الراديومستشارك القانونيهجرة

لهذه الأسباب.. لا تنزعجوا من قيود اللجوء الجديدة في أمريكا

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

فيما وصف بأنه ضربة جديدة لنظام طلب الحماية الإنسانية، أعلنت إدارة الرئيس دونالد ترامب قواعد جديدة لنظام اللجوء في أمريكا، وتعيد القواعد الجديدة تعريف من يحق له الحصول على حق اللجوء في أمريكا، بما قد يجعل من الصعب بشكل كبير الحصول على هذا الحق.

وقال تقرير صدر حديثًا عن منظمة “هيومن رايتس ووتش”، إن “إدارة الرئيس ترامب تعاقب المهاجرين بقسوة، وتنزع حقهم في طلب اللجوء إلى الولايات المتحدة”.

للتعقيب على ذلك؛ استضافت الإعلامية “ليلى الحسينى” المحامى المختص بقضايا الهجرة والتجنس، الأستاذ “محمد الشرنوبى”، ليوضح لنا أهم ما جاء من قيود جديدة على نظام اللجوء إلى أمريكا.

قرارات جديدة
* كشفت إدارة الرئيس “دونالد ترامب”، يوم الأربعاء 10 يونيو/حزيران، عن سلسلة جديدة من القيود المقترحة على نظام اللجوء في البلاد، والتي ستشكل واحدة من أهم المحاولات بعيدة المدى حتى الآن لإعادة تعريف من يحق له الحصول على ملاذ آمن على الأراضي الأمريكية.

ومن شأن المقترحات أن تمكن وزارتي العدل والأمن الداخلي من إنشاء حواجز إضافية في جميع مراحل عملية اللجوء إلى الولايات المتحدة. أستاذ محمد؛ بماذا تعقب على هذه القرارات؟

** أولًا.. أودّ أن أقول للمستمعين ألا ينزعجوا من هذه القرارات، لأن هذه القرارات تأتي في صلب حقوق وحرية الإنسان في أمريكا، وبالتالي فهي تتعارض مع المبادئ الأساسية في الدولة الأمريكية وهى حماية حقوق الإنسان، وحماية الإنسانية بوجه عام.

لذلك سيتم الطعن على هذا القرار من منظمات حقوق الإنسان، وسوف يتم إيقافه لسنة أو سنة ونصف، وسوف يتم تعديله، وحتى إذا لم يتم تعديله فلن تطبقه كل الدوائر مثل الدائرتين التاسعة والرابعة، وبالتالي فإن الإنزعاج الذي أراه في الجالية غير مفيد، ويجب علينا أن نفهم أولًا النقاط الأساسية في هذا القرار.

توضيح لمسودة القرارات
* هناك نقطة لم يفهمها كثيرون تتعلق بنشر مسودة المقترحات رسميًا، حيث سيكون متاحًا أمام الجمهور 30 يومًا للتعليق عليها. فماذا تعني هذه العبارة؟

** المقصود بالجمهور هنا، هم أساتذة القانون والمحامين والمنظمات الحقوقية، لأن أي قاعدة قانونية جديدة لا تكون قانونًا، وبالتالي يجب أن يتم طرحها للنقاش، وأن يتم الطعن عليها وتعديلها، حتى تصل إلى صورة كاملة ونهائية.

أهم نقطة تهمنا في القرارات الجديدة، أنها تحدد ما هو الرأي السياسي، وبالتالي عندما يقدم شخص ما طلب لجوء بسبب الرأي السياسي، فيجب عليه أن يوضح ما هو رأيه السياسي، حيث ستعمل السلطات على تقليل اللجوء عن طريق الرأي السياسي، بحيث تكون أقل من الوضع السابق.

النقطة الثانية تتعلق باللجوء بسبب الجرائم الخاصة، حيث سيتم تقليل أو منع اللجوء بسبب الجرائم الخاصة أو العصابات، ففي الماضي كان من الممكن أن يقدم الشخص طلبًا للجوء بسبب الثأر، أو أن تكون هناك عصابات تهدده، فكل ذلك سوف يتم منعه.

لكن هناك نقطتان مهمتان، الأولى.. هى أن القواعد الجديدة تعطي لضابط الهجرة الحق في أن يقرر ما إذا كانت هذه المذكرة مبنية على الغش والتدليس أم لا، ويحولها إلى المحكمة لكي يلفت نظر القاضي حيال هذا الأمر.

وهذه النقطة لم تكن موجودة من قبل، ومن المحتمل أن تؤدي إلى إيقاف الكثير من طلبات اللجوء المقدمة، لأن ضابط الهجرة قد يتعنت ويقول إنها مبنية على الغش.

النقطة الثانية؛ هى أن القاضي من حقه أن يوقف اللجوء في الجلسة الأولى، من دون الانتظار لجلسة نهائية للاستماع إلى شهادة الشهود والمدعي، ليحكم بأن طلب اللجوء ليس تحت القوانين أو القرارات الأمريكية، وبالتالي يتم إيقاف اللجوء، ويتم ترحيل الشخص، وهذا لم يكن يحدث في السابق.

الفصل في الطلبات
* لفت نظري ما قالته الحكومة في بيانها، بأن المهاجرين من أمريكا الوسطى ومن بلدان العالم المختلفة الذين يبحثون عن حياة أفضل، قد استغلوا هذه البرامج الإنسانية لتسهيل وصولهم إلى الولايات المتحدة، وقالت أيضًا إن تنفيذ التغييرات المقترحة سيساعد المسؤولين على استبعاد الطلبات غير الجديرة بالتركيز، مع تركيز الموارد المحدودة على الطلبات التي من المرجح أن يتم تحديدها على أنها تستحق.

فمن يحكم هنا في هذه النقطة؟، هل الضابط بمزاجيته هو من سيحدد أن هذا الطلب يستحق، وهذا لا يستحق؟

** النقطة الجيدة الوحيدة في القرار، وإن كان القرار في مجمله غير جيد، هو أن الأشخاص الذين لديهم قضية لجوء فعلية بسبب الدين أو الاضطهاد أو الرأي، هؤلاء هم من سيظلون تحت حماية القانون الحالي والمستقبلي.

ولكن القضايا التي كنا نسمع عنها والتي تستغلها بعض مكاتب الهجرة والمحامين، مثل أن هناك شخص لديه قضية ثأر أو أنه مهدد بالقتل أو خلافه، كل ذلك سيتم إقصاء طلبه من ضابط الهجرة أو من القاضي من أول جلسة.

وبالتالي فإن ذلك سيعطي فرصة كبيرة جدًا للأشخاص الذين بالفعل لديهم قضايا حقيقية، وتم اضطهادهم بالفعل، أو لديهم خوف شديد أن يعودوا إلى أرض الوطن، هؤلاء هم من سيستفيدون من هذه القرارات، وسيتم النظر في طلباتهم، لأن المجال سيصبح مفتوحًا أمامهم، والمحكمة متفرغة لطلباتهم.

القضايا العرقية والاضطهاد
* هل القضايا التي تندرج تحت قضايا الاضطهاد الديني والعرقي ستظل متاحة كي يتقدم بها طالب اللجوء؟

** نعم، بل بالعكس سيكون لديهم فرصة أفضل عن ذي قبل.

* من هم المعنيين؟، فقد ورد في سياق المقترحات أن العابرين للحدود لن يكون لهم إعفاء، حتى ولو كان ذلك بشكل شرعي، فالموضوع هنا سيؤثر على طالبي اللجوء حتى في داخل الولايات المتحدة، فهل لك أن توضح لنا هذا الموضوع؟

** من المعروف أن أي شخص كان يأتي إلى أمريكا ويقوم بتقديم طلب لجوء، كان يُسمح له بالدخول، وإما أن يتم عمل Parole (إفراج مشروط) له، أو يتم تقديمه لقاضي ليستمع لطب الترحيل الخاص به.

أما اليوم.. فقد تمّ إيقاف كل ذلك، لذا فإن أمريكا الجنوبية، وتحديدًا المكسيك، هم أكثر المتضررين من ذلك، وليس الوطن العربي، لأننا لسنا لدينا حدود مع أمريكا.

وكانت هناك فئة قليلة جدًا من اليمن والعراق يأتون عن طريق المكسيك، ويدخلون عن طريق الحدود الجنوبية، وبالتالي فإن أكثر فئة متضررة من هذه القرارات هم من كانوا يدخلون عن طريق الحدود أو يتم توقيفهم، ومن المحتمل ألا يتم عرضهم على قاضي الترحيلات.

أيضًا في القاعدة الجديدة، عليهم أولًا أن يقدموا طلب لجوء في المكسيك، أو عمومًا في الدول التي عبروا منها، وأن يتم رفض طلبهم فيها، قبل أن يقدموا طلب لجوء في الولايات المتحدة.

لاجئو مفوضية اللاجئين
* بالنسبة للأشخاص القادمين عن طريق مفوضية اللاجئين وقدموا طلبات لجوء عن طريق المفوضية، وينتظرون قبول طلباتهم كي يسافروا إلى الولايات المتحدة، هل سيعاد النظر في ملفاتهم أيضًا؟

** نعم، وأنا عندما أقول “نعم” فأنا أفترض، وليس على أساس قوي جدًا، لأن القاعدة القانونية لم تخرج بعد، ولكن من الواضح أنهم قللوا طلبات اللجوء نتيجة الاضطهاد، كالاضطهاد في العراق أو سوريا، والمبادئ التي تخص ذلك لم تخرج بالكامل بعد، وبالتالي لا يمكننا أن نشرحها الآن بوضوح.

فعلى سبيل المثال، في القرارات الجديدة هناك توجه لتحجيم الطلبات التي يرغب أصحابها في الفرار من الجماعات المسلحة والعصابات، بحيث يصبح الأمر مقتصرًا على الفرار من اضطهاد الحكومات فقط.

وهذه النقطة مهمة جدًا لأن 90% من طلبات اللجوء من أمريكا الجنوبية مبنية على الفرار من العصابات المسلحة هناك، ولكن الوضع يختلف كثيرًا في الشرق الأوسط، لأن الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط مبنية على مبادئ دينية، وليست إجرامية، وبالتالي سيكون في هذه النقطة مزيد من الإيضاحات التي سنعرفها في المستقبل.

قرارات غير نهائية
* في بداية كلامك، ذكرت لنا أن هذه القرارات قد تتعرض لطعون كثيرة، أي أن هذا الموضوع ليس نهائيًا، فهل تعتقد أن هذا الموضوع قد يأخذ وقتًا طويلًا حتى يتم إقراره؟

** دعينا نشرح الأمر بشكل مبسط جدًا، اليوم من يأتي إلى أمريكا بفيزا سياحية من الوطن العربي؟، هم فئة محدودة جدًا، والنقطة التي تهمنا هى هل سيتم تطبيق هذا القانون بأثر رجعي على الأشخاص الذي قدموا طلباتهم بالفعل، أم سيتم تطبيقه على من سيقدمون طلباتهم في المستقبل؟.

فلو تم تطبيقه على الطلبات المستقبلية فقط.. فأنا لا أرى أنها ستضر الشرق الأوسط، لأن عدد من يأتون من اليمن أو ليبيا على سبيل المثال قليل جدًا، وبالأساس هناك منع لبعض هذه الدول.

ولكن إذا تمّ تطبيق القرارات الجديدة بأثر رجعي، فسيكون فيه إجحاف وظلم شديد جدًا، وضد حقوق الإنسان، وأنا لا أعتقد أن الإدارة ستكون بهذا القدر من عدم الذكاء، بأن يطبقوا القرار بأثر رجعي.

ومن هنا يجب علينا أن نكون على درجة عالية جدًا من الحذر أثناء تقديم طلبات اللجوء، ويجب ان نلجأ لمحامي، وهذه نصيحتي الأولى والأخيرة، يجب الاستعانة بمحامي، ويجب أن يكون على دراية تامة بالقرارات الجديدة، وأن يوضح لك أولًا هل يجوز لك اللجوء أم لا، وأن يكون قادرًا على إتمام المعاملة حتى يُقبل اللجوء أمام إدارة الهجرة.

عوامل جديدة
* تصديقًا لكلامك، فقد قال مدير العلاقات الحكومية في جمعية محامي الهجرة الأمريكيين “بريك تشين” إن المهاجر الذي ليس لديه محامي يمثله ولا يتحدث اللغة الإنجليزية ولا يعرف قانون الهجرة سيتضرر بشكل خاص.

هناك العديد من العوامل الجديدة التي قد تؤثر في قبول طلب اللجوء، مثل التعثر في دفع الضرائب، كما سيتم احتساب السجلات الجنائية لطالب اللجوء، حتى وإن جرى حذف الإدانات أو تعديلها. فهل هذه الأمور جديدة؟

** أودّ أن أكرر مجددًا أن المقصودين فعليًا بالقرارات هم الأشخاص القادمين إلى الولايات المتحدة من أمريكا الجنوبية، حيث يعيشون 5 أو 6 سنوات على أراضيها، وإذا تمّ القبض عليهم يبدأون في تقديم طلبات لجوء، فهؤلاء هم المقصودون. لذلك يتم مواجهتهم بعدم دفعهم للضرائب أو سجل الإدانات أو عدم تقديهم لطلب اللجوء منذ السنة الأولى لهم.

لذلك فهذه العوامل ليست جديدة، وإنما هى لضبط الأمور فيما يخص اللجوء، بحيث يضيق المجال وتسد الفجوة التي كانت مفتوحة، ويدخل منها أشخاص كثيرون ويحتمون بقوانين اللجوء في أمريكا.

قبل الوصول لأمريكا
* يتم حظر نيل أي شخص حق اللجوء إذا عبر بلدًا آخر خلال رحلته إلى الولايات المتحدة، فمثلًا إذا أمضى أكثر من أسبوعين في بلدٍ ما، أو سافر عبر أكثر من بلد، فإن ذلك قد يشكل عقبة أمام حصوله على حق اللجوء في الولايات المتحدة، فكيف توجه المستمعين في هذا الصدد؟

** في مسودة القرار قالوا كلمة ترانزيت ” transit”، ولكن أنا لا أتوقع أن شخصًا قادم من القاهرة إلى أمريكا، ونزل ترانزيت في فرنسا، سيتم تطبيق هذا القرار عليه، لذا أظن وأكرر أنهم يقصدون الأشخاص القادمين من الجنوب، الذين مكثوا في المكسيك أو نيكاراجوا، أسبوعين أو أكثر، ولم يقدموا طلب لجوء أو حماية في هذه الدول.

ولكن مثلًا، لو أن الشخص نزل ترانزيت في تركيا، وأمضى هناك أسبوعين أو حتى شهرين مثلًا قبل أن يصل إلى الولايات المتحدة، ففي هذه الحالة سيتم سؤاله: هل سبق وأن قدمت طلب لجوء في تركيا؟، هل حاولت طلب الحماية هناك؟، هل قاموا بطردك؟، لماذا لم تقدم هناك رغم أنك كنت تقيم هناك؟

خطوة غامضة
* علّق “ستيفن ييل-لوهر”، أستاذ قانون الهجرة في كلية القانون في جامعة كورنيل، على هذا المقترح والتضييق على من يودّ تقديم طلب اللجوء، بالقول “إن سجينًا تُسلط عليه الأضواء خلال 24 ساعة في اليوم، مع موسيقى صاخبة، ونقص في الماء، ومساحة غير كافية لكي يستلقي، لن يستوفي الحد الأدنى لطلب اللجوء، وذلك لن يكون متاحًا بعد اليوم في زحمة القرارات الجديدة”.

فهذه الخطوة لا تزال غامضة، خاصةً بالنسبة لسكان أمريكا الوسطى، الذين جعلوا من الولايات المتحدة ملاذًا آمنًا لهم، كما أنها الوجهة الأولى لطالبي اللجوء في العالم، فهل تظن أن أصحاب الراي السياسي هم أول المستهدفين في هذا القانون؟

** لا، بالعكس، فاليوم لو كنت أعيش في دولة عربية، ولمجرد كوني ضد نظام الحكم، فهذا يعتبر رأي سياسي، لكنه غير كافي لقبول طلبي، بل يجب أن أكون سياسيًا نشطًا، وأعلن عن رأيي، وأقوم بأخذ إجراءات حاسمة للتعبير عن رأيي. وكما قلت فإنهم فقط يحاولون من خلال هذا التحجيم أن يوضحوا ما هو الرأي السياسي، لأن التعريف الموجود واسع جدًا.

أيضًا تأتي هذه القرارات لتقليل تنقل الأفراد من بلدانهم إلى أمريكا، لأن هناك البعض في الدول العربية يأتون متحججين بهروبهم من الثأر على سبيل المثال، فهل لو تمّ انتقالهم إلى مدينة أو محافظة أخرى داخل وطنهم، أن يحميهم ذلك من هذا الثأر؟!.. فكل هذه الأمور تأتي القرارات الجديدة لضبطها.

رأيان متضادان
* لديّ رأيين هنا، وسأحتكم إلى رأيك في هذا الموضوع، فهناك قاضي هجرة متقاعد، وهو “انردو آرثر”، قال للوكالة إن القواعد الجديدة تشكل خطوة في طريق إصلاح النظام الذي وصفه بأنه عار وطني، بينما يرى مراقبون ومحامون ومؤسسات حقوقية أن قيود اللجوء الجديدة في أمريكا قد تُعرّض الأشخاص المستضعفين للخطر، وأن هذا الموضوع يشكل ضربة قاصمة للحماية الإنسانية في أمريكا. فأين تقف أنت من هذا الموضوع؟

** أنا أقف في المنتصف بالضبط، فالقرار ليس بالسوء الذي نتخيله، ولكن في نفس الوقت سوف يظلم أشخاصًا كثيرين، فالعديد من الأشخاص ممن كان بإمكانهم الحصول على اللجوء لن يكون بمقدروهم الحصول عليه، ولكن القرار ليس بالصورة البشعة التي يعتقدها بعض الناس.

ويمكننا القول إن 70% من هذا القرار هى قواعد متعارف عليها حاليًا، فنحن قد أساءنا استخدام قوانين اللجوء إلى أمريكا، فقد نرى أشخاصًا أقاموا لسنوات طويلة في دبي أو الكويت أو قطر، وبعد تكوينهم لثروة كبيرة، يأتون لتقديم طلب لجوء!، كوسيلة للحصول لاحقًا على الجنسية، بدلًا من الطرق الأخرى كالوظيفة أو الاستثمار.

لذلك مكاتب الهجرة وبعض المحامين الذين لا يقومون بشئ سوى بطلبات اللجوء فقط، هم الأكثر انزعاجًا من القرارات الجديدة، فاللجوء يعتبر باب واحد من طرق الإقامة والمعيشة الآمنة في أمريكا، لذلك أقول دائمًا اجعلوا اللجوء هو آخر طريق يتم اللجوء إليه، وليس أول طريق.

تلخيص سريع
* أودّ أن تلخص لمستمعينا، بتركيز إذا سمحت، أهم النقاط في هذه القرارات الجديدة، فمثلًا سيكون هناك ـ لو تمّ تطبيق القانون ـ إعادة نظر في جميع الملفات للهجرة، سواء طالب اللجوء من داخل الولايات المتحدة، أو من خارجها، مع إعادة النظر في سبب اللجوء. فهل كلامي صحيح، أستاذ محمد؟

** نعم، صحيح ودقيق جدًا، وأكرر التأكيد مرة أخرى على أنه سيتم إجراء تعديل بسيط جدًا لقوانين اللجوء سواء من داخل أو من خارج أمريكا.

قيود جديدة
* يرى البعض أن الأمر التنفيذي الذي وقّعه الرئيس ترامب والذي يحظر الهجرة بحجة كورونا، يقف خلفه متشددون في الإدارة الأمريكية، لو أردنا أن نناقش نقطة معينة أوردتها صحيفة “وول ستريت جورنال” حيث قالت إن إدارة ترامب قد تفرض، من خلال الحزمة القادمة، قيودًا على برنامج توظيف الطلبة الأجانب بعد التخرج داخل الولايات المتحدة، وذلك خلال فترة إقامتهم بتأشيرة الطلبة، وأن هذه القيود تأتي لمساعدة الخريجين الأمريكيين الذين يشقون طريقهم في سوق العمل في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة بعد جائحة كورونا، فكيف ترد على ذلك؟

** طبعًا الإدارة الحالية تستخدم فيروس كورونا كسلاح للوصول إلى أهداف سياسية وانتخابية لها، وكذلك تنفيذ مخططها للهجرة، و90% ممن يرشحون ترامب وسينتخبونه، هم بالأساس ضد الهجرة وضد دخول الأجانب إلى أمريكا، لذلك فإن كورونا تمّ استخدامها لاتخاذ عدة قرارات تخدم الحملة الانتخابية للرئيس ترامب.

وهذه النقطة هى التي تحدثنا فيها مرارًا، وقلنا إننا سنتحدث عنها تفصيلًا في حلقة مقبلة عن الانتخابات، ودور الجالية في ذلك، فبدلًا من القلق والفزع.. علينا أن ننزل للتصويت ونظهر قوة الجالية وتأثيرها في الانتخابات.

وقف الإقامة الدائمة
* الرئيس ترامب أوقف في شهر أبريل الماضي، منح بطاقة الإقامة الدائمة Green Card، وذلك لمواجهة ارتفاع معدلات البطالة في خطوة لحماية الوظائف في البلاد، بحجة وباء كورونا، فيما قالت شركات كبيرة في الولايات المتحدة إن هذا الأمر سيضر ضررًا شديدًا بعجلة الاقتصاد وتنشيطه. فهل هذا ينهي حق الطلاب بعد التخرج، ويحرمهم من الحصول على فرصة عمل، ويحرمهم من الحصول على الـGreen Card ؟

** نحن اليوم نتحدث عن جزئين، فهناك الـ nonimmigrant visa، وهى H1B & H2B ، وهناك الـ immigrant visa، وهذه هى EB-1 & EB-2 & EB-3، ولكن هذه الفيزات لم يذكرها أحد أو يلمح لها، بمعنى إذا كنت طالب ومعك درجة الماجستير أو الدكتوراه، فلا يزال لك الحق أن تقدم للحصول على الـGreen Card، ولكن الـ H1B هناك كلام كثير حولها، بأن يتم وقفها سنة أو سنتين، ولكن كل ذلك مازال مجرد كلام، وربما إشاعات.

فعلى سبيل المثال؛ الإدارة قالت إنها سوف تصدر قرارات جديدة بعد 30 يومًا، وقد مضت الـ30 يومًا، ولم تصدر شيئًا، والآن نحن على مشارف الـ60 يومًا، فهل سيتم مدّ قرار وقف الـGreen Card؟

فهل المظاهرات والاحتجاجات هى السبب وراء عدم صدور قرارات جديدة؟، هل لم تصدر القرارات الجديدة من باب تهدئة الأجواء خلال الأيام المقبلة؟.. سنعرف ذلك خلال الفترة القادمة.

ـ نلفت عناية مستمعينا إلى أن هذه الفقرة برعاية مكاتب المحامي الأستاذ “محمد الشرنوبي”، المختص بقضايا الهجرة والتجنس، وللاستعلام حول هذا الموضوع بإمكانكم دائما الاتصال على الرقم: 3135819666

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى