تقارير

أمريكا تحيي يوم الرؤساء وسط دعوات للاحتجاج على طوارئ ترامب

علي البلهاسي

أحيا الأميركيون اليوم الاثنين ذكرى “يوم الرئيس” تخليدًا لذكرى الرئيس الأميركي الأول جورج واشنطن. ويعد هذا اليوم عيدًا رسميًا في الولايات المتحدة، ويتم الاحتفال به في يوم الاثنين الثالث من فبراير كل عام.

واستغل نشطاء هذه المناسبة لإطلاق دعوة للاحتجاج ضد الرئيس الحالي دونالد ترامب بسبب إعلانه حالة الطوارئ واصفين قراره في هذا الشأن بأنه انتهاك للسلطة المخولة له.

تاريخ الاحتفال

كان الاحتفال بعيد الرؤساء يتم في البداية كعيد ميلاد للرئيس جورج واشنطن الذي ولد في 22 شباط/فبراير من عام 1732م، لكن بعض المصادر تشير إلى أن واشنطن ولد في 11 فبراير, وليس في 22 فبراير، وتم تغيير هذا التاريخ عندما بدأت أمريكا في استخدام التقويم “Gregorian” الذي ما زال يستخدم حتى اليوم.

وبدأت أمريكا الاحتفال بهذا اليوم عام 1865م, بعد اغتيال الرئيس أبراهام لينكولن، الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة، على يد جون ولكس بوث، ويوافق عيد ميلاد لنكولن 12 فبراير, وهو شهر الاحتفال بيوم الرئيس.

وفي 1968 م, قرر مجلس النواب الأمريكي الاحتفال بعيد ميلاد الرئيسين واشنطون ولينكولن, ولكن كان يتم الاحتفال بعيد ميلاد واشنطن فقط بشكل رسميّ, حيث ما زال يوم الاثنين الثالث من فبراير يسمى رسميًا بـ “عيد ميلاد واشنطن”.

ومع ذلك أعلن الرئيس نيكسون يوم الاثنين الثالث من فبراير من كل عام كيوم عيد لكل الرؤساء, ولكن بشكل غير رسمي. ويبدو أن الأمريكيين توافقوا مع رغبة الرئيس نيكسون، حيث باتوا يحتفلون في هذا اليوم  بكل الرؤساء وليس الرئيس واشنطن فقط.

عطلة رسمية

في هذه المناسبة تمنح السلطة الاتحادية في الولايات المتحدة عطلة رسمية للمواطنين، وتم اعتماد هذه العطلة منذ عام 1885، لكن هذا الموعد لا يشمل الولايات كافة، إذ أن بعضها يحتفل بهذه المناسبة في 12 فبراير، الذي يصاف عيد ميلاد أبراهام لنكولن.

وللخروج من هذا الخلاف اقترح مشرعون أن يتم دمج العطلتين في يوم واحد، لكن قرار الكونجرس النهائي أبقى العطلة الاتحادية يوم عيد ميلاد واشنطن. وكان الاحتفال يتم في 22 فبراير من كل عام، قبل أن يم تغييره إلى ثالث اثنين من  الشهر نفسه.

كما يختلف اسم المناسبة من ولاية لأخرى، فهناك من يسميه “عيد ميلاد واشنطن” (الاسم الرسمي) أو “يوم الرؤساء” أو “يوم الرئيس”، لكن مهما اختلف الاسم يظل ثالث يوم اثنين في شهر شباط/ فبراير عطلة فيدرالية.

تكريم واشنطن

تم تخصيص هذا اليوم لتكريم الرؤساء الذين تولوا رئاسة الولايات المتحدة، خاصة الرئيس واشنطن، الذي أدى دورًا تاريخيًا في حرب الاستقلال. ففي هذا اليوم يتذكر الأميركيون مسيرة وانجازات واشنطن ودوره في قيام الولايات المتحدة وتوحيد الجمهورية الفتية آنذاك.

وقد أصبحت طريقة واشنطن الذي يوصف بأنه “أبو البلاد”، في الحكم وإدارة شؤون الدولة عرفًا ومثالاً يحتذي به رؤساء أمريكا الذين جاءوا بعده.

ولا يقتصر هذا التكريم للرئيس واشنطن على هذا اليوم فقط، فقد وضعت السلطات الاتحادية صورته على العملة الرسمية الدولار، كما تحمل ثلاث جامعات أميركية اسمه.

احتفال احتجاجي

ويبدو أن الاحتفال بهذه المناسبة يأخذ شكلاً مختلفًا هذا العام، خاصة وأن البعض رفض ضم اسم الرئيس الحالي دونالد ترامب لقائمة الرؤساء الذين يتم الاحتفال بهم، بل ودعوا لتنظيم احتجاجات ضده.

حيث دعا نشطاء إلى تنظيم احتجاجات على مستوى البلاد اليوم الاثنين أثناء عطلة (يوم الرؤساء) ضد إعلان الرئيس ترامب حالة طوارئ وطنية لتوفير تمويل لبناء الجدار العازل على الحدود مع المكسيك.

وقالت جماعة (موف أون.أورج) التي تنظم الاحتجاجات، وهى منظمة لا تستهدف الربح، إنها ستقام على مدار اليوم في مدن وبلدات من بينها واشنطن وشيكاجو ونيويورك ولوس انجلوس وسان فرانسيسكو.

وقالت الجماعة على موقع أنشئ لمساعدة المحتجين على العثور على أقرب نقطة تجمع “تعالوا وعبروا عن غضبكم”. ووصفت إعلان ترامب بأنه انتهاك للسلطة واعتداء على الكونجرس.

الرؤساء الأفضل

وكان موقع قناة الحرة الأمريكية قد نشر تقريرًا حول أفضل 5 رؤساء حكموا أمريكا، عرضت فيه لنتائج استطلاع شارك فيه 91 من مؤرخي الرؤساء الأميركيين، تم على أساسه إعداد تصنيف لأفضل الرؤساء الـ44 الذين تداولوا حكم الولايات المتحدة منذ عهد جورج واشنطن إلى باراك أوباما.

وعرض الموقع تصنيفًا لأفضل 5 رؤساء للولايات المتحدة الأميركية حسب رأي المؤرخين المشاركين في الاستطلاع، حيث جاء المرتبة الأولى الرئيس الـ16 للولايات المتحدة أبراهام لينكولن (1865-1861)، فبرغم أعوام حكمه المعدودة إلا أن إنجازاته أبقته على رأس القائمة، حيث أعاد توحيد البلاد التي قسمتها الحرب الأهلية بإصداره إعلان تحرير العبيد عام 1863.

وبعد مرور فترة قصيرة على توليه الحكم لولاية ثانية صدم الأميركيون باغتيال رئيسهم بإطلاق الرصاص عليه عندما كان يحضر إحدى المسرحيات مع السيدة الأولى ماري تود لينكولن التي أنجب منها أربعة أبناء.

في المرتبة الثانية جاء الرئيس الأول للولايات المتحدة جورج واشنطن (1789 -1797) وأحد الآباء المؤسسين للبلاد، حيث كان قبل عام من توليه الحكم من ضمن اللجنة التي وضعت الدستور الأميركي، ويعود الفضل له في الكثير من الأعراف والقوانين المتبعة اليوم في الرئاسة الأميركية مثل حفل التنصيب والانتقال السلمي للسلطة.

وفي المرتبة الثالثة جاء الرئيس الـ32 للولايات المتحدة فرانكلين روزفلت (1945-1933)، الذي فاز بأربع ولايات رئاسية قبل أن يتوفى بعد أقل من ثلاثة أشهر من ولايته الرابعة بسبب نزيف في الدماغ. وأطلق برنامج “العهد الجديد” لإخراج البلاد من أسوأ تدهور اقتصادي في تاريخها والذي تضمن إصلاحات في مجال الرعاية الاجتماعية والمصارف.

أما المرتبة الرابعة فقد احتلها الرئيس 26 للبلاد ثيودور روزفلت (1909-1901)، والذي تميز بإنجازات متعددة داخل وخارج أمريكا. وتميزت سياسته الخارجية بالقوة، وتم منحه جائزة نوبل للسلام لوساطته بهدف إنهاء الحرب الروسية اليابانية.

وفي المرتبة الخامسة جاء الرئيس الـ34 للبلاد دوايت آيزنهاور (1953 -1961)، وهو سياسي وعسكري حكم لولايتين. وكان له دور كبير في إنهاء الحرب الكورية عام 1953، إضافة إلى ممارسة الضغط على الاتحاد السوفيتي خلال فترة الحرب الباردة.

ووفق ترتيب المؤرخين حل الرئيس هاري ترومان سادسا، وتوماس جيفرسون سابعا، وجون كينيدي ثامنا، ورونالد ريغان تاسعا، وليندون جونسون في المرتبة العاشرة،.

الرؤساء الأحدث

ووفق الاستطلاع فقد حصل الرؤساء الذين تولوا الحكم في الولايات المتحدة منذ نهاية الثمانينيات حتى 2016 على مراتب متقدمة في القائمة، وحصل الرئيس الأسبق أندرو جاكسون على المرتبة الـ”18″، وهو الرئيس الذي يعتبره ترامب قدوة له، حيث اختار صورته ليضعها في مكتبه البيضاوي.

وقد ظهر الرئيس السابق باراك أوباما لأول مرة في قائمة الرؤساء الأفضل، حيث حصل أوباما على المرتبة الـ12 بناء على رأي المؤرخين، لجهوده في تحقيق المساواة وتحسين الاقتصاد الأميركي، إضافة لقدرته على التأثير في العامة. لكنه لم يحصل على ذات التصنيف عندما تعلق الأمر بسياسته الخارجية.

أما الرئيس جورج بوش الابن (2009-2001)، فقد حصل على المرتبة 33، حيث تولى الحكم لولايتين حافلتين بأحداث كبيرة داخليًا وخارجيًا، ففي 11 أيلول/ سبتمبر 2001 تعرضت الولايات المتحدة لهجوم أوقع آلاف القتلى من الأميركيين.

وبعد هذا الهجوم بدأ بوش الابن حربه ضد الإرهاب، وتحالفت واشنطن مع لندن لقصف مواقع حركة طالبان وتنظيم القاعدة في أفغانستان، ثم بدأت الحرب في العراق عام 2003 سقط على إثرها نظام الرئيس الأسبق صدام حسين.

فيما حصل الرئيس الأسبق بيل كلينتون (2001-1993) على المرتبة 15، وكان قد تسلم منصبه مع نهاية الحرب الباردة. وتمتعت أميركا خلال عهده باقتصاد جيد ومؤشر منخفض للجريمة في الكثير من الولايات. وسجلت فترة حكمه معدلات بطالة اعتبرت الأقل خلال التاريخ الحديث للبلاد، إلى جانب أكبر انخفاض لمعدلات التضخم منذ 30 عاما.

فيما حصل الرئيس جورج بوش الأب (1993-1989) على المرتبة 20، وركز خلال حكمه على القيم الأميركية، أما في السياسة فكان تركيزه منصبًا على منطقة الشرق الأوسط وحرب الخليج التي قادها بعد غزو نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين للكويت. ورغم الإنجازات العسكرية، إلا أن الاقتصاد خذله في معركته الانتخابية أمام بيل كلينتون.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى