الراديو

مبادرة لتحسين مهارات الرياضة والتعليم لأبناء اللاجئين والوافدين الجدد

عباس الوشاح: الرياضة تدعم الصحة والتحصيل الدراسي وتسهل الاندماج في المجتمع

راديو صوت العرب من أمريكا

أجرى اللقاء: ليلى الحسيني- أعده للنشر: مروة مقبول

تناولت العديد من الأبحاث والدراسات فوائد ممارسة الرياضة للإنسان بصفة عامة وللأطفال بصفة خاصة، ويركز البعض حول الفوائد الصحية والبدنية للرياضة، بينما يفضل البعض الحديث عن أهمية الرياضة في تقوية شخصية الطفل وزيادة ثقته بنفسه، ودعم اندماجه بالمجتمع المحيط به.

وتؤكد الدراسات أهمية الرياضة للأطفال في سن المدرسة وما قبل المدرسة، لأنّ هذا السن يشهد بناء شخصية الطفل، والرياضة هي السبيل الأمثل لتنشئة طفلٍ جريء قويٍ واثق من نفسه متعاونٍ مع غيره من الأطفال، يبتعد عن العدوانية والعنف، ويبتعد عن العزلة التي تعوق تفاعله السليم مع نظرائه من الأطفال.

وتتحدث تقارير اليونيسيف عن العديد من الأطفال في جميع أنحاء العالم ممن لا تتاح لهم الفرصة لممارسة الرياضة، بل إن كثيرًا منهم لا تتاح له حتى فرصة اللعب، وهو ما يمثل انتهاكًا لحقوقهم، ويعوق قدرتهم علي التعليم والنمو. وفي عالمنا العربي يعاني أطفال كثيرون من هذا الأمر، خاصة في الدول التي تعاني من ويلات الفقر والصراعات والحروب وعدم الاستقرار.

عباس الوشاح، مهندس ومدرب، يحمل درجه الماجستير في الهندسة، أطلق مبادرة إنسانية رائعة، يسعى من خلالها لتوفير فرصة للأطفال لممارسة الرياضة واللعب ومساعدتهم على التفوق الدراسي أيضًا. ويستفيد من هذه المبادرة أبناء اللاجئين والقادمين الجدد وذوي الدخل المنخفض، حيث تتاح لهم فرصة الحصول علي منح دراسية لاستكمال تعليمهم الجامعي.

الإعلامية ليلى الحسيني أجرت لقاءً حصريًا مع  مؤسس نادي (ميشيغان اف سي)، الأستاذ عباس الوشاح في برنامج “سوا على الهوا” الذي يذاع على راديو صوت العرب من أمريكا، حيث يلقي الضوء علي هذه المبادرة وطبيعة المستفيدين منها.

التحصيل الدراسي

* بداية سيد عباس، نريد أن نعرف المزيد عن تلك المبادرة؟

** نادي ” ميشيغان إف سي” متخصص في كرة القدم والرياضة لأطفال الجالية العربية وأبنائها، فمن خلال متابعتي كمدرب وأب رأيت أن الأطفال المتميزين في كرة القدم والرياضة بشكل عام تتحسن قدراتهم الاجتماعية في التفاعل مع أصدقائهم زملائهم في المدرسة، وكذلك أقرانهم في المنطقة التي يعيشون فيها.

كما أنها تؤثر إيجابيًا علي مستوى تحصيلهم الدراسي، وتبعدهم عن العادات السيئة في مجتمعنا اليوم، وتجعلهم يفكرون ويبدعون بشكل أقوى، لأن الرياضة تمنح الطفل الفرصة لكي يخرج الطاقة التي لديه في الملعب، وتركيزه في رياضة مثل كرة القدم ستجعله يركز في المدرسة، وهذا ما لمسته وأنا أدرب أبناء الجالية خلال الثلاث سنوات الماضية.

وقد أشارت أحدث الدراسات التي تناولت هذا الموضوع إلى الأثر الايجابي للتمارين الرياضية على التحصيل الدراسي، فالرياضة تصنع البهجة التي بدورها تزيد من إقبال الأطفال على الانتظام في الصفوف الدراسية بشكل كبير، وتعمل على تحسين سلوكهم بشكل ملحوظ، ويمكن أيضًا أن تقود إلى تقليل الشغب في المراحل الأولية في الدراسة.

الرياضة للجميع

* هل الفكرة أتت من حرصك على منح الأطفال الفرصة لممارسة الرياضة، وتمكينهم من الاندماج أكثر في المجتمع، خاصة من الوافدين الجدد ومن أصحاب الدخل المحدود؟

** بالضبط، وتعرفين أن أكثر البرامج الرياضية المتاحة للجالية في الولايات المتحدة حاليًا تكلف كثيرًا، خاصة بالنسبة لمن يأتون من اليمن والعراق وسوريا، حيث تكون العائلة مكونة على الأقل من 3  أو 4 أطفال، وقد لا يستطيع رب الأسرة إلا تحمل تكاليف ذهاب واحد منهم فقط إلى النادي لممارسة الرياضة، وبالتالي سيحتار في اختيار من سيذهب منهم، وفي النهاية سيتضرر باقي الأطفال، ولكن برنامجنا يضمن أن تكون ممارسة الرياضة متاحة لجميع الأبناء.

خدمة مجانية

* أستاذ عباس، نحن هنا في بلد متقدم، يقدم الرياضة كمادة للطلبة في المدارس، فهل هذا البرنامج يتم خارج الصفوف المدرسية، وهل يمكن أن تشرح لنا آلية البرنامج أكثر؟

** أولاً: يتم تقديم هذا البرنامج للطلبة من الصف التاسع إلى الصف الثاني عشر، مقابل  75 دولار.

ثانيًا: برنامج المدرسة يوفر للطالب فرصة شهرين فقط من 12 شهر، وعندما يريد مدرب الجامعة أن يختار لاعب فسيختار من لديه مهارات قوية، ومستمر في ممارسة الرياضة بشكل عام، وخصوصًا كرة القدم. والتكلفة لأبناء الجالية من الصف التاسع إلي الصف الثاني عشر تكون من 2500 إلى 3000 دولار مع الأندية الأخرى، لكن نحن نقدم هذه الخدمة مجانًا.

تميز رياضي ودراسي

* هل تقصد أستاذ عباس أن هذا البرنامج متوفر لأبنائنا في المدارس، وطالما هم منخرطون في المدرسة، فهل هذا البرنامج يتم خارج الأوقات الدراسية؟

** هذا البرنامج متوفر خلال ساعات المدرسة العادية، وأيضًا في عطلة نهاية الأسبوع في يومي الجمعة والسبت، حيث يتم تدريب الطلبة بمعايير عالية، ويتم تدريبهم لمده 10 أشهر في النادي وشهرين في المدرسة، ونكون حلقة الوصل بينهم وبين مدربين في الجامعة، حيث يسأل المدرب دائمًا كم سنة تدرب هذا الطالب، فنقول له أنه بدأ بالتدريب شهرًا، ثم سنة، والآن هو يتدرب منذ ثلاث سنوات مع النادي، بالإضافة إلى أنه متفوق في المدرسة، ونحن ونقدمه كلاعب أكاديمي، فالمدرب يعتمد علينا كنادي لأننا نقدم له لاعب مستواه عالي رياضيًا ودراسيًا، فنحن نركز على ذلك دائمًا، خاصة مع الطلبة بالمرحلة الثانوية.

وثاني نقطه أن المدرسة لا تقدم إلا شهرين تدريب فقط في السنة، وتبدأ البطولات في الشهر الرابع، وعندما يري المدرب الطالب في البطولة في المدرسة الثانوية سيكتشف أن يتدرب بدوام جزئي، وأنه يلعب عدد شهور قليلة في السنة، وأنه ليس قويًا دراسيًا، وبالتأكيد سيفضل عليه الطالب الذي يتدرب طوال العام ومتفوق دراسيًا، وهذا هو ما نقدمه لأبناء الجالية العربية.

منح دراسية

* كما فهمت منك هذا البرنامج متوفر بعد أوقات الدراسة، وهو يشجع الأطفال والمشاركين على أن يكون تحصيلهم في المدرسة فيه تقدم أكاديمي، حيث تحرصون على الدرجات العلمية الطالب، وأيضًا تهيئون له فرصة التواصل مع الجامعات ليحصل على منح دراسية.

** بالضبط، فهذا يكون الأساس والبداية مع اللاعب، فإذا كان عنده مشكلة أكاديمية فنحن نساعده أن يأتي في عطلة نهاية الأسبوع يومي السبت والأحد، إلى المكتبة مثل جرين فيلد وميشيغان افنيو، حيث يكون هناك أستاذه في الجامعة مثلي أنا كدكتور في الهندسة، ودكتور أكرم في جامعة ميشيغان، وأساتذة آخرين، يساعدون هؤلاء الطلاب ليحسنوا مستواهم العلمي ودرجاتهم، حتى هؤلاء الحاصلين على درجة B+0 وأكثر.

وهؤلاء الشباب لا نُعلّمهم كرة القدم والرياضة فقط، ولكن نساعدهم بشكل أكاديمي، فإذا ما حدث وأصيب هذا اللاعب فماذا سيفعل إذًا؟؟، فإذا كان يدرس الهندسة مثلاً سيستطيع أن يستمر في مستقبله، ويساعد الجالية، ويساعد أهله.

شرط الالتحاق

* هذه المبادرة رائعة من حيث الاهتمام بمساعدة أبنائنا من الجانب العلمي، خاصة وأنكم تركزون على أبناء الوافدين الجدد من العراق وسوريا واليمن، وأبناء ذوي الدخل المحدود، لكن بالنسبة لأبناء الوافدين الجدد، هل هناك شروط أخرى؟

** من الشروط أن يتمتع الطالب بأخلاق عالية، بمعني أن يحترم المدرب والمدرس والحكم، ويحترم أهله، لأنهم في المدرسة يدربون الأطفال من الصف الأول والخامس على أنهم إخوة، فيشعر اللاعب أنه تحت المسؤولية، فالجيل القادم أمامه مستقبل أقوى.

* لكي نساعد من يرغب في مساعدتكم أو إدراج طفله لديكم.. نريد أن نعرف كم أعمار من تقبلونهم، وما هي المواصفات التي يجب أن تنطبق عليه؟

** نقبل الأعمار من 4 سنوات إلى 17 و18 سنة، وهو ما يعني أنه يتم قبول أعمار المتعلمين حتى السنة الأخيرة بالتعليم الثانوي، وذلك حتى نستطيع تقديمه للمدربين، ونستكمل سجله الشخصي لنقدمه لكل الجامعات، ولكن أغلب الأعمار التي لدينا من 4 إلى 17، لأن هذا هو عمر المراهق الذي يجب أن نركز عليه أكثر، لأن أمامه مستقبل ومسؤولية بالجامعة.

التدريب

* إذًا هو تدريب نفسي سلوكي، لتحقيق الانخراط في المجتمع، وتأهيل للوافدين الجدد ليتعلموا النظام الموجود، فهم الشريحة الأضعف في مجتمعنا، ويحتاجون من يمد لهم يد العون، ليحصلوا على منحة أكاديمية … التدريب الآن في مدينة ديربون أو ربما آلان بارك، أليس كذلك؟

** ملعب آلان بارك أعطته لنا المدينة باتفاقية مع نادي ميشيغان، وهذا شيء جيد، وهي خطوة موفقة من الولاية، وجمعية ميشيغان لكرة القدم، لأنهم ساعدونا جدًا وأعطونا خصمًا ساعدنا على تقديم الخدمات بشكل مجاني للجالية، فقد غطوا التأمين والملاعب، وأيضًا مدينه آلان بارك ساعدتنا كثيرًا، والتدريب في ملعب أمام ديبرون وجرين فيلد يكون أيام الاثنين والأربعاء والسبت في الصيف، وإن شاء الله سنستمر للشهر التاسع مع أول أسبوع في المدرسة.

عدد المتدربين

* كم عدد الأطفال الموجودين حاليًا في الفريق، وكم أعمارهم؟

** هم من 400 إلى 600 طفل، منهم 120 إلى 150 سيستمرون، ونحن نوفر لهم جدول حتى يستطيع الأهالي أن يحضروهم، ففي بعض الأوقات تكون الظروف صعبة، خاصة بالنسبة للبعض ممن لا يمتلكون سيارات، وأحيانًا لا يكون الوقت مناسب، فنحن نعمل بشكل دائم، وطوال الأسبوع يكون معنا حوالي من 400 إلي 600 طفل، ولكن هذا العدد يأتي التدريب بشكل غير منتظم.

دعم الجالية

* كما علمت منك، فالاشتراك رمزي ويبلغ 5 دولارات في الشهر؟

** المبلغ الذي تطلبه الولاية 3 دولارات و95 سنتًا، ونحن نجرب أكثر من طريقة لنسدد من خلالها هذا المبلغ، وأرجو من أبناء الجالية أن يساعدونا في هذا الأمر، وهناك من لا يتأخر عن المساعدة عندما اتصل به، مثل دكتور أحمد الوسيم في كليه الصيدلة، والذي يقول إنه يحب أن يساعد الجالية وأبناءها الجدد و اللاجئين.

* إذًا أنتم تعتمدون علي الدعم من الجالية لاستمرار هذا المشروع وهذه المبادرة الإنسانية، ونتمنى من الجالية أن تدعم هذه المشاريع الإنسانية والتربوية لأبنائنا، فنحن نحتاج المزيد مثل ” ميشيغان اف سي” والنوادي المخصصة لأبنائنا، لكي نحافظ عليهم من التطرف والعنف، ونخلصهم من آثار كارثية تعرضوا لها في البلاد التي قدموا منها الحروب والصراعات، خاصة الوافدين الجدد منهم، ونساعدهم على الاندماج الجيد والراقي في مجتمعنا، وليس هناك أفضل من الرياضة في حياه أبنائنا  لترتقي بسلوكهم, أستاذ عباس هل من وسيلة يمكن للأهالي التواصل معك من خلالها؟

** يستطيع الأهالي أن يتواصلوا معنا علي مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بكتابة ميشيغان اف سي علي الفيسبوك مثلا، ويستطيعون أن يتواصلوا من خلال الرسائل أو علي رقم الهاتف 2486888380، ونحن نرحب بأبناء وأولاد الجالية من عمر 4 سنوات إلى 16 سنة.

* أستاذ عباس الوشاح، الأب والمهندس والمدرب، أنت تحمل بداخلك مخزون إنساني كبير، فرغم كثرة مشاغلك خصصت وقتك وجهدك من أجل خدمة أبناء الجالية والوافدين الجدد وأصحاب الدخول المحدودة من خلال هذه المبادرة، أشكرك جزيل الشكر، وسنعود لمتابعة هذا الموضوع معك مرة أخرى، وسيغطي معك “راديو صوت العرب من أمريكا” في الأسابيع المقبلة نشاطات هذا الفريق، ونتمنى من الجالية أن تدعم مثل هذه المشاريع التنموية لأبنائنا.. وإلى اللقاء.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

لمتابعة اللقاء عبر اليوتيوب :

 

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى