تقارير

صحة ترامب تثير الجدل.. كيف توقع طبيبه دوام صحته الجيدة خلال فترة رئاسته؟

ترجمة: مروة مقبول – تحرير : علي البلهاسي

وصف محام ومسئول سابق في إدارة أوباما التقرير الطبي الذي صدر بشأن صحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا بأنه “عار”.

وانتقد المسئول السابق تصريح طبيب البيت الأبيض، شون كونلي، الذي أشاد فيه بالحالة الصحية  للرئيس دونالد ترامب، وأكد فيه أنه يتمتع “بصحة جيدة للغاية”، متوقعًا أن تدوم صحته خلال فترة رئاسته.

ووفقا لصحيفة “بيزنيس انسايدر”، قال كونلي في بيان أعلنه يوم الجمعة الماضية بعد 4 ساعات من الفحوصات الطبية للرئيس: “في الوقت الذي يتم فيه الانتهاء من التقارير والتوصيات، يسعدني أن أعلن أن رئيس الولايات المتحدة يتمتع بصحة جيدة للغاية، وأتوقع أنه سيظل كذلك طوال فترة رئاسته وما بعدها”.

صعوبة التنبؤ

فيما انتقد رونالد كلاين، الذي كان مسئولاً عن استجابة الولايات المتحدة لوباء الإيبولا في أجزاء من غرب أفريقيا خلال فترة رئاسة أوباما، بيان الطبيب.

وكتب كلاين على تويتر قائلاً: “لا يستطيع أي طبيب التنبؤ بصحة أي شخص في المستقبل”. “هذا عار على مكتب له تقاليده المهنية العريقة. لقد تحولت مؤسسة أخرى إلى (أضحوكة) من قبل رئيس مصمم على جعل أي شخص على استعداد لتقديم (أداة) من أكاذيبه”.

وشغل كلاين منصب رئيس الأركان لنائب الرئيس السابق آل جور وجو بايدن، بالإضافة إلى دوره في إدارة أوباما.

الاختبار الأول

وكان ترامب قد تسلم نتائج مماثلة لحالته الصحية بعد أول اختبار طبي له كرئيس في يناير 2018. وفي تقرير العام الماضي كتب طبيب البيت الأبيض، الأدميرال روني جاكسون، الذي كان أيضًا طبيبًا لأوباما “تقرير صحة الرئيس بشكل عام ممتاز”.

وتابع الطبيب “صحة القلب ممتازة في هذه المرحلة من حياته وأعتقد أن قسمًا كبيرًا من ذلك مردّه إلى أنه لم يكن مدخنا أو يتعاطي يوما الكحول”.

ومن المعروف عن ترامب أنه لا يحتسي الكحول ولا يدخّن السجائر، لكنّه يشرب الكثير من الكوكا كولا لايت، ويتناول وجبات سريعة بكثرة. ويؤكد ترامب أنه لم يشرب يومًا كأس بيرة.

ولم يذكر الطبيب جاكسون وقتها أن ترامب سيتبع نظام غذائي يحتوي على دهون وكربوهيدرات أقل، وأنه يمارس التمارين الرياضية بانتظام، كما أنه يتناول أدوية للسيطرة على ارتفاع الكولسترول.

لكن التقرير انتهى بالقول: “تشير جميع البيانات السريرية إلى أن الرئيس يتمتع بصحة جيدة للغاية، وأنه سيظل كذلك طوال مدة رئاسته”.

وكانت صحيفة “بيزنيس انسايدر” قد ذكرت العام الماضي أن تقرير صحة ترامب أشار إلى أن معدل ضربات قلبه في الراحة 68 نبضة في الدقيقة، وضغط الدم 74/122، والكولسترول الإجمالي 223 (HDL 67 ، LDL 143). أما اختبار قدرة الإجهاد فكان أعلى من المتوسط ​ ​وكان التقييم المعرفي عاديًا.

مشكلة الوزن

وبعد إجراء الفحص الطبي له العام الماضي تبين أن ترامب يزن 108 كيلو، وأعلن طبيبه قبل أكثر من عام أنه نصحه بمحاولة خسارة ما يتراوح بين 4.5 و6.8 كيلوجرام من وزنه، من خلال تحسين جودة الطعام وممارسة التمرينات الرياضية.

لكن ليس هناك دليل على أن ترامب خسر قدرًا كبيرًا من الوزن. وقال مساعدون لترامب إن الرئيس أصبح الآن يأكل المزيد من الأسماك، لكنه ما زال يحب تناول شرائح اللحم مع الصلصة والبطاطا (البطاطس) المقلية،

ويعرف عن ترامب منذ وقت طويل حبه للوجبات السريعة. واعترف ترامب بأنه لا يلتزم كثيرًا بخطة نظامه الغذائي، ولم ترد تقارير تفيد بأنه دخل صالة الألعاب الرياضية في البيت الأبيض يوم ما.

وكشف بيان طبيب البيت الأبيض وقتها عن بعض الأسرار التي أعلنت لأول مرة حول صحة ترامب، مثل أنه يتناول 10 ملليغرامات من عقار “كريستور” لتقليل نسبة الكولسترول في الدم، و81 ملليغراما من الأسبرين للحفاظ على الحالة الصحية للقلب، كما أنه يواظب على استخدام علاج للحفاظ على صحة ومظهر شعره، وهو عقار “بروبيشيا” لمنع تساقط الشعر.

الاختبار الجديد

وخضع الرئيس ترامب لفحوصات طبية واسعة الأسبوع الماضي في مركز والتر ريد الطبي العسكري في ضاحية بيثسيدا بولاية ميريلاند، وذلك لقياس مدى التزامه بنصائح طبيبه بإتباع نظام غذائي أفضل.

واستمرت الفحوصات 4 ساعات، وشارك فيها 11 أخصائيًا، بإشراف كبير أطباء البيت الأبيض شون كونلي، الذي خرج ليكشف عن الوضع الصحي لرئيس الولايات المتحدة البالغ من العمر 72 عامًا.

وقال كونلي في بيان نشره البيت الأبيض: “يسرّني أن أعلن أن رئيس الولايات المتّحدة يتمتّع بصحّة جيدّة جدّاً، وأتوقّع أن يظلّ كذلك لحين انتهاء ولايته الرئاسية وإلى ما بعد ذلك”.

وقال كونلي إن ترامب لم يخضع لأي فحص يحتاج إلى مسكنات أو تخدير مما يعني أنه لم يخضع لفحص للقولون بالمنظار. لكنه لم يعلن تفاصيل محددة عن وزن ترامب أو مستويات الكولسترول أو سرعة نبضات قلبه وضغط الدم لديه. وأوضح أنّه بصدد وضع اللمسات الأخيرة على تقريره الطبي وتوصياته للرئيس.

وقالت مصادر إن النقطة السلبية الوحيدة في التقرير الطبي هي أن على الرئيس ترامب أن ينتبه لوزنه (108 كيلوغرامات، وطوله 190 سنتيمتر)، وأن يمارس تمارين رياضية. وقال هوغان جيدلي المتحدث باسم البيت الأبيض لـ”سي إن إن” إن “الرئيس أقر بأنه لا يتبع هذا البرنامج بدقة”.

صورة تثير القلق

كانت صورة قد نشرت لترامب في يناير الماضي قد أثارت قلق الأطباء على صحته، خاصة ترامب بعد ظهور ضمادات لاصقة ملطخة بالدم على يده، حسبما ذكرت صحيفة بوليتيكو. وأكدت الصحيفة أن الأطباء درسوا صور ترامب الأخيرة ووصلوا إلى استنتاجات قاتمة، دون أن تحدد بالضبط ماذا تعني بالاستنتاجات القاتمة، وما سبب ذلك.

لكن البيت الأبيض أوضح أن الرئيس أصيب بجروح وخدوش خلال اللعب مع ابنه.. وقالت سارة ساندرز السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض للصحيفة: “كان الرئيس يستمتع مع ابنه بارون عندما أصيبت يده بأذى”.

الصحة الذهنية

ويشكك فيه منتقدو ترامب في صحته الذهنية وقواه النفسية، خصوصًا بعد صدور الكتاب المثير للجدل “النار والغضب” للصحافي مايكل ولف، الذي تحدث في بعض أجزائه عن حالة الرئيس الأمريكي النفسية، وأكد فيه أن المحيطين بترامب يشككون بقدرته على الحكم.

ويسود اعتقاد لدى السياسيين المعارضين للرئيس الأمريكي، أنه غير مستقر عقليًا، وبالتالي غير قادر على إدارة البلاد. وعبر المعارضون أكثر من مرة عن رغبتهم في أن يخضع ترامب للفحص النفسي، الذي يحدد حالته النفسية.

بينما تمنع قواعد الجمعية الأمريكية للطب النفسي الإدلاء بأي تصريح حول حالة الأشخاص، الذين يخضعون للفحوص النفسية دون موافقتهم. ومن جهته، رد ترامب على الاتهامات الموجهة إليه بأنه سليم عقليًا، ولا يكترث للأقاويل.

وكان طبيب البيت الأبيض، الأدميرال روني جاكسون، قد قال إن ترامب هو من طلب الخضوع لفحص الإدراك الذي أجرى له العام الماضي، وتبين أن الوظائف الإدراكية تعمل لديه بشكل جيد وانتباهه حاد ومناسب للقيام بواجباته الرئاسية.

وأضاف: “أعتقد أنه رأى في الخضوع للفحص الطبي فرصة لوضع حد لبعض من ذلك”، وتابع قائلا “أعتقد أنه لم يكن قلقًا على الإطلاق من أن يكون لديه ما يخفيه”. وأوضح جاكسون أن الفحص أجري باستخدام تقييم مونتريال للإدراك، وجاءت نتيجته 30/30.

وشدد الطبيب على أن ترامب “ليست لديه أية مشاكل إدراكية أو عقلية على الإطلاق”، مضيفا أنها على حد علمه المرة الأولى التي يخضع فيها رئيس لفحص طبي كهذا خلال ولايته.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى