تقارير

تحدي “مومو”.. لعبة موت جديدة تهدد عالم الصغار

تونس-هاجر العيادي

أصبحت العديد من الألعاب الإلكترونية بمثابة “مصيدة موت” للمراهقين، فبعد انتشار لعبة “الحوت الأزرق”، والتي تسببت في وفاة عشرات الأفراد حول العالم، ظهر خطر جديد يتمثل في لعبة “تحدي مومو”، عبر “واتس آب”.

فيما تناولت العديد من التقارير تفاصيل حول لعبة “مومو”، محذرة الأطفال منها، خوفا من أن تكون شبيهة بلعبة الحوت الأزرق التي حصدت عشرات الأرواح عبر العالم.

شخصية مرعبة

تبدأ اللعبة بصورة مرعبة تظهر للمستخدم عبر تطبيق “واتس آب”، تصحبها رسالة مخيفة تقول: “مرحبا أنا مومو”، ثم تعرض بعد ذلك معلومات شخصية عن المستخدم نفسه، يليها جملة:” “أنا أعرف كل شيء عنك” وتختم الرسالة بـ “هل تود استكمال اللعبة معي!”.

وتداول العديد من المستخدمين هذا الأمر، حيث وصلتهم هذه الرسائل في وقت متأخر من الليل، والتي تظهر فيها صورة امرأة مشوهة، لها أعين متسعة بلا جفون، وشفاه تصل إلى أذنيها، وتشبه الشخصيات الموجودة في أفلام الرعب الخيالية. وهذه الصورة مستوحاة من صورة لأحد التماثيل الموجودة في متحف الفن المرعب بالصين.

قواعد اللعبة

تقوم فكرة اللعبة على إضافة المستخدمين لرقم هاتف يبدأ بالرقم +81 إلى جهات الاتصال الخاصة بهم، وفي تلك اللحظة يرون صورة “مومو” التي يجب عليهم الانخراط معها في محادثة، ومتابعة جميع الخطوات، حتى يتجنبوا السقوط في لعنة.

وللعبة قواعد خاصة، حيث تقوم “مومو” بإخبار المستخدمين بالتعليمات التي يجب عليهم إتباعها، وتشمل تجنب عدم الإجابة مرتين على نفس السؤال، إضافة إلى ضرورة تجنب تكرار نفس الكلام خلال الحديث معها، وإذا طلبت من المستخدم شيئا عليه تنفيذه، ويمكن ارتكاب الخطأ مرة واحدة فقط.

رعب بكل اللغات

بحسب معلومات متداولة فإن الرقم الذي يتحدث من خلاله مومو يأتي من العاصمة اليابانية طوكيو ، لكن هناك غموض يكتنف اللعبة يتعلق بم يتواصل مع المستخدمين من خلالها، خاصة أن الهاكر يتحدث جميع اللغات باستخدام مترجم آلي، حيث ويمكن لـ “مومو” التحدث مع أي شخص، في أي بلد، وبأي لغة مهما كانت هذه اللغة.

ومن يخالف تعليمات “مومو” تهدده بأنها تستطيع إخفاءه من العالم دون ترك أثر له، الأمر الذي أثار رعب الكثير من المستخدمين .

تطبيقات خطرة

وكانت بداية الحديث عن “مومو” قد تمت عبر شبكة فيس بوك، عندما نشر أحد المستخدمين رقم هاتف “مومو” الذي يبعث له رسائل مخيفة ليبدأ معه اللعبة، وبعد رده على أكثر من رسالة، قام الشاب بالتقاط صورة لحديثهما معا ونشرها على “فيس بوك”.

بعدها بدأ الحديث عن خطورة اللعبة ومقارنتها بغيرها من التطبيقات الألعاب الخطرة، حتى أن البعض قال إن لعبة “الحوت الأزرق” أقل خطورة من لعبة “مومو”.

وتبقى المشكلة الأكبر في السعي وراء التحديات الخاصة بالمغامرة والخطر التي لا تنتهي، وتتعد التطبيقات والألعاب من هذا النوع والنتيجة في النهاية واحدة، فهي إما تدفع مستخدميها نحو خوف غير مبرر، أو تدفعهم للانتحار أو تصيبهم بالاكتئاب وغيره من الأمراض النفسية والاضطرابات التي يصعب السيطرة عليها، فضلا عن تهديد الاستقرار العام في المجتمعات، وإثارة الجدل الذي لا ينتهي.

وتشترك جميع تلك الألعاب والتطبيقات في نقطة واحدة وهي ” الابتزاز”، حيث تحصل تلك التطبيقات المدمرة على معلومات من المستخدم، ثم تستخدمها ضده، لإجباره على متابعة اللعب، وتحقيق أغراضها الدنيئة.

قلق دولي

منذ انتشار لعبة مومو المرعبة وهناك تحذيرات متكررة من مخاطر هذه اللعبة على حياة الأشخاص فهي تدفع المراهقين للانتحار وارتكاب أعمال عنف.

وأشارت صحيفة ” EL MUNDO”، إلى أن تلك اللعبة أثارت قلق السلطات في بعض البلدان، لدرجة أنها اضطرت إلى اتخاذ إجراء بشأن هذا الأمر.

ففي المكسيك أصدر المدعي العام لولاية “تاباسكو” نشرة تحذر من مخاطر تحدي “مومو” تحدث فيها عن خطر هذا التحدي بين الشباب والقاصرين، والذي يتمثل في أن المجرمين يمكنهم الاستفادة من هذه اللعبة من أجل إزالة أو سرقة المعلومات الشخصية، والتحريض على الانتحار أو العنف، والتحرش، والابتزاز، وتوليد الاضطرابات الجسدية والنفسية مثل القلق والاكتئاب والأرق.

في نفس السياق  أصبحت مومو تثير قلق السلطات في بعض بلدان أمريكا اللاتينية لدرجة أنها اضطرت إلى اتخاذ إجراء بشأن المسألة. أما في تشيلي، حذرت الشرطة المدنية من مخاطر هذه اللعبة بمقارنتها مع حالة الحوت.

على صعيد آخر  كشف باحثون عن أن رسائل مومو لا تضم أي نوع من الفيروسات، وأنها ليست محاولة أخرى “للتصيد الاحتيالي” لسرقة البيانات الحساسة من الهواتف.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى