أورتاغوس “نحن نتفهم أن الحكومة التركية ما تزال ملتزمة بالمحافظة على وصول جميع الزوار إلى آيا صوفيا، ونتطلع إلى الاستماع لخططها لمواصلة الإشراف على آيا صوفيا لضمان استمرار إمكانية الوصول إليه، دون عائق أمام الجميع”، وفقًا لموقع “الحرة“.

ورأى تقرير لـ”رويترز” أن قرار تحويل المتحف إلى مسجد يأتي متسقًا مع سياسة أردوغان الذي سعى على مدى 17 عامًا في السلطة إلى تغيير وجه تركيا العلماني، حيث نزع الحظر على الحجاب في الأماكن العامة، ورفع لواء الدفاع عن التعليم الديني، وبنى آلاف المساجد في جميع أنحاء البلاد.

وأشار إلى أن تركيا بنت 13 ألف مسجد منذ تولي أردوغان السلطة، حسبما تظهر بيانات مديرية الشؤون الدينية، ليصل الإجمالي إلى 89259 في العام الماضي.

مواقف عربية متباينة

على الصعيد العربي والإسلامي جاءت ردود الفعل متباينة، وبدا واضحًا وفق مراقبين أن بعض هذه المواقف تأثر بالموقف السياسي من تركيا كدولة ومن رئيسها أردوغان المتهم من عدد من الدول العربية بدعم الإرهاب والتدخل في الشئون الداخلية لدول المنطقة.

حتى أن بعض المواقف المعارضة لخطوة أردوغان بشأن “آيا صوفيا” جاءت أكثر تشددًا من مواقف دول غربية أو حتى مسيحية.

فيما استندت مواقف أخرى لضرورة البعد عن أي تصرفات تثير الفتن بين المسيحيين والمسلمين، والتركيز على ما يجمع الطرفين ويعزز الحوار بين الأديان.

الإمارات على سبيل المثال خرج منها موقفان متابينان، فقد انتقدت وزيرة الثقافة الإماراتية، نورة بنت محمد الكعبي، قرار أردوغان، قائلة في بيان نشره موقع “اليوم السابع” أن تغيير وضع متحف “آيا صوفيا” لم يراع القيمة الإنسانية لهذا المعلم التاريخي، الذي لطالما شكل جسراً لتقريب الشعوب وتعزيز الروابط المشتركة بينها، مشيرة إلى أن حماية التراث الإنساني وصونه يعزز قيم التسامح والتعايش بين الأمم والشعوب المختلفة.

وفي مقابل الداعين إلى عودة آيا صوفيا ككنيسة أو متحف، مستندين إلى أنه كان كنيسة في البداية، جاء موقف حاكم الشارقة، الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، الذي طالب بإرجاع مسجد قرطبة لملكية المسلمين، وعودته كمسجد كما كان عليه منذ البداية.

وقال الشيخ سلطان- في حديث تلفزيوني- إنه تم تحويل المسجد إلى كاتدرائية، تحت سلطة الكنيسة، رغم أن ملكيته ترجع للمسلمين، وفقًا لموقع “الجزيرة نت“.

ويتسق حديث حاكم الشارقة مع رأي كثير من المؤيدين لقرار أردوغان بشأن “آيا صوفيا”، حيث يرى هؤلاء أن الداعين إلى عودة “آيا صوفيا” إلى كنيسة كان عليهم أن يطالبوا أيضًا بعودة مسجد قرطبة الكبير إلى ما كان عليه قبل تحويله إلى كنيسة.

ورغم مرور أكثر من 700 عامًا على تحويل مسجد قرطبة إلى كاتدرائية سميت باسم سيدة الانتقال، لا يزال سكان قرطبة يسمونها “مسكيتا” أو المسجد باللغة الاسبانية/ وفقًا لموقع “بي “بي سي“.

ومثل آيا صوفيا، صنّفت المسكيتا كأحد معالم التراث العالمي من قبل اليونسكو، وتتبع اليوم لأبرشية قرطبة الكاثوليكية.

ومن المعروف تاريخيًا أن مسألة تحويل الكنائس إلى مساجد، والمساجد إلى كنائس، كانت من أبرز تبعات الحروب والفتوحات التي كان طرفها مسلمون ومسيحيون.

وغالباً ما كان الجيش المنتصر في المعركة يبحث عن أبرز المعالم الدينية وأضخمها وأثراها في المدينة التي كسبها، ويغيرها من مسجد إلى كنيسة أو العكس، كدليل على غلَبته ولفرض شرعيته على المكان الجديد.

من ناحية أخرى وفي إطار معارضة القرار أكد الوكيل السابق للأزهر، عباس شومان، أن القرار التركي بتحويل كنيسة آيا صوفيا لمسجد لا يتفق مع الإسلام، ويتنافى مع تعاليمه السمحة التي تحترم دور العبادة لكل الديانات​​​.

ووفقًا لموقع “روسيا اليوم” قال شومان إن: “الإسلام يحترم دور العبادة لمختلف الديانات، ولا يجوز تحويل الكنيسة لمسجد، مثلما لا يجوز تحويل المسجد لكنيسة، هذا المبدأ مرفوض في الفكر الأزهري، ويجب احترام دور العبادة لكل أتباع الديانات”.

فيما هنأ مفتي سلطنة عُمان، الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، الرئيس والشعب التركي بتحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد، واصفًا أردوغان بالقائد “المحنك” الذي استطاع رد معلم آيا صوفيا من جديد إلى بيت من بيوت الله”، على حد تعبيره.

وفي بيان نقلته (CNN) قال مفتي عٌمان أيضًا: “كانت خطوة موفقة من هذا الشعب المسلم البطل وقائده المغوار، إذ لم يثنهم ضجيج الحاقدين على الإسلام عن المضي قدمًا في رد هذا المعلم إلى ما كان عليه منذ عهد السلطان المظفر المنصور محمد الفاتح وإلى آخر عهد سلاطين آل عثمان، حيث كان تقم فيه شعائر الدين وتنطلق منه دعوة الإسلام.

ويركز معارضو قرار أردوغان على أنه يريد اللعب بمشاعر المسلمين واستغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية، معبرين أنه حاول ذلك عندما ظهر وهو يضع على رأسه طاقية بيضاء، ويتلو آيات من القرآن قبل خطبة الجمعة، في أول صلاة في “آيا صوفيا”.

كما انتقد هؤلاء ظهور علي أرباش، رئيس إدارة الشؤون الدينية في تركيا، من على المنبر وهو يحمل سيفا في يده، مشيرين إلى أن هذا قد يرسل رسائل سلبية ضد الإسلام، وتصدير فكرة أن الإسلام انتشر بالسيف، ووصل الأمر إلى حد تشبيهه بـ”أبو بكر البغدادي”.

لكن ووفقًا لشبكة (CNN) نقلًا عن وكالة الأناضول التركية، فإن السيف الذي حمله أرباش سيف عثماني يعود لمحمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية.

وأشارت الوكالة الرسمية إلى أن الفاتح حمل هذا السيف عندما ألقى الخطبة الأولى له في الجامع الكبير بمدينة أدرنة التي كانت عاصمة الدولة العثمانية في ذلك الحين.

ولفتت الأناضول إلى أن حمل السيف على المنبر بات تقليدا عند السلاطين العثمانيين لستة قرون تالية، وذكرت أن دلالة ذلك “إظهار سيادة الإسلام ونوره في الأمصار التي فتحها المسلمون طيلة قرون”.

من جانبه هنأ رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمناسبة إعادة فتح آيا صوفيا للصلاة، واصفا هذا اليوم بـ “التاريخي”.

ووفقًا لموقع “سبوتنيك” قال خان في تغريدة نشرها على حسابه بموقع “تويتر”: “أهنأ الجمهورية التركية والرئيس رجب طيب أردوغان في هذا اليوم التاريخي بعد إقامة أول صلاة منذ 86 عاما في مسجد آيا صوفيا”

تطمينات تركية

ورغم الانتقادات الدولية، لم تثر الخطوة معارضة ملحوظة داخل تركيا، حيث حظيت بشعبية بين المحافظين المؤيدين للرئيس التركي وحتى بين بعض معارضيه.

لكن كان هناك أيضًا معارضون لهذه الخطوة في الداخل التركي مثل أورهان باموق، الأديب التركي الحائز جائزة نوبل للآداب، والذي قال إن تحويل معلم آيا صوفيا التاريخي مرة أخرى إلى مسجد “يعني القول لباقي العالم للأسف أننا لم نعد علمانيين”.

ووفقًا لموقع “روسيا اليوم” قال باموق إن القرار “سيزيل الفخر الذي كان لدى بعض الأتراك في كونهم أمة علمانية مسلمة”.

وأضاف في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية أن “هناك ملايين الأتراك العلمانيين مثلي يبكون ضد هذا القرار، لكن أصواتهم غير مسموعة”.

من جانبها طمأنت الحكومة التركية منتقديها بأن الأعمال الفنية واللوحات الجدارية المسيحية الموجودة في المبنى لن يتم المساس بها، وأنه سيتم استخدام التكنولوجيا لإخفائها خلال الصلوات.

ووفقًا لموقع “دويتشه فيله” أعلنت السلطات التركية أن “مسجد آيا صوفيا” سيبقى مفتوحاً للزوار خارج ساعات الصلاة، في خطوة تهدف إلى تخفيف الانتقادات الدولية لتحويل المتحف السابق إلى مسجد.

فيما دعا أردوغان الدول الأخرى إلى احترام القرار التركي، مؤكدًا أنه “مثل جميع مساجدنا ستكون أبواب “آيا صوفيا” مفتوحة للجميع، مسلمين أو غير مسلمين..و باعتباره تراثًا عالميًا مشتركًا، سيواصل آيا صوفيا بوضعه الجديد احتضان الجميع بطريقة أكثر صدقًا”، بحسب تعبيره الذي نقلته (CNN).

وأضاف الرئيس التركي، “سوف نتعامل مع كل رأي يتم التعبير عنه على الساحة الدولية باحترام. لكن الطريقة التي سيتم بها استخدام آيا صوفيا تقع ضمن حقوق تركيا السيادية.. ونحن نعتبر كل خطوة تتجاوز التعبير عن رأي انتهاكاً لسيادتنا”.

وأوضح أردوغان أنه “آيا صوفيا” عاد إلى مسجد مرة أخرى، على النحو الذي أراده له فاتح اسطنبول.

ووفقًا لـ”رويترز” أضاف قائلًا إن تركيا يمكنها الآن تجاوز ”لعنة الله والأنبياء والملائكة“ التي قال السلطان محمد الفاتح إنها ستحل على من يحوله من مسجد إلى أي شيء آخر.

وصية محمد الفاتح

وبحسب أردوغان فإن “آيا صوفيا” تقع ضمن ملكية السلطان محمد الفاتح، والذي قال في الوقفية التي يرجع تاريخها إلى 1 يونيو 1453:

“أي شخص قام بتغيير هذه الوقفية التي حولت آيا صوفيا إلى مسجد، أو قام بتبديل إحدى موادها، أو ألغاها أو حتى قام بتعديها، أو سعى لوقف العمل بحكم الوقف الخاص بالمسجد من خلال أي مؤامرة أو تأويل فاسق أو فاسد، أو غير أصله، واعترض على تفريعاته، أو ساعد وأرشد من يقومون بذلك، أو ساهم مع من قاموا بمثل هذه التصرفات بشكل غير قانوني، أو قام بإخراج آيا صوفيا من كونه مسجدًا، أو طالب بأشياء مثل حق الوصاية من خلال أوراق مزورة، أو سجله (المكان) في سجلاته عن طريق الباطل أو أضافه لحسابه كذبًا، أقول في حضوركم جميعًا أنه يكون قد ارتكب أكبر أنواع الحرام واقترف إثما”.

كما جاء في وثيقة الفاتح أيضا أنه “من غيّر هذه الوقفية شخصًا كان أو جماعة، عليه أو عليهم إلى الأبد لعنة الله والنبي والملائكة والحكام وكل المسلمين أجمعين، ونسأل الله ألا يخفف عنهم العذاب، وألا ينظر لوجوههم يوم الحشر، ومن سمع هذا الكلام، وواصل سعيه لتغيير ذلك، سيقع ذنبه على من يسمح له بالتغيير، وعليهم جميعًا عذاب من الله، والله سميع عليم”.

ووفقًا لوكالة “سبوتنيك” قال أردوغان أنه بقراره بإعادة “آيا صوفيا إلى مسجد يكون قد نجا من ويلات هذه الدعوات التي أطلقها السلطان محمد الفاتح.

تاريخ آيا صوفيا

وفقًا لموقع “عربي بوست” يعتبر مبنى آيا صوفيا صرحاً فنياً ومعمارياً فريداً من نوعه، وهو موجود في إسطنبول منطقة السلطان أحمد بالقرب من جامع السلطان أحمد.

وكان المبنى من قبل كنيسة ضخمة بناها جستنيان الأول البيزنطي سنة 537 في عهد الإمبراطورية البيزنطية المسيحية، وكانت مقراً لبطريركية القسطنطينية، الاسم السابق لإسطنبول.

واستمر المبنى ككنيسة لمدة 616 عامًا، وقد سقطت قبتها عدة مرات، وآخر مرة أعيد بناؤها سنة 1346، وقد أجريت عدة تقويات وترميمات للمبنى في العهد العثماني.

وعندما فتحت القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح في 1453، أمر السلطان محمد الفاتح بتحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد، وبنيت المآذن الإسلامية حول قبتها البيزنطية.

وبقيت آيا صوفيا مسجدًا إلى ما بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية لمدة 481 عامًا، وفي عام 1934 أمرت السلطات التركية الجديدة في عهد مؤسسها العلماني كمال أتاتورك بتحويل المسجد إلى متحف مفتوح للجميع.

وفي 12 يوليو 2020 ألغت المحكمة الإدارية العليا في تركيا قرار أتاتورك بتحويل آيا صوفيا من مسجد إلى متحف، استنادا إلى ما وصف بوثائق تاريخية تؤكد شراء السلطان محمد الفاتح مبنى “كنيسة” أيا صوفيا من القساوسة قبل تحويله إلى مسجد.

وعلى الفور، وقع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على مرسوم بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد، مُعلنا فتحه أمام المسلمين، لتقام فيه أول صلاة جمعة منذ 86 عامًا في 24 يوليو 2020.

في المجمل فإن التباين كان واضحًا في الآراء حول قضية آيا صوفيا، فالمتحمسون للقرار التركي يرون أن “أيا صوفيا” كانت في الأساس مسجدًا، ليرد المعارضون بأنها كانت كنيسة لفترة أطول زمنياً مما كانت عليه كمسجد.

ويتمدد الجدل بين الطرفين نحو الحديث عن تحويل مساجد الأندلس إلى كنائس، بما في ذلك مسجد قرطبة الكبير.

فيما أشار آخرون إلى أن المكان كان من الأفضل أن يظل متحفًا، لسد الطريق أمام أي نزاع أو خلاف حول كونه دار للعبادة، لكن المؤيدين لقرار أردوغان يرون أنه كان قرارًا مطلوبًا لكسر قيود العلمانية في تركيا، وإعادة تأكيد هويتها الإسلامية.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى