الراديو

د. ناهد غزول : أدعو الجميع لإغاثة اللاجئين العالقين على الحدود السورية الأردنية

ليلى الحسيني- راديو صوت العرب من أمريكا

يومًا بعد يوم تزداد معاناة اللاجئين والنازحين السوريين، وجاءت المواقف الأخيرة من دول الجوار مثل لبنان والأردن لتزيد الأزمة تعقيدًا، خاصة وأن هذه الدول بدأت تشكو من معاناتها من زيادة تدفق اللاجئين، وشرعت في اتخاذ قرارات للحد من هذه الأزمة.

في هذا الإطار كان قرار رئيس الوزراء الأردني الجديد عمر الرزاز بغلق الحدود، وعدم السماح بدخول مزيد من اللاجئين السوريين، كأحد الحلول لمواجهة الأزمة المالية الخانقة التي يواجهها الأردن، حيث ترى الحكومة أن استضافة مزيد من اللاجئين سيضاعف من الأزمة.

أزمة مالية وأمنية

هناك أزمة أخرى تتعلق بإغلاق الحدود في وجه اللاجئين السوريين، وهي أزمة الأمن، ومخاوف الأردن من دخول إرهابيين عن طريق الحدود السورية الأردنية باعتبارهم لاجئين. لذا أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، على ضرورة المساعدة في عودة اللاجئين السوريين إلى منازلهم وتلبية احتياجاتهم وضمان أمنهم في وطنهم.

فيما طالب رئيس اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان في الجامعة العربية الدكتور أمجد شموط بضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بتقديم الدعم اللازم للأردن لمواصلة دوره في مساعدة اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيه، مشيرًا إلى أن الأردن قدم الكثير من الخدمات للاجئين الذي يزيد عددهم عن مليون ونصف المليون لاجئ على الرغم من قلة موارده وشح إمكانياته. وأشار إلى أن الدور الذي يقوم به الأردن يفوق بكثير إمكانياته خاصة وأنه لم يحصل إلا على 20%من خطة الاستجابة.

إلى متى المعاناة؟

قرار الأردن بعدم استقبال المزيد من اللاجئين، زاد معاناة أكثر من 160 ألف لاجئ يتواجدون على الحدود، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء وكبار السن. وفي محاولة لتخفيف أثر القرار الحكومي قام العديد من المواطنين الأردنيين بمبادرات فردية لمساعدة هؤلاء اللاجئين.

لكن إلى أي مدى يمكن أن تساعد هذه المبادرات الفردية في تخفيف معاناة اللاجئين؟، وإلى متى ستستمر معاناة هؤلاء الذين فروا من مدينة درعا والقصف الروسي ليجدوا أنفسهم عالقين على الحدود؟، وما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها لمساندة اللاجئين الفارين من القتال؟.

للإجابة على هذه التساؤلات معنا ضيفة البرنامج الدكتورة ناهد غزول، الأستاذ المساعد بجامعة الزيتونة – الأردن.

نبض الشعوب

* بداية د. ناهد.. كيف ترين الوضع بالنسبة للاجئين بعد هذه التطورات في الأردن؟

** الوضع مأساوي، فسواء كنا مع أو ضد الحرب فالضحية هم المدنيون، حيث توفي أكثر من 15 شخص على الحدود بسبب العطش، أغلبهم من كبار السن. وبالنسبة للتطورات الأخيرة فالأردن لديه هواجس أمنية، خاصة وأن هناك معلومات موثقة بأنه قد يتم تسلل بعض العناصر المسلحة وغير المرغوب فيها إلى الأراضي الأردنية، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

وأنا أحد المشاركين في مبادرة أهلية نقوم من خلالها بجمع مساعدات للأخوة السوريين، على أن تقوم الحكومة الأردنية بفتح الحدود لتوصيلها. ولا يمكنك تصور حجم المساعدات التي نجحنا في جمعها، فقد كنا مثلاً نتوقع أن نقدم طن ماء واحد ولكننا استطعنا أن نقدم أكثر من 120 طن، وبدلاً من تقديم طن خبز واحد قدمنا 5 أطنان، ونفس الشيء بالنسبة للخضروات والتمور، ولم نكن نعلم من أين كانت تأتي تلك السيارات المليئة بالمساعدات. فنبض الشعوب مازال حيا وهو ما نعتمد عليه.

مبادرات مشجعة

* هل هناك نية لدى الحكومة الأردنية لإدخال النساء والأطفال والشيوخ الأكثر ضعفًا، وهم الشريحة التي تعاني بشكل أكبر؟

** هذا يعود إلى الحكومة الأردنية، ولكن ربما يكون هناك قرار بذلك، وقد تم إدخال الجرحى بالفعل، حيث أرسلت الأردن 4 مستشفيات ميدانية، كما تم إدخال بعض الأطفال، وحاول أهل الخير نقلهم إلى مستشفى تابعة لمفوضية اللاجئين في مدينة عمان، لكن المفوضية رفضت وقالت إن الحكومة الأردنية ستقوم بمعالجتهم في المستشفيات الحكومية.

والمبادرات التي تمت حتى الآن مشجعة، ونحن نأمل في تحقيق الأفضل. وأود أن أتوجه بالتحية إلى ملك الأردن، فهو يستجيب للنداء، وأشكر أيضًا المواطن الفقير يُخرِج من بيته ما يعيل به عائلته ليساعد هؤلاء المحتاجين.

نداء إنساني

* ما هو النداء الذي تودين توجيهه إلى الجاليات العربية في أمريكا؟

** أنا أوجه النداء إلى كافة المنظمات والجاليات التي بإمكانها أن تدعم المنظمات العابرة للحدود، بأن يكون لها تواجد على الحدود لمساعدة اللاجئين، مثلما يجري في كافة الدول الأوروبية وغيرها حين لا يتم السماح للاجئين بالدخول.

ونحن نطمح أن يتم تقديم العديد من المساعدات في شكل مستشفيات ميدانية، ومواد إغاثية، وخيام، وغذاء، وماء، ومرافق صحية متنقلة. كما نوجه النداء للجمعيات الطبية لتقديم المواد الطبية والأدوية اللازمة للأمراض المزمنة.

وأوجه ندائي إلى الجميع بأن يغيثوا هؤلاء العالقين على الحدود، حتى يمكنهم الصمود لحين تحسن الأوضاع والعودة إلى ديارهم.

لمتابعة اللقاء عبر الساوند كلاود :

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

وللمتابعة عبر اليوتيوب :

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى