الراديو

“مراسلون” يناقش تطورات التصعيد بين أمريكا وإيران والسيناريوهات المقبلة

د. عاطف عبد الجواد: إيران ستقاوم العقوبات بكل السبل ولكنها سترضخ في النهاية للشروط الأمريكية

برنامج مراسلون- تقديم: فاطمة الجمالي- تقرير: مروة مقبول

مع زيادة حدة الأزمة بين واشنطن وطهران، هل أصبحنا أمام حرب وشيكة بين الطرفين؟.. ما هي نسب احتمالات وقوع هذه الحرب؟.. وماذا لو اندلعت؟.. وهل يمكن تلافيها؟.

أسئلة عديدة تطرحها تطورات الأحداث في ملف الأزمة الإيرانية الأمريكية، والتي كانت أحد محاور الحلقة الماضية من برنامج “مراسلون” من خلال تقرير أعدته الإعلامية مروة مقبول، وتضمن لقاءً مع الصحفي والمحلل السياسي الدكتور “عاطف عبد الجواد”.

استعرض التقرير أهم ما جاء في تقرير حصري أعده لموقع “راديو صوت العرب من أمريكا” الصحفي علي البلهاسي، تحت عنوان “التحذير الأمريكي لإيران.. تصعيد للضغوط أم تمهيد للمواجهة المباشرة؟”.

تحذير جديد

في ظل التوتر القائم بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، وجه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تحذيرًا شديد اللهجة إلى إيران، التي وصفها بـ “أكبر راعٍ للإرهاب”، مؤكدًا أنها ستدفع ثمناً باهظاً في حال حدوث أية هجمات ضد المصالح الأمريكية، وشدد على أنه ستكون هناك قواعد مختلفة لكل من يريد الانخراط في أنشطة اقتصادية مع النظام الإيراني، مشيرًا إلى أن العديد من شركات النفط العالمية قد أخذت إجراءات بالفعل لمغادرة إيران.

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات اقتصادية على إيران في أغسطس الماضي بعد أن أعلن الرئيس دونالد ترامب انسحابه من الاتفاق النووي مع طهران. ومن المتوقع أن تفرض واشنطن الحزمة الثانية من العقوبات على إيران المتعلقة بالقطاع النفطي بدءا من الرابع من شهر نوفمبر القادم.

وتعتبر واشنطن أن إيران تلعب دورًا مزعزعًا للاستقرار في الشرق الأوسط، ووضعت 12 شرطا للتوصل إلى اتفاق جديد معها، في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس ترامب استعداده للقاء القادة الإيرانيين “دون شروط مسبقة”.

مقاومة العقوبات

يقول المحلل السياسي والمحاضر بجامعة جورج واشنطن، الدكتور عاطف عبد الجواد، إن تلك العقوبات لن تمر على إيران مرور الكرام، فقد هددت إيران حتى الآن بغلق مضيق هرمز، رغم علمها صعوبة حدوث ذلك، كما أن إيران ترفض المحادثات مع أميركا بشأن اتفاق نووي جديد.

وتقول إيران إن الولايات المتحدة لن تتمكن من منعها من تصدير نفطها، وهذا صحيح، لأنها ستتمكن من التصدير حتى لو كان ذلك من خلال تهريب النفط الإيراني، أو عن طريق بيعه لدول معينة، ويمكن أن تنجح في بيع نحو مليون برميل، ولكن هذا الرقم يمثل ربع الصادرات الإيرانية قبل تطبيق العقوبات.

لذلك أعتقد أن إيران ستشعر بالضائقة الاقتصادية في وقت من الأوقات، والتي ستؤثر على المجتمع الإيراني وعلى المواطن الإيراني، لذلك فإن هذا سيدفع إيران إلى قبول العرض الذي طرحه الرئيس ترامب بعقد قمة إيرانية أميركية.

رد سريع

من ناحية أخرى هددت الولايات المتحدة الأمريكية بالردّ السريع على إيران؛ في حال استهدفت، هي أو حلفاؤها المصالح الأمريكية في العراق.

وقالت إنها ستعتبر النظام في طهران مسئولاً عن أيّ هجوم ينتج عنه إصابات بين الأفراد أو إضرار بمرافق حكومية أمريكية”.

واتهم بيان صدر عن البيت الأبيض إيران؛ بأنّها لم تتدخل لمنع هجمات وقعت مؤخرًا على القنصلية الأمريكية في البصرة، ومجمع السفارة الأمريكية في بغداد.

وما لا يعلمه الكثيرون أن هناك اتفاقية صداقة قائمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران،  وهي قائمة منذ خمسينيات القرن الماضي، وبناء على هذه الاتفاقية فإن إيران تقاضي الولايات المتحدة اليوم في محكمة العدل الدولية في لاهاي.

فالبند الأول من الاتفاقية ينص على أنه “يجب أن يكون بين الولايات المتحدة وإيران سلام متين ومستمر وصداقة صادقة”. فهل سيعود الحد الأدنى من الود و الصداقة بين البلدين في يوم من الأيام؟

عقوبات تجارية

نعود إلى مقتطفات من تقرير الزميل علي البلهاسي، والذي جاء فيه: “كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أعلن في مايو الماضي، انسحاب بلاده من الاتفاق، الذي يفرض قيودًا على البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات الدولية عن طهران.

ولجأت الولايات المتحدة لفرض عقوبات صارمة ضد إيران على مرحلتين، دخل أولاهما حيز التنفيذ، في أغسطس الماضي، على أن تطبق الحزمة الثانية من هذه العقوبات في نوفمبر القادم.

وستحول العقوبات الجديدة دون استخدام إيران للدولار الأمريكي في تجارتها، ما يعد ضربة “موجعة” لصادرات النفط الإيراني، الذي تشكل إيراداته مصدر دخل رئيسي لإيران.

كما تَفرض العقوبات الأمريكية قيودًا على قطاع صناعة السيارات، وتجارة الذهب والمعادن الثمينة في البلاد. وستُمنع طهران أيضا من الحصول على الحديد والألمنيوم لصناعاتها، وإجراء المعاملات التجارية الهامة التي تعتمد على الريال الإيراني في البيع أو الشراء.

ومن المنتظر أن تؤثر العقوبات على دول أخرى، حيث أعلنت واشنطن أنها ستفرض عقوبات على الدول، التي لا تلتزم بقرارها وتواصل تبادل التجارة مع إيران”.

حوار مشروط

كما جاء أيضا في التقرير أنه: رغم استمرار العقوبات والتلويح بإجراءات مباشرة، لم تغلق الولايات المتحدة باب الحوار مع إيران، حيث أكد وزير الخارجية الأميركي أن الولايات المتحدة مستعدة للحوار مع إيران شريطة تغيير سياستها، ورفضت إيران عرض الولايات المتحدة بإجراء المفاوضات، وقالت إن واشنطن انتهكت بنود الاتفاق الأخير الذي تم التوصل إليه، وهو الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

شكوك إيرانية

فيما قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الأمريكيين يمارسون كل أنواع الضغط على إيران، ومن جهة أخرى يبعثون لها رسائل للتفاوض، وأضاف مخاطبًا الإدارة الأميركية: “إن كنتم صادقين بأنكم تكنون الود للشعب الإيراني لماذا إذا تمارسون الضغط عليه، وهل تتصورون أنه إذا استمرت الضغوط لأشهر سيخرج الشعب الإيراني ويستسلم لكم”، كما تابع: “حربنا اليوم هي حرب نفسية ودعائية والحكومة تقف في وجه هذه الحرب”.

وأكد الرئيس الإيراني أن طهران ستزيد من قدراتها الدفاعية، ولن تتخلي عنها، مضيفًا: “اليوم ندرك جيدًا ثمن وقيمة صواريخنا”

وقال روحاني: “إن أميركا تخوض حربًا مباشرة مع إيران من خلال وقوفها ضد الشعب الإيراني وانتهاكها للإتفاقيات النووية”.

استبعاد سيناريو الحرب

ومن جانبها استبعدت السفيرة باربرا ليف مديرة مكتب الشؤون الإيرانية بوزارة الخارجية الأميركية سابقًا نشوب حرب بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإيرانية في ضوء تصاعد التوتر بين البلدين، وقالت ليف في مقالة نشرتها بموقع “أكسيوس” “إن التوترات بين طهران وواشنطن لا تعني أن الحرب وشيكة بينهما، فلا تزال إستراتيجية إدارة ترامب تركز علي الضغوط الاقتصادية بدلاً من الإجراءات العسكرية، ووصفت صحيفة “ديلي بوست” الأميركية ما يحدث داخل الإدارة الأميركية بشأن الملف الإيراني بأنه محاولات للسيطرة علي إيران دون دخول حرب معها.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى