قصص نجاح

راديو “صوت العرب من أميركا” يستعرض قصة نجاح المهاجر اللبناني الأصل القاضي سالم سلامة

أول مسلم في ديربون هاجر وهو 15 سنة، وأصبح الآن من أهم قضاة أميركا

واشنطن – لا يكفي أن نكون حالمين، ولكن لابد من بذل جهد لتحقيق الأحلام، ومهما بلغ الشخص من ذروة النجاح الشخصي يبقى نجاحه ناقص مالم يكن من أجل خدمة المجتمع الذي هو جزء منه.

هكذا بدأ المهاجر اللبناني الأصل القاضي سالم سلامة رئيس القضاة في مدينة ديربورن ميشيغان، حواره مع المحامية جمانة كيروز في برنامج “سوا على الهوا” الذي يذاع براديو “صوت العرب من أميركا”.

وعرضت مقدمة البرنامج جمانة كيروز في بداية الحلقة معلومات عن سلامة قائلة “هاجر اللبناني الأصل سالم سلامة رئيس القضاة الذي يعد واحدا من 26 قاضيا من أصول عربية في أميركا، من لبنان إلى أميركا عندما كان عمره 15 عاما، للدراسة ولتأمين لقمة العيش، الذي يعد جزء من الحلم الأميركي، ويعد المسلم الأول بمدينة ديربورن من أصل عربي”.

وتحدث القاضي سلامة عن تجربته في الهجرة قائلا “لم يكن لدي سوى خالي الذي تابع لي معاملة الهجرة، سافرت أنا وابنه، وعملت معه في محل تجاري بعد الانتهاء من الدوام المدرسي، ثم التحقت عائلتي المكونة من 9 أخوان وأخوات وأب وأم بي في أميركا”.

وسألت كيروز “كيف بدأت مسيرة كفاحك في الهجرة؟”

أجاب القاضي سلامة “بدأت مسيرة الكفاح عند وصولنا إلى بلد جديد وبيئة جديدة مختلفة عن البيئة التي جئنا منها، حاولت هنا بأميركا تحسين وضعي الثقافي والأكاديمي والوضع الاقتصادي لمساعدة والدي، وبهذا العمر لم أكن أتوقع بيوم من الأيام أني سأصبح قاض، كانت لغتي الإنكليزية في ذلك الوقت غير كافية للتعايش، ولكني حاولت أن أتعلم اللغة وأتقنها أكثر واستطعت أن أتقنها بوقت قصير”.

وسألت كيروز “كيف التحقت بكلية الحقوق والمحاماة؟ وهل كان حلمك أن تصبح قاضيا؟”

أجاب القاضي سلامة “بعد أن أنهيت دراسة الثانوية توجهت للدراسة الجامعية وكنت أريد أن التحق بكلية الطب، ولكن وضعي المادي لم يسمح لي بالالتحاق بكلية الطب, فكانت كلية الحقوق والمحاماة هي الحل البديل للدراسة الجامعية”.

وأضاف القاضي سلامة “التحقت بعد تخرجي من كلية الحقوق والمحاماة بمكتب المحامي الشهير مايك بري الذي فتح باب المساعدة ومد يد العون لي وللمغتربين، ثم أوليت اهتمامي بالادعاء العام بمدينتي غادرن سيتي وأندلس، وبعد ذلك تم تعيني في العام 1994 بمحكمة مدينة ديربورن”.

استطاع سلامة خلال أربعة أشهر من استلامه محكمة ديربورن القضائية، أن يحل المشاكل التي كانت بين الهيئة التشريعية والتنفيذية من ناحية والهيئة القضائية من ناحية أخرى، كما قام بتقويم العلاقة بين مكونات الحكومة المحلية.

وسألت مقدمة البرنامج جمانة كيروز “من السبب في نجاحك في القضاء؟”

أجاب القاضي سلامة “أبناء الجالية العربية الأميركية هم السبب في نجاحي لأنهم كانوا يأتون إليَّ لكي أقابلهم في المكتب وأعمل على حل قضاياهم القانونية، وأول قضية استلمتها كانت لأخت المحامي الشهير مايك بري، حققت فيها وعملت عليها وكانت النتيجة ممتازة، هذه القضية تحديدا فتحت لي الباب للقضايا الأخرى، ومن بعدها بدأت الناس تأتي إليَّ لكي أعمل على حل قضاياهم”.

سألت كيروز “هل في فترة من الفترات كنت قد بدأت تنسى اللغة العربية؟”

أجاب القاضي سلامة “لم أنس اللغة العربية لأنها لغتي الأم رغم أني جئت إلى أميركا وأنا صغير في السن، وتعد اللغة العربية بالنسبة لي جزء من هويتي العربية، والذي يفقد هويته سيفقد أشياء كثيره معها”.

ووجهت كيروز سؤالا “ما هي المشاكل التي تواجه الجالية العربية؟”

أجاب القاضي سلامة “تزيد القضايا التي تتعلق بالمخدرات، أكثرها عند الشباب العربي الجديد على الولايات المتحدة، وهناك ازدياد أيضا بقضايا العنف المنزلي، ومخالفات السير وخصوصا التي تؤدي للوفاة”.

وأضاف “أن الجالية العربية الأميركية هي جزء من النسيج الاجتماعي الأميركي، شربت الأجيال العرب القادمة كل المزايا الموجودة بالمجتمع الأميركي، وإلى حد ما هذه المجتمعات عندها حرية أكثر، ولا يوجد لديها الضوابط الأخلاقية التي كانت عند المهاجرين القدامى، وحتى بالجاليات غير العربية أيضا نرى نفس هذه الظاهرة”.

وسألت كيروز “ما هي النصيحة التي توجهها للأهالي للحد من المخدرات؟”

أجاب القاضي سلامة “في البداية كل شيء يبدأ في المنزل، فمهما حاولت المدرسة أو المحكمة أو الأخرين أن يمنعوا الشاب بأن لا يتعاطى المخدرات لا يستطيعون لأن التوعية والتأثير القوي يكون في المنزل، فلابد من التوعية بالبيت”.

وأضاف “أنصهم أن لا تكون التوعية فيها نوع من أنواع المكابرة أو حالة تصادم بين الأهل، وأن تكون التوعية بالحوار والتفاهم، وعندما تبدأ المشكلة بالتفاقم على الأهل ألا يخجلوا ويعرضوا أولادهم على أخصائيين لحتى تعالج المشكلة في بدايتها، لأن محاولة التستر عليه تؤثر سلبا على الشخص المعني بالقضية”.

وقال القاضي سلامة فيما يخص العنف المنزلي “كان هناك تستر بهذه القضايا، بمعنى أنه إذا لم يكن هناك أدعاء شخصي من الشخص الذي لقى العنف فلن تكون هناك قضية في الأساس، الآن تغير القانون قليلا، فمثلا إذا صارت مشكلة بين الزوجين، وواحد من الجيران أنتبه للشجار واتصل بالشرطة، وعند وصول الشرطة وترى أن هناك بالفعل مشكلة، تفتح قضية ولا تتقفل القضية إلا عبر المحكمة”.

وسألت كيروز “ماهي النصيحة التي توجهها للشباب في المهجر؟”

أجاب القاضي سلامة “لا يوجد بديل عن العمل وبذل الجهد، على الشباب أن يكونوا على يقين أنه مهما بلغ نجاح الفرد على المستوى الشخصي بمجالات عالية فإنه يكون عديم الفائدة، إن لم يكن من أجل خدمة المجتمع دون خسارة الهوية والانتماء للأرض الأم، فهو كفيل أن يوصلنا على شاطئ الأمان”.

وأضاف  “قضية التأهيل مهمة خصوصا في سن الشباب، فالشخص يكون مستعد ومنفتح وقادر على تقويم الاعوجاج الناتج عن الأخطاء أو عدم الانتباه أو اللامبالاة، وأحب أن أنبه أن جاليتنا غنية بالمؤهلات والطاقات أو بالأشخاص ذو الكفاءة، ونتمنى أن يكون هناك مشاركة أكثر من كل الجاليات وخصوصا المناطق الكثيفة من الأصل العربي الأميركي ليمارسوا حقهم المقدس وليشاركوا بالانتخابات، وأن يوصلوا للمراكز المرموقة لمساعدة المجتمع الذي هم فيه والجالية التي هو فيها”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى