غير مصنف

اليابان تدخل حقبة إمبراطورية جديدة مطلع مايو المقبل

بحلول الثلاثين من أبريل الجاري ، تدخل اليابان حقبة جديدة فى تاريخها الامبراطورى، يعتلى فيها العرش الامبراطورى “ناروهيتو” الابن البكر للإمبراطور الحالى “أكيهيتو” البالغ من العمر 86 عاما ، والذى تنازل عن العرش فى سابقة هى الأولى من نوعها فى اليابان مسجلا مخالفته الثانية للتقاليد اليابانية حيث كانت الأولى زواجه من واحدة من عامة الشعب.

وبحلول هذا التاريخ، سيسدل الستار على حقبة عهد الإمبراطور “أكيهيتو” المعروفة بإسم “هيسى”، وأعلنت الحكومة اليابانية إسم الحقبة الجديدة قبل تولى الامبراطور الجديد ، وتم الاتفاق على تسميتها “ريوا” وتعنى ” النظام والسلام “، وهى مشتقة من أقدم مقتطفة شعرية فى اليابان، وتكمن أهمية إطلاق الاسماء على الحقب الامبراطورية المعروفة بإسم “الجينجو” فى أنها تقدر عدد سنوات عهد الامبراطور، بالإضافة إلى إطلاق أسمائها المتوالية فى الوثائق الرسمية .

وستبدأ احتفالات تتويج الامبراطور الجديد فى اليوم التالى لتخلى الامبراطور “أكيهيتو” عن الحكم، أى فى الأول من شهر مايو المقبل، حيث سيتسلم “ناروهيتو” الحكم والأختام الملكية والكنوز الثلاثة المقدسة التى يمتلكها الاباطرة على امتداد العصور، وذلك فى احتفال خاص سيقام بالقصر الملكى فى غرفة “سيدن ماتسو نو ما” وهى الغرفة المخصصة للأحداث شديدة الاهمية، وبذلك يكون قد أعتلى عرش الأقحوان، فيما سوف يقام حفل تنصيبه رسميا فى شهر أكتوبر القادم.

ووفقا للترتيب التقليدي للخلافة في اليابان، فإن الامبراطور “ناروهيتو” الجديد سيكون هو العضو رقم 126 في أقدم سلالة حاكمة في العالم ، وفى اليابان لا يشار إلى الإمبراطور باسمه الحقيقى، بل يشار إليه بلقب “صاحب الجلالة الإمبراطور”، ووفقا للعرف، سيحصل الإمبراطور “أكيهيتو” بسبب تنازله عن العرش على “لقب جوكو”، وقد حددت وكالة الأسرة الإمبراطورية الترجمة الرسمية للفظ جوكو باسم “الإمبراطور الفخري”، وهى اختصار لكلمة “دايجو تينو” وتعنى “إمبراطور متقاعد “، فيما ستحصل زوجتة الامبراطورة ميتشيكو على لقب “جوكوجو”، ورغم عدم تحليه بأي سلطة سياسية، إلا “أكيهيتو” سيبتعد عن الساحة السياسية، وسيتوقف هو وزوجته عن ممارسة أى مهام أو واجبات رسمية.

وكانت الحكومة اليابانية قد أعلنت في ديسمبر عام 2017 أن الإمبراطور أكيهيتو سيتنازل عن العرش في 30 أبريل 2019 بسبب عمره وتدهور حالته الصحية، وأعرب الإمبراطور أكيهيتو عن “ارتياحه العميق”، لأن الفترة التي كان فيها امبراطورا لم تشهد حروبا، مؤكدا إن حكمه اتخذ شكل سعى لتحديد دور الإمبراطور كـ”رمز للدولة” بموجب الدستور السلمي للبلاد، حيث كانت طوال فترة حكمه الإمبراطوري، باعثا باستمرار برسائل سلام للعالم، معربا عن الندم لعواقب السياسة التوسعية التي انتهجتها اليابان خلال النصف الأول من حكم والده.

وفي خطاب مسجل أذيع بمناسبة عيد ميلاده الـ85، أشاد الإمبراطور بالشعب الياباني، وبالإمبراطورة ميشيكو التي بقيت إلى جانبه 60 عاما في القصر الإمبراطورى، وبصوت يرتجف تحدث عن الحرب العالمية الثانية ، مشيرا إلى تأثره بالأرواح التي زهقت خلال هذه الحرب، و”عدد الضحايا الذي لا يحصى” خلال النزاع الذي أطلقته اليابان باسم والده هيروهيتو الذي توفي عام 1989.

وأكد أهمية تعليم التاريخ للأجيال الصاعدة “بدقة”، قائلا “أعتقد أنه من الأهمية بمكان ألا ننسى أن عددا لا يحصى من الأرواح زهقت خلال الحرب العالمية الثانية، وأن السلام والازدهار تحققا في اليابان ما بعد الحرب بفضل التضحيات والجهود التي بذلها الشعب الياباني، وإنه يجب نقل هذا التاريخ بدقة إلى الأجيال التي ولدت بعد الحرب”.

 

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى