تقارير

تركيا تتهم والسعودية تنفي والعالم يراقب.. من يحل لغز اختفاء جمال خاشقجي؟

إعداد وتحرير علي البلهاسي

أين جمال خاشقجي؟.. لماذا اختفى الإعلامي السعودي في ظروف غامضة؟.. وما هو مصيره؟.. هل هو محتجز؟.. أم تم قتله؟.. أسئلة كثيرة تشغل بال العالم وتبحث عن إجابة، وأطراف عديدة تسعى لحل هذا اللغز الذي لا زال يكتنفه الغموض.

من هو جمال خاشقجي؟

ولد جمال خاشقجي في المدينة المنورة عام 1958، لأسرة ذات أصول تركية، درس الصحافة في جامعة إنديانا الأمريكية، وبدأ حياته المهنية كمراسل صحفي. واشتهر أكثر بعد نجاحه في تغطية أحداث أفغانستان والجزائر والكويت والشرق الأوسط في تسعينيات القرن الماضي.

تولى خاشقجي منصب نائب رئيس تحرير صحيفة “أراب نيوز” في أواخر التسعينات، وبقي في ذلك المنصب مدة أربعة أعوام. وفي عام 2004، عُيّن رئيساً لتحرير صحيفة “الوطن” وهو المنصب الذي أُقيل منه دون إيضاح الأسباب.

وعمل مستشاراً إعلاميا للأمير تركي الفيصل، الذي كان مديرا للمخابرات السعودية لفترة طويلة، وسفيرًا للمملكة في بريطانيا والولايات المتحدة.

وفي عام 2015، عُين خاشقجي مديرًا عاماً لقناة “العرب” الإخبارية التي كان مقرها في البحرين، والتي كان يمتلكها الأمير الوليد بن طلال، ولكنها سرعان ما أغلقت بسبب خلاف مع السلطات البحرينية حول السياسة التحريرية.

وفي ديسمبر، 2017، أنهت صحيفة “الحياة اللندنية” لصاحبها الأمير خالد بن سلطان، علاقتها بخاشقجي ومنعت كتاباته التي تنشرها الصحيفة بدعوى ” تجاوزات ضد السعودية”.

وعمل خاشقجي أيضاً معلقاً سياسياً، وظهر في عدد من القنوات السعودية والعربية، حيث كان ينظر إليه في كثير من الأحيان كخبير بالأحوال الداخلية في السعودية.

وأثار خاشقجي موجة من الجدل عندما دافع عن الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي، وعن جماعة الإخوان المسلمين المصنفين كـ “إرهابيين” من قبل السعودية ومصر.

وعُرف بانتقاداته للحكومة السعودية، وخاصة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. كما عُرف بموقفه المعارض للحرب التي تقودها السعودية في اليمن، وانتقاده لملاحقة المعارضين في البلاد. وكان آخر نقد له هو مقاله في “واشنطن بوست” حول حرب اليمن التي يشنها ولي العهد.

منفى بلا عودة

قبل اختفائه كان خاشقجي يعيش في المنفى الاختياري في الولايات المتحدة، حيث كان يكتب عن الأوضاع في السعودية في صحيفة واشنطن بوست.

وكانت بي بي سي قد أجرت مقابلة مع خاشقجي قبل ثلاثة أيام فقط من زيارته للقنصلية السعودية واختفائه، وأذاعت بي بي سي تسجيلا لهذه المقابلة، قائلة إنه على الرغم من أنها لا تفعل ذلك الأمر في العادة، فإنها قررت استثناء هذه المحادثة “في ضوء الظروف” الحالية.

وفي سؤال لصحفي بي بي سي عما إذا كان سيعود إلى السعودية، أجاب خاشقجي أنه لا يعتقد أنه سيعود قريبا إلى بلاده، وأضاف: “عندما أسمع بخبر اعتقال صديق لم يفعل شيئا يوجب اعتقاله فإن ذلك يجعلني أشعر بعدم الرغبة في العودة، أنا أتحدث…أما ذلك الصديق فلم يكن يتحدث”.

وأضاف أنه لا يسمي نفسه معارضًا للحكومة السعودية، قائلاً: “دائما أقول إنني كاتب وأريد بيئة حرة لأكتب وأعبر عن رأيي، وهذا ما أفعله في صحيفة واشنطن بوست حيث يوفرون لي مساحة لأكتب بحرية، وأتمنى أن تكون لدي تلك المساحة في بلدي”.

وكتب خاشقجي في شهر سبتمبر/أيلول الماضي في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن ظروف مغادرته بلده قائلا: “تركت ورائي بيتي وأسرتي وعملي وأنا الآن أرفع صوتي، التزام الصمت هو خذلان لمن يعاني خلف القضبان. أنا الآن في موضع القادر على الحديث فيما كثيرون لا يستطيعون”.

وقبيل اختفائه الغامض بيوم واحد، نشر جمال خاشقجي مقطعًا من تصريح صحفي أدلى به لشبكة “دويتشه فيله” الألمانية، علق فيه على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول مكالمته مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وأن المملكة لن تصمد سوى أسبوعين من دون حماية واشنطن.

وقال خاشقجي إن ترامب مخطئ بظنه أنه هو من يحمي السعودية في مواجهة إيران. وأكد، أن بلاده “تستطيع حماية نفسها بقدراتها الذاتية وبامتدادها الإسلامي، شرط أن تعيد ترتيب تحالفاتها من جديد”.

اختفاء خاشقجي

قصة اختفاء جمال خاشقجي بدأت مع إعلان خطيبته “خديجة آزرو” أنه توجه إلى مقر القنصلية السعودية ظهر الثلاثاء قبل الماضي في حي ليفانت في اسطنبول، لكنه لم يخرج من هناك. وأوضحت خديجة أن خاشقجي توجه للقنصلية لاستكمال بعض الأوراق الرسمية، ولم يسمح لها بمرافقته إلى الداخل.

وقالت خديجة إنه ترك هاتفه معها، وأخبرها بالاتصال بمستشار للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في حال لم يخرج من القنصلية.

وقالت إنها انتظرته خارج المبنى من الساعة 13:00 (10 بتوقيت غرينتش) حتى بعد منتصف الليل، وإنها لم تره يغادرها، وعادت مرة أخرى عندما فتحت القنصلية أبوابها، صباح الأربعاء.

وأضافت في تصريحات لمراسل بي بي سي في اسطنبول أن مسئولي القنصلية السعودية أخبروها أن خاشقجي غادر القنصلية، لكنها قالت إن كل المعطيات تشير إلى أن خاشقجي مازال “محتجزا” داخل القنصلية، على حد وصفها. فيما نفت القنصلية السعودية احتجازه خاشقجي وقالت إنه خرج.

وفي مقابلة مع لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية ، كشفت خطيبة خاشقجي أنه كان متوجسا من الذهاب إلى القنصلية وقال لها: “لربما سيكون من الأفضل عدم الذهاب”، وأضافت أنه “كان قلقا من أن شيئا ما قد يحدث، لكنه غير رأيه لاحقا وقرر الذهاب”.

اختفاء غامض

من جانبه قال ياسين أكتاي المقرب من خاشقجي والمنتمي لحزب العدالة والتنمية التركي إن الصحفي السعودي “ذهب إلى القنصلية بناء على موعد، وبالتالي كانوا يعرفون متى سيحضر”. وتابع “اتصل بالقنصلية قبل قليل من الذهاب إلى هناك ليرى إن كانت وثائقه جاهزة، فقالوا له نعم إنها جاهزة بإمكانك أن تأتي”.

وأثارت شبكة “إن بي سي نيوز” الإخبارية الأمريكية نقطة مهمة بشأن الغموض الذي يكتنف اختفاء الكاتب والصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وقالت الشبكة “يبدو أن اختفاء خاشقجي قد حدث عندما سعى للحصول على ورقة تفيد بأنه طلق زوجته السابقة حتى يتمكن من الزواج من خطيبته التركية، خديجة آزرو، التي ترفض قوانين بلادها زواج المرأة من رجل متزوج.

وذهبت خديجة مع خاشقجي إلى القنصلية وانتظرته في الخارج، وقالت إنه قد سعى في السابق للحصول على الأوراق المطلوبة من خلال السفارة السعودية في واشنطن، لكن تم توجيهه إلى القنصلية في إسطنبول. وتابعت: “هذا الأمر أثار مخاوفه من أن فخا يدبر له”.

ونقلت شبكة NBC عن مصادر بأن خاشقجي وبعد توجهه إلى القنصلية في إسطنبول طلب منه العودة في يوم آخر، وقد اختفى في اليوم الذي حدد له لمراجعة القنصلية (2 أكتوبر 2018).

تركيا تحقق

اختفاء خاشقجي على الأراضي التركية أثار اهتمام الدولة التركية على كل المستويات، ونقلت “رويترز”، عن حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم إن التحقيق في قضية اختفاء خاشقجي سيكون تحقيقا شاملا، وإن حساسية الحكومة التركية تجاه القضية “في أعلى مستوى”.

فيما قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه يتابع شخصيًا قضية الصحفي السعودي، مشيرًا إلى أنه لا يزال ينتظر نتائج التحقيق. وكان مسئولون أتراك قد أفادوا مساء السبت أن “الشرطة تعتقد في استنتاجاتها الأوّلية، أنّ خاشقجي قُتل في القنصليّة بأيدي فريق أتى خصيصًا إلى اسطنبول وغادر في اليوم نفسه”.

لكن أردوغان لم يؤكد هذه المعلومات وقال: “أتابع الموضوع، ومهما كانت نتائج التحقيق، سنعلنها أمام العالم”. وأعرب عن “الأسف” لكون اختفائه حصل في تركيا. وقال أردوغان أيضا: “لا أزال أنتظر بأمل، أرجو الله ألا نواجه ما لا نرغب بحدوثه”.

وتحدى الرئيس التركي السلطات السعودية أن تثبت مغادرة خاشقجي مقر القنصلية السعودية في إسطنبول، وقال خلال مؤتمر صحفي في بودابيست: “لا يمكن للمسئولين عن القنصلية التملص عبر القول إنه غادر القنصلية”.

وأضاف قائلا: “إذا كان قد غادر بالفعل فعليكم أن تثبتوا ذلك بالصور”.

مزاعم بالقتل

نقلت وكالة “رويترز”، عن مصدرين أمنيين تركيين أن التقديرات الأولية للشرطة التركية تقول إن خاشقجي قتل في عملية مدبرة داخل قنصلية بلاده بإسطنبول، وهو ما نفته السعودية.

واستجوبت الشرطة التركية خطيبة خاشقجي التي قالت إن المحققين أخذوا بعضا من ملابسه وأغراضه الشخصية لإجراء اختبارات الحمض النووي عليها.

وقال توران كشلاقجي، رئيس بيت الإعلاميين العرب في تركيا، لصحيفة “نيويورك تايمز”، إن ضباط الشرطة الأتراك المسئولين عن حراسة القنصلية فحصوا كاميراتهم ولم يروا الصحفي يغادرها على قدمه. لكنه أضاف أن سيارات دبلوماسية شوهدت وهي تدخل وتخرج من القنصلية.

ووفقًا لصحيفة الجارديان فإن السلطات التركية تفحص كاميرات الشوارع بحثًا عن شاحنة سوداء يعتقد أنها حملت جثة خاشقجي من القنصلية السعودية الأسبوع الماضي.

ونسبت الصحيفة لمحققين أتراك القول إن تلك الشاحنة واحدة من ست سيارات كانت تقل فريق تصفية سعوديا يعتقد أنه وراء مقتل خاشقجي.

ويقول مسئولون أتراك إن القافلة غادرت القنصلية بعد نحو ساعتين من دخول خاشقجي. وقد أظهرت كاميرات أمنية وجود صناديق في الشاحنة التي تحمل لوحة دبلوماسية. وبعد مغادرة القنصلية سارت ثلاث عربات يسارا بينما اتجهت البقية يمينا أما الشاحنة التي غطيت نوافذها باللون الأسود فقد اتجهت إلى طريق سريع قريب.

وأشارت الصحيفة إلى أن المحققين الأتراك ألمحوا إلى أنهم يعلمون عن اختفاء الصحفي السعودي أكثر من المعلومات التي كشفوا النقاب عنها، وهو ما يعني أن السلطات التركية لديها تسجيلات لكاميرات أخرى غير كاميرات القنصلية.

وتركز السلطات التركية على سبعة مشتبه بهم في التحقيق بقضية اختفاء خاشقجي، حسبما أفاد تقرير لقناة NTV المحلية التركية. وقال التقرير إن المشتبه بهم تم تصويرهم بالقرب من قنصلية السعودية في إسطنبول حيث شوهد خاشقجي للمرة الأخيرة قبل اختفائه. وأوضحت القناة التركية أن الشرطة تعتمد على تسجيلات كاميرتين تراقبان الشارع الذي يوجد به مبنى القنصلية.

وشوهد المشتبه بهم وهو يدخلون القنصلية قبل نصف ساعة من وصول خاشقجي إليها وغادروها بعد ثلاث ساعات، حسب التقرير الذي يضيف أن المشتبه بهم غادروا محيط السفارة في سيارتين تمكنت الشرطة من قراءة لوحتيهما.

وكانت مصادر أمنية تركية قد ذكرت مساء السبت الماضي، بحسب وسائل إعلام، أن “15 سعوديا بينهم مسئولين وصلوا إلى مدينة إسطنبول بطائرتين ودخلوا القنصلية بالتزامن مع وجود خاشقجي فيها ومن ثم عادوا إلى بلادهم”.

وكشفت وكالة “الأناضول”، نقلا عن مصادر تركية لم تذكر صفتها، أن 15 سعوديًا دخلوا مبنى القنصلية السعودية أثناء وجود جمال خاشقجي داخلها، مضيفة أنهم عادوا لاحقا إلى البلدان التي قدموا منها”.

وأعلنت تركيا أنها ستفتش مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول في إطار التحقيقات حول اختفاء خاشقجي. وهو ما وافقت عليه السعودية.

ووفقًا لوكالة الأناضول فقد فتشت السلطات التركية طائرة قادمة من السعودية هبطت على مدرج مطار أتاتورك الدولي بإسطنبول، يوم اختفاء جمال خاشقجي.

السعودية تنفي

مسئولون سعوديون نفوا الاتهامات التركية بإخفاء خاشقجي أو قتله، قائلين إنها “عارية تمامًا من الصحة”. ونفى القنصل السعودي في اسطنبول محمد العتيبي علمه بمكان خاشقجي قائلا إن “المواطن السعودي جمال خاشقجي غير موجود في القنصلية”. ودعا العتيبي وكالة أنباء “رويترز” للتجول في القنصلية؛ للتأكد ن أن خاشقجي ليس فيها.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسئول في القنصلية السعودية قوله إن وفدا أمنيا مكونا من محققين سعوديين وصلوا السبت الماضي إلى أسطنبول بناء على طلب الجانب السعودي وموافقة الجانب التركي للمشاركة في التحقيقات الخاصة باختفاء جمال خاشقجي.

فيما قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لوكالة بلومبيرغ: “إن (خاشقجي) مواطن سعودي، وحريصون على معرفة ماذا حدث له، وسنواصل اتصالاتنا بالحكومة التركية لمعرفة ماذا حدث له هناك”.

وتابع: “على حد معرفتي إنه دخل القنصلية وخرج منها بعد دقائق معدودة أو ساعة، لست متأكدا، نجري تحقيقاتنا في هذه القضية من خلال وزارة الخارجية لمعرفة تحديدا ماذا حدث في ذلك الوقت”.

وقال بن سلمان “القنصلية أرض سيادية، لكننا سنسمح لهم (الأتراك) بالدخول والتفتيش والقيام بما يريدون، إذا طلبوا ذلك، بالطبع، سنسمح لهم، ليس لدينا أي شيء نخفيه”.

من جانبه وصف السفير السعودي في واشنطن الأمير خالد بن سلمان التقارير التي تفيد باعتقال أو قتل الصحفي جمال خاشقجي بـ”الزائفة تماما” قائلا إنها لا أساس لها من الصحة، مؤكداً أن المملكة حالياً مهتمة بسلامة جمال، وكشف حقيقة ما حدث.

وشدد الأمير خالد بن سلمان على أن كافة الإشاعات التي أفادت باختفاء خاشقجي في القنصلية أو خطفه من قبل المملكة أو قتله.. زائفة، قائلاً: “أعرف أن الكثيرين هنا في واشنطن والعالم قلقون حول مصيره، لكنني أؤكد لكم أن كافة التقارير التي أشارت إلى أن جمال خاشقجي اختفى في القنصلية في اسطنبول، أو أن سلطات المملكة احتجزته أو قتلته زائفة تماماً ولا أساس لها من الصحة.

وأشار إلى أن “جمال مواطن سعودي فقد بعد مغادرة القنصلية، ولم تكن زيارته تلك الأولى إلى القنصلية في اسطنبول، حيث كان يأتي بانتظام إلى القنصلية (بالإضافة إلى السفارة في واشنطن) خلال الأشهر القليلة الماضية من أجل بعض الخدمات والمعاملات”.

بينما دافع الأمير السعودي عبدالرحمن بن مساعد عن بلاده في وجه الحملة الإعلامية شرسة تتهمها بقتل خاشقجي في قنصليتها في المدينة التركية.

وقال بن مساعد، وهو من أكثر الأمراء في السعودية نشاطًا بتويتر: “لم تقتل السعودية أشد معارضيها والذين انزلقوا إلى أحط المستويات حتى تفعل ذلك مع جمال خاشقجي والذي أرى خطاياه تجاه بلده – إن وُجِدَتْ -تكاد تكون غير ملحوظة ولا مؤثرة .. وإنْ كانت خطيبة جمال المزعومة تستغل الحدث لتكون ملحوظة فيصح تسميتها خطيئة جمال لا خطيبته”.

ويشكك بعض المحللين السعوديين في مزاعم مقتل خاشقجي، متسائلين عن سبب إعلان تركيا مقتله قبل أن تنتهي من التحقيقات، وقالوا إن السعودية ستخسر من مقتل خاشقجي أكثر مما تربح، خاصة أنه كان يعمل ضمن الخطوط الحمراء في نقد النظام.

رد عائلة خاشقجي

من جانبها ثمنت عائلة خاشقجي تحرك المملكة العربية السعودية، وإرسالها محققين إلى هناك للوقوف على ملابسات الموضوع عن قرب.

وقال المستشار القانوني معتصم خاشقجي، في تصريح لـ”العربية نت”: “هذا الاهتمام غير مستغرب من حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وإرسال فريق من المحققين في زمن قياسي لهو دليل على الاهتمام بالقضية”.

وأشاد بسرعة تحرك المملكة في القضية، قائلا: “أي مواطن سعودي سيجد نفس الرعاية والمتابعة، وهذه الوقفة أثلجت صدورنا، ولا نقدر أن نوفي الدولة حقها”.

وقال: “هناك للأسف من كان يتصل بنا ليعزينا في الأخ جمال رغم عدم وجود إعلان رسمي عن أي شيء، وعدم خروج نتائج التحقيقات ووضوح الصورة، وهذا الأمر مؤسف”.

كما شدد معتصم، على أن عائلة خاشقجي رجالا ونساء جميعهم ولاؤهم للوطن ويرفضون رفضا قاطعا الزج باسم العائلة واستغلاله لأجندة تسيء للسعودية.

وقال: “الأبواق الكاذبة مثل قناة الجزيرة وبعض الحسابات الإلكترونية التابعة لها تتباكى دون خجل وتوظف الحدث لخيالاتها وأوهامها المريضة، وهذا الأمر مرفوض ولم يعد ينطلي على الناس”.

وأضاف معتصم خاشقجي: “الكذب وترويج الشائعات والتباكي على الأخ جمال خاشقجي نعرف ما هو القصد منه، ويعرف الناس أن أمثال هؤلاء متخبطون ولا يملكون وازعا أخلاقيا أو ضمائر حية تردعهم، وأمرهم مكشوف ومثير للشفقة”.

فيما نقل موقع “العربية. نت” عن صلاح جمال خاشقجي، الابن الأكبر للكاتب الصحفي السعودي، قوله إن هناك محاولات من جهات خارجية لتسييس قضية اختفاء والده، معتبرا أنه يرفض هذا الأمر.

وقال: “هو مواطن سعودي مفقود، ونحن على تعاون مع السلطات السعودية، التي تتعاون معنا بشكل جيد، للكشف عن ملابسات الأمر، مضيفا: “نعتبر أنها قضية شخصية وبعيد كل البعد عن الإطار السياسي ونحن نحتاج إلى معلومات ذات مصداقية”.

خطيبة خاشقجي

رغم الرواية التركية التي تذهب إلى مقتل جمال خاشقجي إلا أن خطيبته خديجة نفت الأنباء التي تشير إلى مقتله إذ سارعت إلى نشر تغريدة على حسابها بموقع تويتر رفضًا لتصديق هذه الأنباء. وقالت خديجة (35 عاما) عبر حسابها بموقع تويتر: “جمال لم يقتل ولا أصدق أنه قد قتل”.

وعن السبب حول اعتقادها بعدم مقتله قالت خديجة: “بناء على تساؤلات حول تغريدتي لماذا “أني لا أصدق قتله”… لأنني انتظر تأكيدًا رسميا من قبل الحكومة… دعواتكم!”.

ولم يفوت البعض الفرصة للتشكيك في خطيبة خاشقجي والقول بأنها كانت شريكة في مؤامرة لتسليمه للسلطات السعودية، ومن هؤلاء أحمد الريسوني الملقب بـ”فقيه إخوان المغرب”، والنائب الأول لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي اتهم خطيبة خاشقجي بالتورط في اختفائه، وقال “إنها تسببت في مصير مجهول لخطيبها، فقد تم استدراجه من أمريكا إلى تركيا بدعوى إتمام الخطبة والزواج، ثم استُدرج للدخول إلى قنصلية بلاده، دون أن تدخل معه خطيبته التي بقيت بالباب وهناك اختفى وطمست آثاره”.

ورغم عدم اتفاق الكثيرين مع ما قاله الريسوني إلا أن هناك جدل كبير أثير حول شخصية خطيبة خاشقجي، والتي برز اسمها بعد الإعلان عن اختفائه، حيث تداولت وسائل الإعلام التصريحات نقلًا عن السيدة التي قدمت نفسها على أنها خطيبة الرجل المختفي.

وما أثار الجدل حول ظهورها في هذا التوقيت هو أن خاشقجي لم يعلن في تغريداته اليومية عن وجود هذه المرأة في حياته، وظهر خاشقجي لمرة واحدة في صورة مشتركة مع خديجة في شهر أغسطس الماضي، في جلسة ثقافية بإسطنبول، وقدمها وقتها على أنها باحثة في الشأن العُماني، وربما كانت هذه هي بداية التعارف بينهما.

وبحسب ما يبيّن حساب خديجة على “تويتر” الموجود منذ مايو 2012، فإن لها احتكاكًا بالدول العربية، إذ تقول إنها أعدت دراسة لمرحلة الماجستير عن التعايش المذهبي في سلطنة عمان.

ويظهر اهتمامها بالمجتمع العماني عبر حسابها على موقع تويتر بشكل لافت، وفي نفس الوقت يبدو أنها تدور في الفلَك القطري، عبر مشاركة عدة تغريدات لأمير قطر تميم بن حمد، إضافة إلى انحياز واضح لحزب العدالة والتنمية التركي، الذي يقوده أردوغان.

خديجة التي تتقن فيما يبدو اللغة العربية وتهتم بمنطقة الخليج، قالت إنها عاشت لفترة في مصر، لكنها لم تكن راضية عن تلك التجربة بحسب ما نُقل عنها.

ونفي معتصم خاشقجي، في تصريحات لـ “العربية.نت” معرفة العائلة بخديجة، قائلا: “لا نعرفها ولا نعرف من أين جاءت ولا تمت للعائلة بصلة، وقد تكون أحاديثها وحضورها لتمرير أجندة خاصة بها”، بحسب الموقع.

طالبت عائلة خاشقجي من خديجة الكف عن التحدث باسم الكاتب السعودي، وقالت إنها لا تعرف هذه المرأة، وليست لديها أي معلومات عنها، إذ لم يكشف جمال خاشقجي عن علاقته بالسيدة، قبل أن يظهر اسمها في وسائل الإعلام.

الأزمة بين تركيا والسعودية

يضع اختفاء جمال خاشقجي في إسطنبول، العلاقات التركية السعودية على المحك، ويمكن أن يؤدي إلى القطيعة بين هذين البلدين اللذين يقيمان علاقات تتميز بتنافس على زعامة العالم الإسلامي. إلا أن بعض المحللين يرون مع ذلك أن البلدين لا يزالان حتى الآن حريصين على تجنب التصعيد، طالما لم يتم الكشف بعد عن كل خبايا هذه المسألة.

في هذا الإطار أعلن مستشار حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، ياسين أقطاي، أن أنقرة لم تتهم السعودية في قضية اختفاء جمال خاشقجي.

وأكد مستشار الرئيس التركي، في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم”، أن تركيا لا تتهم الدولة السعودية في قضية جمال خاشقجي، ملمحاً إلى إمكانية وجود مؤامرة من أجل الإيقاع بين السعودية وتركيا، أو إلى احتمال أن يكون من قام باختطاف خاشقجي طرفاً ثالثا، أو ربما أفراد مما أسماها “الدولة العميقة”.

ونفى ما ورد من إشاعات حول قضية خاشقجي، قائلاً: “ما ورد بوكالة رويترز عن قتله ليس بياناً رسمياً”، مشددا على أن العلاقات التركية السعودية لها أسس وجذور تاريخية، متمنياً ألا تتأثر بتلك القضية.

من جانبها قالت أستاذة العلوم السياسية جنى جبور لـ”فرانس برس”: “هذه المسألة خطيرة جدا ويمكن أن تؤدي إلى قطيعة بين تركيا والسعودية” مضيفة “أن تركيا والسعودية قوتان إقليميتان تتنافسان على كل شيء: على الزعامة الإقليمية، والزعامة الدينية للسنة، وعلى العلاقات مع الغرب وخاصة مع واشنطن”.

وأضافت جنى جبور “أن أردوغان لا يريد الدخول في مواجهة مباشرة مع الرياض قبل التأكد من موقف ودعم دول أخرى” مثل الولايات المتحدة وقطر.

فيما قال خليل جحشان المدير التنفيذي في “المركز العربي” في واشنطن “الطريقة الوحيدة لتفسير التردد لدى كل من الجانبين وعدم الإفصاح سريعا عما يفكر به، هو الرغبة بتجنب تصعيد الوضع بلا طائل”. وتابع “الأمر خطير، هناك انتهاك لسيادة بلد، إلا أن البلدين يحرصان على عدم التفريط بمصالح أمنية وسياسية تجمعهما”.

وقالت صحيفة ديلي تلغراف إنه لا يوجد أي دليل قاطع على أن خاشقجي قد قُتل، وأن تركيا تحتاج إلى أدلة لإثبات ذلك، إلا أن على السعوديين إقناع العالم القلق بأن ليس لديهم ما يخفونه وأنهم لا يغتالون منتقديهم الذين بنوا حياة جديدة لهم خارج البلاد.

اهتمام أمريكي

أثارت واقعة اختفاء خاشقجي ردود فعل كبيرة داخل أمريكا، حيث أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قلقه إزاء التقارير حول الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي اختفى في تركيا. وقال للصحفيين في البيت الأبيض: “أنا قلق بهذا الشأن، ولا يعجبني السماع عن ذلك”، مضيفا أنه يتمنى أن تحل هذه المسألة. وعاد ترامب ليقول في تصريحات لاحقة، الثلاثاء، إنه لا يعرف شيئا عن اختفاء الصحفي والكاتب السعودي جمال خاشقجي، وأنه لم يتحدث مع المسئولين السعوديين عنه. وصرح ترامب أنه سيتحدث مع المسئولين السعوديين بشأنه في مرحلة ما.

من جانبه، علق نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس على حادثة اختفاء خاشقجى قائلاً عبر حسابه بموقع تويتر: “مستاء جدا من التقارير حول جمال خاشقجي، والعالم الحر يطالب بإجابات عن قضية خاشقجى”.

وفى سياق متصل، دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الحكومة السعودية إلى دعم إجراء “تحقيق شامل” بشأن اختفاء خاشقجى والتحلي بالشفافية بشأن نتائج هذا التحقيق”.

فيما حذر السيناتور البارز في مجلس الشيوخ الأمريكي، ليندسي غراهام، المملكة العربية السعودية، من “عواقب مدمرة”، في حال تأكدت المعلومات التي تفيد بمقتل الصحفي والكاتب السعودي، جمال خاشقجي. وقال غراهام، عبر حسابه على “تويتر”، إن الرياض يجب أن تقدم “إجابات صادقة”، وأضاف: “نحن متفقون على أنه إذا ما تأكدت الاتهامات ضد الحكومة السعودية، فإن ذلك سيكون مدمرا للعلاقات بين السعودية والولايات المتحدة، وسيكون ثمة ثمن كبير يتعين دفعه وليس اقتصاديا فحسب”. وأكد ليندسي غراهام أن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، بوب كروكر، يتفق معه في الرأي.

ويقول مراسل صحيفة “التايمز” في الشرق الأوسط، ريتشارد سبنسر، في تقرير له إن السعودية تتعرض لضغوط متزايدة لتفسر سبب اختفاء خاشقجي، خاصة بعد اتهام المسئولين الأتراك لها بأنها هي التي قتلته في قنصليتها في اسطنبول.

ويشير التقرير، إلى أنه رغم علاقة محمد بن سلمان مع إدارة دونالد ترامب، خاصة صهره جاريد كوشنر، إلا أن الكثيرين في الولايات المتحدة ممن دعموا إصلاحاته بدءوا يتساءلون عن تهوره وأفعاله المتسرعة، وقال محلل أمريكي إن خاشقجي كان سيتحدث في مؤتمر في الولايات المتحدة، سيشارك فيه متحدثون لهم علاقة بقطر التي تحاصرها السعودية، و”يبدو أن هناك حملة بدأت ضد رابطة قطر والإخوان”.

واشنطن بوست طرفًا

وتقول التايمز إن خاشقجي يستحق دعم الولايات المتحدة باعتباره كاتبا في الواشنطن بوست، ولو ثبت صحة الإشاعات التي تقول بمقتله على أيدي من يحمل جوازات سفر دبلوماسية سعودية فإنه يجب على واشنطن أن تقوم برد مماثل لما حدث في قضية الجاسوس الروسي سيرغي سكريبال الذي تعرض لمحاولة تسميم في إنجلترا.

فيما تقول صحيفة “واشنطن بوست” إن قضية جمال خاشقجي تشكل آخر تحد في وجه العلاقات بين واشنطن والرياض اللتين تسعيان إلى الحفاظ على علاقات وثيقة. وترى الصحيفة أن تأكد مقتله أو اختفائه على أيدي سلطات بلاده قد يتسبب في ضغوط جديدة من الكونغرس للدعوة إلى إعادة النظر في العلاقات مع الرياض.

وتركت صحيفة واشنطن بوست عمودا فارغا في نسختيها الورقية والإلكترونية دعما للصحفي السعودي، جمال خاشقجي، الذي اعتاد أن يكتب مقالات للرأي في الصحيفة.

وأعرب الصحفي فريد ريان، من صحيفة “واشنطن بوست”، عن “قلقه الشديد” من اختفاء خاشقجي. وقال إن “واشنطن بوست” ملتزمة بكشف الحقيقة، وإذا أظهر التحقيق أي تدخل للحكومة السعودية، فإن المؤسسة الإخبارية ستنظر إليه على أنه هجوم سافر على أحد صحفييها.

من جانبها دعت صحيفة “واشنطن بوست” الإدارة الأمريكية إلى مطالبة السعودية بأجوبة حول اختفاء الصحافي جمال خاشقجي الذي يشتبه في أنه قتل، ومعاقبة المملكة في حال عدم تعاونها.

وطالبت الصحيفة ببذل “مزيد من الجهود لكشف وقائع اختفاء خاشقجي”، ودعتها إلى “المطالبة بأجوبة واضحة وصريحة”. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبر الأمير محمد بن سلمان “حليفا مقربا”، وعلى المملكة الرد على ذلك عبر كشف مكان وجود خاشقجي.

وتابعت الصحيفة في مقالها “في حال عدم تعاون ولي العهد التام، على الكونغرس كخطوة أولى تعليق كل التعاون العسكري مع المملكة”. ودعت الصحيفة تركيا إلى كشف ما لديها من أدلة حول احتمال تعرض خاشقجي للقتل و”بذل كل الجهود في التحقيق”.

كذلك طالبت الرياض بتفسير لوجود نحو 15 سعوديا، بعضهم من المسؤولين، داخل القنصلية في نفس توقيت تواجد خاشقجي فيها، وأبدت أملها “بالعثور على خاشقجي سالما وبعودته إلى مكتبه”. وتابعت الصحيفة: “إذا ثبتت صحة التقارير التي تفيد بتعرضه للقتل فإن الحزن يجب أن يقترن بمحاسبة من نفذوا الجريمة ومن أمروا بها”.

وقال فريد هيات المسئول عن مقالات الرأي في واشنطن بوست في بيان “إذا تبين أن المعلومات عن اغتيال جمال صحيحة فسيكون عملا وحشيا غير مفهوم”. وأضاف “جمال صحافي شجاع وملتزم. إنه يكتب انطلاقا من محبته لبلاده وإيمان عميق بالكرامة الإنسانية والحرية”.

ردود فعل دولية

من جانبها دعت العديد من الدول السلطات التركية والسعودية للكشف عن مصير جمال خاشقجي، ودعا وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت السفير السعودي لتوضيح ما حدث لخاشقجي. وأضاف “العنف ضد الصحفيين في أنحاء العالم يتزايد ويمثل تهديدا كبيرا لحرية التعبير. إذا ثبتت صحة التقارير الإعلامية فسنتعامل مع الواقعة بجدية- الصداقة تعتمد على القيم المشتركة”.

فيما أعربت وزارة الخارجية الفرنسية، الثلاثاء، عن “قلقها” حول موضوع اختفاء خاشقجي، وقالت في بيان لها إنها “تأمل أن يتم توضيح هذا الموقف في أسرع وقت ممكن”.

بدوره، دعا مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، كلاً من تركيا والمملكة العربية السعودية لإجراء “تحقيق سريع ونزيه ومستقل” بشأن اختفاء خاشقجي.

وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم المكتب: ” هذا مبعث قلق كبير، ما يبدو من اختفاء السيد خاشقجي قسريا من القنصلية السعودية في اسطنبول”. وأضافت “إذا كانت أنباء وفاته والظروف الغريبة التي أدت إليها حقيقية، فسيكون ذلك صادما بحق”.

وتابعت شامداساني “ندعو إلى التعاون بين تركيا والسعودية من أجل إجراء تحقيق فوري ومحايد في ملابسات اختفاء السيد خاشقجي ونشر النتائج”. وتابعت أن البلدين عليهما مسؤولية بموجب قوانينهما الجنائية وقانون حقوق الإنسان الدولي.

من جهتها كتبت منظمة “مراسلون بلا حدود” على تويتر أنه في حال تأكدت المعلومات عن مقتل خاشقجي “فسيشكل ذلك هجوما مروعا ومؤسفا تماما وغير مقبول إطلاقا على حرية الصحافة”. وكتب الأمين العام للمنظمة كريستوف دولوار على تويتر “ستكون جريمة دولة من زمن ولى”.

ودعا ممثل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لحرية وسائل الإعلام هارلم ديزير عبر تويتر السلطات التركية إلى “كشف تفاصيل” هذه القضية معتبرا أن “المسئولين عن هذه الجريمة الفظيعة يجب أن يواجهوا القضاء”.

وكانت منظّمة “هيومن رايتس ووتش” ومنظمة العفو الدولية وجهتا تحذيرًا للرياض، مؤكّدتين أنه إذا كان خاشقجي موقوفًا لدى السلطات السعودية فإنّ ذلك سيشكل حالة “اختفاء قسري”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى