الراديوقصص نجاح

قصة نجاح الدكتورة هند حنفي.. أول سيدة تتولى رئاسة جامعة مصرية

أجرى الحوار: مجدي فكري ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

تحتاج المرأة العربية إلى فرصةَ تُطلقَ من خلالها العنان لمواهبهَا وقدراتها، وتتمكن من تحويل حلمها إلى حقيقة، وعندما يمنحُها المجتمع الثقةَ تبتكرَ وتجددَ لتصل إلى القمة، وتصبح نموذجًا يحتذى لكلِ فتاةٍ تحلُمَ بالنجاح.

حلقة جديدة من برنامج “قصة نجاح”، استضاف خلالها الإعلامى “مجدى فكرى” نموذجًا مشرفًا للمرأة المصرية والعربية، وهي “د. هند حنفي”، أول سيدة تتولى رئاسة جامعة مصرية، وهي جامعة الإسكندرية التي تأسست عام 1938، وكان عميد الأدب العربي د. طه حسين أول رئيس لها.

حصلت “حنفي” على بكالوريوس الطب عام 1957، ثم حصلت على الدكتوراه في طب الأطفال عام 1985، ثم درجة الأستاذية عام 1995، وتدرجت في المناصب الجامعية حتى أصبحت وكيلًا لكلية الطب، ثم نائبًا لرئيس الجامعة، وفي عام 2009 تم تعيينها رئيسًا لجامعة الإسكندرية، لتصبحَ بذلك أول سيدة تتولى رئاسة جامعة مصرية.

حصلت “حنفي” على العديد من الجوائز ومنها جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم عام 2009، ووسام فارس جوقة الشرف من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى عام 2011، كما تم تكريمها من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى في يوم الاحتفال بالمرأة المصرية عام 2017.

ذكريات مع أمريكا
بدأت الحلقة بالترحيب بالدكتورة “هند حنفي”، التي وجهت تحيتها لكل أبناء مصر والوطن العربي في أمريكا والخارج، ثم بدأت حديثها بذكرياتها مع الولايات المتحدة، التي قالت إنها سبق وأن زارتها من قبل عدة مرات، إحداها عندما كانت لا تزال مدرسًا مساعدًا، حيث زارت جامعة “جونز هوبكنز”، وقضت هناك 3 أشهر، لدراسة المناظير والجهاز الهضمي لدى الأطفال.

وأضافت أن لها ذكريات جميلة في أمريكا، حيث قامت بجولة موسعة هناك من الشرق إلى الغرب بصحبة زوجها، حيث طافا على ولايات عديدة، وفي زيارتها الثانية لأمريكا، حيث كانت حينها نائبًا لرئيس الجامعة، التقت هناك بمجموعة من العلماء وأساتذة الجامعات المصريين في أمريكا، لتعزيز التعاون بين العلماء في كلا البلدين، ولا يزال هذا التعاون مستمرًا حتى الآن.

ترى “د. هند حنفي” أن الطبيب المصري لا يقل بأي حال من الأحوال عن نظيره الأمريكي، لكن هناك بعض التخصصات الدقيقة جدًا يظل فيها فرق، نظرًا لكون العلم في تطور مستمر، بالإضافة إلى وجود الأجهزة الحديثة في الخارج بشكل أكبر، وكثرة عدد الأطقم التمريضية في الخارج مقارنة بالداخل.

نشأة متميزة
بالانتقال للحديث عن النشأة والبدايات؛ قالت “د. هند حنفي” إن نشأتها كانت طبيعية في أسرتها كأي أسرة مصرية متماسكة ومترابطة، وحظيت بالمساواة الكاملة مع أخيها، وقالت إن والدها كان يعمل أستاذًا لطب الأطفال، وكان ـ في وقتٍ ما ـ من أشهر أطباء طب الأطفال في مصر ومنطقة الشرق الأوسط، وهو “أ.د. محمد ممدوح حنفي”، أما والدتها فكانت أكبر مصدر للحب والعطاء في مسيرتها الحياتية.

وعن دراستها؛ قالت إنها كانت متفوقة في دراستها، وأنها كانت من الأوائل دائمًا، ومنذ صغرها عشقت الطب من خلال ما تسمعه من والدها، فوجدت نفسها تسعى لدخول كلية الطب، كما وجدت نفسها تميل لدخول قسم طب الأطفال، لحبها لهذا المجال، بغض النظر عن كونه تخصص والدها.

وعن دراستها الثانوية؛ قالت إنها كانت في مدرسة النصر للبنات (EGC)، ودفعتها هى دفعة 1975م، وكان تنسيق كلية الطب حينها يبدأ من مجموع 76%، وأعربت عن اعتزازها بانتمائها لهذه المدرسة، التي حصلت منها على العلم، إلى جانب الموسيقى والرياضة والتدبير المنزلي.

أيام كلية الطب
عن ذكرياتها في كلية الطب؛ تقول إنها في أيامها الأولى بالكلية، كانت تستغرب هذا الوضع الدراسي الجديد والاحتكاك الجديد مع هذا العالم المختلف، وظلت على ذلك لفترة حتى تأقلمت معه، كما تحدثت عن ذكرياتها مع أول سكشن للتشريح ورؤيتها للجثث للمرة الأولى.

وعن طب الأطفال؛ قالت إنه ليس بالصعوبة التي يتخيلها معظم الناس، ولكن من الضروري جدًا أن يتم الاستماع إلى الأم عند حديثها عن مرض ابنها، ومع الخبرة وكثرة الحالات التي تمر على الفرد يصبح الأمر أسهل في تشخيص مرض الطفل من دون أن يعبر عن مرضه أو ألمه.

وروت “د. هند” عن قصة إحدى الحالات المرضية التي واجهتها منذ 40 عامًا تقريبًا وأسعدتها بشكل كبير، حيث كانت الحالة لطفلة مريضة بسرطان دم الأطفال، وكانت نسبة الشفاء من هذا المرض حينها ضيلة للغاية مقارنة بالآن، ولكن بعد أعوام طويلة شاهدتها مرة أخرى بعدما كبرت وشفيت تمامًا وتزوجت، وكان هذا الأمر مفرحًا جدًا بالنسبة لها.

رئاسة الجامعة

حول قرار تعيينها كأول سيدة مصرية تتولى رئاسة جامعة مصرية حكومية؛ قالت إن أول تهنئة جاءتها بعد صدور هذا القرار كانت من أ.د. أحمد زكي بدر، وكان حينها هو رئيس جامعة عين شمس، وأضافت أنها كانت تنتظر التهنئة من أ.د. هاني هلال، وزير التعليم العالي، والذي أخبرها أنه لم يقدم على تهنئتها إلا بعد توقيع القرار من رئيس الجمهورية.

وروت ذكرياتها عن وقع هذا القرار على أسرتها، والفرحة الشديدة، والتهاني الكثيرة التي وردتها للتهنئة بهذا المنصب، كما تحدثت عن رحلة تدرجها في المناصب الجامعية وصولًا إلى رئاسة جامعة الإسكندرية، إذ كانت أيضا أول سيدة تتولى منصب وكيل كلية الطب بجامعة الإسكندرية، وكذلك أول سيدة تتولى منصب نائب رئيس جامعة الإسكندرية، قبل أن تتولى رئاستها في النهاية.

العمل الجاد والأهداف
أكدت “د. هند حنفي” أن العمل الجاد وبذل المجهود يساعدان أي فرد على الوصول إلى هدفه، وتذكرت مقولة والدها لها عندما كانت صغيرة، وهى أن “العمل الجاد يساهم في حياة الفرد بـ90%، الذكاء والحظ 10% فقط”.

وتحدثت عن أسرتها وبيتها بعدما أصبحت رئيسة للجامعة، وعن زوجها المهندس “سيد مصطفى رجب”، ومساندته لها طوال فترة دراستها وعملها، وعن اعتزازه بوظيفتها وافتخاره بمنصبها وتشجيعه الدائم والمستمر لها.

دور المرأة ومكانتها
تحدثت “د. هند” عن سفرها للخارج، وفوائده العديدة، وتذكرت إحدى رحلاتها الخارجية إلى الولايات المتحدة عندما كانت مدعوة إلى أحد المؤتمرات من السيد “بان كي مون”، الأمين العام للأمم المتحدة حينها، وكانت من بين 20 رئيس جامعة حول العالم، وكان المؤتمر في جامعة بنسلفانيا، التي كانت تترأسها في ذلك الوقت سيدة.

وكان النقاش الرئيسي في هذا المؤتمر، الذي عُقِدَ عام 2011م، حول كيفية تفعيل دور المرأة في تطوير المجتمعات والارتقاء بها، وكنت أمثل الجامعة العربية الحكومية الوحيدة في المؤتمر، ولم يكن هناك سوى رئيسة جامعة قطر، وهى سيدة أيضًا، ولكنها جامعة خاصة.

وتحدثت عن الإنجاز الذي تحقق إبان وجودها في منصب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، حيث قفزت جامعة الإسكندرية إلى المركز الـ 147 على مستوى العالم في The Times Higher Education World Ranking، وهذا مركز متقدم جدًا على مستوى جامعات العالم التي تفوق الـ 20 ألف جامعة.

وأشارت “د. هند” إلى تعيين الدكتورة “هالة فؤاد” رئيسة لجامعة طنطا، بعد عام واحد فقط من توليّها رئاسة جامعة الإسكندرية، وهو ما يدلل على نجاح تولي المرأة لهذه المناصب القيادية.

لقاءات وتكريمات
تحدثت الدكتورة هند عن لقاءاتها المتعددة مع الرئيس المصري “عبدالفتاح السيسي” والموضوعات التي تمت مناقشتها خلال تلك اللقاءات، والتكريم الذي تسلمته من الرئيس، بالإضافة إلى وسام جوقة الشرف الذي نالته من الرئيس الفرنسي “نيكولا ساركوزى” عام 2011، والذي يعدّ من أرفع الأوسمة في فرنسا.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى