تقارير

“أفريكوم” تسعى للعب دور أكثر نشاطًا في الصومال وغرب أفريقيا

علي ياحي- الجزائر- صوت العرب من أمريكا

كشف رئيس القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم”، الجنرال توماس والدوسر، عن أهداف مهمة “أفريكوم” في ليبيا التي تعيش وضعًا أمنيًا متأزمًا منذ عام 2011، مشيؤًا إلى ان المهمة تتعلق باستهداف الجماعات الإرهابية التي تهدد المصالح الأمريكية والاستقرار في ليبيا والمنطقة، وكذا تفادي حرب أهلية بليبيا، ودعم مسار المصالحة السياسية، وكبح تدفقات الهجرة نحو أوروبا.

وقال والدوسر إن ليبيا لا تزال مقسمة سياسيًا وعسكريًا، والولاءات فيها متغيرة وتقوم على مصالح قبلية وشخصيات متصارعة على السلطة، مشددًا على أنه في خضّم هذا التجاذب فإن خطر اندلاع حرب أهلية واسعة النطاق يبقى حقيقة قائمة.

وبخصوص منطقة الساحل، أوضح المسئول العسكري الأمريكي أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في مالي والدول المتاخمة لها، يشكل تهديدًا للمصالح الأمريكية ولأمن الشركاء الأفارقة، مشيرًا إلى أن “أفريكوم” عازمة على مواصلة دعمها للعملية العسكرية “برخان” بمالي.

كما أكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى للعب دور أكثر نشاطًا في منطقة الساحل، وترغب في رفع التنسيق مع فرنسا في المنطقة، وتابع أن واشنطن تعمل على نشر طائرات بدون طيار للمراقبة والاستعلام، للوقاية من تهديدات الجماعات الإرهابية مثل “بوكو حرام” و”القاعدة” وتنظيم “داعش”.

وأوضح أن مخطط العمل سيقوم على الإستراتيجية التي تم تبنيها خلال سنة 2015 من قبل الجنرال دافيد م.رودريغاز قائد أفريكوم، وسيتضمن خمسة أهداف أساسية خاصة بمواجهة التحديات الأمنية في القارة الإفريقية، حسبما أكده الجنرال جوزيف ف.دانفورد قائد أركان الجيش الأمريكي في وثيقة نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية.

ومن بين الأهداف ذات الأولوية التي حددتها أفريكوم التحكم في انتشار بوكو حرام في غرب أفريقيا، والقضاء على حركة الشباب الإرهابية في الصومال، من خلال تعزيز جهود بعثة الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام “أميسكوم”.

وفي وقت سابق اعتبر القائد العسكري الأميركي، وليام ورد، أن الإرهاب لا يزال يشكل تهديدًا لدول المغرب العربي ومنطقة الساحل، وقال إن الأنشطة الإرهابية والإجرامية في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل لا تزال تمثل تهديدًا لكل المنطقة وأبعد منها أيضًا، موضحًا أنه ينبغي إجراء محادثات مع رسميين مدنيين وعسكريين جزائريين حول إمكانيات مساعدة قوة “افريكوم” في مكافحة الإرهاب.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة كانت ولا تزال مصممة على العمل مع حكومات دول المغرب العربي والساحل، وعلى مساعدتها في مكافحة الإرهاب لضمان الاستقرار في المنطقة، وأوضح أن المساعدة الأميركية ستتمحور أساسًا حول المساعدة وتدريب القوات الإفريقية لمكافحة الإرهاب.

وتهدف قوة افريكوم التي أنشئت في 2007 إلى مراقبة الأنشطة الإرهابية في الساحل وشمال إفريقيا، وتعمل انطلاقًا من شتوتغارت الألمانية، وتضم 7200 عسكري من كل الوحدات.

وكانت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا قد أكدت في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي على الإنترنت في يونيو 2018، أن القوات الأميركية وبالتنسيق مع حكومة الوفاق الليبية، نفذت غارة جوية شديدة الدقة، أسفرت عن مقتل أربعة إرهابيين من تنظيم “داعش” قرب مدينة بني وليد، شمال غرب ليبيا، وذلك في إطار عمليات مطاردة فلول الإرهاب في المنطقة.

وتحرص واشنطن على تقديم الدعم لحكومة الوفاق الليبية، والذي بدأ شهر أغسطس 2016، حين شنت القوات الأمريكية هجمات جوية على معاقل تنظيم “داعش” في سرت بليبيا، بطلب رسمي من حكومة الوفاق، لتكون هي الأولى التي يتم تنفيذها بالتنسيق مع حكومة الوفاق.

ومنذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترمب، السلطة في يناير 2017، نفذ الطيران الأميركي عدة ضربات جوية في ليبيا، مستهدفًا فلول وقيادات “داعش” و”القاعدة”، حيث أشارت قيادة “افريكوم” إلى أنها لن تتوانى في مهمتها المتمثلة في تحطيم وتعطيل وتدمير المنظمات الإرهابية، وتحقيق الاستقرار في المنطقة، مؤكدة أنها تلتزم بالحفاظ على الضغط المستمر على شبكة الإرهاب، ومنع الإرهابيين من إنشاء ملاذ آمن خاصة في المنطقة.

وحذرت من أن تنظيمي “داعش” و”القاعدة” يشكلان تهديدات هائلة في أماكن مثل الصومال، اليمن، غرب إفريقيا وليبيا، وهو ما يدفع نحو استمرار العمليات العسكرية، وضرب الإرهابيين في حال تم رصد أماكن تواجدهم في القارة الإفريقية.

وأكد رئيس القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم”، الجنرال توماس والدوسر، أن الجزائر شريك جد مقتدر بشمال أفريقيا، في مجال محاربة الإرهاب، وهي تواصل تنفيذ برنامج فعال وناجع، مضيفا أن الجيش الجزائري و”أفريكوم” يقيمان حوارًا منتظمًا حول مصالح أمنية مشتركة.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى