ياسمين الميمني.. أول امرأة سعودية تزاول مهنة الطيران

ياسمين الميمني.. هي امرأة سعودية من مدينة جدة، حلمت منذ الطفولة أن تصبح قائدة للطائرات، حيث كانت ترى أن هذه مهنة يمكن للنساء العمل بها كسائر المهن الشريفة.

لذا كانت ياسمين تقول دائمًا: “كما تحتاج بلادنا الغالية إلى المعلمة والمهندسة والطبيبة، فهي تحتاج أيضاً لمن يعملن في مهنة الطيران”.

وعندما كانت ياسمين في المرحلة الثانوية العامة سَمِعت عن الكابتن “هنادي الهندي” وهي أول سعودية حصلت على شهادة الطيران، فزادت رغبتها وثقتها في اختيار مجال الطيران كمهنة، وقررت أن تجتهد حتى تحصل على لقب ثاني كابتن طائرة في المملكة العربية السعودية.

هكذا حددت ياسمين هدفها، وقررت تحقيق حلمها، وأيقنت أن أول درجة في سلم النجاح هي أن تتمتع بالإرادة والثقة بالنفس والسعي لتحقيق الهدف.

رخصة طيران

وبالفعل نجحت ياسمين في أن تكون أول سعودية تحجز مكانها في كابينة الطائرة كمساعد طيار، وتسجل اسمها بأحرف من نور في سجلات الشرف لـ «رؤية المملكة 2030»، التي فتحت آفاقاً جديدة، وأبواباً كانت مغلقةً يوماً ما أمام المرأة السعودية.

وعن خططها المستقبلية، تتمنى أن تكسب خبرة أكثر وساعات تحليق، مما يؤهلها لتكون كابتن في أسرع وقت إن شاء الله، حتى أستطيع مستقبلاً قيادة الرحلات الدولية التي تعتمد على الخطط المستقبلية في فتح وجهات دولية”.

قيادة الطائرة

ولم تكتف بذلك بل سعت لان تكون أول امرأة سعودية تقود طائرة ككابتن طيار وليس مساعد، ونجحت في تحقيق ذلك بالفعل، ومؤخرًا تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو يظهر الكابتن طيار السعودية ياسمين الميمني، كأول امرأة قادت طائرة في المملكة، وهبطت بها في مطار “حائل”.

وأظهر الفيديو لحظة استقبال منتسبي مطار “حائل” في المملكة للكابتن الطيار ياسمين الميمني بالتحية والتصفيق لحظة دخولها، ولقيت ياسمين الميمني تشجيعًا وثناء من السعوديين في مواقع التواصل.

وفي تصريح سابق لمجلة «سيدتي»، عبَّرت الميمني عن سعادتها قائلةً: «شعوري لا يوصف بتحقيق حلمي الكبير، وردود الفعل التي أبداها الموظفون والمسافرون في المطار، إذ لم لا يترددوا في الحضور إلى كابينة الطائرة لالتقاط الصور معي، وإبداء الإعجاب بي، وتشجيعي على الاستمرار، ما جعلني أشعر بالسعادة والفخر بهذا الشرف الذي نلته بوصفي فتاة سعودية، ودفعني إلى بذل جهدي كله لأكون عند حُسن ظن الجميع بي».

إرادة وكفاح

حصلت ياسمين الميمني على رخصة طيار خاص من الأردن، ومن ثم أكملت تدريباتها في الولايات المتحدة بـ300 ساعة تدريب حصلت بعدها على رخصة طيار تجاري.

واستبدلت الكابتن الطيار بعد ذلك الرخصة الأمريكية بأخرى سعودية عام 2013، وظلت على مدار 6 سنوات دون عمل حتى وجدت فرصتها مؤخرًا.

وكانت شركة “طيران نسما” السعودية قد عينت الكابتن طيار ياسمين الميمني رسمياً في وظيفة مساعد كابتن طيار، لتحقق بذلك حلمها بعد عشر سنوات من الحصول على رخصة قيادة الطائرات.

وأوضحت المتحدثة الرسمية لشركة “نسما للطيران” ومديرة العلاقات العامة رغدة السليماني، في حديثها إلى “العربية.نت”، أن هدف شركة “نسما للطيران” بعد التشغيل سعودة وظيفة مساعد الطيار، وبالفعل حقق هذا الهدف وفتح باب التوظيف على هذه الوظيفة، كما صرح الرئيس التنفيذي لـ”نسما القابضة” فيصل التركي بذلك.

وقالت: “إننا نقدم فرصا واعدة لشباب وشابات الوطن، وبالفعل تقدم مجموعة من الشباب والشابات في هذه الوظيفة، وتم اختيار 11 متقدما من ضمنهم ياسمين الميمني”.

وأضافت: “إن ياسمين اجتازت كافة الاختبارات، والبداية كانت في حائل، ثم سافر المتدربون إلى مدريد وجاكرتا، وقد اجتازت الاختبارات أيضاً، وكانت ياسمين ضمن أول دفعة لنسما للطيران، وهذا فخر لنا بأن تكون سيدة سعودية تقدمت لأول برنامج تدريبي للشركة”.

وأشارت إلى أنه في الخطط المستقبلية سيتم فتح الباب للشباب السعوديين والسعوديات، وباستطاعة الجميع القيام بدورة لخدمة الوطن.

وأوضحت أن “الشركة في طور دراسة الخدمة الجوية على وظيفة مضيفة جوية، وقد أعلنا سابقاً أن التقدم على هذه الوظيفة للسعوديين والسعوديات، وبالفعل فتحنا باب التقديم، وفي انتظار البدء بالتدريب، وسيكون هناك سيدات سعوديات للخدمة الجوية بنسما للطيران”.

تحقيق الحلم

وحول مشاعرها بتحقيق هذا الحلم، قالت ياسمين في تصريحات لمجلة “سيدتي”: “الحمد لله شعوري جداً جميل لتحقيق حلمي بأن أقود طائرة ركاب مع شركة طيران، وبالفعل لا أستطيع وصف هذا الشعور بالجلوس في كابينة القيادة إلى جانب كابتن الطائرة، وتولي مهمة إقلاعها، والتحليق بها في الجو بشكل كامل، حينها مرَّت في مخيلتي سنوات الدراسة في الأردن، والدورات التدريبية التي نلتها في أميركا، وكلمات التشجيع التي تلقيتها، ولحظات الإحباط التي مررت بها في الفترة الماضية وأنا أنتظر هذه الفرصة”.

وتطرقت إلى السنوات العشر الفاصلة بين حصولها على رخصة طيران، وتسلمها مهامها الوظيفية، بالقول: «أكبر صعوبة واجهتها الفشل في الحصول على وظيفة في تخصصي بعد التردد على كافة شركات الطيران في السعودية، خصوصا بعد حصولي على رخصة الطيران من هيئة الطيران المدني قبل 6 سنوات”.

وأضافت: “كذلك لم أسلم خلال تلك الفترة من نظرة بعض أفراد المجتمع، وإحباطهم لي، فهناك مَن كان يسألني إذا ما كنت قد ندمت على دراسة تخصص الطيران، وهل كان من الأفضل لي دراسة مجال آخر، وأن مصير شهادتي سيكون المطبخ، على حد وصفهم، ومع ذلك لم أفقد الأمل لحظة واحدة، وكنت على يقين بعد السماح للمرأة بقيادة السيارة”.

رسالة للمرأة السعودية

وعبَّرت الميمني عن سعادتها بفتح مجالات العمل في المطارات وشركات الطيران أمام المرأة السعودية، منها قطاع الضيافة، والمراقبة الجوية، وخدمة العملاء، ورأت ضرورة افتتاح أكاديميات في السعودية لتعليم الطيران، والطيران الشراعي والقفز المظلي، وإتاحة الفرصة للفتيات لدراسة تخصص الطيران والأمن والسلامة الجوية، والمراقبة والضيافة الجوية.

وتوجهت الميمني برسالة إلى المرأة السعودية، قائلةً: «أنتِ فخر السعودية، لذا يجب أن تُحددي أهدافكِ، وتقاتلي من أجل تحقيق أحلامكِ، وألا تيأسي إذ وقفت الظروف ضدك».

وتابعت: “إنها مسألة وقت حتى تنال المرأة السعودية فرصتها في قيادة الطائرات، وهو ما تحقق فعلاً، إذ دخلت السعوديات هذا المجال كما دخلن عديداً من التخصصات الصعبة ضمن رؤية 2030، والشكر كله للملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان على ما تحقق للمرأة السعودية».

وكانت الهيئة العامة للطيران المدني السعودية، قد كشفت في تصريح لـ”العربية.نت”، أن هناك 5 سيدات سعوديات حصلن على رخصة طيار، وفقاً للرخص التي أصدرتها الهيئة، كونها الجهة التشريعية للطيران المدني في السعودية.

وأوضح الطيران المدني أن السعوديات حاصلات على رخصة طيار تجاري “CPL” التي تمكن حاملها من العمل لدى شركات الطيران التجارية والخاصة، ويمكن العمل بهذه الرخصة على نقل الركاب بطائرات تجارية، وهناك سعودية واحدة لديها رخصة طيار خاص “PPL” التي تمكن حاملها من ممارسة هواية #الطيران دون العمل بها بشركات الطيران.

يذكر أن المرأة السعودية دخلت مؤخرًا مجال الطيران السعودي بمختلف التخصصات، كمنصات خدمة الركاب، والمراقبة الجوية، والترحيل الجوي، وإنهاء إجراءات السفر، والعمل الإداري، وذلك لدى شركات وجهات الطيران العاملة في السعودية.