غير مصنف

بوتين يكشف عن مكاسب تدخله في سوريا وموقفه من بقاء الأسد

أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنه المكاسب التي حققتها بلاده في سوريا أكبر مما كان يتوقعه، رغم أن الخطر من تدخل روسيا في هذه الأزمة كان كبيرًا.

جاء ذلك في مقابلة لبوتين مع صحيفة “Financial Times” تم نشرها على موقع الكرملين، أمس الخميس، قبيل انطلاق أعمال قمة “G20” في أوساكا اليابانية، رداً على سؤال حول الخطر الذي كان يحيط بقرار التدخل في سوريا.

وقال بوتين: “الخطر كان كبيرًا بما فيه الكفاية.. لكنني فكرت في هذا الموضوع مسبقًا وجيدًا وقيمت كل الملابسات والإيجابيات والسلبيات.. كما قيمت سيناريوهات تطورات الأوضاع حول روسيا وما هي التداعيات بالنسبة إليها، وتحدثت عن ذلك مع المساعدين والوزراء، وليس فقط من الأجهزة الأمنية العسكرية وإنما مع كبار المسئولين الآخرين.. واعتبرت في نهاية المطاف أن النتيجة الإيجابية من مشاركتنا النشطة في الشؤون السورية ستكون بالنسبة إلى روسيا ومصالحها أكبر بكثير من تداعيات عدم التدخل والتفرج السلبي على تنامي قوة الإرهاب الدولي قرب حدودنا”.

مكاسب كثيرة

وتابع الرئيس الروسي، تعليقا على تبعات قرار التدخل في التطورات السورية: “أعتقد أنها جيدة وإيجابية.. وحققنا أكثر مما كنت أتوقعه”.

وعدد بوتين هذه المكاسب قائلاً: “أولا، تم القضاء على عدد كبير من المسلحين الذين خططوا للعودة إلى روسيا أو دول جوارها التي لا نقيم نظام تأشيرات الدخول معها، والحديث يدور عن عدة آلاف من الأشخاص، وهما خياران يمثلان خطرًا متساويًا بالنسبة إلينا”.

وواصل بوتين بالقول: “ثانيًا، تمكنا في أي حال من الأحوال من إرساء استقرار في المنطقة القريبة منا جغرافيًا، وهذا أيضًا أمر بالغ الأهمية.. وبالتالي أثرنا بشكل مباشر على ضمان أمن روسيا في داخل البلاد نفسها، وهذا ثالثا”.

واستطرد الرئيس الروسي قائلاً: “رابعا، أقمنا علاقات جيدة وعملية مع كل دول المنطقة، ومواقعنا في الشرق الأوسط أصبحت أكثر استقرارًا. وقمنا حقا ببناء علاقات طيبة وعملية وقائمة على مبدأ الشراكة، وأحيانا حتى بعناصر التحالف، مع كثير من دول المنطقة، ليس فقط مع تركيا وإيران، وإنما مع بلدان أخرى”.

وأكد بوتين على أن “هذا الأمر يتعلق قبل كل شيء بسوريا نفسها، حيث تمكنّا من الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومنع اندلاع الفوضى هناك مثلما حصل، على سبيل المثال، في ليبيا، وتطور الأحداث بصورة معاكسة وأسوأ كان سيأتي بتبعات سلبية بالنسبة لروسيا. وكذلك، سأقول مباشرة دون إخفاء، ناهيك عن تعبئة قواتنا المسلحة، التي تلقت خبرة لا يمكن تصورها في أي تدريبات في الأجواء السلمية”.

بقاء الأسد

وفي رده على سؤال حول موقفه من بقاء الرئيس السوري، بشار الأسد، في السلطة، قال بوتين: “أنا من مؤيدي تقرير الشعب السوري لمصيره بشكل مستقل، لكن مع ذلك، بودي الكبير أن تكون كل الأعمال من الخارج مدروسة مثلما كان الوضع المتعلق بالمخاطر التي سألتني عنها، والتي كانت قابلة للتنبؤ ومفهومة، وذلك لكي تكون بإمكاننا دراسة خطوة تالية واحدة على الأقل”.

وأوضح الرئيس الروسي: “عندما تحدثنا حول هذا الموضوع مع الإدارة الأمريكية السابقة، طرحنا عليهم سؤالا، ماذا سيحدث غدا في حال رحيل الأسد اليوم؟”.

ورسم هذا التصريح لبوتين ابتسامة على وجه أحد الصحفيَّين، ليقول الرئيس الروسي، متوجها إلى الآخر: “من الصحيح أن زميلك ضحك، لأن الجواب كان مضحكا لدرجة لا تتصورها. والرد كان: لا نعلم. وإذا لا تعلمون، ماذا سيحدث غدا، لماذا تحرقون الجسور اليوم؟ هذه الصورة قد تبدو مبسطة، لكن هذا هو الوضع الحقيقي”.

وختم الرئيس الروسي بالقول: “لهذا السبب نفضل التفكير مفصلا في الأمر ودراسته دون استعجال. بالطبع، ندرك جيدا ماذا يحدث في سوريا، وهناك أسباب داخلية لهذا النزاع، ويجب حلها، لكن هذا التحرك يجب أن يأتي من الجانبين، وأقصد الطرفين المتنازعين”.

 

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى