الراديو

راديو “صوت العرب من أميركا” يناقش أخلاقيات مهنة الطب

واشنطن – هل أصبحت مهنة الطب في خطر بعد محاكمة الطبيب الأميركي من أصول عربية، فريد فاتا الذي تعمد بتقديم تشخيص خاطئ لأكثر من 1200 مواطن وأوهامهم بأنهم مصابون بالسرطان؟ كيف يمكن أن يتحول الطبيب من طبيب يعالج الناس إلى مجرم؟

أجابت على هذه الأسئلة كل من الدكتورة نسرين صوان المختصة بالأمراض النفسية والعصبية، والدكتور ظافر عبيد المختص بالطب العام، والدكتور عبادة الزحيلي المختص بأمراض السكري والغدد الصماء، في حلقة من برنامج “سوا على الهوا” الذي أعدته وقدمته الإعلامية ليلى الحسيني وأذيع بتاريخ 28 يوليو/ تموز 2015 في راديو “صوت العرب من أميركا”.

عرضت ليلى الحسيني في بداية الحلقة معلومات عن فاتا قائلة “أعترف الدكتور فريد فاتا أمام محكمة ولاية ميتشغن بتعمد تقديم تشخيص خاطئ لمرضاه وأوهامهم بالإصابة بمرض السرطان رغم أنهم أصحاء، وأنه أعطى مرضاه أدوية علاج الكيماوي رغم علمه أنهم لا يحتاجونه”.

وأضافت الحسيني “أن الهدف من التشخيص الخاطئ هو تحقيق أرباح مادية، حيث وصلت أرباحه إلى 35 مليون دولار، وأُعتقل أكثر من 16 شخص من العاملين معه في الحقل الطبي منهم من أصول عربية ومسلمة”.

وقالت الدكتورة صوان عن الدكتور فريد “إنه لا يمثل مهنة الطب ولا العرب الأميركيين، ويعتبر هذا العمل جريمة في حق الإنسانية قبل ما تكون جريمة بحق الطب وبحق القسم الذي يقسموه الأطباء بعد التخرج من الكلية”.

وسألت ليلى الحسيني “ما هو القسم؟”

أجابت د. صوان “هو أن يقول الأطباء بعد التخرج وقبل مزاولة المهنة: أقسم بالله العظيم أن أراقب الله في مهنتي، وأن أصون حياة الإنسان في كافة أطوارها في كل الظروف والأحوال، باذلا وسعي في انقاذها من الهلاك والمرض والألم والقلق، وأن أحفظ للناس كرامتهم وأستر عورتهم وأحفظ سرهم”.

وأضافت “وأن أكون على الدوام من وسائل رحمة الله، مسخرا كل الرعاية الطبية للقريب والبعيد والصالح والخاطئ والعدو والصديق، وأن أثابر على طلب العلم وأسخره لنفع الإنسان لا لآذاه، وأن أوقر من علمني وأعلم من يصغرني، وأكون أخا لكل زميل في المهنة الطبية متعاونين على البر والتقوى، وأن تكون حياتي مصداق إيماني في سري وعلانيتي نقية مما يشينها تجاه الله ورسله والمؤمنين، والله على ما اقول شهيد”.

وأكدت د. صوان “أن على الطبيب أن يوفر لمريضه المعلومات المتعلقة بحالته المرضـية بطريقة مبسطة ومفهومة، ويجوز للطبيب لأسباب إنسـانية عـدم إطـلاع المريض على عواقب المرض الخطيرة، وعليه في هذه الحالة أن يتحدث إلى أهل المريض بطريقة إنسانية لائقة إلا إذا أبدى المريض رغبته في عدم إطلاع أحد على حالتـه أو حـدد أشخاصا معينـين لاطلاعهم عليها ولم تكن هناك خطورة على من حوله”.

وسألت مقدمة البرنامج “ما خطورة العلاج الكيماوي؟”

أجابت د. صوان “كمية خطر العلاج الكيماوي والعمليات الجراحية غير الضرورية كثيرة جدا، الكثير من مرضى السرطان يتوفون من العلاج الكيماوي قبل ما يتوفون من السرطان، فكيف المريض الذي يستخدم هذا العلاج ولا يوجد فيه سرطان”.

وأضافت “أتعامل مع أوجاع الرقبة والظهر، أولا أبدأ بتشخص سبب هذا المرض لأنه في أكثر من 100 طريقة علاج قبل العملية، نحن نبدأ نطلب من المريض أن يخفف من الأشياء التي تسبب له المرض ويحاول يجلس بطريقة معينة كي لا يرهق نفسه”.

وأشارت إلى “كل عملية فيها احتمالات إيجابية وسلبية لا توجد عملية لا توجد فيها تأثيرات ايجابية أو سلبية البعض يعمل العملية كي يتحرك ولكن بعد العملية لا يستطيع الحركة، قد يكون هذا خطأ من قبل الطبيب لكي يعمل عمليات أخرى لأنه بعض الأطباء مطلوب منهم عدد معين من العمليات هذا الشيء غير أخلاقي لأنه يعرض المريض لخطر، أو قد يكون لا توجد لديه خبرة، كثير من الأطباء لا توجد لديهم خبرة”.

وأكدت “هناك شروط معينة في بعض العيادات لعمليات الظهر، لا تقدر أن تدخل المريض للعملية لسبب أن عنده وجع، لأنه هناك العديد من الأدوية التي ممكن أن تداوي هذا الوجع، ومن ضمن شروط العملية أن يكون عنده ضعف أو خذلان”.

وقالت د. صوان “يجب على الإنسان أن يحمي نفسة من بعض الأطباء الذين يحولون الطب من مهنة إنسانية إلى مهنة تجارية من خلال إجراء الفحوصات في أكثر من مختبر وزيارة أكثر من طبيب للاستشارة، وإذا كان بحاجة لعملية يقوم بتحديد نوع العملية وما مدى خطورتها”.

وانتقلت ليلى الحسيني إلى د. ظافر عبيد وسألته “ما رأيك في القضية التي رفعت ضد د. فات؟”

أجاب د. ظافر عبيد “هذه القضية تعتبر من أكبر القضايا في الولايات المتحدة إن لم تكن في العالم، للأسف أصبحت على المحك، لا يمثل د. فريد فاتا إلا نفسه، الجشع والطمع متوجد في كل المهن وليس في الطب فقط، ولكن بما أنها تلامس صحة الإنسان، هنا الطامة الكبرى، كما أنها ضربة لسمعة الطبيب العربي”.

وأضاف “إن الكثير من الأطباء العرب يقومون بمهنتهم بتفاني، ولكن للأسف توجد أقلية تسيء إلى سمعت الطبيب العربي، وتسيء إلى الثقة التي يجب أن تكون موجودة بين الطبيب والمريض”.

وأكد د. عبيد “يجب على المريض عندما يختار الطبيب أن يختاره بدقة، ويجب أن يناقش الطبيب في كل تشخيص وكل علاج وكل عملية جراحية، للأسف كثير من المرضى لا يناقشون الطبيب، وأنا شخصيا كطبيب أرتاح عندما يسألني المريض، لأني عندها أعرف أن علاجي سيكون أسهل فالثقة هي الموضوع الأهم بين المريض والطبيب”.

وأضاف “وجدت من خلال مسيرتي الطبية أن بعض المرضى أجريت لهم عمليات بشكل غير ضروري، وعادة هذه العمليات ما تجرى في بعض المجالات مثل اختصاص أمراض القلب وفي عمليات الظهر”.

وقال د. عبيد “هذا الموضوع يمسني بشكل شخصي، أولا لأنني عربي، وثانيا لأنني طبيب، فيؤثر وإن كان بشكل بسيط على سمعة الطبيب العربي لفترة معينة عند بعض المرضى، وليس عند الجميع، ومع مرور الوقت هذا الموضوع سيطوى وسينساه الناس”.

وأكد د. عبيد “يصف بعض الأطباء العرب والأجانب الأدوية مثل أدوية الألم مقابل المال، وهذا الموضوع يعمم على كل الأطباء وليس العرب وهذه أقلية قليلة من المصابين بمرض الجشع والطمع، فأغلبهم يحلمون على أن يحصلوا على ثروة بسرعة، ويحصلون على التقاعد مبكرا”.

وقال د. عبيد “يجب أن تكون هناك ثقة بين المريض والطبيب، ويجب اختيار الطبيب العائلي بدقة، ويجب أن يعطي الطبيب المريض الحق والوقت اللازم، ليغطي الطبيب كل أمراض المريض، ففي أول زيارة يجب أن تكون الزيارة شاملة، ويعرف الطبيب فيها كل أمراض المريض، ودور طبيب العائلة في توجيه المريض وتحويله إلى الاختصاصيين”.

وانتقلت ليلى الحسيني إلى د. عبادة الزحيلي وسألته “هل هناك أطباء مرتبطة أسمائهم بمثل هذه القضايا؟”

أجاب د. عبادة الزحيلي “نعم، هناك نسبة عالية من الأطباء العرب تكون أسمائهم مذكورة بهذه القضايا، وعندما اقرأ تقرير عن عقوبة لقضية ألاحظ أن نصف الأسماء الموجودة في القائمة عربية، وتختلط الأسماء العربية بالباكستانية والهندية، فبالنسبة للمجتمع الأميركي لا يميز فهو يرى أسماء عربية فقط”.

وأكد د. الزحيلي “يجب علينا كأطباء عرب أن نخرج من هذه السمعة السيئة من خلال أعمالنا الصحيحة والمصداقية، وليس من خلال توجيه الاتهامات والقول أن هذه مؤامرة من الأجانب”.

وأضاف “يجب على المنظمات أو الجاليات العربية أن يعرفوا ماضي الأطباء ولو عنده سمعة سيئة توجه له النصيحة وتحاول تساعده قبل أن يوقع في الخطأ، ويجب علينا كأطباء عرب مراقبة أنفسنا”.

واختتم د. عبادة الزحيلي حديثه قائلا “لا توجد أزمة ثقة بين المريض والطبيب، لأن الناس عندها وعي,،علاقتنا بمرضانا لا تزال كما كانت، حتى زملائنا الأخرون من خلال تواصلي معهم اكتشفت أنه لا توجد أي أزمة ثقة”.

أعدها للنشر/ هارون محمد

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى