قصص نجاح

الاعلامية ليلى الحسيني تحاور الفنان الكبير جهاد عبدو وزوجته

درست الموسيقي و العزف علي آلة الكمان لمدة 9 سنوات

راديو صوت العرب – سوا علي الهواء من ميشجان وواشنطن وفي ضيافة الاعلامية / ليلى الحسيني مقدمة البرنامج ومديرة الراديو هذا الصباح ..النجم العالمي من أصول سورية جهاد عبدو و حلقة غنية نستعرض فيها ذكرياته في سوريا و رحلته الي أميركا و ايضا تنضم الينا في هذه الحلقة زوجته السيدة فادية عفاش المحامية و الفنانة التشكيلية التي هاجرت معه ايضا الي الولايات المتحدة الامريكية. تستعرض تاريخه الفني كنجم عرف من خلال العديد من الاعمال التي قدمها في العالم العربي. ” اخوة التراب ” .. ايام الغضب ..الطير ..المرايا .. باب الحارة و الولادة من الخاصرة .

كما نستعرض قرار الفنان و زوجته بالهجرة الي الولايات المتحدة و ما أتبعه من صعوبات في التأقلم و توفير أسباب المعيشة كلاجيء الي ان ابتسم الحظ له ، بمنح المخرج الألماني فرنر هرزوغ، دور البطولة له في فيلم من إنتاج هوليوود إلى جانب الممثلة الأسترالية نيكول كيدمان” ،  “وهذا الفيلم كان نقلة للفنان جهاد عبدو، ويحمل الفيلم اسم (كوين اوف ذي ديزيرت) أو (ملكة الصحراء) وتتابع الفرص بمسلسل (ذي باتريوت) على أمازون، وفيلم (بون فوياج) القصير للمخرج السويسري مارك ريمون ويلينكس الذي يتوقع أن يكون ضمن ترشيحات جوائز أوسكار، و(هولوغرام فور ذي كينغ) مع النجم العالمي توم هانكس”.

ان تراجم العظماء تجعلنا خارج حدود الزمن و بعيدا عن حدوده ، نعيش ما فات .. نستلهم من الزمن الفائت العبرة فيقوي الوصل و تتضافر حلقات الانسانية تلك التي كان للعرب فيها اوفي النصيب ..

التاريخ العربي ذاخر بالاعلام الذين أثروا فروع المعرفة و الدنيا عامرة علي مدي تاريخها بشخصيات و اسماء صنعت اجيالا و ايضا شخصيات صنعت تاريخها و جعلت التاريخ يسير في ركابها .. ضيف برنامج ” شخصيات صنعت تاريخا” هذا الصباح النجم السوري العالمي جهاد عبدو

** في بداية اللقاء لو ذكرنا سوريا و ما هو اول شيء يخطر ببالك من ذكريات

أتذكر كل شيء جميل .. أتذكر الدراسة ، المعهد الموسيقي حيث كنت أدرس الموسيقي بالمعهد العربي للموسيقي بدمشق بحي العفيف .. اتذكر الضيعة التي نشأ فيها أبي ، الحميرة و التي تقع بجانب ضيعة دير عطية بنصف المسافة بين دمشق و حمص . كنت اذهب في الصيف الي القرية لالعب مع أولاد عمي ..نقطف ثمر المشمش و الكوسة و الخيار و البندورة ( الطماطم)  و انواع كثيرة من الخضار و الفاكهة. و من هناك تعلمت ثقافة ” الطبيعة” فعندما كنت طفلاً كنت اخذ الحصان علي سبيل المثال ليشرب . كنت اساعد جدي و عمي بالزراعة و قطف الثمار و كل الامور . كنت اذهب لأري كيف تقوم النساء بعمل اللبن و الجبن و كنت احب اساعد . كان عندي رغبة للمعرفة و فضول للدنيا . كان عندي دراجة في الشام و كنت اقودها مع اصدقائي و نذهب الي مسافات بعيدة. أتذكر الأصدقاء .. الأهل . الأكل الطيب

* و أنا أسمعك أثرت الشجون …. في الحقيقة استاذ جهاد ذكرياتك الرائعة اعادتني الي ذكريات الطفولة فانا ايضا من اصول سورية و غادرت بلدي منذ اكثر من 18 عاما لم أر بلدي مرة اخري بعد هجرتي الي الولايات المتحدة الامريكية

** يتسائل العديد استاذ جهاد عن سوريا التي في قلوبنا ، كمواطن سوري نشأت و ترعرعت في سوريا ، كيف تري النسيج السوري ، بمعني اخر  نحن كسوريين ماذا يجمعنا .

** نحن كسوريين يجمعنا عقلية متحررة . كان عندي اصدقاء من مختلف الانماط و الاديان و المذاهب و العقليات و كنا نسكن الي بعض و نرتاح الي بعض ، بغض النظر عن كل تلك الاختلافات. اتذكر اننا في نفس البيت و داخل نفس العائلة يوجد اكثر من طيف و اتجاه و وجهة نظر . حتي و لو اختلفنا ، نعود لنتصالح . سوريا عبر التاريخ كانت معبر و ملاذ لمئات الجنسيات و الاديان من الارمن للشركس و حتي الالبان و مختلف الطوائف

* هل اتقانك لخمس لغات سهل لك التخاطب بلغة اكثر انفتاحا علي العالم

** اولا انا درست الموسيقي و العزف علي آلة الكمان لمدة 9 سنوات و انا اعتقد ان مهارة و سهولة تعلم لغات اخري جاءت من حساسية اذني لسماع الموسيقي و الاحرف  و كيفية النطق . انا درست الانجليزي بجهدي الخاص، و اتقنت اللغة الانجليزية من خلال متابعتي للافلام العالمية و سماع الاغاني و لاني موسيقي .  وفي اثناء مرحلة التعليم بالبكالوريا جاءتني منحة للتعليم في رومانيا مع عدد كبير من الاصدقاء السوريين. ذهبت الي رومانيا و تعلمت اللغة الرومانية بسرعة غريبة ، فقط في 3 شهور تمكنت من كتابة موضوع تعبيري باللغة الرومانية. ،و اثناء هذا الوقت كنت احاول دائما اتحدث الي الباعة ، مع اهل البلد و حتي مع الناس علي محطة الاتوبيس. كنت اخاف من مسألة ” التقوقع” فنحن السوريين نحب ان نجالس السوريين فقط و بالمثل باقي الجنسيات العربية .

** حقيقة ” كيف نعرف ثقافة الاخرين اذا لم نحتك بهم”  لازال لدي الكثير من المهاجرين العرب نفس مخاوف الاحتكاك و الاندماج داخل المجتمعات المختلفة. فنحن العرب نتواصل من خلال الجاليات لكن لم نصل بعد ان ننفتح و نكون لوبي عربي قوي له تأثير.

***** يمتد الحوار الي السيدة فادية عفاش زوجة النجم السوري العالمي جهاد عبدو و هي فنانة تشكيلة تنحدر من اسرة سورية من الجولان ، حاصلة علي شهادة للحقوق سنة 2003  من جامعة دمشق ، كما حصلت علي شهادة ماجيستير تطبيقي في علوم الادارة من المعهد الوطني للادارة العامة ، درست في معهد ادهم اسماعيل للفنون التشكيلية سنة 2007 . هي حقوقية و  مناضلة و مدافعة عن حقوق المرأة و مناهضة للعنف المجتمعي.

** كما يقول المثل الشائع ” وراء كل رجل عظيم امرأة ” كيف هي حياتك مع فنان أثري التاريخ الفني بسوريا من خلال اعماله الرائعة .

** أعتقد انه لا يوجد شخص ” وراء ” شخص اخر . فنحن نمضي في طريقنا جنبا الي جنب كما هو حال الشركاء . هذا يفسر الكثير عن علاقتنا ببعض ، فانا جزء من مشروعات عمله  و حياته و هو ايضا جزء من مشروعات عملي و حياتي

* نود ان نستعرض سريعا ذكرياتك و اين التقيتي باستاذ جهاد

** عندما كنت في سوريا قررت الا اتزوج ، كان عندي قناعة ان مهمة ايجاد الشريك المناسب ليست سهلة علي الاطلاق. لم يخطر ببالي ان هناك رجل مثل جهاد زوجي .

تعرفت علي جهاد في حفل موسيقي جاز فلامنكو في سوريا دعتني اليه صديقتي و هي تعمل بالسفارة الاسبانية. عندما ذهبنا الي هناك وجدنا الاخبار تنتشر بان الفنان جهاد عبدو سيحضر الحفل،   انا لم اكن من الشخصيات المتابعة للتليفزيون او اشاهد مسلسلات و لذلك لم اكن اعرف من هو الفنان جهاد عبدو الذي يتحدثون عنه ، كنت ادرس الحقوق و اعمل في نفس الوقت و كنت ايضا ادرس الفن . كنت ادرس طوال الوقت حتي اتمكن من كسر طوق الاستعباد المجتمعي الذي كنت اشعر به من المجتمع السوري و نظرته للمرأة.

* هل تعتقدين ان المرأة في سوريا لم تكن حقيقة حرة في اختياراتها و ان المجتمع ينظرلها نظرة ظالمة

**  اذا اردنا قياس حرية المرأة في أي مجتمع ، نبدأ بقياس مدي تمتع المرأة بالحرية السياسية ، ثم نقوم بتحليل الظروف القانونية المحيطة بحياة المرأة و اخيرا نحلل الواقع الاجتماعي و عند تطبيق هذا علي المجتمع السوري وعلي مجتمعاتنا العربية بوجه عام نجد للاسف ان المراة لا تتمتع بحقوقها فعليا و لا بالمساواة مع الرجل..

* هل نستطيع ان نقول ان الحرية الفكرية ليست موجودة في مجتماعتنا العربية .. نحن في العالم العربي لا نعرف كيف نختلف بفكرنا و لكن نعرف كيف نختلف بالعنف اللفظي و المصادمات. .

** لا يمكن ان نعامل حرية المرأة كجزء مستقل عن حرية المجتمع بشكل عام ، لان الكل متكامل. طبيعي جدا ان نجد المرأة تعامل كمواطن درجة ثانية في تلك الدول التي لا تحترم حرية الفرد. مجتمعاتنا بشكل عام لا تحترم حقوق الانسان.

بودكاست 

رابط الحلقة الثانية من اللقاء مع الفنان جهاد عبدو وزوجته

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى