قصص نجاح

الصحفي الكبير جورج حشمة من جبال الأرز الى الواشنطن بوست

الصحفي الكبير جورج حشمة من جبال الأرز الى الواشنطن بوست :

جورج حشمة يقول لراديو صوت العرب (جئت لامريكا 1960 لحضور عرس ثم عدت اليها مرة اخرى في 68 لأسير رحلة طويلة مع الصحافة) .
( كنت اتمنى أن أعمل بالواشنطن بوست والحمد لله تحققت أمنيتي )
ضيفنا اليوم هو الصحفي العربي الامريكي المرموق صاحب الرحلة المتميزة في عالم الصحافة  وهو الصحفي المتميز جدا في عالم الصحافة الامريكية و العربية  الاستاذ جورج حشمة ، وهوكاتب عمود لاخبار الخليج  – ديلي ستار / بيروت – جوردن تايمز – Sunday Times  – Washington Post و محررا لمجلة الشرق الاوسط و غيرها و نتعرف من خلال لقائنا معه على أهم المحطات في حياته المتميزة التي سار فيها  بجدارة في عالم الصحافة العربية الامريكية

* اذا رجعنا للخلف الي عام 1960 قلت لي انك اتيت الي الولايات المتحدة الامريكية زائرا و لم تحبها ..ماذا تقول لنا عن هذه السنة تحديدا .

أنا حضرت الي الولايات المتحدة الامريكية مع والدتي لاحضر عرسا في سانت لويس، وبقيت تقريبا سنتين في اميركا ، اول سنة في سانت لويس و بعد ذلك انتقلت الي واشنطن.

ولما كنت في سانت لويس و في بداية عام 60 بالصدفة تعرفت علي زوجة رئيس تحرير جريدة سانت لويس جلوب ديموقراط Saint Louis Glob Democrat و قلت لها ان امنيتي ان اعمل في هذه الجريدة  ، وفعلا عملت بالجريدة  ، و بالصدفة تاني يوم او تالت يوم بعد ما دخلت الجريدة صارت الثورة ضد عبد الكريم القاسم بالعراق. طبعا طلبوا مني اني احرر الاخبار و كان اسمي علي الصفحة الاولي بالجريدة . لكن لم يعرضوا علي اي شغل دائم . رجعت الي واشنطن و هناك حاولت ان اشتغل في الجرائد الامريكية فكان الامر صعبا كثيرا . و لهذا قررت الرجوع الي لبنان.

** بعد عودتك الي لبنان في تلك الحقبة الزمنية الهامة حيث اصبحت رئيسا لتحرير لجريدة الديلي ستار

عندما تسلمت رئاسة تحرير الديلي ستار . كنت اول عربي استلم رئاسة تحرير تلك الجريدة .  فقبلي بعشر سنين كان كل رؤساء التحرير اجانب و تحديدا امريكان ومن اول عام 1962 توليت رئاسة التحرير حتي عام 1967 وعند وقوع الحرب بين الدول العربية و اسرائيل. كان يتم توزيع الجريدة في كل انحاء العالم العربي ماعدا مصر.

** أميركا من جديد

زوجتي امريكية من اصل لبناني و كانت مشتاقة ان تعود لامريكا. في البداية انا ترددت حيث اني جربت حظي في السابق و لم انجح . فاتفقنا ان نمضي هناك شهرين ، اذا نجحت نكمل فيها و الا اعود الي لبنان. عدت الي اميركا في حزيران 68 و كانت جريدة الديلي ستار عندما كنت رئيس تحريرها مركزا للصحفيين الاجانب ، حيث كانوا يستمدون الافكار مني او اعطيهم توجيهات لاعرفهم عالم الاخبار. كان واحد منهم يكتب في صحيفة شيكاغو سان تايمز ، لما وصلت الي واشنطن اتصلت به فعرض علي ان اعمل بالجريدة .

رفضت في البداية على أمل ان اجد عملا في صحيفة الواشنطن بوست لكني لم انجح و في نهاية الامر عملت في شيكاغو سان تايمز كمساعد لرئيس القسم الخارجي.

في وقتها عرض علي في شيكاغو العمل في The American Friends of The Middle East  و التي عرفت بعد ذلك باسم AMDEAST لاصدار مجلة شهرية و كان يوجد لدي مقابلة اخري في جريدة  بواشنطن ثم الناشونال كورت National Court و لكني فضلت العمل لدي Asme و هي مازالت هذه الجمعية موجودة في اميركا غيرت اسمها من American Friends of the Middle East  و عملتها AMDEast  و بالصدفة كان هذا هو العنوان البرقي للمجلة التي كنت اصدرها لهذه المؤسسة. اشتغلت هناك سنتين و في اوائل السبعينات بسبب عدم وجود الدعم المالي للجرائد التي تنشر اخبار العالم العربي تم غلق تلك المؤسسة.

ظللت ثلاث اشهربعدها بدون عمل وبعد فترة اتصلت بي جريدة الواشنطن بوست ، وعرضت علي العمل في قسم الاخبار الخارجية ، فعملت في الواشنطن بوست لمدة سنتين منذ اواخر عام 1971 .

اشتغلت في الواشنطن بوست الي اليوم الذي جاء فيه مساعد رئيس التحرير و طلب مني ان اترجم خطاب لنشره بالجريدة. عندما اعطاني الخطاب وجدته باللغة الفرنسية . فقلت له انا لا اعرف الفرنسية ، فقال كيف تكون لبناني و لا تعرف الفرنسية. فقلت له اني عشت بلبنان 20 سنة و لكني لا اعرف الفرنسية ، فانا اصلي فلسطيني . فصعق من ذلك. و من وقتها و انا ترددت كثيرا ان ابقي في الجريدة.

هناك شيء مهم ينبغي علي القاريء العربي ان يدركه ، و هو انه لا يوجد ما يسمي ” ضمانة عمل” اذا اشتغلت في مؤسسة ، ممكن صاحب المؤسسة او مديرها ان يتخلي عنك بكل سهولة . يعطيك معاشك و تسمع جملة ” لا تعود الاسبوع القادم” . اما في العالم العربي ، عندما تعمل في جريدة تظل فيها الا اذا عملت شيء يستوجب معه رحيلك.

بالصدفة في هذا الوقت، اتصلت بي وكالة الاعلام الامريكية و كانت هي الوكالة الرسمية. و عرضوا علي اطلاق وكالة انباء عربية للعالم العربي ، مع ان لغتي العربية ليست قوية لكنهم جعلوني انا المسؤول عنها . و بهذا اشتغلت في وكالة الاعلام الامريكية لمدة 25 سنة .

** هل كان احد الاسباب التي تركت الواشنطن بوست من اجلها هو احساسك انها لن تضيف الي تاريخك المهني .

= هذا كان سبب مهم و انا كنت اريد ان يكون عندي ضمان ان هناك وظيفة دائمة و انهم لن يستغنوا عن خدماتي في اي وقت يروق لهم. و لذلك اشتغلت في قسم اعلام ” ٌReference” الامريكي. كان بالنسبة لي شغل جيد جدا حيث انه فتح قسم اعلام اخبار يومية امريكية مع الشرق الاوسط و كانت اخبار رسمية ، نقوم بتغطيتها و ترجمتها ثم اذاعتها في الشرق الوسط . و كان يوجد مجلة شهرية تصدر من اميركا للقراء في البلدان العربية. و كانت الامور ناجحة جدا الي عام 98 حتى تقاعدت و رجعت الي ممارسة الصحافة في كتابة عمود اسبوعي في عدة جرائد عربية .

اننا لا نفسر او نشرح القضايا في المنطقة العربية و غير العربية في الشرق الاوسط فنحن نخجل من كلمة ” عربي” حتي اننا لا نطلقها علي المحلات التي تقدم بضاعتها من الدول العربية.

لماذا اختفت ظاهرة الفخر بالعروبة  كما كان المهاجرين الاوائل من العرب الامريكان يفخروا بكونهم عرب

= لان البيئة في اميركا غير متفهمة لقضايانا .. علي سبيل المثال النيويورك تايمز و هي من اهم الجرائد ابدا لا تطلق اسم ” المنطقة المحتلة ” علي الضفة الغربية بفلسطين, و تستبدلها بجملة ” الاراضي المتنازع عليها”. لا يوجد من يتواصل مع تلك الجريدة و يصحح لها مفاهيمها.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى