غير مصنف

إيران تعلن انسحابها الجزئي من الاتفاق النووي وسط قلق دولي

أبلغ الرئيس الإيراني حسن روحاني رسميا زعماء مجموعة 4+1 (الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا + ألمانيا)، بتعليق إيران بعض تعهداتها في إطار الاتفاق النووي، وذلك عبر خطابات وجهت لسفراء الدول الخمس في طهران.

وذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية أن عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية الإيراني سلم سفراء دول 4+1 في طهران الخطابات الرسمية، بعد دعوتهم رسميا للوزارة صباح اليوم الأربعاء.

وتتضمن الخطابات المسلمة، القرار المتخذ من قبل المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني القاضي بتعليق بعض تعهدات إيران في إطار الاتفاق النووي.

كما أرسل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، رسالة مماثلة لفدريكا موجريني مسؤولة السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي بصفتها منسقة خطة العمل المشتركة (الاتفاق النووي)، تضمنت تفاصيل الخطوة الإيرانية الجديدة.

لا للخروج

من جانبه قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الأربعاء، إن رسائله لمجموعة 4+1 في الاتفاق النووي توضح الخطوات الجديدة في إطار الاتفاق وليس الخروج منه.

ونقلت وكالة أنباء إرنا الإيرانية عن روحاني قوله: “لا نريد الخروج من الاتفاق النووي، وأن الأطراف الأوروبية في الاتفاق خطت خطوات إيجابية لكنها ليست كافية، وقررنا وقف تنفیذ بعض الالتزامات”.

بدوره، أعلن وزیر الخارجیة الایرانی محمد جواد ظریف أن إجراءات بلاده ستكون في إطار الاتفاق النووي تماما، مؤكدا أن طهران لن تخرج من هذه المعاهدة الدولیة.

وأضاف أن المادتین 26 و36 من الاتفاق النووی توفران مثل هذه الصلاحیة لإیران ولسائر الدول الأعضاء بطبیعة الحال، فیما لو لم تنفذ دولة ما تعهداتها یحق للآخرین ألا ینفذوا تعهداتهم بصورة جزئیة أو كلیة.

وفى سياق متصل، أعلن روحاني، وقف بيع اليورانيوم المخصب والماء الثقيل لستين يوما.

ونقلت وكالة أنباء إرنا الإيرانية عن روحاني قوله، خلال كلمة متلفزة ألقاها اليوم الأربعاء، إن اليوم يصادف الذكرى السنوية الأولى لانسحاب أمريكا غير القانوني من الاتفاق النووي وتجاهلها القرار الصادر عن مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة.

وأضاف “أننا عازمون على إبلاغ الشعب بقرار وطني واستراتيجي هام”، مؤكداً أنّ أساس الاتفاق النووي كان قراراً وطنياً واستراتيجياً ولم يكن قراراً فردياً ولا حزبياً ولاحكومياً بل هو قرار وطني اتخذه النظام برمته”.

وأعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني تعليق العمل ببعض الالتزامات في الاتفاق النووي، محذرا الدول الموقعة على الاتفاق النووي (بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين وألمانيا) بأن أمامها من اليوم مهلة 60 يوما للوفاء بالتزاماتها في الاتفاق النووي وخاصة في القطاعين المالي والمصرفي.

قلق أوروبي

من جانبه أعلن الاتحاد الأوروبي أنه يتابع “بقلق القرارات الإيرانية بشأن الاتفاق النووي ويقيم تداعياتها مع أعضاء اللجنة المشتركة”.

وتابع الاتحاد الأوروبي “ما زلنا ملتزمين بشكل كامل بخطة العمل المشتركة والشاملة مع إيران التي تهدف إلى تعزيز أمن المنطقة والحد من الانتشار النووي”.

وأعلنت فرنسا، اليوم الأربعاء، أنه إذا لم تحترم إيران التزاماتها النووية فإن مسألة إعادة تفعيل آلية العقوبات ستكون مطروحة.

وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورنس بارلي، إن لا شيء أسوأ من خروج إيران من الاتفاق النووي، مشيرة إلى أن الأوروبيين يريدون استمرار الاتفاق، حسبما نقلت “رويترز”.

فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو تلقت رسالة من الرئيس الإيراني حسن روحاني حول الاتفاق النووي الإيراني وتدرسه بعناية.

وقال لافروف في اجتماعه مع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في موسكو اليوم الأربعاء: “لقد تلقينا اليوم رسالة للقيادة الروسية، ونحن ندرسها بعناية، وبالطبع يوفر هذا الاجتماع فرصة لاجراء التقييمات وهي قيمة للغاية”.

وفي سياق متصل أوضح لافروف أن السلوك غير المسؤول من قبل الولايات المتحدة هو ما أدى إلى الموقف حول خطة العمل المشتركة، وقال: “المسألة الرئيسية التي سنناقشها هي الوضع غير المقبول حول خطة العمل الشاملة المشتركة لتسوية الوضع حول البرنامج النووي الإيراني، وهو الوضع الذي نشأ بسبب السلوك غير المسئول للولايات المتحدة، التي تخلت عن التزاماتها التي حددها قرار مجلس الأمن الدولي”.

وأضاف: “نقدر التزام إيران بالاتفاقات التي تم التوصل إليها وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهو ما أكده بيان طهران اليوم”.

بينما قال رئيس اللجنة الدولية في مجلس الاتحاد الروسي (مجلس الشيوخ للبرلمان) قسطنطين كوساتشوف ، إن قرار إيران بخصوص الاتفاق النووي يعد احتجاجا دبلوماسيا.

وقال كوساتشوف – في تصريحات أوردتها قناة (روسيا اليوم) – “لا يمكن الترحيب بالقرار الذي اتخذته إيران، لأننا جميعا أردنا لو أنه تم الحفاظ على الصفقة حول البرنامج النووي الإيراني”.. مضيفا “آمل أن يقتصر كل ذلك على الدبلوماسية، ولا تنسحب إيران من الاتفاق”.

وأوضح أن قرار إيران هو نتيجة مباشرة لانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، الذي أعلنه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، العام الماضي في مثل هذا اليوم.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى