الراديو

د . ظافر عبيد : نصيحة الصباح- هل تضر الفيتامينات بصحة الإنسان؟

خاص- راديو صوت العرب من أمريكا

أعدها للنشر: مروة مقبول / تحرير علي البلهاسي

معلومات كثيرة يتم تداولها عن الفيتامينات وتأثيرها على صحة الإنسان، وكثيرون هم من يتحدثون عن هذا الأمر سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو أطباء التغذية أو حتى ممارسي الرياضة داخل صالة الألعاب الرياضية.

في حلقة اليوم سنجيب عن الأسئلة التي قد تشغل بال متابعينا حول هذا الموضوع، ما هي أهم الفيتامينات؟.. وهل تؤثر على صحة الإنسان؟.. وما هي الأغذية التي توجد فيها الفيتامينات التي نحتاجها.. وهل يحتاج الجسم إلى فيتامينات موجودة خارج الغذاء الذي نتناوله؟.

حقيقة الفيتامينات

يطلب العديد من المرضى من الأطباء أن يصفوا لهم الفيتامينات كنوع من المقويات، دون معرفة حقيقة تلك الفيتامينات، وتأثيرها على الجسم أو حاجته لها.

“الفيتامينات” هي كلمة لاتينية تعني “الأمين الحيوي”، فكلمة “فيتا” تعني “حياة”، أما “آمينات” فهي المادة الحيوية الموجودة في جسم الإنسان.

والفيتامينات هي مركب عضوي له قيمة غذائية مهمة لا يستطيع الجسم تكوينها بكميات كافية. لذلك يحصل عليها الجسم عن طريق الغذاء.

وفي بعض الأحيان يحصل الجسم على ما يحتاج من هذا الفيتامين عن طريق الغذاء بنسبة 100%، كما هو الحال في فيتامين C.

وقد يمثل الفيتامين حاجة جزئية للجسم، أي أن الجسم يقوم بتصنيع كميات من هذا الفيتامين، لكنه يحتاج إلى الباقي عن طريق الغذاء، مثل فيتامين D الذي يصنعه جلد الإنسان عندما يتعرض إلى الشمس.

أنواع الفيتامينات

في الماضي كان هناك أنواع عديدة من الفيتامينات، لكن الآن يوجد 13 نوعًا منها فقط، حيث قام الأطباء بحذف العديد من المركبات التي كان يظن الكثيرون أنها كانت تنتمي إلى الفيتامينات، مثل المعادن المختلفة.

وظائف الفيتامينات

الفيتامين له دور ووظائف متعددة في الجسم، فبعضها مثل فيتامين  A له دور منظم لخلايا الجسم والأنسجة المختلفة، أما فيتامين D فيصنعه الجسم عند التعرض لأشعة الشمس ويستخدمه بعد ذلك كهرمون لتقوية العظام وسحب الكالسيوم من الأمعاء وتوصيله للعظام.

أما المجموعة الأكبر من الفيتامينات فهي فيتامينات B، وهي تساعد في “الاستقلاب”، وتنظيم الإنزيمات داخل الجسم،  والتي تقوم بالتفاعلات الكيميائية المختلفة والضرورية لوظائف الجسم المتعددة.

يحصل الجسم على الفيتامينات عن طريق الغذاء، ويؤدي عدم تناولها أحيانًا إلى الإصابة بالأمراض.

الغذاء والفيتامينات

لكن هل نحصل على كل الفيتامينات من خلال الغذاء اليومي، وما هي أهم الأغذية التي يمكن أن تساعدنا في الحصول على كفايتنا من الفيتامينات الضرورية لحيوية الجسم؟

منذ وجود الإنسان على الأرض، وحتى بدايات القرن الماضي، كانت الطريقة الوحيدة للحصول على الفيتامينات هي من خلال الغذاء، مثل الخضراوات والفواكه واللحوم وأيضا كبد الحوت أو السمك. حيث الفيتامينات متوافرة في الغذاء الموجود في الطبيعة.

فعلى سبيل المثال، كان البحارة القدماء يحرصون على أخذ الخضروات في رحلاتهم التي كانت تستمر لوقت طويل، وكانوا يقومون بتخزينه في السفن، ولكنه كان يفقد قيمته الغذائية مع مرور الوقت.

وكان البحارة يصابون بالأمراض نتيجة لنقص الفيتامينات مثل مرض “سكيرفي” أو نقص فيتامين C، وكانت أعراضه تظهر من خلال حدوث نزيف في اللثة. وتوصل العلم أن هذا الفيتامين موجود في الحمضيات، وبالتالي بدأ البحارة في أخذ الليمون معهم.

وفي القرن الماضي كانت الطريقة الوحيدة للحصول على الفيتامينات هي الغذاء، ولكن منذ أن اكتشف العلم في منتصف القرن الماضي إمكانية تصنيع هذه الفيتامينات في المختبر، أصبح بإمكان الإنسان أن يتناولها عن طريق الحبوب.

هل يحتاج الجسم فعلا للفيتامين؟

هناك عدة عوامل تؤثر على احتياج الإنسان لتناول فيتامينات كمكملات غذائية، منها مثلا أن الإنسان يعاني من مشكلة معينة تجعل الجسم لا يقوم بامتصاص الفيتامينات من الغذاء الذي يتناوله، ويجب أن نأخذ في الاعتبار أن السن يلعب دورًا في هذا أيضا.

وقد تكون المشكلة في نوعية الطعام، كما في حالة الأطفال الذين لا يأكلون الأنواع المختلفة من الأغذية.

عادات سيئة

هناك عادات سيئة تضر بصحة الإنسان وتمنعه من الاستفادة من الفيتامينات، ومن هذه العادات التدخين وشرب الكحوليات التي تقلل من امتصاص الفيتامينات، كما تسهم بعض الأدوية في ذلك أيضًا، وبالتالي فإن الطبيب فقط هو الذي يمكن أن يحدد هذه الأدوية.

وقد تبدأ المشاكل إذا تناول الإنسان الفيتامينات كمكملات غذائية بطريقة زائدة عن الحد، وفي بعض الحالات يمكن أن يحدث تسمم، مثلما يحدث في حالات الإفراط في تناول فيتامين E .

ولذلك هناك قوانين في أمريكا وأوروبا تحدد كمية الفيتامينات التي تُباع دون استشارة طبية، وذلك لتجنب أن يتعرض المريض لكمية زائدة، وتشترط القوانين أن يلتزم المريض بأخذ الكمية كما هي محددة على علبة الفيتامين. وهذه الكمية تم دراستها بحيث تحتوي على الكمية الآمنة للإنسان.

الفيتامينات ووهم القوة

هناك من يعتقد أن الفيتامينات سوف تمده بالحيوية والنشاط وتحسن الذاكرة، ولكن بشكل عام يجب استشارة الطبيب أو اختصاصي التغذية عند تناول أي دواء أو فيتامينات.

ويجب على الشباب الذين يمارسون الرياضة في صالات الألعاب الرياضية أن يكونوا حذرين بشأن نصائح المدربين بتناول حبوب معينة بزعم أنها تدعم الجسم بالطاقة أو تُسرّع عملية بناء العضلات.

حيث أن المدربين ليس لديهم الخبرة أو الخلفية الطبية لإعطاء هذه النصائح. ويمكن أن تسبب هذا الحبوب والمكملات الغذائية نتيجة عكسية، وقد تضر الجسم أو الكبد على سبيل المثال.

هل هناك تحليل يمكن إجراؤه لمعرفة مدى حاجة الجسم إلى فيتامينات معينة؟

بالطبع هناك تحليل لعدة فيتامينات يمكن إجراءه لمعرفة نوع الفيتامين الذي ينقص الجسم، مثل فيتامين B1 ، B6، B12، وفيتامين D، ويجب أن يتم إجراء هذا التحليل بشكل دوري.

ونصيحة الصباح هي أن يحرص الإنسان على التغذية المتوازنة واستشارة الطبيب قبل تناول أي دواء.

للاستماع الى الحلقة

 

 

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى