الراديو

رسالة المؤتمر الإسلامي الأول في ديربورن: التغيير الإيجابي طريقك للنجاح

صالح الحاج: المؤتمر انطلاقة لمؤتمرات قادمة ستركز على أهمية التغيير ودور الشباب

أجرى اللقاء: ليلى الحسيني- أعده للنشر: هارون محمد

تحت عنوان “التغيير مفتاح النجاح” عُقِد المؤتمر الإسلامي الأول في ديربورن، برعاية المركز الإسلامي في مدينة ديترويت “ICD”، والمؤسسة العربية والإسلامية للعمل القيادي “AMLC”، وبحضور أبناء الجالية العربية والمسلمة في ولاية ميشيغان وعدد من الولايات المتاخمة لها.

ويعد المؤتمر الأول من نوعه للجالية الإسلامية في ولاية ميشيغان، ويهدف- بحسب المنظمين-  إلى “إعادة إحياء المسلم من خلال التغيير الإيجابي”، كما يعد بادرة مهمة على طريق الإصلاح الروحي والاجتماعي.

وهو محاولة فكرية لتنشيط القيم العليا للفرد المسلم، وإعادة الوصل بين الإنسان وقيمه الدينية والروحية والأخلاقية، في ظل الكثير من الإغراءات التي تضج بها حياتنا، والتي باتت تهدد الأجيال الشابة التي تمثل عصب الجالية ومستقبلها.

لذا كان هذا المؤتمر خطوة لتصحيح مسار بناء الإنسان وإصلاح سيرته ومسيرته، وإحداث التغيير الإيجابي داخل المجتمع الإسلامي في ولاية ميشيغان، والولايات المتحدة الأميركية.

للحديث عن المؤتمر وفعالياته استضافت الإعلامية ليلى الحسيني، عبر أثير راديو صوت العرب من أميركا، الأستاذ صالح محمد الحاج، عضو اللجنة التنفيذية للمؤتمر، والمشرف العام للبرنامج العربي، والمسئول الإعلامي لمؤسسة “AMLC”.

التغيير سُنّة كونية

* أستاذ صالح.. لا شك أن البداية هي مرحلة التأسيس والبناء، وإن صحت يصح العمل، ويسهل الطريق، ونشق خطوات واسعة نحو تحقيق أهدافنا. وقد أثار انتباهي العنوان العريض لهذا المؤتمر وهو “التغيير الإيجابي”، فماذا نريد أن نغير في مجتمعنا هنا في ميشيغان، وعلى مستوى جاليتنا العربية والإسلامية في الولايات المتحدة الأميركية؟

** دين الإسلام العظيم، والتربية الإسلامية السامية، أقرت قاعدة هامة للتغيير في حياة الإنسان المسلم، ومن ثَمّ المجتمع المسلم، حتى يتمكن من التعايش مع جميع الطبقات أو الطوائف، وأن يكون مرنًا في المكان الذي يعيش فيه مع مختلف الجنسيات والأديان الأخرى.

وقد جعل الإسلام التغيير مبنيًا على قدرة الأفراد على تغيير أنفسهم، لذلك قال الله سبحانه وتعالى “إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ”، وقد ناقشنا بعض النقاط حول كيفية اختيار عنوان لهذا المؤتمر الذي يمثل حدثًا مهمًا، لهذا كان عنواننا للمؤتمر الإسلامي الأول هو “التغيير مفتاح النجاح”، وذلك لعدة أسباب منها أن التغيير سنة كونية، وأمر فُطِر عليه الإنسان في الحياة الدنيا، حيث أن حياة الإنسان قائمة على مبدأ التغيير.

ونحن نتبع هذا المنهج اقتداءً وامتثالًا برسولنا الكريم، وهديه وسنته الشريفة، التي تخبرنا في أكثر من موضع أن الرسول – عليه الصلاة والسلام- غيّر الكثير من شؤون حياته وحياة أصحابه، بناءً على أن التغيير الفعلي أمر مهم لبلوغ الكمال البشري، وتحقيق الأهداف والغايات المنشودة. وما دمنا لن نبلغ هذه الدرجة على كمالها فعلينا أن نحرص على إحداث التغيير الإيجابي المطلوب، لنقترب قدر الاستطاعة من الكمال في موضوع التغيير.

وكما أن التغيير دليل على طموح وتطلع الشباب ورغبتهم في تحقيق الأفضل والأجمل، فإن التغيير الإيجابي هو الطريق المثالي لتطوير النفس التي نحملها، وسبيل لتقوية العلاقات المهمة، وبلورة الشخص أو الفرد أو العائلة على الصعيد الاجتماعي، أو على مستوى الجالية أو ساكني الولايات المتحدة الأميركية.

دور الشباب

* أود أن أؤكد على نقطة هامة أثرتها ولفتت انتباهي جدًا، وهي تتعلق بالحضور اللافت للشباب العربي المسلم في هذا المؤتمر، فقد رأين حركة جميلة لشبابنا في هذا المؤتمر أهنئ عليها القائمين والمنظمين، فنحن نحتاج أن نشرك شبابنا من الجيل الجديد في هذا التغيير، وهذا أيضًا عنوان يستحق أن نتوقف عنده أستاذ صالح، لذا أرجو أن تحدثني قليلًا عن فكرة مشاركة الشباب العرب المسلم في هذا المؤتمر.

** كان للشباب الدور الأكبر منذ بداية بلورة المؤتمر وتشكيله، كما كان لهم دور فعال في كل مراحل المؤتمر السابقة منذ الإعداد والتنسيق وحتى انتهاء المؤتمر. ومن المركز الإسلامي في ديترويت كان الأستاذ خالد الماوري رئيس المركز، والأستاذ سفيان نبهان، من الأسماء الشابة البارزة والتي لها دور في تشكيل هذا المؤتمر.

كما كان لدينا في مؤسسة “AMLC”، والتي يرأسها الأستاذ عبد الله الشيخ، العديد من القدرات والطاقات الشبابية التي شاركت في المؤتمر، وساهم الشباب كثيرًا في وحجز وبيع التذاكر، والتواصل الإعلامي، وإنجاح المؤتمر إعلاميًا، للحصول على أكبر عدد من المشتركين لحضور المؤتمر.

ولدينا طاقات شبابية هائلة في الميدان، كانت تسعى بين كل الجالية العربية والإسلامية، لدعوتهم لحضور هذا المؤتمر، كما كان للشباب أهمية خاصة في المحاضرات التي ألقاها أساتذة وشيوخ العلم الذين تمت استضافتهم.

كما كان للشباب دور في فن الإنشاد وفي الحفل الختامي للمؤتمر، فقد تم استضافة من يحبهم الشباب من منشدين شباب متألقين، ومن ضمنهم المنشد والفنان الكويتي حمود الخضر. وكان الحفل ناجحًا بكل ما تحمله الكلمة من معان بسبب الطاقة الشبابية، الإيجابية المتفائلة، والتي تشكل حافزًا مهمًا لأي تغيير. وقد واكبنا معكم هذا المؤتمر في تغطية خاصة لراديو صوت العرب من أمريكا.

المتحدثون والمشاركون

* أستاذ صالح أود أن أتطرق قليلاً إلى المتحدثين والمشاركين في المؤتمر، ماذا عنهم؟

** بالنسبة للجانب العربي في المؤتمر، ركزنا على الشباب بصفتهم من أهم المحاور، وعلى سبيل المثال كان من بين المتحدثين الشيخ الدكتور عبد الحميد سالم في محاضرة عنوانها “التغيير بين الواقع المفقود والأمل المنشود”، تناول فيها واقع الشباب في الماضي والحاضر والمستقبل المنشود، وكذلك الشيخ عبد الرزاق السيد، إمام وخطيب مسجد معاذ بن جبل في مدينة هامتراميك “Hamtramck”، في محاضرة عنوانها “أبناؤنا بين تكريم الإسلام وضعف الالتزام”، وركز فيها على الطاقة الأسرية للشباب.

كان من بين المتحدثين أيضًا الشيخ مجدي جديب، إمام وخطيب مسجد السلام في مدينة ديربورن، في محاضرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم عنوانها “هل حقًا تشتاق إليه؟”، والشيخ حمود عسيف، إمام وخطيب الجامعة الإسلامية في ديربورن، في محاضرة عنوانها “مقومات السعادة الزوجية”، والشيخ موفق الغلاييني في محاضرة بعنوان “نحو فهم معاصر للسيرة النبوية”.

وكان ضيف الشرف الشيخ الدكتور محمد القصماني، وهو من أهم الضيوف في المؤتمر والبرنامج العربي، حيث تم استضافته من خارج الولاية، وكانت محاضرته حول قول الله تعالى “إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ”، وللشيخ أطروحات ومناقشات رائعة يحبها جميع الشباب.

أهدف المؤتمر

* “التغيير مفتاح النجاح” كان عنوان المؤتمر، فماذا عن أهدافه؟

** كان الهدف الأساسي للمؤتمر هو بحث كيفية إحداث تغيير فعال وإيجابي في مجتمعاتنا المهاجرة وقد رأينا أملًا في حضور الشباب في هذا المؤتمر الذي أعتقد أنه كان مؤتمرًا ناجحًا، ونبتًة وانطلاقة لمؤتمرات أخرى في السنوات القادمة إن شاء الله.

وباسم اللجنة التنفيذية للمؤتمر أتقدم لك ولراديو صوت العرب من أمريكا بالشكر الجزيل على استضافتنا من خلال هذا المنبر الإعلامي، ونشكر جهدكم الكثيف في الاطلاع والمتابعة والسعي معنا لإنجاح هذا المؤتمر، من خلال برنامجك الرائع ووقتك الثمين، فلكم كل الشكر العرفان وخالص التقدير.

* مرحبًا بك أستاذ صالح، ونتمنى من الجالية العربية والإسلامية أن تدعم مثل هذه المؤتمرات التي يقودها الشباب نحو التغيير الإيجابي، فقمة الحضارة أن نتحاور، ونستخلص الأهداف السامية من هذه المؤتمرات، فنحن نحتاج التغيير في هذا الوقت الحساس في حياة الجالية العربية والمسلمة في ميشيغان والولايات المتحدة الأميركية.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

لمتابعة اللقاء عبر اليوتيوب

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى