الراديوقصص نجاح

قصة نجاح المطربة التونسية “آمال مثلوثي” .. أيقونة الربيع العربي وفيروز جيلها

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ  أعده للنشر: أحمد الغـر

قصة نجاحها بدأت مبكرًا، وتحديدًا في سن الخامسة عشرة، حيث أسست وقتها فرقة لموسيقى الهيفي ميتال، وبعد بضع سنوات، أصبحت ناشطة سياسية من خلال فنها، حيث ألهمها في هذا المجال مغنون ناشطون في المجال الحقوقي أمثال “جوان بيز”.

ثم كانت الانطلاقة الكبرى لها في أداء متميز خلال حفل تقديم جائزة نوبل للسلام في أوسلو من خلال أغنية “كلمتي حرة”.

وحظي أداؤها بتصفيقٍ حار من الجمهور، وثناء الصحافة الدولية، التي وصفتها بـ”الرائعة”، ولقبت بفيروز جيلها، كما جذبت انتباه الرأي العام على نطاقٍ واسع خلال ثورة الياسمين في تونس عام 2011، وسرعان ما أصبحت أغانيها نشيدًا للثورة التونسية.

إنها أيقونة الربيع العربي، المطربة التونسية العالمية ومؤلفة الأغاني “اّمال مثلوثي”، التي استضافتها الإعلامية “ليلى الحسيني”، في لقاء هام، وحلقة جديدة من برنامج “قصة نجاح” عبر راديو صوت العرب من أمريكا.

حب الفن منذ الطفولة

* ما أجمل أن نبدأ حوارنا معك على أنغام “كلمتي حرة”، هذه الأغنية الرائعة التي دفعت الصحافة العالمية إلى وصفك بأيقونة الربيع العربي، وعلى وقع الحرية نستقبلك الآن، ونقدمك إلى المستمعين في شمال أمريكا، لنستعرض معك قصة نجاحك من البداية.

“آمال مثلوثي”، وُلِدتِ في 1982، فما هي ذكرياتك لفترة الطفولة والتي انطبعت في ذاكرتك؟

** أكثر شيء أتذكره أنني كنت مغرمة جدًا بالفن، وخاصة الموسيقى والمسرح، وقد تربيت في بيتٍ تصدح فيه الموسيقى الكلاسيكية، بيتهوفن وفيفالدي، ومنذ سنّ الثامنة وأنا كنت أتمنى أن أصبح فنانة، فكنت أحفظ الأغاني وأكتب الأشعار، وأقوم بالرقص والتمثيل.

* بدأتِ الغناء منذ سن صغيرة جدًا، سن الـ 15 عامًا، فمن شجعك على هذا الكلاسيكي؟، هل كان للأهل دور في توجيهك لهذا النوع من الغناء؟

** كان والدي مغرمًا بهذا النوع من الموسيقى، الجاز والبلوز، وكذلك الموسيقى التونسية القديمة منذ الثلاثينيات، وأيضا الموسيقى الملتزمة للشيخ إمام من مصر، وكذلك مارسيل خليفة، وبوب ديلان، وكان لهذا كله دور كبير في تهذيب ذوقي الموسيقيّ.

وبعد وقتٍ وجدتني أدخل إلى مجال الفن، وأتجه صوب هذا النوع من الموسيقى، لكن في البدايات لم يشجعني الأهل كثيرًا على خطوة دخولي إلى عالم الفن.

الأهل والفن

* أكثر الأسر الشرق ـ أوسطية لا يشجعون أبناءهم على الدخول إلى عالم الفن، فلماذا برأيك، وأنتِ ناشطة وحقوقية، وتتصدرين قيادة النساء في تونس الخضراء، وأصبحتِ رمزًا من رموز الثورة في تونس، وربما عالميًا، لماذا لا يرى الأهل الفن سفيرًا لنا؟

** للأسف، العائلات لدينا مازالت ترى أن الفن لا يرقى أن يمارسه أحد أبنائها، وخاصةً البنات، لكن بالنسبة لي فقد ساعدني شغفي بالفن والموسيقى أن أتجاوز هذه الصعوبات، فكان هذا عالمي الشخصي، وقد ساعدني وشجعني فيه بعض أصدقائي.

في البداية كنت أغني في المدرسة، ومع تشجيع الأصدقاء وفي ظل شغفي بالغناء، واصلت مسيرتي مع الفن.

بداية عصامية

* في سن صغيرة دخلتِ إلى عالم الفن والموسيقى، حدثينا قليلًا عن بداية الفنانة العالمية “آمال مثلوثي”؟

** البداية كانت نوعًا ما سهلة، كنت أشعر أن لدي طاقات صوتية كبيرة، فبدأت أهذب صوتي، وبدأت أتمرن وحدي بالبيت من خلال بعض الأسطوانات والأغاني التي كنت أحبها كثيرًا، مثل أغاني سيلين ديون، التي تمتلك صوتًا قويًا جدًا، وهى من أول الأصوات التي أُغرمت بها.

كان من الممكن أن تكون بدايتي قبل ذلك وبشكل مختلف، لكن للأسف، نظرًا لعدم وجود مسارح في تونس، كنت مضطرة للاعتماد على نفسي كليًا.

فرقة روك صغيرة

* لذلك فقد أسستِ ـ مثلما قرأت لكِ في بعض الحوارات ـ فرقة موسيقية منذ سن الـ 15، فتاة صغيرة تؤسس فرقة موسيقية للـهيفي ميتال في العالم العربي ثم تنطلق إلى العالمية ويصبح لها معجبين كُثر، حدثينا عن هذا التأسيس وعن تلك المرحلة؟

** رغم الصعوبات وجدنا بعض الحلول، واشتغلنا أكثر على موهبتنا كي نصنع موسيقيتنا، ونصنع لأنفسنا أحلامًا وطريقًا، رغم الكبت الذي كان سائدًا، ورغم كل الممنوعات التي كانت في تونس.

وساعدنا في ذلك وجود جمهور معجب بهذه الموسيقى الشبابية، فقررنا أن نبدأ في تأسيس فرقة روك، إذ كانت موسيقى الروك في هذه الفترة هي أملنا في التحرر، وتجعلنا نستطيع أن نعبر عن طاقاتنا وأفكارنا، وساعدتنا على الإبداع.

* كم كان عدد أفراد هذه الفرقة الموسيقية؟، وهل كان بينكم فتيات، بالرغم من العوائق الموجودة في المجتمع التونسي، والتي تشبه العوائق الموجودة في كافة المجتمعات الشرق ـ أوسطية؟

** للأسف لم يكن بها فتيات، كنت أنا الفتاة الوحيدة في الفرقة، وكانت الفرقة تتكون من 4 أفراد، جيتار وباص ودرامز.

مجال آخر

* في سن الـ 19 كانت لك نقلة نوعية قوية، إذ أصبحت ناشطة في المجال الحقوقي والإنساني، واستلهمت هذا الدور من الناشطة “جوان بيز”، فتوجهتِ نحو السياسة والأغاني السياسية، فلماذا هذا الاتجاه وهذا النوع من الأغاني؟

** هذا يعود إلى طبيعة المناخ الذي تربيت فيه، حيث كان والدي ثوريًا، وبيتنا كان زخرًا بالمبادئ الإنسانية وحرية التعبير، وفي نفس الوقت طبيعة الموسيقى وكلمات الأغاني التي كنت استمع إليها، لـ”جوان بيز”، و”بوب ديلان”، و”مارسيل خليفة”، و”فيروز”.

فكنت أشعر أنني بدوري لابد أن أتحدث عن الحرية والثورة، خاصةً وأننا في تونس في تلك الفترة كنا نشعر بالديكتاتورية التي تحكم البلد، وأنا شخصيًا كان لدي إحساس بضرورة أن يكون لي دور، كموسيقية وفنانة وشابة، وأن أعاون الناس في إيصال أرائهم والوصول إلى حريتهم.

آراء وانطباعات

* هذه نقطة هامة أشرتِ إليها، إذ يعتقد كثيرون أن جيل الشباب لم يكن يدرك مآلات ثورات الربيع العربي، خاصةً الآن وفي ظل ما نراه من صور محزنة وصلت إليها الثورات، هذا يدفعني لسؤالك: كيف كنتِ تنظرين إلى الثورة والحرية وتلك المرحلة عمومًا عندما بدأتِ في كتابة الأغنية السياسية؟

** كانت لدي نظرة حالمة، وفي نفس الوقت، كانت لدي الكثير من الآمال، والتي كانت بدورها هي القوة المحركة لي كي أحقق أي شيء.

* وما هي انطباعاتك عن تلك المرحلة وما قبلها، كشابة كانت تكتب الأغاني السياسية، وفي عام 2004، كتبتِ “يا تونس يا مسكينة” التي أوصلتكِ إلى نهائيات جائزة راديو مونت كارلو، وهي مسابقة فرنسية للمواهب الشابة في الشرق الأوسط؟

** مثلما قلت قبل قليل، أننا كنا نشعر بالوضع الذي وصلت إليه بلدنا، وكنا واعيين بحالة القمع التي كنا نعيش فيها، قضايا التعذيب والسجون، وما كنا نسمعه من حين لآخر، وبالرغم من جمال بلدنا تونس والطاقات الموجودة فيها، كان لدينا طاغية يحكمها، وكان لابد من إيجاد وسيلة للتعبير عن صوتنا ورأينا، فكان ذلك من خلال الأغاني.

هروب من المنع

* كيف واجهت الحكومة التونسية أغانيكِ؟

** الحكومة التونسية لم يكن لديها علمٍ بنا، إذ لم يكن صوتنا مسموعًا في المهرجانات والحفلات المشهورة التي تسلط الدولة الضوء عليها وعلى مطربيها، ولم يكن لدينا القدرة على الظهور في التلفزيون أو الإذاعة، فكان انتشارنا في الـ Underground، فالدولة لم تكن تعطي أهمية للفن وللفنانين ودورهم.

* الأغنية الشبابية نجحت في تحفيز الشباب للانتفاض على الظلم والقهر، لكن لماذا غادرتِ تونس إلى فرنسا؟ ، قرأتِ في بعض حواراتك أن أغانيك مُنِعَت في الإذاعة والتلفزيون في تونس.

** في الواقع؛ أغنياتي كانت دائمًا ممنوعة بطريقةِ أو بأخرى، لكن كنت أغني في حفلات مع الطلاب، لكن كانت underground، ولم يكن بمقدوري أن أجعل الأمر أكبر، وأن أصل إلى جمهور أوسع.

وبسبب طبيعة الأغاني التي كنت أغنيها، وبسبب النظام الحاكم الذي كان موجودًا، اضطررت إلى السفر للخارج، حيث سافرت إلى فرنسا في عام 2008.

تجربة جديدة في فرنسا

* عندما انتقلتِ إلى فرنسا؛ ماذا أضافت هذه المرحلة إلى حياة المغنية الشابة “آمال مثلوثي”؟

** هي الانطلاقة الكبرى بالنسبة لي، وأعتبرها بداية البدايات، حيث وجدت نفسي في عاصمة الأنوار، واختلطت مع موسيقيين من جميع أنحاء العالم، واكتشفت موهبتي أكثر وأكثر، وبدأت أُلحّن أكثر، وأقيم حفلات، وأصبح لي وجود بارز على شبكات التواصل الاجتماعي، ويعرفني الجمهور في تونس وخارجها بشكل أوسع.

* إذن كانت هذه هي بداية الانطلاق نحو العالمية، حيث مساحة الحرية وانتشار أغانيك، أنا أعرف أنك غنيتِ بأكثر من لغة، العربية والفرنسية، لكن هل بقيتِ ملتزمة بنمط الأغنية السياسية فقط، أم كان لكِ أداء خارجها؟

** شعرت بأن لدي مسؤولية بأن أعبر عن صوت الناس، خاصةً الشبان والطلاب في تونس، الذي يعانون من القمع والاستبداد، وفي نفس الوقت كنت أطمح إلى خلق موسيقى جديدة بلا حدود، بطابع جذاب يصل إلى كل الناس، حتى وإن كانوا لا يفهموا الكلمات، لكن الإيقاع والموسيقى تجذبهم.

سرقة الأحلام

* عندما غادرتِ تونس ظل حلم الحرية يراودك، مع أنك عمليًا استطعتِ أن تحققي مساحة أوسع لنفسك، لكن ظل هذا الحلم يراودك لجيلك، سؤالي لك الآن: لماذا يظن البعض أن ثورات الربيع العربي مفتعلة وأن الشباب لا دور لهم فيها؟

** لابد في أي حركة أو ثورة عبر التاريخ، أن نجد ألسنة تحاول أن تسرق حلم الشباب، وتبيع أفكار الشباب، بالرغم من أنه واضح جدًا أن الشباب هم من قاموا بالثورة وجاءوا بالحرية، سواء في تونس أو مصر أو سوريا أو غيرها.

الثورة بين الواقع والمأمول

* كنتِ سلمية في تعبيرك وحضورك الثوري، حيث اتخذتِ من الفن رسالة وهدف للتأثير وإيصال هذه الثورة إلى العالم، هل ترين أن الثورة التونسية الشبابية كانت ثورة ناجحة، ونجحت اليوم في إحداث التغيير الديمقراطي المنشود؟

** نعم، هناك الكثير من النجاحات التي حققتها واكتسبتها، لكن ككل شيء لا يوجد شيء 100% أبيض، أو 100% أسود، للأسف بعض طموحات الشباب لم تتحقق بعد، لكن مازلنا نطمح لتحقيق المزيد.

* مع سلمية الثورة في تونس، ما الذي ترين أنه لم يتحقق حتى الآن؟، هل مازالت حقوق المرأة على المحك، أو الحريات على المحك، أم أن تونس لم تصل بعد إلى مصاف الدول المتقدمة كما كان يطمح الثوار؟

** ما ينقصها هو أن الشباب كانوا يطمحون إلى تحسن أوضاعهم، وأن تنتهي البطالة، وأن تتوقف قوارب الموت التي تحصد أرواح الشباب الطامحين إلى حياة أفضل في أوروبا، وهذا سيتحقق عندما نجد عدالة اجتماعية في الدولة التونسية.

ثورة الياسمين

* جذبتِ انتباه الرأي العام على نطاق واسع خلال ثورة الياسمين عام 2011، عندما أسقطت الاحتجاجات الشعبية الرئيس “زين العابدين بن علي”، فما هو انطباعك في هذه الفترة بالذات؟

** كانت من أجمل الفترات في حياتنا، إذ لم نكن نتصور أن الثورة التي حلمنا بها ستتحقق ونحن على قيد الحياة، وأن تنكسر الديكتاتورية أمام أعيننا وتسقط بهذه الصورة.

* ما هي أهم الأغاني التي صدحت بها “آمال مثلوثي” في هذه الفترة؟

** الكثير من الأغاني، من أبرزها “تونس يا مسكينة” والتي كانت في وقت الديكتاتورية، ولم يكن بمقدور أحد وقتها أن يتحدث بهذه الطريقة عن تونس ونظامها، وهناك أغاني أخرى مثل: “يا ظالم”، والتي كنا نتحدث فيها عن وضعنا وآمالنا الخائبة التي كان يحطمها النظام كل يوم.

كلمتي حـرة

* “كلمتي حرة”، هي الأغنية التي قمتي بغنائها على مسرحٍ مرتجل في شارع الحبيب بورقيبة بساحة الثورة، في 22 يناير من عام 2011، وقد انتشر فيديو الأغنية انتشارًا كبيرًا، وأدى إلى ظهور هذه الأغنية في حفل توزيع جائزة نوبل للسلام لعام 2015، هذه الأغنية ألهمت الكثير من شباب جيلك، ليس فقط في تونس، وإنما حول العالم، هل ما أقوله دقيق؟

** الأغنية موجودة منذ عام 2007، وكنت أغنيّها على بعض المسارح في باريس، ومن ثمَّ انتشرت عبر الانترنت، وأتذكر أنني أقمت حفلة صغيرة في تونس في عام 2009، وفوجئت بأن الجمهور كان يحفظ كلماتها، ولم أكن أتصور أن تنتشر “كلتي حرة” بهذه الطريقة، وتكون لها كل هذه الشعبية، خاصةً وأنها ليست أغنية تجارية، لكنها أغنية من القلب، وفيها الكثير من المعاني، وأنا أفتخر بأنها قد نجحت بهذه الطريقة الكبيرة.

فن راق وثوري

* معنا مداخلة سريعة من أحد المستمعين.. صباح الخير

* صباح النور لحضرتك وللفنانة آمال ولكل المستمعين؛ أنا صهيب من شيكاغو، كنت الأسبوع الماضي في حفلة للفنانة آمال مثلوثي في شيكاغو، وأود أن أقول أنها كانت تحفة فنية، استمتعنا لمدة ساعة ونصف من الزمان بفن راقٍ وثوري، وإحساس لم أشعر به منذ زمن طويل.

أود أن أشكر آمال لحسها الثوري، لأنها كانت منذ البداية ضد التيار، منذ أن بدأت محاربة الديكتاتورية بالكلمة واللحن والفن، وخاصة وأن أغنية “كلمتي حرة” والتي هي منذ عام 2007 ولكن عندما غنتها في الشارع بتونس في 2011، لا تتصورين سيدتي السعادة التي غمرت كل الشعب التونسي.

أنا كنت حينها هنا في أمريكا، وبكيت عندما سمعت هذه الأغنية، وكم تمنيت لو أنها غنتها الأسبوع الماضي على المسرح، فتحية إجلال لآمال مثلوثي، ولكل الفنانين الذين كان لهم موقف من الديكتاتورية، وموقفها الثوري الرافض لعودة جثمان بن علي للدفن في تونس، أتمنى لها كل التوفيق، خاصة في حفلتها القادمة في نيويورك يومي 13 و14 من الشهر.

* شكرًا لك على هذه المداخلة الجميلة، وسأترك “آمال” تعقب على مداخلتك، وبدوري سأعقب عليها بالشكر، فـ”آمال” تستحق هذا الكلام وأكثر بكثير، وكذلك كل الشباب العربي الذي نفخر به.

** أحب أن أشكر صهيب كثيرًا على كلامه الجميل الذي أتى من القلب، ومثل هذه الكلمات والمشاعر هي التي تجعلني أستمر في تقديم موسيقى من القلب للإنسانية.

القضية الفلسطينية

* آمال؛ اكتسبتِ شهرة عالمية، وبدأتِ في تقديم الحفلات في جميع أنحاء العالم، مصر والعراق وبلجيكا وفرنسا والمملكة المتحدة، حيث حظيت بإشادة كبيرة من النقاد أينما ذهبت، تصفيق الحار من روّاد المهرجانات في بلجيكا، وفي عام 2013 قالوا عنكِ “فيروز جيلك”.

واكتسبتِ شهرة واسعة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال مناصرتك للقضية الفلسطينية، حيث كتبتِ أغنية حملت عنوان “مولود في فلسطين”، لماذا رفضت السلطات الإسرائيلية دخولك إلى رام الله عام 2010، خاصةً وأنهم يروجون لأنفسهم بأنهم دولة ديمقراطية؟

** (تبتسم…): في الواقع يجب أن نسألهم هم!، بالرغم من إمكانية دخول فلسطين من خلال الأردن، لكن المؤسف أن تصريح الدخول لابد أن يأتي من إسرائيل، وفي مشواري الفني فلسطين هي من أكبر المواضيع التي غنيت لها.

محطات صعبة

* في حياة كل إنسان، هناك محطات نجاح كبيرة، لكن هناك أيضًا محطات لا تكون على نفس المستوى، فهل هناك في حياة آمال محطات مؤلمة، فما أبرز هذه المحطات إن كانت موجودة؟

** في حياة أي فنان هناك ألم موجود، حتى وإن كان النجاح هو الواجهة الظاهرة للناس، وبالنسبة لي ومن خلال هذا النوع من الموسيقى الذي اخترته، مررت بتجارب في فرنسا وأوروبا وأمريكا، من أجل الوصول إلى حلمي وتحقيق طموحي، وصعوبة الطريق تكمن في تعدد لغات الجمهور الذي يتابعني، وأيضا كون الموسيقى والأغاني التي أتقنها ليست من النوع التجاري.

ألبوم جديد

* ماذا عن ألبومك الجديد؟

** الألبوم الجديد لي سيكون باللغة الانجليزية، إذ أحسست أنني أحتاج إلى التعبير بهذه اللغة عن بعض المشاعر التي بداخلي، خاصة وأنني مغرمة بالشاعر الكبير “جبران خليل جبران”، وهو يكتب بالعربية وبالانجليزية، وسيحمل الألبوم قضايا إنسانية، حيث سنتحدث عن موضوع اللاجئين والهجرة والتغيرات المناخية أيضًا.

انطلاقة مختلفة في أمريكا

* انتقلت من فرنسا إلى أمريكا، هل كان هذا بسبب زواجك من أمريكي؟، لديكِ ابنة صغيرة ـ الله يحفظها، أم هذا الانتقال من أجل تحقيق انطلاقة جديدة ومختلفة؟

** نعم، أحببت أن أوسع آفاقي وأثريّ مشواري الفني.

* إذا أردت أن أحدد سؤالي أكثر؛ هل تجدين متابعة واهتمام أكثر من قِبَل الجمهور العربي في أوروبا وأمريكا، المهتم بمتابعة الفن الجاد والهادف، بعيدًا عن الأغاني الهابطة؟

** لاحظت أنه منذ بدايتي في أوروبا وجمهوري لم يكن أكثريته عربيًا، وحتى في أمريكا، والألبوم الجديد جعلته باللغة الانجليزية كي يزداد التواصل مع الجمهور غير العربي، لكن عمومًا في السنوات الأخيرة غنيت في الكويت وأبوظبي ودبي ومصر، وصارت لي مشاركات غنائية في بلدان عربية عديدة، وأصبح لي جمهور شاب، يبحث عن نوع موسيقيّ مختلف، وصرت أجد نفس الشيء في أوروبا وأمريكا.

وأحب أن أوجه دعوة إلى كل الجمهور العربي العزيز في أمريكا، لحضور حفلتي القادمة في نيويورك يوم 14 أكتوبر، وحفلة في “واشنطن دي سي” يوم 15 أكتوبر في Lincoln Theatre.

* وبالنيابة عن الجمهور العربي في ميتشجان سأعمل على التواصل مع إحدى المنظمات كي تستضيفك في ميشجان، فلنا الشرف أن يتم استضافتك هنا لتغنين عن الحرية واللاجئين وكل المعاني الإنسانية الجميلة.

ألبومات وكليبات

* آمال؛ كم ألبوم صدر لكِ حتى الآن؟

** على الصعيد العالمي لدي 3 ألبومات حتى الآن، ألبوم “كلمتي حرة” وألبوم “إنسان” وألبوم ” Everywhere We Looked Was Burning”، وفي تونس أصدرت ألبومين بإنتاج شخصي، وموجودة جميعها على صفحتي على Spotify، ولدي 3 كليبات جديدة على يوتيوب إلى جانب الكليبات القديمة الموجودة.

اختيارات فنية وسياسة

* أغانيك كانت سياسية وتوجهاتك كانت سياسية، واليوم في تصريحٍ لكِ قلتِ “أنا أكره كلمة سياسة أكثر من أي وقتٍ مضى”، فلماذا؟

** أنا أفتخر كثيرًا باختياراتي الفنية، وكذلك اختياراتي السياسية، لكن في نفس الوقت شعرت بأنه قد تم حصري في كلمة واحدة، وهذا جعلني محدودة نوعًا ما، لكنني أدعو الناس أن يستمعوا إلى موسيقاي بفكر مفتوح، وبدون تصنيف مسبق.

كلمة أخيرة

* في الختام؛ نريد من كلمة مختصرة توجهينها إلى جمهورك كي نختم بها هذا اللقاء الجميل؟

** أحب أن أشكر راديو صوت العرب من أمريكا على إعطائي الفرصة والكلمة كي أعبر وأتشارك معكم بالحديث، وأشكر أيضا المستمعين كثيرًا، وأدعوهم إلى الاستماع إلى أغنياتي، وإن شاء الله يكونوا حاضرين في حفلتي في نيويورك، وكذلك حفلتي في واشنطن دي سي، خلال الأسبوع القادم.

* ويبقى صوت الحرية صادحًا، أشكرك جزيلًا “آمال المثلوثي” المطربة التونسية العالمية، على هذا اللقاء.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى