تغطيات خاصةتقاريررمضان

العيد في زمن كورنا.. احتفالات خلف الجدران وفرحة تخفيها الكمامات

مع استمرار إجراءات الحد من تفشي وباء كورونا، كان احتفال العالم العربي والإسلامي بعيد الفطر هذا العام مختلفًا عن كل عام.. احتفال تم في أغلب الدول وراء جدران المنازل، وامتزج بفرحة مكتومة اختفت تعابيرها وراء الكمامات.

تأثرت كافة الطقوس والعادات والتقاليد التي كان الناس قد تعودوا على القيام بها في مثل هذا الوقت من كل عام، بعد أن فرضت أزمة كورونا إجراءات مشددة للعزل المنزلى والاجتماعى، وأجبرت الدول على فرض الحظر وعدم التجوال على مواطنيها لمنع تفشي الوباء القاتل.

وكانت أعداد الوفيات والإصابات بكورونا في جميع أنحاء الشرق الأوسط وآسيا أقل مما كانت عليه في أوروبا والولايات المتحدة، لكن الأرقام بدأت ترتفع بشكل مطرد في الآونة الأخيرة، مما أثار مخاوف من أن تفشي الفيروس قد يطغى على أنظمة الرعاية الصحية بالمنطقة التي تفتقر إلى التمويل الكافي.

وبناء عليه شددت العديد من البلدان العربية والإسلامية قيود الإغلاق بعد أن أدى التخفيف الجزئي خلال شهر رمضان إلى ارتفاع معدل الإصابات فيها.

وأدت هذه الإجراءات إلى اختفاء العديد من مظاهر المناسبة الدينية الهامة لدى المسلمين، فقد حلّ العيد على الدول العربية والإسلامية من دون إقامة صلاة العيد في المساجد، حيث أقرّت غالبية البلدان إقامتها في المنازل حفاظًا على سلامة المواطنين.

وأجاز العلماء والفقهاء أداء صلاة العيد في البيوت، بالكيفية التي تُصلى بها في المساجد والساحات، وذلك لقيام العذر المانع من إقامتها في المسجد أو الخلاء.

ومع فرض حظر التجول خلال عطلة العيد، غابت الزيارات بين العائلات والأصدقاء، واضطر الجميع للاكتفاء بتبادل التهاني عبر لاتصالات الهاتفية ووسائل التواصل الاجتماعي.

كذلك امتنع الناس عن عادات المصافحات والعناق للتهنئة بالعيد، وغابت التجمعات في الشوارع، والتنزهات في الحدائق العامة وأمكان الترفيه.

كل هذه الممارسات التي كانت تحدث كل عام حتى العام الماضي أصبحت مجرد ذكريات يترحم الناس عليها ويتمنون أن تزول الغُمّة سريعًا حتى لا يفسد كورونا فرحتهم بالعيد القادم أيضًا.

أزمة اقتصادية

ولعل ما زاد الأمر سوءًا هو الأزمة الاقتصادية التي تسببت فيها إجراءات الإغلاق بسبب كورونا، وهو ما جعل الملايين في العالم وفي بلاد العالم الإسلامي يعانون من ضائقة مالية متزايدة، خاصة وأن تراجع أسعار النفط أدى إلى إغراق دول إسلامية عديدة في أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود.

وضاعفت أزمة كورونا من معاناة تجار التجزئة الذين كانوا يستعدون لجني أرباح كبيرة في مثل هذا الموسم، لكن أرباحهم تحولت إلى خسائر بعد أن أصبحت بضائعهم لا تجد مشترين، فقد امتنع الناس عن شراء الهدايا والملابس والحلويات، ووفروا أموالهم لشراء الأقنعة والقفازات وغيرها من معدات الحماية من فيروس كورونا.

وإذا كانت تدابير احتواء وباء كوفيد-19 تتفاوت بين دولة وأخرى في المنطقة، إلا أنّ تداعيات الجائحة تكاد تكون واحدة على النشاط الاقتصادي في هذه الدول، ولا سيّما على قطاعات بعينها مثل المراكز التجارية والفنادق ومتاجر الألبسة والحلويات، وهي قطاعات تعوّل في العادة على هذا العيد وسواه من الأعياد والعطل لزيادة أعمالها وأرباحها.

العيد في مصر

يتمتع الشعب المصري بخصوصية فى مظاهر احتفاله بعيد الفطر، ويمكن القول إن مظاهر العيد مثل الكعك والحلوى والعيدية بدأت في مصر وانتقلت منها إلى العديد من شعوب العالم.

واعتاد المصريون في العيد أن يخرجوا للاحتفال بقدومه بمختلف الطرق، وأن يتوجهوا إلى الحدائق العامة ودور العرض السينمائي، بينما كان البعض يتوجه إلى كورنيش النيل للتمتع بالنسيم، ويفضل آخرون تبادل الزيارات العائلية.

لكن هذا العام استقبل المصريون العيد وسط إجراءات إحترازية مشددة وضعتها الدولة للحفاظ على المواطنين من خطر عدوى فيروس كورونا.

وكان من أبرز هذه الإجراءات حظر التجوال وتحرك المواطنين في كافة أنحاء الجمهورية بداية من الساعة الخامسة مساء، بالإضافة إلى إيقاف المواصلات العامة طوال أسبوع العيد، وغلق كافة المحال التجارية والمولات والمطاعم والمنتزهات، ومناطق تقديم الخدمات الترفيهية وإغلاق كافة الشواطئ.

وفي سابقة هي الأولى من نوعها، خلت شوارع القاهرة ومناطق الكورنيش والحدائق والساحات العامة، من من المواطنين.

وبالرغم من ذلك لم تنجح أزمة كورونا فى إلغاء الشعور بفرحة المصريين بالعيد وبهجته، أو إلغاء العادات الموروثة التى دأب عليها المصريين، فقد ارتدى الأطفال فى منازلهم ملابس جديدة، وتم إعداد وشراء أصناف مختلفة من الحلويات والكعك.

وأضفت القنوات الفضائية وبرامج الإذاعة على العيد بهجة من نوع خاص من خلال بث الحفلات وأغانى العيد وعرض الأفلام والمسرحيات والمسلسلات المجمعة.

السعودية

بدأت المملكة العربية السعودية حظر التجول لمدة خمسة أيام على مدار الساعة ابتداءً من يوم السبت الماضي. وأصبحت السعودية أكبر الدول الخليجية من حيث أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجدّ، سجّلت منذ بداية شهر رمضان ارتفاعاً كبيراً في أعداد المصابين زاد عن أربعة أضعاف، ليبلغ إجمالي عدد المصابين بالفيروس في المملكة أكثر من اثنين وسبعين ألف شخص، وهو أعلى عدد إصابات في منطقة الخليج.

وقالت السلطات يوم السبت نقلا عن مرسوم ملكي ان صلاة العيد ستقام في الحرمين الشريفين في مدينتي مكة والمدينة “بدون مصلين”.

وبالفعل أقيمت صلاة العيد في الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وفقاً للأعداد والضوابط المتبعة في الصلوات الأخرى، والاحترازات الصحية اللازمة، بحسب وكالة الأنباء السعودية.

وتوجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بخطاب لشعبه قال فيه: “إنني أقدر بشكل كبير قضاءكم العيد في بيوتكم، ملتزمين بكل وعي ومسؤولية بإجراءات التباعد الاجتماعي، مستعيضين عن اللقاءات وتبادل التهاني مباشرة، بالتواصل والمعايدة والتهنئة بالاتصالات والمراسلات والتواصل عن بعد.. كل ذلك حرصًا على سلامتكم”.

وأعلنت الهيئة العامة للترفيه السعودية، عن 4 حفلات غنائية ستقام بمناسبة احتفالات عيد الفطر المبارك، سيتمكن الجماهير من متابعتها بمنازلهم.

وتقام الحفلات أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، ويحييها على الترتيب كل من نجوم الغناء ماجد المهندس ومحمد عبده وراشد الماجد ونجوى كرم.

الإمارات

بدورها شدّدت الإمارات العربية المتّحدة التدابير المتّخذة لمكافحة تفشّي الجائحة، مع فرضها حظر تجول ليلياً بدءاً من الساعة الثامنة مساءً. لكنّ هذا التدبير لم يمنع كثيرين من التخطيط لرحلات إلى فنادق فاخرة على شواطئ دبي أو عجمان أو رأس الخيمة.

ودعت سلطات البلاد إلى تجنب زيارة النساء الحوامل والأطفال والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى وتجنب الخروج إلى الأماكن العامة.

وشددت السلطات على الامتناع عن توزيع العيدية على الأطفال أو حتى صرفها من المصارف وتداولها بين الأفراد خلال هذه الفترة، واستخدام البدائل الإلكترونية لذلك.

سوريا

أقرّ المجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف في سوريا، تعليق صلاة عيد الفطر جماعة في المساجد، وذلك في إطار تدابير التصدي لفيروس كورونا.

وأشار المجلس إلى أنه “يمكن صلاتها على هيئتها في البيت مع الأهل جماعة من دون خطبة أو فرادى”.

وفي العاصمة السورية دمشق، توجه متسوقو العيد إلى أسواق السلع المستعملة للملابس بأسعار منافسة، في الوقت الذي تواجه فيه البلاد التي تمزقها الحرب وتضربها العقوبات بأزمة اقتصادية أكثر ترسخًا.

ويقول السوريون إن سوق السلع المستعملة هو المكان الوحيد الذي يمكنهم فيه شراء شيء جديد لارتدائه خلال عيد الفطر”.

أما في مدينة ادلب شمال غرب سوريا التي لم تسجل فيها حتى الآن أي اصابات بفيروس كورونا المستجد، فقد خرج مئات من الأطفال للعب في منطقة نصبت فيها أراجيح العيد وغيرها من وسائل الترفيه، بينما صدحت أغاني العيد من مكبرات الصوت.

ويسري في إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة وقف لإطلاق النار منذ السادس من آذار/مارس، أعقب هجوماً واسعاً شنّته قوات النظام بدعم روسي، ودفع نحو مليون شخص للنزوح من مناطقهم.

الأردن

فرضت الحكومة الأردنية حظرًا شاملًا للتجول لمدة ثلاثة أيام، بدءا من ليلة أمس. ورغم تشديد الإجراءات إلا أن بعض الأسر الأردنية حرصت على شراء هدايا العيد وملابس جديدة للأطفال.

وقررت وزارة الأوقاف بثّ تكبيرات العيد عبر مكبرات مساجد المملكة، لكن مع إبقاء العمل بقرار إغلاق المساجد.

السودان

فرضت الإجراءات المتعلقة بكورونا وخصوصًا حظر التجول الشامل واقعًا جديدًا على السودانيين في عيد الفطر، مع خلوّ الشوارع من المارة، وبقاء الأسواق مغلقة.

فالتجول ممنوع بعد الواحدة ظهرًا، والمساجد مُغلقة والساحات ممنوع التجمع فيها، وصلاة العيد وتكبيراته هذا العام مكانها ساحات المنازل التي اعتادت سكانها.

ولم تحمل النساء “صواني الخبيز” إلى الأفران لإعداد كعك العيد، فالمخابز تعمل لساعات محدودة تكفي بالكاد ضخ كميات الخبز المطلوبة للمواطنين. ولم يشتر الرجال ولا الأطفال الجلباب الأبيض الفضفاض، فمتاجر الملابس مُغلقة حتى من قبل حلول شهر رمضان.

ولا ذبح للخراف لتحضير “الشية” (اللحوم المشوية)، حيث يجتمع الأهل والجيران والمهنئين، لتناولها على الإفطار، في عادة تُميز عيدي الفطر والأضحى في السودان.

والزيارات لتبادل التهاني أيضًا ظلت على أضيق نطاق وسريعة، في ظل تحذيرات حكومية متكررة بالتقيد بالإجراءات المُعلنة لتجنب مزيد من انتشار الفيروس وسط السكان.

الجزائر

احتفل ملايين الجزائريين اليوم الأحد بأول أيام عيد الفطر المبارك، بدون المظاهر التقليدية للاحتفال بهذه المناسبة الدينية.

فخلال أيام العيد زادت السلطات الجزائرية ساعات حظر التجوال المفروض في إطار الحجر الصحي، ليصبح من الساعة 1 ظهرا حتى السابعة من صباح اليوم التالي، مع الحظر الشامل لحركة السيارات والدراجات النارية في كافة الولايات على مدار اليوم، بعد أن كان طوال شهر رمضان من الساعة 5 مساء إلى 7 صباحا.

ولم يتمكن الجزائريون من قضاء العيد مع الأسر خاصة من سكان الولايات البعيدة الذين يعملون في العاصمة، والذي يحرصون على السفر لقضاء أسبوع العيد مع ذويهم، إلا أنه هذا العام لم يتمكنوا من ذلك نظرا لوقف كافة المواصلات ووسائل النقل الجماعي بسبب الكورونا.

كما خلت شوارع الجزائر العاصمة من السيارات في أول أيام عيد الفطر، في التزام تام من المواطنين، وسط وجود ملحوظ لقوات الشرطة في الشوارع لضبط المخالفين.

وغابت العديد من مظاهر عيد الفطر مثل شراء الملابس الجديدة، حيث إن المحلات مغلقة في إطار الحجر الصحي، بينما ظهرت حلوى العيد على استحياء في بعض محلات المواد الغذائية والحلويات. ولم يتمكن الجزائريون من أداء صلاة العيد في المساجد نتيجة غلقها منذ مارس الماضي بسبب تفسي وباء الكورونا.

فلسطين

في فلسطين أيضًا كان الاحتفال بالعيد مختلفًا، فالمسجد الأقصى مغلق منذ نحو شهرين بسبب تفشّي فيروس كورونا المستجدّ، وأعلنت السلطات أنه لن يُعاد فتحه أمام المصلّين إلا بعد عيد الفطر.

واندلعت اشتباكات بين قوات الأمن الإسرائيلية والمصلين الذين تجمعوا لأداء صلاة العيد عند باب الأسباط أحد أبواب المسجد.

وفي قطاع غزة، سمحت حركة حماس التي تسيطر على القطاع بأداء الصلاة في المساجد التي صدحت منها تكبيرات العيد لتخلق جواً من البهجة بين أهالي القطاع. كما أُدِّيَت صلاة العيد في الساحات العامة، وفق التعليمات والشروط للوقاية من فيروس كورونا.

وفي طرقات غزة فاحت رائحة الفسيخ من البيوت، فأهالي القطاع اعتادوا طهو سمك الفسيخ في أوّل أيام عيد الفطر، فيما يتناول آخرون وجبة “السُّماقية” الشعبية في هذه المناسبة.

وبدت الفرحة واضحة على ملامح الأطفال وهم يلهون بالأراجيح، ويشترون الألعاب والحلويات والمُسليات عن البسطات الصغيرة ومن البقالات، ويركبون السيارات البلاستيكية الملونة، التي يستأجرها الأطفال، فيما تم إغلاق الساحات المركزية والمدن الترفيهية، والمتنزهات العامة، ضمن الإجراءات المشددة لمنع التجمهر والتجمعات خلال إجازة عيد الفطر.

في أمريكا

وفي أمريكا توجه الرئيس دونالد ترامب بالتهنئة إلى المسلمين في الولايات المتحدة وحول العالم بمناسبة الاحتفال بعيد الفطر المبارك. وقال ترامب إنه “على مدى الأسابيع والأشهر الماضية، بينما كنا نكافح الفيروس التاجي، كان اعتمادنا على إيماننا وعلى أقاربنا وأصدقائنا للمساعدة في إرشادنا خلال هذه الظروف غير المسبوقة”.

أيضًا أعرب مايك بومبيو وزير الخارجية، عن تقديره لما وصفه بتكيف المسلمين خلال شهر رمضان وعباداته مع ظروف عالمية غيرتها جائحة كورونا.

وأعرب بومبيو عن امتنانه للعديد من المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة والعالم، التي تقوم بمساعدة تلك الأقليات وإنقاذ أرواح أبنائها.

وكان الرئيس دونالد ترامب قد دعا يوم الجمعة الماضي حكام الولايات إلى “السماح بإعادة فتح أماكن العبادة فورًا”، وذلك رغم استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد في أمريكا.

وفي حين ستفتح بعض المساجد، ومنها مساجد في هيوستن بولاية تكساس، أبوابها لعددٍ محدود من المصلين، لجأت أغلب المجتمعات المسلمة في الولايات المتحدة إلى التكنولوجيا للاحتفال بعيد الفطر عن بعد.

وقالت مجلة Newsweek، إن مساجد الولايات المتحدة ستظل مغلقة خلال الفترة المقبلة، على الرغم من توجيهات الرئيس ترامب بفتح جميع دور العبادة في البلاد، وذلك حرصًا منها على التزام بتعليمات الوقاية من فيروس كورونا.

مسلمو آسيا

وفي جمع انحاء آسيا احتشد المسلمون للاحتفال بعيد الفطر المبارك، وتوجه المواطنون في إندونيسيا وباكستان وماليزيا وأفغانستان للأسواق للتسوق قبل حلول العيد، وتجاهلوا إرشادات الوقاية من فيروس كورونا، واضطرت الشرطة في بعض الأحيان لتفريق حشود كبيرة بالقوة.

ففي باكستان تم السماح بالصلاة في المسجد طوال شهر رمضان وكذلك بصلاة العيد، ولم تتخذ السلطات قرارًا بشأن التجمعات الجماهيرية خلال العيد.

لكن العيد بدا حزينًا في باكستان بعد تحطم طائرة يوم الجمعة الماضي فوق حي سكني في كراتشي كبرى مدن جنوب باكستان، ما أدى إلى مقتل 97 شخصًا على الأقل.

وفي إندونيسيا قيدت السلطات الاحتفالات هذا العام بشكل ملحوظ مع ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

وأعلنت أكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان، والتي يقطنها أكثر من 240 مليون نسمة، عن ما يقرب من 22 ألف إصابة بالفيروس من بينها 1350 حالة وفاة، وهو ما يمثل الرقم الأكبر في جنوب شرق آسيا. وأدى ذلك لإلغاء صلاة العيد في المساجد والحقول المفتوحة، واختفاء الزيارات العائلية وتوزيع الهدايا على الأطفال.

وفي مقاطعة آتشيه لا يزال من الممكن أداء صلاة العيد في المساجد والحقول، لكن بدون مصافحة وبخطبة قصيرة. وألغت السلطات هناك استعراضات المركبات المزينة بمكبرات الصوت، والتي تردد تكبيرات العيد.

وفي ماليزيا المجاورة، خفتت احتفالات العيد أيضًا، ورغم إعادة فتح معظم الشركات بعد أسابيع من الإغلاق بسبب الفيروس، لكن التجمعات لا تزال محظورة. كما ألغى الوباء تقليد “البيت المفتوح”، حيث يدعو المسلمون أفراد العائلة والأصدقاء إلى ولائم.

وسمحت الحكومة للعائلات التي تعيش في الجوار بزيارة بعضهم البعض يوم الأحد فقط، ولكن يجب ألا يتجاوز التجمع 20 شخصًا في نفس المنزل. كذلك أعيد فتح المساجد، لكنها تقتصر على التجمعات الصغيرة التي لا يزيد عدد أفرادها عن 30.

وفي أفغانستان أعلنت حركة طالبان الأفغانية أمس السبت وقفاً لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من الأحد بمناسبة عيد الفطر، في خطوة مفاجئة.

وبدت شوارع العاصمة كابول شبه خالية بسبب الإغلاق الصارم لوقف تفشي فيروس كورونا المستجد، إلا أن هذا لم يمنع البعض من الخروج من منازلهم لتهنئة الآخرين مع التزام بعضهم التباعد الاجتماعي، وقام آخرون بالعناق والمصافحة بالأيدي رغم التوصيات.

وفي إيران التي سجّلت فيها أكبر حصيلة من الإصابات والوفيات الناجمة عن الفيروس في الشرق الأوسط، ناشدت السلطات المواطنين تجنّب السفر خلال عيد الفطر

وقال وزير الصحة سعيد نمكي إنّ “مصدر القلق الأكبر بالنسبة إلينا هو بلوغ المرض ذروات جديدة في البلاد جرّاء عدم احترام الإرشادات الصحية”.

في الصين

أما في الصين فقد احتفل آلاف المسلمين من مختلف الجنسيات، صباح اليوم الأحد، بعيد الفطر المبارك، وسط اختفاء ملحوظ لمظاهر الاحتفال التقليدية بسبب تداعيات فيروس “كورونا الجديد” (كوفيد-19).

وتركزت احتفالات هذا العام – التي تعتبر استثنائية – في إعداد المحلات بالمناطق التي يتواجد بها مسلمون الأطعمة التقليدية، حيث اعتاد المسلمون الصين يون شراء المأكولات كهدية للأقرباء والأصدقاء وتوزيعها للإفطار بها صباح يوم العيد.

كما تقتصر احتفالات هذا العام على تبادل الزيارات بشكل محدود في نطاق الأعداد المسموح بها وفقا للوضع الوبائي في كل منطقة، إلى جانب الخروج إلى المتنزهات وأماكن الترفيه التي استأنفت نشاطها بموجب الاشتراطات الصحية المحددة والسعة القصوى لأعداد الزائرين المقررة لكل منها، والتي تصل إلى نحو 30% فقط مع ضرورة الحجز المسبق عبر الإنترنت.

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد مسلمي الصين يبلغ 21 مليون شخص.

في أوروبا

وفي أوروبا لم يختلف الأمر كثيرًا، ففي روسيا التي تعد ثاني أكثر الدول تأثرًا بالوباء في العالم، دعا المسؤولون المسلمون إلى “البقاء في المنزل” والاحتفال مع العائلة.

وتقرر فتح المساجد الأكبر في المدن الروسية لأداء صلاة العيد لكن بمشاركة “الحد الأدنى” من المصلين.

ونصح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المسلمين، قبل فترة وجيزة، الاحتفال بالعيد في المنزل هذه المرة. ووجه رؤساء أقاليم البلاد وممثلو رجال الدين نداءات مماثلة.

ولم تتوقف الصلاة في المساجد، كما تمكن المواطنون من مشاهدة البث عبر الإنترنت.

وفي بريطانيا كان الاحتفال عن بعد، حيث استضافت عدة مساجد صلاة العيد افتراضيًا في ظل تدابير الإغلاق المتواصلة بسبب جائحة “كوفيد-19”.

وحث قادة المجتمع الإسلامي في بريطانيا الناس على البقاء بالمنزل والتزام تدابير التباعد الاجتماعي لتقليص انتشار فيروس كورونا المستجد.

وخلال مؤتمر صحفي بداونينج ستريت، الخميس، حث كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا كريس وايتي المسلمين على “تكييف الاحتفالات” حول تدابير التباعد الجسدي، معللًا ذلك بحماية المجتمع بأكمله.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى