تقارير

ترامب يعلن انتهاء تنظيم داعش في سوريا والعراق ومخاوف من عودته مجددًا

علي البلهاسي

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه تم تحرير المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق بالكامل، مرحبا بانتهاء تنظيم داعش ويدعو إلى التزام اليقظة.

وقال ترامب، طبقا لقناة الحرة الأمريكية ، إن الولايات المتحدة ستبقى متأهبة لمحاربة داعش حتى تتم هزيمته أينما كان.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن تنظيم الدولة “داعش” لم يعد يسيطر على أية جيوب أو مناطق داخل سوريا.

ونقلت قناة (يورونيوز) الأوروبية عن المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، قولها إن وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة، باتريك شاناهان، أبلغ الرئيس دونالد ترامب بهذا الخبر أثناء رحلته إلى ولاية فلوريدا.

روسيا تشكك وبريطانيا وفرنسا ترحبان

من جانبه وصف مصدر بوزارة الخارجية الروسية، إعلان واشنطن تحرير سوريا من تنظيم (داعش) بشكل كامل بأنها “تصريحات غير مقنعة”.

ونقلت وكالة أنباء (سبوتنيك) الروسية عن المصدر -الذي لم يُذكر اسمه- قوله “هذه التصريحات لا يمكن اعتبارها مقنعة”.

فيما قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، إن تحرير آخر الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي يعد إنجازًا تاريخيًا، محذرة في الوقت ذاته من إغفال التهديد الذي يشكله التنظيم. وأضافت ماى أن حكومة بلادها ستظل ملتزمة باستئصال أيديولوجية التنظيم السامة.

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فأكد أن دحر تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا يعني القضاء على أكبر خطر يهدد بلاده.

وكتب ماكرون، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أوردتها قناة (فرانس 24): “أعلنت قوات سوريا الديمقراطية سقوط آخر معقل لداعش، وأشيد بشركائنا وجيوش التحالف الدولي، الذي تعد فرنسا جزءا منه”.

وأشار الرئيس الفرنسي، إلى أنه تم القضاء على خطر كبير كان يهدد أمن البلاد، لافتا إلى أن التهديد لا يزال قائما والحرب مستمرة ضد الجماعات الإرهابية الأخرى.

معركة كبيرة

وكانت قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، المدعومة من الولايات المتحدة، قد أعلنت، السبت، أن تنظيم داعش مُني بالهزيمة النهائية في الباغوز شرق سوريا.. وقال مصطفى بالي، مدير المركز الإعلامي لهذه القوات على “تويتر”: “الباغوز تحررت، والنصر العسكري ضد داعش تحقق”.

جدير بالذكر أن قوات سوريا الديمقراطية تسعى منذ أسابيع لهزيمة داعش في جيب الباغوز في جنوب شرق سوريا على مقربة من الحدود مع العراق وكان آخر جيب للتنظيم الذي كان يسيطر ذات يوم على ثلث أراضي سوريا والعراق.

وطالبت “قسد” تركيا بالتوقف عن التدخل في سوريا، والتخلي عن جميع الأراضي السورية. ودعت قوات سورية الديمقراطية، الحكومة السورية للاعتراف بالإدارة الذاتية التي أنشئت في المناطق التي تسيطر عليها.

وصرح القائد العام ل”قوات سوريا الديمقراطية” مظلوم عبدي، بأنه تم إنقاذ خمسة ملايين شخص في شمال وشرق سوريا من كل المكونات، وتحرير 52 ألف كيلو متر مربع من الأراضي.

وأوضح أن 11 ألفا من قوات “قسد” قتلوا في المعارك، بالإضافة إلى إصابة 21 ألفا آخرين، إلى جانب الضحايا المدنيين الذين كانوا هدفا للإرهاب.

وأعرب عن تقديره للتحالف الدولي على دعمه لقوات ” قسد ” معلنا بدء بمرحلة جديدة من الحرب على “داعش ” بهدف القضاء الكامل على الوجود العسكري السري للتنظيم.

مصير البغدادي

من ناحية أخرى أفاد مصدر أمني عراقي، بأن زعيم تنظيم (داعش) الإرهابي أبوبكر البغدادي حاول مرارا الفرار إلى العراق، مشيرًا إلى عدم تواجده في الباغوز السورية.

وذكر المصدر – في تصريح أوردته قناة (الإخبارية) العراقية- أن البغدادي ليس في الباغوز السورية، لكنه زارها أكثر من مرة قبل بدء الهجوم عليها من قبل قوات سورية الديمقراطية (قسد)، مبينا أنه بحسب المعلومات التي يملكها الجهاز، فهو في منطقة سورية أخرى غير الباغوز، وهو حاول مرارا اللجوء إلى العراق، لكن طيران التحالف وانتشار فصائل الحشد الشعبي على الحدود بين البلدين، دفعاه إلى التراجع.

وأضاف المصدر أن الحديث عن تمكنه من وصوله إلى العراق أمر صعب التصديق، وهو لا يزال ضمن الأراضي السورية، مشيرا الى اننا تأكدنا من المعلومات أن البغدادي غير مظهره الخارجي، وشكل لحيته من الطويلة إلى القصيرة، وبدل لونها إلى الأحمر، ويعاني حاليا من السمنة بسبب قلة الحركة خلال العامين الماضيين، ويعتمد على الأغلب في تنقله على سيارات مدنية عادية، وأحيانا يتنقل بسيارات أجرة صفراء من حي إلى آخر، كما لم تعد ترافقه أي أرتال عسكرية، ولكن مرافقيه ينتشرون بأزياء لا تشبه الزي الداعشي المعروف، وهو اللباس الأفغاني.

وتابع أن الاستخبارات الروسية لا تزال مصرة على أنها قتلت البغدادي، ولكن التنظيم لا يعترف بذلك، موضحا أن داعش يعرف جغرافية العراق لأن معظم قادته في الصف الأول هم من العراقيين، ويعرف الأنفاق التي لم تكشف بعد، في مناطق صحراء الأنبار، ويمتلك التنظيم أنفاقا ضخمة ترتبط بالحدود ثم إلى الأراضي السورية؛ ولكن مع ذلك، فإن احتمال دخول البغدادي إلى العمق العراقي عبر تلك الأنفاق لا يزال احتمالاً ضعيفا.

مخاوف من العودة

وأكدت قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، أن تنظيم “داعش” الإرهابي لم ينته بعد، ولا تزال هناك خلايا نائمة تابعة له في المناطق المحررة.

وقال كينو جابرييل، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية – في تصريحات لقناة “العربية الحدث” الإخبارية، إن هناك عددا هائلا من أطفال ونساء داعش قد يكونوا مشروعًا إرهابيًا في المستقبل، مضيفا أنه إذا لم تستقر سوريا سياسيا وإداريًا فإن عناصر داعش قد تظهر مجددا، منوها بأن قوات “قسد” لا تستطيع أن تتحمل عبء فلول التنظيم الإرهابي لوحدها.

من جانبه أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقرًا له، أن هناك معلومات استخباراتية تفيد بوجود قادة تنظيم (داعش) الإرهابي في أنفاق الباغوز بدير الزور، مشيرًا إلى أن التنظيم لا يزال يحتفظ بـ250 عنصرًا في أحد المواقع بالباغوز شرقي سوريا. وأوضح المرصد، وفقا لقناة (العربية) الإخبارية، أن تنظيم (داعش) لم ينته حتى في شرق الفرات.

يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه نائب المبعوث الأمريكي الخاص لدى التحالف الدولي وليام روباك: “لا يزال أمامنا الكثير من العمل لإلحاق الهزيمة الدائمة” بالتنظيم، مضيفا “لم تنته الحملة بعد، يبقى.. داعش تهديدًا كبيرًا”.

وحذر المسئول الأمريكي في الوقت ذاته من أن القتال ضد التنظيم لم ينته بعد رغم تجريده من الأراضي في سوريا والعراق المجاور، وقال: “سنواصل دعم عمليات التحالف في سوريا لضمان.. هذه الهزيمة الدائمة”.

هزيمة فكرية

من جانبها أكدت دار الإفتاء المصرية، أن القضاء على تنظيم (داعش) الإرهابي بشكل كامل في سوريا يضع الجميع أمام تحد أكثر صعوبة وأطول أمدًا وهو المواجهة الفكرية والأيديولوجية للتنظيم، خاصة بعد هزيمته عسكريا واسترداد كافة الأراضي التي سيطر عليها، وذلك لوجود عناصر كامنة للتنظيم في الداخل السوري، أو متعاطفين معه ومناصرين له.

وذكرت دار الإفتاء – في تقرير لها يوم السبت – أن المواجهة الفكرية والأيديولوجية تعني دحض أفكار التنظيم ومنهجه الإرهابي على نطاقات واسعة في كافة الربوع التي وصل إليها التنظيم، حيث تتناول تلك المواجهة الفكرية تفكيك أفكاره وشعاراته الكبرى التي شكلت مسوغ وجوده وانتشاره، وفضح ممارساته الإجرامية، وتحصين المجتمعات من دعايته السوداء ومداخله الخبيثة، وإكساب المجتمعات القيم المناهضة للعنف والتطرف وقبول الاختلاف والتعددية والتنوع، والاعتقاد بأن حب الأوطان والحفاظ عليها من أعلى مراتب الإيمان.

وأكد التقرير على أن المواجهة الفكرية لا تقل بحال عن المواجهة العسكرية، بل إنها – أي المواجهة الفكرية – تتطلب جهدًا أكبر وإستراتيجيات طويلة المدى تطبق على الكثير من الفئات المستهدفة، لضمان القضاء على كافة مبررات ظهور التنظيم الإرهابي مرة أخرى، وإيجاد حاضنة بديلة دافعة نحو العمران والسلام والحضارة، ورافضة لكل أفكار العنف والقتل واستباحة الأموال والأعراض والأنفس.​

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى