كلنا عباد الله

الإرهاب والتعصب العرقي يزيد معاناة 71 مليون مشرد حول العالم

أفاد تقرير صادر عن وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بأن عدد المشردين داخل حدود بلدانهم بلغ نحو 71 مليون مشرد بنهاية عام 2018.. مؤكدا أن السبيل الوحيد لحل مشكلاتهم يكمن في “مكافحة الإرهاب والتعصب العرقي” داخل أوطانهم.

وذكر التقرير أن المشردين جميعهم نزحوا عن مناطق سكنهم الأصلية في بلدانهم تحت وطأة الإرهاب والصراعات الأهلية والاضطهاد والكوارث الطبيعية، وأن عددهم خلال العام الماضي جاء أعل بنحو مليوني نازح مقارنة بالأعداد المسجلة خلال عام 2017.. مشيرا إلى أن النازحين قد يتحولون إلى لاجئين في بلدان أخرى ما لم تتسارع مبادرات التهدئة والمصالحة في دولهم بما يحقق لهم استقرار العيش والعودة إلى مناطق سكانهم الطبيعية.

واستطرد التقرير بالقول إن نازحي مناطق الصراعات في العالم هم مشكلة كبيرة وإنهم لو تجمعوا – افتراضيا – في مكان واحد سيشكلون الدولة رقم 20 على مستوى العالم الأعلى كثافة بالسكان، لافتا إلى تأكيدات “فيليب جراندي المفوض السامي للاجئين في الأمم المتحدة أن الغالبية العظمى بمناسبة اليوم العالمي للاجئين – الذي صادف العشرين من شهر يونيو الجاري – بان المشردين في بلدان العالم هم في حقيقتهم “لاجئون في أوطانهم” وأنهم باتوا يتحينون الفرصة لطلب اللجوء إلى بلدان أخرى بعد أن ضاق بهم المقام في دولهم بسبب طول فترات الصراع وفشل الجهود السياسية في احتوائها وعدم إحلال الأمن والاستقرار كبديل عن الدمار.

كما اعتبر المفوض السامي للاجئين في الأمم المتحدة أن تفاقم مشكلة النازحين يحتاج إلى تكامل في منهج التعامل معها إغاثيا وحقوقيا وأمنيا وقانونيا لحمايتهم من أن يظلوا نهبا لقطاع الطرق والميلشييات وتجار البشر والمتحرشين والقتلة.

وتشير البيانات الصادرة عن مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى بلوغ عدد المشردين والنازحين داخل حدود بلدانهم 8ر70 مليون مشرد خلال العام الماضي، بينما كان عددهم 5ر68 مليون مشرد في العام 2017، وبالنظر إلى تلك الأرقام خطورة تفاقم تلك المشكلة واستمرار بقائها بعيدة عن الحل، حيث زادت أعداد النازحين والمشردين الداخليين في العامين الماضيين فقط بنسبة 65 في المائة عما كانت عليه قبل عشرة أعوام، وتشكل النساء والأطفال نسبة 41 مليونا منهم.

كما بلغت نسبة من أمضوا خمسة أعوام متتالية أو أكثر في حالة نوح داخلي نسبة 80 في المائة من مجموع النازحين الداخلين في بلدان العالم، وتعد سوريا من بلدان العالم الأكثر معاناة من تفاقم أعداد المشردين والنازحين داخليا بسبب أنشطة الإرهاب ومقتضيات مقاومته التي أجبرت 13 مليون سوري إلى ترك قراهم وبلداتهم.. حيث مناطق سكناهم التقليدية فرارا بحياتهم إلى مناطق أخرى أكثر أمنا في داخل سوريا حتى تضع الحرب على الإرهاب أوزارها في هذا البلد.

وكانت فنزويلا وفقا لتقارير الأمم المتحدة في مقدمة دول العالم التي تحول نازحوها ومشرديها الداخليين إلى طالبي لجوء في بلدان أخرى من العالم خلال 2018 إذ بلغ عددهم 340 ألف طالب لجوء يشكلون خمس عدد طالبي اللجوء إلى دول أخرى من النازحين والمشردين خلال هذا العام، وجميعهم يعيش ما بين اليأس والرجاء لتقرير مصيرهم كلاجئين.

ويتوقع خبراء الأمم المتحدة أن تظل فنزويلا على رأس قائمة بلدان العالم المصدرة للاجئين إلى مناطق العالم الأخرى ولأجل غير قريب، حيث بلغ عدد من غادر الأراضي الفنزويلية للعيش كلاجئين في الأعوام الثلاثة الماضية ما يربو على أربعة ملايين لاجئ منهم من اتجه للإقامة في بيرو وكولومبيا والبرازيل وفق إجراءات لجوء مقننة، ومنهم من اجتاز حدود دول جوار فنزويلا تسللا وجميعهم ينشدون الآن أي شكل من الحماية الدولية.

وتفتقر مفوضية الأمم المتحدة للاجئين إلى مصادر التمويل الكافية لأنشطتها، حيث تعد الحكومة الأمريكية أكبر دولة تسهم في تمويل المفوضية رسميا، كما تتجه تبرعات ومساهمات مالية سخية من منظمات غير حكومية أمريكية ومؤسسات خيرية إلى تمويل أنشطة المفوضية، لتحسين أوضاع حياة اللاجئين على الأراضي الأمريكية، لكن خبراء الأمم المتحدة يتساءلون عن مدى كفاية التمويلات القادمة من الولايات المتحدة للإبقاء على مفوضية اللاجئين على قيد الحياة، وهي المنظمة التي تواجه في كل عام 719 ألف طلب لجوء يحصل 250 ألفا من مقدميها على وضعية لاجئ سنويا.

وفي أفريقيا.. تحتل إثيوبيا الترتيب الأول من حيث ضخامة عدد النازحين والمشردين داخل حدود أراضيها، فقد بلغ عددهم بحلول نهاية 2018 نحو 5ر1 مليون مشرد، وهو ما دفع مجلس مساعدة اللاجئين النرويجي إلى إطلاق صرخة تنبيه من خطورة تفاقم تلك الكارثة في شرق أفريقيا التي تعانى بلدانها حدودا غير منضبطة تسمح بانتقال النازحين الداخليين عبرها وإشعال صراعات من نوع جديد بين الوافدين الجدد وسكان البلاد الأصليين وتصدير الأزمة إلى مناطق أخرى في العالم.

 

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى