الراديو

راديو “صوت العرب من أميركا” يناقش أسباب الإجهاض

نصائح د. فائق نيكولاس شمّا للمرأة عن الحمل والتلقيح الصناعي

واشنطن – ماهي التدابير اللازمة للوقاية من الإجهاض بعد  حدوث الحمل؟ هل تختلف أسباب الإجهاض في الحمل الطبيعي عن التلقيح الصناعي؟ ما هي الأسباب الأكثر شيوعا لحدوث الإجهاض؟ وهل تستطيع المرأة الحمل مباشرة بعد الإجهاض؟

أجاب على هذه الأسئلة وأكثر الدكتور فائق نيكولاس شمّا الحاصل على البورد الأميركي في أمراض العقم، وأخصائي الغدد الصماء والأمراض التناسلية في حلقة “طبيب وراء الميكرفون” ببرنامج “سوا على الهوا” الذي تعده وتقدمه الإعلامية ليلى الحسيني ويذاع في راديو “صوت العرب من أميركا”.

وعرضت ليلى الحسيني معلومات عن الأهالي والأطفال قائلة “يحتفل الملايين من أطفال الأنابيب سنويا بأعياد ميلادهم وسط سعادة أبائهم، الذين يرون ابتسامة أطفالهم بعد حرمان فترة قد تكون طويلة أو قصيرة، خاصة بعد أن استطاعوا من خلال تقنية المساعدة على الإنجاب وهو ما يعرف بأطفال الأنابيب أن يحققوا الحلم”.

وبدأ الدكتور فائق حديثه قائلا “قبل أن تحمل المرأة يجب أن تكون مستعدة نفسيا وجسديا للحمل، وهناك كثير من حالات الحمل تكون فيه المرأة غير مستعدة لأنها ضعيفة أو نحيفة أو سمينة, فالاستعداد مهم جدا، فيجب في ذلك الوقت أن تأكل وتنام بشكل جيد وألا يكون لديها مشاكل صحية”.

وسألت مقدمة البرنامج ليلى الحسني “هل يجب على المرأة الحامل أن تراجع الطبيب الخاص بها لتتأكد من مدى استعدادها للحمل؟”

أجاب د. فائق “بالتأكيد يجب على المرأة قبل الحمل أن تراجع الطبيب لتتعرف عن مدى استعدادها، مهم جدا أن تعرف ماذا تعمل؟ وما هو الحمل؟ وما هي الولادة ومصاعبها؟ وما هي تربية الأولاد؟ هذه النقاط يجب أن تدخل في عقول الأشخاص الذين يفكروا بالإنجاب، قبل الحمل”.

وقالت الحسيني “هل تختلف أسباب الإجهاض في الحمل الطبيعي عن التلقيح الصناعي؟”

قال فائق “لا يوجد اختلاف كثير بين الحمل الطبيعي والتلقيح الصناعي، فالحمل في توأم يؤثر على المرأة والجنين، وكثير من الأسباب التي تؤدي إلى العقم، تكون بسبب تعرض النساء لمشاكل في الحمل أكثر من غيرهم، ليس لأن هناك خطأ في طفل الأنبوب أو بالعمل الذي نقوم به، لكن بسبب أن المرأة عندها مشاكل صحية تتسبب بالإجهاض”.

ولكن، ما هي نوعية المشاكل الصحية التي تؤدي إلى الإجهاض؟

قال د. فائق “السبب الأكثر انتشارا هو وجود مشكلة جينية عشوائية من وضع الجنين، وهو ما يرفضه الجسم وليس هناك ما يمكن القيام به لهذا النوع من الإجهاض من قبل الأطباء، وأيضا احتمال حدوث الخلل الكروموسومي في الحوامل قبل سن الـ 30، ويكون ذلك بنسبة حوالي12 إلى 15بالمئة، بينما في سن الـ40 يصل إلى 25 بالمئة، وفي سن الـ 45 يصل إلى 50 بالمئة، 70 بالمئة من الإجهاضات لها علاقة بالمشاكل الجينية”.

ما هي المشاكل الصحية التي تتسبب في إجهاض المرأة أكثر من مرة؟

قال د. شمّا “مرض السكري، مرض الغدة الدرقية، تكيس المبايض، وإدمان شرب الكحول والتدخين، والبيئة التي تعيشها، هذه المشاكل يمكن معالجتها من خلال مراجعة الطبيب”.

وحول سؤال إحدى المستمعات، هل السيدة التي عندها سكري من نوع (تايب 1) ستتعرض للإجهاض؟

أجاب د. شما “يجب قبل الحمل أن تراجع الطبيب وتعمل فحص خاص بالسكر للتأكد من أن مستوى السكر طبيعي وليس مرتفع، وإذا لم يكن عندها مشاكل ثانية مثل القلب أو الكلى، وليست معرضة للمشاكل عند الحمل أو الولادة”.

وسألت ليلى “هل هناك أنواع مختلفة للإجهاض؟”

قال “تختلف أنواع الإجهاض بحسب السبب، فحين تجهض المرأة في الأسبوع الرابع أو السادس أو الأسبوع الثاني عشر تبقى الأسباب مختلفة من بين أسبوع وآخر، إذا أجهضت المرأة أربع مرات وعمرها 30 سنة، فهذه امرأة من ألفي امرأة، وإذا ستة مرات فهذه مرأة من 90 ألف امرأة، وإذا دائما تجهض في خمسة إلى ستة أسابيع من الحمل فهذا يؤكد أن هناك مشكلة جينية عند الجنين أو عند المرأة والرجل مع بعض”.

ويلخص الدكتور فائق مشاكل الإجهاض في ثلاثة أسباب قائلا “أولا المشاكل الجينية، ثانيا مشاكل الرحم، وثالثا مشكلة تخثر الدم فتكون وراثية، وخلقت الأم وهي لديها هذه الصفة أو قد تكون سببها متعلق بمناعة المرأة ضد الجنين بمعنى أن المرأة قد تعمل أشياء تؤدي إلى أن جسمها لا يسمح للجنين بالتكون بشكل صحيح”.

هذه معلومة جديدة، كيف يمنع جسم المرأة الجنين من التكون؟

أجاب “أحيانا تضر المناعة عند تأثر الجسم بجرثومة خارجية، وأحيانا يصبح للجسم مناعة ضد نفسه من أمراض متكررة، فجسم المرأة يصبح لدية مناعة ضد جسمها مما يسبب اختلاف بتخثر الدم بالنسبة للرحم، وبالتالي الجسم يرفض الجنين مما قد يسبب الإجهاض”.

وسألت الحسيني، “كيف تتفادى الإجهاض”؟

قال د. فائق “إذا عرفت الأسباب نستطيع معالجتها من البداية، لكي لا نسمح بحدوث الإجهاض بمعنى إذا كانت المرأة تتغذى جيدا وضغطها طبيعي وتأخذ الفيتامينات اللازمة ولا تكون لديها وزن زائد أو ضعف بالجسم، ومعالجة أي أمراض مزمنة لديها”.

وأضاف “إذا كانت الأم على دراية أنها مصابة بأمراض قد تسبب الإجهاض عليها من البداية أن تتعالج عند طبيب متخصص بهذه الأمراض حتى تتفادى الإجهاض التالي لأن الإجهاض ليس بالأمر السهل فهو يؤثر نفسيا على المرأة وعلى الرجل”.

ووجدت دراسة أن 40 بالمئة من النساء اللاتي أجهضن يكون لديهن أمراض نفسية مزمنة فلابد من تفادي الإجهاض وخاصة المتتالي، على المرأة أن تتعالج قبل الحمل وتتابع أخصائي للمعالجة.

وسألت إحدى المستمعات “أنا عمري 32 سنة حملت وتوقف نبض الجنين، وأنا بالشهر الثالث وقرر الأطباء الإجهاض، فما السبب في ذلك؟”

أجاب د. شمّا “قد تكون المشاكل جينية أو تكوينية عند الجنين فلابد من عمل فحص للجنين المجهض للتأكد أن سبب الإجهاض هو مشاكل جينية، لكي نتفادى هذا السبب بالمستقبل، ودائما النساء يأتين إليّ يكون عندهن إجهاض متتالي”.

وأضاف “إذا تأكدنا أن السبب في الإجهاض هي مشاكل جينية نستطيع نحن في المختبر تكوين جنين ليس لديه مشاكل جينية ونضعه في رحم الأم، وبالتالي نسبة الإجهاض تكون قليلة جدا فمن المهم معرفة سبب الإجهاض عند المرأة لكي نتفادى حدوث إجهاض تالي”.

مثال آخر، إذا كانت المرأة عندها مشاكل في تكوين الرحم أي أنها مخلوقة بنص رحم، أو مخلوقة برحمين، في هذه الحالات يكون بالبداية الجنين طبيعي وبعدها يحدث إجهاض، فلابد من البداية أن نتأكد بعدم وجود مثل هذه المشكلة وعلى الطبيب أن يشرح للمرأة ويوضح لها ما السبب في إجهاضها.

وسألت الحسيني “ما نصيحتك للنساء اللاتي أجهضن؟”

قال د. فائق “إذا حدث إجهاض لمرة واحدة فقط وفي المرة التالية كان الحمل سليم والمرأة تتغذى جيدا ولا توجد فيها أمراض فلا توجد مشكلة، ولكن المشكلة بالإجهاض المتتالي، 10 بالمئة من النساء صغار السن يحدث لديهن إجهاض و50 إلى 75 بالمئة من كبار السن يحدث لديهن إجهاض، فحدوث الإجهاض لا يعني عدم وجود أمل بالحمل مرة أخرى، ولكن إذا كان الإجهاض متتالي لابد من عمل المستحيل والمحاولة للحفاظ على الجنين”.

ووجهت الحسيني سؤالا “هل يختلف الأمر في الدول المتقدمة عن غير المتقدمة في معرفة وتفادي الإجهاض؟”

أجاب د. شمّا “من الصعب في الدول التي لا تملك طب متقدم معرفة السبب في حدوث الإجهاض، فعلى سبيل المثال كان لدي مريضة من كردستان تعيش في الولايات المتحدة حدث لها حمل وأجهضت فقمنا بفحص الجنين وكان هناك شيء غريب بتكوين الجنين فهو غير مكون بشكل صحيح فطلبنا من المرأة وزوجها عمل فحوصات جينيه لهما وكان السبب هو وجود خلل بكروسومات المرأة فلو كانت هذه المرأة في كردستان فلن تستطيع معرفة السبب في عدم حملها وحدوث إجهاض متتالي”.

هل صحيح فرصة وجود أطفال مشوهين خلقيا في حمل أطفال الأنابيب أكثر من الحمل الطبيعي ولماذا تزداد في أطفال الأنابيب؟   

قال د. فائق “لا توجد حالة أعلى من الأخرى فالسبب الرئيسي بتكون أطفال مشوهين هو الخلل بالسائل المنوي لدى الرجل خصوصا عندما يكون نسبة السائل المنوي عند الرجل أقل من واحد أو اثنين مليون تقريبا”.

وأضاف “غالبية المرضى يلجأون لأطفال الأنابيب بسبب وجود مشاكل جينية، وفي الأمس كان لدي مريضة لديها طفلة توفت بعمر ثلاث سنوات والسبب في ذلك وجود خلل بجينات الطفلة، فنحن نلجأ لأطفال الأنابيب لتفادي الأمراض الجينية، ونخلق جنين بدون أمراض جينية من الأهل أنفسهم ونضعه في رحم المرأة لكي تحمل بطريقة سليمة”.

هل يزيد حمل التوائم فرص الإجهاض عند المرأة أو حمل أكثر من طفل سواء حمل طبيعي أو صناعي؟

أجاب “أكيد، فكل مريضة تأتي إليّ تريد عمل طفل أنبوب وهي بعمر الثلاثين عام أخبرها إذا وضعنا طفل واحد فنسبة احتمال حدوث الحمل هي 50 بالمئة، ولكن إذا وضعنا جنينين فنسبة حدوث حمل هي 70 بالمئة، فنحن ننصح المريضة أن تضع طفل واحد ونسبة حدوث حمل 50 بالمئة أفضل من وضع طفلين ونسبة حدوث الحمل 70 بالمئة لأنه عند وضع طفلين فانتي معرضة لحدوث حمل توائم بنسبة 30 بالمئة وإذا حدث حمل توائم فعلا فانتي معرضة بنسبة أكثر لحدوث إجهاض الجنين أو ولادة الطفل قبل وقته وحتى عند ولادة الطفل يكون لديه أمراض أكثر”.

واختتمت الحسيني حلقتها بتوجيه سؤالين إلى ضيفها “هل هناك مضاعفات معينة تزيد من فرص الإجهاض؟ وهل هناك أعشاب فعلا تسبب الإجهاض؟”

أجاب د. فائق نيكولاس شمّا “إذا حدث حمل للمرأة وفي شهرها الثالث صار عندها جدري ألمانية فهي معرضة للإجهاض، وقد يحدث للطفل مشاكل فلابد للمرأة أن تكون مطعمة ضد الأمراض قبل الحمل”.

وأضاف “أكيد هناك أعشاب تسبب الإجهاض ولكن نحن لا نعطيهم ولا نتعاطى فيهم وفي الأصل كل الأدوية مصنوعة من الأعشاب”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى