الراديوقصص نجاح

“نادية عبده”.. قصة نجاح أول سيدة تتولى منصب محافظ في مصر

أجرى الحوار: مجدي فكري ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

قصة نجاح جديدة، لضيفة مميزة، وهى المهندسة “نادية عبده”، أول سيدة تتقلد منصب محافظ في تاريخ مصر الحديث، حيث كانت محافظًا لمحافظة البحيرة، وهى من محافظات شمال مصر، خلال الفترة من فبراير 2017 وحتى أغسطس 2018، وقبل هذا المنصب كانت أول سيدة تشغل منصب نائب محافظ بمصر، كما أنها تعدّ أول رئيس لشركة مياه للشرب في العالم.

وعلى المستوى الإنساني، هي مهندسة، وزوجة لأحد أبطال حرب السادس من أكتوبر 1973م، كما أنها أم لبطلين من أبطال مصر في رياضة كرة السلة. وها نحن في “صوت العرب من أمريكا”، ومن خلال حلقة جديدة من برنامج “قصة نجاح” مع الإعلامي “مجدي فكري”، نسلط مزيدًا من الضوء عليها، بصفتها صاحبة قصة نجاح مميزة، تُضَاف لصفحات التاريخ المشرف للمرأة المصرية والعربية.

بطاقة تعريف
حصلت المهندسة “نادية عبده” على بكالوريوس الهندسة من قسم كيمياء بجامعة الإسكندرية عام 1965، ثم ماجيستير الهندسة الصحية من الجامعة ذاتها عام 1968، تدرجت في عدة وظائف مثل نائب فني لشركة مياه الشرب بالإسكندرية من عام 1992 وحتى عام 2002، ثم أصبحت رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب بالإسكندرية من عام 2002 حتى 2012، كأول سيدة في الوطن العربي تشغل هذا المنصب.

كما تولت منصب مستشارة بالشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، ونائب محافظ البحيرة أغسطس 2013، ونائب رئيس الهيئة العليا للحكماء للمجلس العربي الإفريقي للتكامل والتنمية، كما أنها عضو بمجلس إدارة الجمعية العامة لمعهد البحر الأبيض المتوسط بفرنسا منذ عام 1987، وعضو الجمعية العامة للمجلس العالمي للمياه، ومؤسس جمعية مرافق الدول العربية أكوا، وأول رئيس للمؤسسة بالانتخاب من 12 دولة عربية.

كما أنها أول مقرر بالمجلس القومي للمرأة فرع الإسكندرية، وعضو نوادي سيدات الأنرهويل بالإسكندرية، وعضو جمعية رجال أعمال الإسكندرية، وقد تم ترشيحها من محافظ الإسكندرية، للحصول على جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمرأة الإدارية العربية المتميزة.

مناصب جديدة
في حديثها لـ “صوت العرب من أمريكا”؛ تبدأ “م. نادية عبده” حديثها عن قصة نجاحها، بأنها كانت أول إمرأة تتولى منصب محافظ وكذلك نائب محافظ في تاريخ مصر، وقد فتحت هذه التجربة الفرص أمام المرأة المصرية لتقلد مختلف المناصب، ولعل أهم ما ساعدها على الثبات في تلك المناصب، هو كونها كانت تتولى منصب رئيس شركة المياه في مصر، وهذا المنصب قد أفادها كثيرًا في تجربة الحكم المحلي.

كما تطرقت إلى المعارضة التي واجهتها عندما تولت منصب نائب المحافظ من بعض الجماعات والأحزاب الصغيرة، وكيف ردّت عليهم وأثبتت كفاءتها وقدرتها على توليّ المنصب. وعن تجربتها كمحافظ للبحيرة؛ تقول أنها كانت أكثر إختلافًا، نظرًا لأن البحيرة تعدّ ثاني أكبر محافظة في مصر من حيث المساحة، وبها مختلف الأنشطة، خاصة الزراعة والتي تشكل 15 % من الزراعة في مصر.

تجارب وخبرات
كما تطرق الحوار إلى خبرات المهندسة “نادية عبده” في مجال المياه، وكيف وصلت إلى منصب أول سيدة على مستوى العالم تترأس شركة لمياه الشرب، وتجربتها في المسؤولية الكاملة عن سلامة مياه الشرب التي تُقدم لقطاع كبير من المواطنين في المنطقة التي تخدمها شركتها.

تحدثت أيضا عن زياراتها المتعددة للولايات المتحدة أثناء فترة عملها بشركة المياه، وأنها قد جابت معظم الولايات من الغرب إلى الشرق، كما استعادت بعض ذكرياتها عن مرحلة التعليم الأساسي التي تلقتها في الإسكندرية، وتفوقها خلال الدراسة.

كما تطرقت “عبده” إلى نجاحها في حياتها الأسرية، ودور زوجها اللواء “محمود صدقي”، وهو أحد أبطال حرب أكتوبر، في إعطاءها دفعة معنوية كبيرة للنجاح وتحقيق أهدافها، إلى جانب حديثها عن أبناءها، وهما الكابتن “أشرف صدقي” والكابتن “أيمن صدقي”، من أبطال رياضة كرة السلة في مصر والوطن العربي.

إنجازات وتحديات
تعتز “عبده” بأنها كانت أول من أدخل مشروع الطاقة الشمسية إلى المباني الحكومية في محافظتها البحيرة، لتكون هى أول محافظة مصر تتبنى هذا المشروع، إلى جانب ذلك فقد أسهمت في تعزيز العديد من الإنجازات من خلال المجلس القومي للمرأة، والمجلس القومي للطفولة والأمومة، لتعزيز دور المرأة في المجتمع وتعليم الفتيات.

في ميدان الصناعة؛ تفتخر “عبده” بأنها خلال فترة عملها كنائب للمحافظ قد نجحت مع المحافظ السابق “د. محمد سلطان”، في نجاح 250 مشروع صناعي كبير بالمحافظة، و150 مشروع تحت الإنشاء، وهو ما تم إنجازها لاحقًا إبان فترة توليها لمنصب المحافظ بذات المحافظة، إضافة إلى مشروعين لإعادة تدوير القمامة. أما في مجال التخطيط العمراني؛ نجحت “عبده” في إحداث طفرة بالمحافظة في هذا المجال، هذا تتميز البحيرة بوجود تخطيط عمراني متكامل لكافة مدنها وقراها.

مواقف لا تنسى
تؤمن “عبده” بمقولة “وأعز ما يبقى وداد دائم .. إن المناصب لا تدوم طويلًا”، فبالرغم من تركها للمناصب التي تقلدتها إلا أنها لا تزال تحظى بحب وعلاقات طيبة مع كل من عملت معهم طوال رحلتها الوظيفية. أما عن المواقف التي لا تنساها؛ لحظة أداء اليمين أمام رئيس الجمهورية لتولي منصب محافظ، إضافة لموقف آخر عندما إتصل بها الرئيس السيسي للإطمئنان على سير العمل بالمحافظة.

وتضيف: “عندما توليت منصب المحافظ؛ لا يمكن أن أنسى كمّ التهاني والتبريكات التي وصلتني، من مختلف أطياف المجتمع، إضافة إلى الفرحة الكبيرة والشعور الذي لا ينسى بأن أتولى منصب أول محافظ في مصر”.

أما عن لقبها “المرأة الحديدية”، فتقول أنها عندما كانت تتولى منصب محافظ البحيرة، كانت كل وسائل الإعلام تستخدم هذا اللقب، ولكن في إحدى المرات.. عَمِدَ أحد الموظفين بالمحافظة إلى تغيير هذا اللقب، وقال للحضور هى ليست “المرأة الحديدية”، بل “المرأة الوطنية”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى