الراديو

تَعَرّف عليها.. تطعيمات وإرشادات طبية مهمة للأطفال قبل العودة للمدرسة

أجرى اللقاء: ليلى الحسيني أعده للنشر: هارون محمد

مع بدء موسم العودة للمدارس يتزايد اهتمامنا بصحة أطفالنا، خاصة وأنهم سيعودون للاختلاط مع أطفال آخرين في بيئة أخرى غير المنزل. وهو ما يجعل الآباء والأمهات يتساءلون حول كيفية تهيئة أطفالهم صحيًا، وما إذا كانت هناك تطعيمات أو فحوصات طبية يمكن القيام بها من أجل تحقيق عودة صحية إلى المدرسة، والحفاظ على صحة الطفل خلال السنة الدراسية.

للحديث حول هذا الموضوع الهام، والذي طلب العديد من متابعينا مناقشته، استضافت الإعلامية ليلى الحسيني، الدكتور ظافر عبيد، أخصائي الطب العام، في فقرة “نصيحة الصباح” التي تذاع عبر أثير “راديو صوت العرب من أميركا”.

أهمية اللقاحات

* نصيحة الصباح نبدأها معك دكتور بالحديث عن أهم اللقاحات التي يجب أن نحرص على أن يأخذها أبناؤنا قبل العودة إلى المدارس.

** عندما نتحدث عن صحة الأطفال والصحة المدرسية سنقسم الموضوع إلى ثلاثة أقسام، أولا: اللقاحات التي يجب أن يتم أخذها في مواعيد محددة دون تأخير.

ثانيًا: الفحص الطبي، حيث يُفضّل أن يتم اصطحاب الطفل إلى طبيب أطفال مرة في السنة لإجراء الفحص العام الدوري، وهذا الامر ليس له علاقة بالمدرسة، وهناك فحوصات لها علاقة بالرياضة والتي تسمى “الفحوصات الطبية الرياضية” أو كما تُعرَف باللغة الانجليزية Sports physicals، والتي يحتاجها الأطفال في سن المراهقة، خاصة الذين يلعبون ألعاب تحتاج إلى قوة بدنية، مثل كرة القدم والسلة، فيجب أن يجرى لهم هذه الفحوصات.

وثالثًا: فحوصات معينة يتم إجراؤها بمعرفة الطبيب وفقًا لكل حالة على حدة. أما بالنسبة للقاحات الخاصة بالأمراض فنحن الآن في فصل الخريف، حيث بداية أمراض الشتاء كالرشح والأنفلونزا، وهناك جداول معروفة للقاحات، وأنا مع تلقيح الأطفال ضد الأمراض، وضد فكرة أن اللقاحات تجلب الأمراض.

اللقاحات والأمراض

* هذا أمر مهم سألت عنه إحدى المستمعات، فهل بعض اللقاحات يمكن أن تُسبب أمراض ومشاكل للأطفال، فما هو ردك على هذه النقطة؟.

** كل جمعيات أطباء الأطفال والجمعيات التي تعتنى بصحة الأطفال واللقاحات لم تجد أي دليلاً واحدًا على أن اللقاحات تسبب الأمراض في المستقبل، خاصة مرض التوحد “Autism“، وأنا كأب أعطيت أطفالي كل اللقاحات، وأنصح الجميع بأخذ اللقاحات، لأني أعرف أن اللقاح يحمي الطفل من الأمراض، لأن بعض هذه الأمراض قد تكون خطيرة وقاتلة عندما يكبر الأطفال، مثل أمراض الحصبة، والتهابات الكبد الوبائية، وغيرها من الأمراض التي قد يصاب بها الإنسان في أي عمر.

* إذن لا يوجد هناك مبرر لعدم تلقيح الأهل لأبنائهم بسبب الخوف من أن تكون بعض هذه اللقاحات ضارة؟

** لا يوجد أي دليل علمي على أنها ضارة. وبالنسبة لبعض المعلومات التي يستقيها الناس حول هذا الموضوع من الفيس بوك أو الإنترنت، فهو معلومات غير صحيحة ولا تستند لحقائق علمية أو دراسات مثبتة، أو حتى مختصين في هذا المجال، والخلاصة أنه لا يوجد دليل علمي بأن اللقاحات تؤدي إلى أمراض خطيرة في المستقبل وخاصة مرض التوحد.

واللقاح ضروري لأنه يقي الطفل وجميع من حوله من انتشار الأمراض. والمدرسة التي يكون كل الأطفال فيها ملقحون لا يُصاب أي طفل بالمرض، فأحيانا نسمع عن وجود عدوى بمرض الحصبة في بعض المدارس والمناطق، والسبب في ذلك أن بعض الأهل تجاهلوا تلقيح أطفالهم بلقاح الحصبة والمعروف باسم  MMR اعتقادًا وتوهمًا منهم أنه يؤدي إلى ظهور أمراض كالتوحد.

وبالنسبة لموضوع أن اللقاحات تؤثر على المدى البعيد، فهذا اعتقاد خاطئ، لأن كل لقاح ينتج يتم تجريبه لسنوات طويلة، فأنا وأنتِ أخذنا هذه اللقاحات ولم يحدث لنا شيء، ونحن الآن في أعمار كبيرة. أما اللقاحات الجديدة التي يتم إنتاجها مثل لقاح HIV، الذي يقي من مرض السرطان، فأنا أفضل أن أعطي ابني لقاحًا يقيه من السرطان في المستقبل، حتى لا يلومني يومًا ما على عدم إعطائه هذا اللقاح.

والشركات المنتجة لهذه اللقاحات شركات كبيرة وتنفق مليارات الدولارات، وليس هناك شيء يسمى نظرية مؤامرة، أو أن هناك شركات هدفها الربح فقط، فكل شيء مراقب من قبل FBI ، وكل دواء بأميركا يتم إنتاجه يحتاج 20 إلى 30 سنة قبل بيعه، ويكون قد بيع في أوروبا، وتقوم FBI بدراسة كل دواء ولقاح يتم إنتاجه وبيعه.

أهم اللقاحات

* وما هي أهم اللقاحات المطلوبة لأطفالنا؟

** هناك جداول لجميع اللقاحات، كاللقاح الثلاثي، ولقاح الحصبة، والحصبة الألمانية، والنكاف Mumps، MMR، ولقاح Varicella والذي يمنع الإصابة بمرض جدري الماء، ولقاح التهاب الكبد الوبائي، بالإضافة إلى لقاح شلل الأطفال والتهاب السحايا أيضًا.

ويجب إعطاء اللقاحات في مواعيدها، لأن الوقاية خير من العلاج. فمثلاً يجب أن يتم تلقيح الأطفال في عمر معين ضد مرض التهاب السحايا، لأنه مرض خطير قد يؤدي إلى الوفاة، وتتم الإصابة به خاصة في التجمعات، مثل تجمعات الكليات أو معسكرات الجيش، أو في أي مكان يوجد فيه تجمعات كبيرة لأعداد من الناس، ولذلك ينتشر مرض السحايا.

وهناك لقاحات عديدة لالتهاب السحايا، وظهر لقاح جديد مع لقاح التهاب السحايا القديم، ويُنصح أن يأخذه الطفل أو المراهق في وقته. ويجب على كل طفل أن يأخذ اللقاح المطلوب في موعده ولا يتأخر عنه.

اللقاحات متوفرة

* كيف يمكن الوصول لهذه اللقاحات، وهل هي متوفرة؟

** اللقاحات متوفرة ومغطاة بجميع أنواع التأمين الصحي، ومن ليس لديه تأمين صحي يوجد في ولاية ميشيغان برنامج مخصص يسمى VFC يعطي اللقاحات مجانًا لمن لا يملك تأمين صحي، والكثير من العيادات تأخذ هذه اللقاحات وتعطيها مجانًا للأطفال الذين ليس لديهم تأمين صحي.

ولذلك لا توجد هناك أي حجة  لدى الأهل كالقول إن الطفل ليس لديه تأمين صحي، لأن الولاية توفر هذه اللقاحات للعيادات الطبية المشتركة في هذا البرنامج، كما أن عيادات وزارة الصحة منتشرة هنا في المنطقة، مثل مقاطعة أوكولاند، ومقاطعة واين، ومركز ديتوريت الصحي، وكلها توفر اللقاحات بالمجان لمن ليس لديه تأمين صحي.

إرشادات الصحة المدرسية

* العودة إلى المدرسة تعني العودة إلى الاختلاط، وقد يكون طفل من الأطفال مصاب بمرض معين معدي لغيره، فما هي نصائحك بشكل عام فيما يتعلق بالصحة والتغذية بالنسبة لأبنائنا، وخاصة في الأعمار الصغيرة لمن هم في سن الحضانة وما بعدها؟، وكيف يمكننا أن نتعامل مع بداية العام الدراسي؟

** يجب على الأهل أن يوجهوا أولادهم لأهمية موضوع العناية والنظافة الشخصية، فمثلا من أهم الأمور: غسل اليدين قبل الطعام وبعده، وبعد الخروج من الحمام، وبعد العودة من المدرسة، لأن أيدي الطفل تلمس كل شيء في المدرسة، وقد يكون هناك طفل آخر مصاب بالزكام ويسعل ويعطس، فكل هذا الرذاذ ينتشر على طاولات الدراسة وعلى المقاعد، ويضع الطفل الآخر يده فينتقل الفيروس إليه ويصاب بالمرض؛ لهذا السبب يحدث وباء الأنفلونزا في الخريف وفي الشتاء، بسبب عودة الأطفال إلى المدارس والتجمعات، ويقوم الأطفال بنشر هذه الأمراض في منازلهم.

والمسئولين في المدارس يجب أن يوعوا الأطفال لهذه الأمور، فعندما يسعل أو يعطس الطفل يجب أن يقوم بتغطية أنفه وفمه بمنديل، وإذا كان لا يملك مناديل فعليه أن يستعمل المرفق أو الكوع ويضعه على فمه، لكي لا ينشر الرذاذ والمرض. وإذا كان الطفل مصابًا بالزكام أو الرشح فيجب على الأهل ألا يرسلوه إلى المدرسة؛ لكي يشفى بسرعة، حيث أن فترة النقاهة تصبح أقصر إذا كان الطفل مرتاح بمنزله، ولكي لا ينشر هذه الأمراض إلى الأطفال الآخرين.

وعندما تلاحظ المدرسة أن هناك أطفالاً مصابون بالرشح أو الزكام يجب أن تعيدهم إلى المنزل، ومن الأفضل من البداية ألا يرسلهم أهلهم إلى المدرسة. وأعلم أن هذا صعب، خاصة أن الأم والأب يعملان، ولكن من الأفضل ألا يذهب الطفل المريض للمدرسة لكي لا تزداد حالته سوءًا ويصبح العلاج أصعب. وإذا كانت حالته شديدة يُفضل أن يتم اصطحابه إلى الطبيب، حيث يكون بحاجة إلى أدوية الفيروسات وإلى أدوية معينة.

* هل من الأفضل أن نعطي أبناءنا لقاح الأنفلونزا في أعمار صغيرة؟

** أكيد، فلقاح الأنفلونزا يتم إعطاؤه في أي عمر؛ لأن الأنفلونزا أصبح مرض خطير بسبب سهولة انتشاره، وكلنا سمعنا عن وفيات أطفال بأعمار صغيرة أو كبيرة بسبب الأنفلونزا، والعالم عبارة عن قرية صغيرة. وهناك فيروسات تأتي من جميع أنحاء العالم، وفيروسات لم نسمع عنها من قبل، والأفضل هو تحصين أولادنا ضدها.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى