هجرة

منظمات كندية تعيد النظر في الخدمات المُقدّمة للوافدين بعد انتحار لاجئة سورية

ترجمة: مروة مقبول

أدى حادث انتحار طفلة سورية، تبلغ من العمر 9 سنوات الشهر الماضي، إلى دفع المنظمات والمؤسسات في “كالجاري” بكندا إلى إعادة النظر في الخدمات التي تقدمها للوافدين الجدد، على أمل منع حدوث مآسي في المستقبل.

وأخبرت عائلة الطفلة أمل الشتيوي شبكة “سي بي سي نيوز” الكندية أنها انتحرت بعد أن تعرضت للتنمر في مدرستها ولم ينتبه أحد لذلك أو يبلغ عنه.

وعلق أصدقاء العائلة على هذا الأمر بأن ما حدث قد يكون سببه عدم وجود موظفين يعرفون اللغة العربية، حيث كانت أغلب عبارات التنمر الموجه للطفلة باللغة العربية، وبالتالي لم يفهمها أحد من الموظفين الذين يتحدثون اللغة الانجليزية.

وقال عبدالله شقيق أمل، وهو في الصف الخامس: “كانوا يقولون لها، أنتي غبية، أنتي وحش، أنتي قبيحة، وأنها لن تبدو جميلة بغض النظر عما ترتديه، وأنها ستظل قبيحة طوال حياتها”.

رحلت أمل وتركت وراءها 5 أشقاء، وكذلك والديها، حيث أتت العائلة إلى ألبرتا قبل 3 سنوات كلاجئين، بعد فرارها من سوريا التي مزقتها الحرب.

ويقول عبد الله: “الحال بدون أمل صعب حقًا، فالمكان هادئ جدًا وممل بدونها”. وأضاف “يجب أن يتوقف التنمر”.

وقال مجلس التعليم في “كالجاري” إن التحقيق الذي أعقب وفاة أمل لم يتوصل لأي دليل على التنمر.

في حين قالت دائرة شرطة كالجاري إنها قامت مباشرة بعد وفاة أمل بإجراء عدة مقابلات، لكنها لم تعثر على دليل على ارتكاب خطأ.

“تعلموا من قصتي”

يثير انتحار الفتاة أسئلة حول الدعم والتعليم المتاحين لعائلات الوافدين الجدد لكندا، والذي يمكنهم من التعامل مع التنمر، وكيفية تحديد المشاكل، ومتى يتعين عليهم طلب المساعدة.

وتحث والدة أمل، نصرة عبد الرحمن، كل الآباء أن يتعلموا من قصتها، فهي لم تصدق أن ابنتها فعلت ذلك، ويمكن أن تتكرر المأساة لأطفال اخرين.

هناك مشكلة أخرى للوافدين الجدد، وهي أن العديد منهم ينتمون إلى ثقافات تفضل عدم اثارة القضايا مع المسئولين، كما تتجنب الحديث عن المشاكل الأسرية، خشية الشعور بالعار في المجتمع.

“ما الأفضل الذي يمكننا تقديمه؟”

ترغب المنظمات التي تساعد الوافدين الجدد في كندا، وفي كاليجري بالتحديد، أن تفعل ما في وسعها لضمان عدم تكرار مثل ذلك الحادث. فهم ينظرون لانتحار أمل على أنه فرصة لمراجعة البرامج والخدمات.

وقالت أنيلا لي يوين، المدير التنفيذي بمركز الوافدين الجدد: “إنه أمر مدمر”. وأضافت: “الجميع بحاجة إلى اعادة النظر في كيفية التغلب على ذلك”.

وقالت إن أول ما فعلته منظمتها عندما علمت بانتحار الفتاة هو النظر في إجراء تدقيق داخلي، من حيث الخدمات التي نقدمها، وكيف نقوم بتحسينها، وحصر تلك المنظمات في المجتمع التي يمكننا أن نعمل معها أو تقدم لنا الدعم.

وتقول السيدة يوين إنه على الرغم وجود العديد من البرامج لسنوات عديدة، مثل برنامج الأبوة والأمومة بين الثقافات التابع لجمعية “كالجاري” للمهاجرات، والذي يوجد منذ الثمانينات، إلا أن نصف الوافدين الجدد فقط يلجئون إليها.

“عدم وجود قنوات تواصل”

ويقول حيدر حسن، الرئيس التنفيذي لمنظمة “كاليجري” لخدمات المهاجرين إن أحد أكبر الحواجز أمام الوافدين الجدد السوريين في الحصول على المساعدة عندما يحتاجون إليها هو “التواصل الفعال”.

بينما علق على ذلك سام نمورة، المؤسس المشارك لجمعية “كالجاري” لدعم المهاجرين أنه لا يوجد قنوات تواصل مع الوافدين الجدد.

وقال إن العديد من الوكالات في “كالجاري” تفتقر إلى الفهم العميق للثقافة واللغة والتواصل اللازمة للتواصل الفعال مع الوافدين الجدد من العائلات السورية.

وقال إنه يمكن للموظفين العمل على تحسين ادراكهم الثقافي وفهم اللغات واللهجات والتحديات التي ربما يواجهونها.

وقال: “الموظفون في تلك المؤسسات يريدون الوافدون الجدد أن يفكروا مثلهم، وأن يتصرفوا مثلهم، وأن يدركوا الأمور بطريقتهم، ولكن المشكلة هي أن هؤلاء الوافدين الجدد، يحتاجون من يتجاوز معهم هذه العقبات ويتعامل معهم بطريقة يفهمونها”.

عمل سام نمورة عن كثب مع عائلة أمل منذ وصولها إلى كالجاري، وقال إن والدة أمل لم تكن تعلم أنها يمكنها تقديم شكوى بشأن التنمر.

“مسئوليتنا جميعا”

كما عملت منظمة أخرى جديدة، وهي مؤسسة كالجاري بريدج للشباب، مع أمل وعائلتها.

وقالت أومشاني ريدي، الرئيس التنفيذي، إنه تم التواصل مع الأسرة عند وصولها كندا لأول مرة في عام 2016، وعادوا للحصول على الدعم في عام 2018، حيث قدمت المنظمة المشورة والتوجيه للشباب حول التنمر والتنمر الإلكتروني وعبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال العمل مع مجلس التعليم في كالجاري ومدرسة كالجاري الكاثوليكية.

وتؤكد السيدة ريدي: “من واجبنا جميعًا التأكد من أن الأسرة لديها كل الموارد اللازمة للشعور بالأمن والشمولية”.

وقالت: “لا أعتقد أنه كان يمكننا أن نفعل شيئاً بطريقة أفضل ولكن دعونا ننظر إلى الدروس المستفادة التي نكتسبها في الكثير من الأحيان”.

وفي بيان، حث مجلس التعليم في “كالجاري” الطلاب وأولياء الأمور على الاعلان عن أي مخاوف تثيرهم بشأن التنمر والتحدث مع مدرسيهم ومدير المدرسة.

العمل “في أسرع وقت ممكن”

يقول حيدر حسن، الرئيس التنفيذي لمنظمة “كاليجري” لخدمات المهاجرين إنه سيتم عقد اجتماع  “مجلس المدينة” في 2 مايو في تمام الساعة 11:30 صباحًا في مقر المنظمة، للعمل على ايجاد حلول جذرية وتنفيذها. وأضاف “نحن بحاجة إلى عمل شيء في أسرع وقت ممكن لمعالجة هذه المشكلة.”

وقال إن منظمته جمعت قائمة طويلة من المجموعات التي ستتم دعوتها للمشاركة في هذا الحدث، بما في ذلك: جمعية ألبرتا لوكالات تقديم الخدمات للمهاجرين، مركز استغاثة كالجاري، مؤسسة كالجاري، حكومة المقاطعة، ومدينة كالجاري، مركز ألبرتا للخدمات الصحية، مجلس كالجاري للتعليم وآخرين، بما في ذلك العائلات الوافدة.

وقال: “يجب أن يتعاون الشركاء من أصحاب المصالح حتى تكون هذه آخر مرة نسمع فيها مثل هذه الحوادث”.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

للإطلاع على الرابط الاصلي:

https://www.cbc.ca/news/canada/calgary/syrian-girl-suicide-calgary-groups-1.5102702

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى