تقارير

حادث مروع يطيح بوزير النقل المصري.. متى تصل كوارث القطارات لمحطة النهاية؟

علي البلهاسي

من جديد أدمت السكك الحديدية قلوب المصريين بحادث مروع أدى لمقتل وإصابة العشرات، ممن قصدوا باب محطاتها لنيل تذكرة وصول لمقصدهم، فإذا بها تذكرة النهاية لحياتهم ومصيرهم.

الحادث المؤلم الذي شهدته محطة القطارات الرئيسية بوسط العاصمة المصرية أسفر عن مقتل 30 شخصًا وإصابة أكثر من 50 آخرين بعضهم حالته خطرة، وذلك بعد اندلاع حريق هائل في المحطة.

وتبين من المعاينة الأولية، أن الحادث نجم عن دخول أحد القطارات القادم من الورش بسرعة جنونية تجاوزت الـ100 كيلو، حيث اصطدم بالصدادات وارتطم بمبني الحركة، وتسبب في الحريق الذي أدى لانفجاره وسط العشرات من الركاب والمسافرين.

لحظات رعب

في التاسعة والنصف من صباح الأربعاء وقعت الكارثة المفجعة التي لم تخطر ببال كل من تواجد وقتها داخل محطة قطارات رمسيس، والتي يطلق عليها المصريون “محطة مصر”، كونها المحطة الأكبر في البلاد، وملتقى المسافرين عبر أرجائها.

جرار قطار بدون سائق يظهر قادمًا فجأة بسرعته القصوى ليصطدم بحواجز نهاية القضبان داخل المحطة وينفجر وسط الركاب والمسافرين، بعد اشتعال النيران في خزان وقوده وعربة التكييف التي يجرها خلفه.

لحظات صعبة ومروعة مرت على جميع من كانوا داخل المحطة، جثث متناثرة لمن لقوا مصرعهم على الفور، فيما بقي من لحقت بهم إصابات بالغة يعانون الآلام وهم عاجزين عن الحركة، فيما تدافع العشرات ممن أمسكت بهم النيران الناتجة عن الانفجار، وانطلقوا يطلبون المساعدة من المحيطين بهم، الذين تدخلوا لإنقاذ بعضهم، بينما لم يسعفهم الوقت لإنقاذ البعض الآخر.

فيما سادت حالة من الهرج والمرج داخل المحطة وسط تدافع شديد بين الموجودين الذين أصابهم الرعب بعد أن سمعوا صوت الانفجار وشاهدوا النيران والضحايا، وظنوا للوهلة الأولى أن الحادث ناتج عن تفجير إرهابي داخل المحطة، وهو ما ظنه أيضًا المئات من المصريين الذين كانوا خارج المحطة وشاهدو أعمدة اللهب والدخان تتصاعد بعد صوت الانفجار.

عدد الضحايا

أسفر الحادث عن وقوع العشرات من القتلى والمصابين، حيث قالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة المصرية، إن سيارات الإسعاف نقلت 20 جثمانًا و40 مصابًا من موقع الحادث إلى المستشفيات. ثم أعلن التليفزيون المصري سقوط 25 قتيلا و40 مصابًا. فيما قال مصدر طبي إن 30 قتيلا سقطوا و50 أصيبوا في الحادث.

وكشفت مناظرة النيابة الأولية لعدد من الجثث التي لقيت مصرعها في الحادث اختفاء معالمها بسبب التفحم الشديد لتوضع في عداد المجهولين.

وهو ما أكدته وزيرة الصحة أيضًا، حيث قالت إن معظم جثامين المتوفين لم يتم التعرف على هويتها حتى الآن، كما أن بعض المصابين لم يتم التعرف على هويتهم أيضًا، وأشارت إلى معظم الإصابات حروق وكسور، وبعضها حالات حرجة.

وقالت الوزيرة إن مسئولي الطب النفسي تواجدوا بالمستشفيات التي نقل إليها المصابون والوفيات لتقديم الدعم النفسي لذويهم، فيما تتولى النيابة العامة والطب الشرعي التحقيق والتعرف عن الجثامين مجهولة الهوية.

استقالة الوزير

على خلفية الحادث تقدم الدكتور هشام عرفات، وزير النقل المصري، باستقالته، للدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء المصري، الذي قبل الاستقالة.

جدير بالذكر أنه في يوليو 2018 وقعت ثلاثة حوادث قطارات في أسبوع واحد، من بينها حادث أسفر عن إصابة 60 شخصًا على الأقل عندما خرج قطار ركاب عن القضبان جنوبي القاهرة، بعدما غادر محطة المزاريق بخمسة كيلو مترات.

وقال وزير النقل المستقيل هشام عرفات وقتها في تصريحات تلفزيونية إن السبب الرئيس في الحادث هو خطأ في نظام الإشارات أدى إلى فتح “التحويلة”، مشيرا إلى أن السكة الحديد تحتاج لنظام الربط الإلكتروني.

وأشار إلى تخصيص 17 مليار جنيه لتحديث إشارات السكة الحديد لأنها السبب الأساس في حوادث القطارات. واعترف الوزير بأن خطوط السكك الحديدية لم يتم تجديها منذ عشرات السنوات، مشيرا إلى أن الحل هو بناء خطوط جديدة، مع تحديث الخطوط القديمة.

وقال الوزير: “نحاول أن نزود عدد القطارات، وفي نفس الوقت نحاول نعمل خطوط جديدة وملناش إلا الصبر”، مشيرا إلى أن نتائج تطوير السكك الحديدية ستظهر نهاية 2019، وهو ما لم تظهر حتى بشائره رغم مرور 9 أشهر على تصريحات ووعود الوزير.

رد الفعل الرسمي

من جانبه قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الذي تواجد في موقع الحادث، إن ما وصفه بـ”عهد الصمت” قد انتهى فيما يتعلق بالتقصير والإهمال، متوعدا بحساب “عسير” للمسئولين عن حادث القطار.

ووافق مجلس الوزراء المصري على صرف 80 ألف جنيه لكل حالة وفاة، أو عجز كلى، وصرف 25 ألف جنيه لكل مصاب من مصابي الحادث.

فيما قالت الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن المصرية، إن هناك حساب إغاثة للدولة لتقديم التعويضات للمصابين التي يقررها الكومسيون الطبي. وأضافت أنه سيتم إجراء اللازم لاستخراج معاش استثنائي لأسر الضحايا.

فيما تقدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى بخالص التعازي لأسر ضحايا الحادث، متمنيًا للمصابين الشفاء العاجل. وأكد أنه وجه الحكومة بالتوجه الفوري لموقع الحادث ومحاسبة المتسببين فيه، وذلك بعد إجراء التحقيقات اللازمة.

وسبق أن تعرض الرئيس السيسي لانتقادات بسبب تصريحات أدلى بها حول عدم قدرة الدولة توفير التمويل اللازم لتطوير السكة الحديد وإعادة تأهيلها، قائلاً إن هذا يتطلب توفير من 200 إلى 250 مليار جنيه، وهي مبالغ ليست موجودة.

وأضاف أن “الـ 10 مليار بتوع السكة الحديد لو حطيتها في البنك حاخد عليهم فايدة 2 مليار جنيه، لما مرفق عايز 100 مليار جنيه لرفع كفاءته حانجيبله منين، حنسد قروض كوريا وغيرها منين، ولما تيجي تزود التذكرة جنيه واحد يقولك أنا غلبان مش قادر، وأنا كمان غلبان مش قادر”.

لكن مصادر في الحكومة المصرية تحدثت حول أن الدولة وقعت بالفعل عقود نهائية لتطوير السكة الحديد تقترب قيمتها الإجمالية من الـ50 مليار جنيه، فضلا عن مشروعات أخرى أدرجتها في خطة تطوير المرفق حتى 2030 تقترب قيمتها من الـ150 مليار جنيه.

كيف وقع الحادث؟

وفقًا لمصادر مسئولة بهيئة السكك الحديدية المصرية فإن حادث حريق قطار محطة مصر وقع نتيجة تصادم جرار قطار وعربة “الباور” الخاصة بالتكييف، بصدادات نهاية رصيف رقم 6 بالمحطة، حيث أدى دخول جرار القطار بسرعته لتصادم قوى، وانفجار خزان الوقود بالجرار وحدوث حريق، مما نتج عنه وقوع وفيات ومصابين بين الركاب الذين كانوا متواجدين على الرصيف.

وقال عاملون بالمحطة وشهود عيان إن الحادث وقع بالتزامن مع دخول القطار القادم من الإسكندرية للمحطة، ما أدى لزيادة عدد المصابين.

وأظهر لقطات فيديو أظهرتها كاميرات المراقبة داخل المحطة عددًا من الركاب أثناء نزولهم من القطار واصطدام الجرار بهم قبيل خروجهم من المحطة، فيما أظهرت لقطات أخرى بعض الضحايا وهم يجرون والنار مشتعلة في أجسادهم، فيما سادت حالة من الرعب بين الباقين الذين تدافعوا بحثًا عن مخرج يبعدهم عن النيران.

واستمعت النيابة لأقوال المصابين الذين قالوا إنهم أثناء انتظارهم القطار على الرصيف رقم 6، فوجئوا بدخول الجرار بسرعة كبيرة ولم يستطيعوا الفرار والهرب بعيدًا فاصطدم الجرار بالرصيف وبعدد من المواطنين، واشتعلت النيران بسرعة والتهمت عددًا من الأشخاص ، مشيرين إلى أن الكثير من الركاب هرولوا محاولين الخروج من المحطة، فوقعوا فوق بعضهم من التكدس.

وقال المصابون: “مش مصدقين اللي حصل.. الحمد لله ربنا نجانا”، مشيرين إلى أن بعضهم شاهد أقاربه وأصدقائه والنار مشتعلة به ووقف عاجزًا وهو يراهم يحترقون أحياء، وأضافوا: “لينا صحاب وأهل ماتوا محروقين، مش هننسى صوتهم وهم بيموتوا”.

وكشفت معاينة النيابة أن النيران كانت ضخمة والتهمت كل شيء على الرصيف، حيث كانت في كل مكان. وتبين من المعاينة تضرر أجزاء من مبنى المحطة جراء الانفجار، فيما تفحمت أكشاك الباعة وتبعثرت متعلقات المواطنين على الرصيف، فضلاً عن وجود أشلاء آدمية ودماء كثيرة، وتناثر الزجاج في كل مكان.

لغز اختفاء السائق

وأمرت النيابة بتشكيل لجنة هندسية وفنية من وزارة النقل لمعاينة موقع الحادث ومعرفة أسبابه، وتقدير قيمة الخسائر والتلفيات وانتداب المعمل الجنائي. كما طالبت بالتحري عن سائق القطار تمهيدا لاستدعائه واستجوابه.

وحمل رئيس هيئة السكك الحديدية مسئولية الحادث إلى سائق الجرار علاء صلاح الذي ترك الجرار يتحرك من الورش المجاورة للمحطة بدون وجوده، لافتًا إلى أن الجرار كان متوجهًا للمحطة ليقطر إحدى القطارات للقيام برحلتها، لكنه انحدر وتصادم بصدادات نهاية الرصيف وانفجر خزان الوقود الخاص به.

فيما قالت مصادر بهيئة السكك الحديدية، إن سائق القطار ورش “أبوغاطس”، ترك القطار معشقًا أمام باب الورشة، ونزل يتحدث مع زملائه داخل الحوش، وأن القطار انطلق وحده ليقع الحادث. فيما قال مصدر أمني إن مشاجرة نشبت بين سائق القطار ومساعده بسبب خلافات بينهما، فتركوا القطار يسير مع نفسه، مما أسفر عن وقوع الحادث. وألقت الشرطة القبض على السائق، وتم اتخاذ كافة الإجراءات ضده، وإحالته للنيابة التي باشرت التحقيق.

لكن خبراء في حركة القطارات شككوا في رواية أن يكون القطار قد تحرك وحده بدون سائق، وقالوا لوسائل إعلام مصرية إنه لكي يسير جرار القطار بسرعة كبيرة بدون سائق، فلابد أن يكون قد تم تشغيل الجرار وإعطائه الأمر ليسير بهذه السرعة الكبيرة، خاصة وأن الفيديوهات أظهرت القطار يسير بسرعة كبيرة جدًا على غير المعتاد.

وأضاف الخبراء أن ما حدث مع الجرار، الذي تسبب في الحادث ليس مجرد انحدار، لأنه لو كان مجرد انحدار لما كان الجرار قد وصل للسرعة التي كان عليها أثناء التصادم، مشيرين إلى أنه لكي يصل الجرار لهذه السرعة لابد من وجود شخص قام بتشغيله وإعطائه أمر بالمسير بسرعاته ثم تركه.

وأوضح الخبراء أن التحقيقات ستبين من عبث بالجرار، وسبب ترك السائق له، وكذلك سبب توجه الجرار بمفرده للمحطة من ورش أبو غاطس المجاورة، رغم أنه كان من المفترض أن يقطر خلفه عربات ركاب تقوم برحلات.

حل اللغز

لكن فيديو رصدته كاميرات المراقبة أظهر فيما يبدو السبب الحقيقي لسير الجرار بدون سائق. وبحسب ما جاء بالفيديو فقد ظهر الجرار وهو يغادر الورشة متوجهًا إلى محطة رمسيس، قبل أن يصطدم به قطار آخر قادم من المحطة إلى الورشة.

وقبل الاصطدام مباشرة حاول سائق الجرار تفادي الاصطدام  فانطلق بأقصى سرعة للجرار، لكن جسم القطار الآخر كان قد اصطدم به من الجانب قبل أن يتوقف ليحشره ويجبره على التوقف أيضًا رغم أمر السرعة الذي أعطاه له السائق، وهو ما أكده الدخان الذي كان يتصاعد من مدخنة الجرار.

وأثناء ذلك نزل سائق الجرار ليتحدث مع سائق القطار الآخر وترك قطاره وهو في وضع السرعة، وتمكن الجرار من الإفلات من الاحتكاك بالقطار الآخر، لينطلق بسرعته نحو المحطة، وشوهد الموظفون بالورشة في الفيديو وهم يحاولون اللحاق بالجرار لإيقافه قبل أن يصطدم بالمحطة مصر، ويقع الحادث الأليم.

وأكدت مصادر مسئولة بالسكة الحديد ما جاء بالفيديو، حيث قالت إن الجرار الذي تسبب في الكارثة تصادم بقطار آخر أثناء خروجه من ورشة أبو غاطس الخاصة بصيانة الجرارات، وأن سائق الجرار المتسبب في الكارثة ترك جراره ونزل لمعاينة ما تسبب به التصادم دون أن يوقف تشغيل جراره ليتحرك جراره بسرعاته حتى وقع التصادم الذي نتج عنه الكارثة.

ووفقًا للمصادر فإن سائق الجرار الذي اصطدم بالمحطة ويدعى وليد فتحي قام بالفرار عندما رأى التصادم واندلاع النيران بالمحطة، فيما قام سائق القطار الآخر بتسليم نفسه لقوات الأمن عقب الحادث وأخبرهم بما حدث مع السائق الآخر والمشادة التي حدثت بينهما.

وأشارت المصادر أن مسئولي الحركة وبرج محطة مصر المسئول عن مراقبة والتحكم في مسير القطارات يتحملون جزء من المسئولية كونوهم لم يتدخلوا لتحويل مسار الجرار المتسبب في الكارثة بعيدًا عن صدادات نهاية الرصيف وإيقافه بعيدًا عن المحطة.

إهمال وكوارث

كانت مصر قد شهدت العديد من حوادث القطارات الدامية خلال العقود الأخيرة، سقط فيها مئات القتلى، وأرجعها مسئولون وخبراء تقادم القاطرات والعربات والإهمال في صيانتها وتشغيلها.

وربما كان من المفارقات أن مصر تعد ثاني دولة على مستوى العالم تعرف القطارات والسكك الحديدية، وذلك في أوائل خمسينيات القرن الـ19 بعد إنجلترا التي ظهر فيها القطار عام 1814.

وتمتلك مصر 28 خط سكة حديد يبلغ طولها حوالي 9750 كم، تمتد إلى 760 محطة ركاب تغطي جميع أنحاء البلاد، بينما يسير على هذه الخطوط ما يزيد على 1800 قطار، ويستخدمها مليونا راكب بشكل يومي، الأمر الذي يجعل القطارات أكثر وسائل المواصلات أهمية في مصر.

وتأتي مصر في المرتبة الأولى بالنسبة لحوادث السكك الحديدية، وذلك وفق تصنيف معهد السكة الحديد الألماني، وبحسب إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري فإنه منذ عام 2015 شهدت مصر نحو 1200 حادث قطار، وهذا الرقم في تزايد مستمر.

ووفقاً لتقرير صادر عن الجهاز فإن حوادث القطارات في مصر خلال آخر 14 سنة، أي في الفترة الممتدة من عامي 2003 و2017 بلغت نحو 16.174 ألف حادث، وكان عام 2017 الأكثر في عدد الحوادث بنسبة 1657 حادثاً، بينما كان العام 2012 هو الأقل في عدد حوادث القطارات بنسبة 447 حادثًا.

كما يرصد تقرير لجهاز الإحصاء رصد أن إجمالي عدد حوادث القطارات الواقعة انخفض بنسبة 20% خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2018 “أكتوبر ونوفمبر وديسمبر”، مقارنة بالأشهر المماثلة من 2017. ولكن في المجمل ارتفع عدد حوادث القطارات خلال 2018 مقارنة بـ 2017، حيث سجلت 1965 حادثًا في 2018، بارتفاع 16.6% عن عام 2017.

حوادث متكررة ومفجعة

حادث قطار محطة رمسيس بالقاهرة ليس الأول من نوعه في مصر، ويبدو أنه لن يكون الأخير. فقد سبقته حوادث مشابهة عديدة خلال العقدين الماضيين. وفيما يلي أبرز هذه الحوادث:

– في أغسطس 2017: قتل 44 شخصًا وأصيب أكثر من 200 آخرين في حادث تصادم قطارين للركاب بمحافظة الإسكندرية. ودفع الحادث رئيس هيئة السكك الحديدية للاستقالة، فيما تعهد وزير النقل هشام عرفات بأن يشهد قطاع السكك الحديدية “تطويرا شاملا” خلال الفترة المقبلة.

– في 17 مايو 2017: انقلب قطار بضائع عند محطة البدرشين بالجيزة، تسبب في توقف حركة القطارات تمامًا في الاتجاهين، وتهشم 3 عربات بالقطار، وأسفر عن إصابة 27 شخصًا.

– في سبتمبر 2016: خرج قطار عن القضبان واصطدم بحاجز خرساني بالعياط ما أدى إلى مصرع 5 وإصابة 27 آخرين.

– في 11 فبراير 2016: اصطدام قطار بحاجز خرساني بمركز ناصر ببني سويف بسبب تجاوزه للسرعة أسفر عن إصابة 71 شخصًا.

– في 8 نوفمبر 2013: اصطدم قطار بسيارة نقل وميكروباص أثناء عبورهما مزلقان دهشور بالجيزة ما أدى إلى وفاة 27 شخصًا وإصابة أكثر من 30، وجميعهم من أسرة واحدة، كانوا عائدين من حفل زفاف بحلوان.

– في يناير 2013: اصطدم قطار ركاب يحمل مجندين  بعربة قطار بضائع آخر كانت متوقفة وأسفر ذلك عن مصرع 19 وإصابة 117 آخرين، وأثبتت التحريات أن الإهمال هو السبب.

– في نوفمبر 2012: لقي 51 شخصا مصرعهم معظمهم من الأطفال، في اصطدام قطار بحافلة في قرية منفلوط بصعيد مصر.

– في أكتوبر 2012: خرج قطار قادم من القاهرة إلى الزقازيق عن القضبان ما أدى إلى وفاة 3 وإصابة 12 آخرين.

– في 24 أكتوبر 2009: وقع حادث بين قطاري ركاب في العياط، أسفر عن مصرع 30 وإصابة 58 آخرين، وأدى لاستقالة المهندس محمد لطفي منصور وزير النقل وقتها. وكان القطار الأول قد تعطل بعد اصطدامه بجاموسة كانت تعبر القضبان، وجاء الثاني ليصطدم به من الخلف وهو متوقف، مما أدى لانقلاب 4 عربات من القطار الأول.

– في يوليو 2008: لقى 58 شخصًا على الأقل مصرعهم وأصيب 60 آخرين، عندما اصطدم قطار بعدد من السيارات عند مزلقان بمرسى مطروح.

– وفي 22 أغسطس 2006: اصطدم قطارا ركاب في قليوب، ما أدى لمصرع 58 راكبًا وإصابة أكثر من 140 آخرين.

– وفي مايو 2006: اصطدم قطار شحن بآخر في إحدى محطات قرية الشهت بمحافظة الشرقية، وأدى إلى إصابة 45 شخصًا.

– وفي فبراير 2006: 2006 اصطدم قطاران بالقرب من مدينة الإسكندرية، ما أدى إلى إصابة نحو 20 شخصًا.

– في 20 فبراير 2002: وقعت أكبر كارثة قطارات في مصر، عندما التهم حريق 7 عربات من قطار مكتظ بالركاب متجه من القاهرة إلى أسوان كانوا في طريقهم لقضاء إجازة عيد الأضحى بمحافظاتهم في الصعيد. وقتل 360 راكبا على الأقل، في الحادث الذي وقع عند مدينة العياط بمحافظة الجيزة المجاورة للقاهرة. وكان ذلك الحادث الأسوأ من نوعه في تاريخ السكك الحديدية المصرية، وأدى إلى استقالة الدكتور إبراهيم الدميري وزير النقل وقتها.

– في عام 1999: اصطدم قطار كان متجهًا من القاهرة إلى الإسكندرية بشاحنة نقل وخرج عن القضبان نحو الأراضي الزراعية، وأسفر عن وقوع 10 قتلى وإصابة 7 آخرين كانت حالاتهم خطرة.

– وفي ديسمبر 1995: لقي 75 شخصًا مصرعهم في اصطدام قطارين في مدينة البدرشين جنوب القاهرة.

المشكلة والحل

يقول الدكتور أسامة عقيل أستاذ المرور والطرق والنقل في جامعة عين شمس، والخبير في وسائل النقل، إن ما يؤدي إلى تكرار الحوادث التي توقع ضحايا، هو أن منظومة السكك الحديدية قديمة جدًا في مصر، ولم تشهد تحديثا على مدى سنوات طويلة.

وقال عقيل في تصريحات لـ”بي بي سي” إن ما تقوم به هيئة السكك الحديدية في مصر، على مدار سنوات هو الصيانة، بينما المفترض أن يتم هو التحديث وتغيير المنظومة التقنية بكاملها. ويرى عقيل أن مصر تخلفت عن أجيال كاملة من الأنظمة التقنية لتشغيل السكك الحديدية في العالم.

وكشف عقيل أنه كان قد قدم خطة لأحد وزراء النقل في مصر لتطوير السكك الحديدية، تقوم على العمل خطوة خطوة، عبر تطوير الخط الأطول من سكك حديد مصر، والذي يبلغ طوله 1100 كيلومتر ويتمثل في المسافة بين الإسكندرية وأسوان مرورًا بالقاهرة وتحديثه، ليتحول لخط عصري.

ثم بعد ذلك يتم الاستفادة من نقل البضائع عبر خطين للنقل بالسكك الحديدية، بما يوفر موارد بعيدا عن الدولة ثم إعادة هيكلة للهيئة لتقليل الوظائف ثم استخدام الموارد التي توفرت بعد خمس سنوات بالنهوض بالخطط الفرعية الأخرى للسكك الحديدية.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى