هجرة

قرار ترامب بعدم فصل أطفال المهاجرين يثير موجة من الغضب والأسئلة

الأمم المتحدة تدين قرار ترامب و تصفه أنه "قد يصل إلى درجة التعذيب"

ترجمة : مروة مقبول – تحرير : مجدي فكري

قرار غير كاف ٍ

وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً أمراً تنفيذياً يهدف إلى وقف انفصال أطفال المهاجرين عن أسرهم ، لكن جماعات حقوق الإنسان تقول إن هذا الإجراء لا يكفي.

الأمم المتحدة تدين قرار ترامب

ومن جانبها أدانت الأمم المتحدة و بقوة سياسة دونالد ترامب التي تهدف إلى فصل الأطفال المهاجرين عن والديهم على الحدود ، ووصفت هذا الإجراء بأنه يصل إلى ” درجة التعذيب”.

وجاء في بيان أصدره مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ” الأمر التنفيذي الأخير للرئيس ترامب ، و الذي يوقف عمليات الفصل المثيرة للجدل ظاهريا ، فشل في حل المشكلة و “قد يؤدي إلى احتجاز عائلات بأكملها في انتهاك واضح للمعايير الدولية لحقوق الإنسان”.

مجلس حقوق الإنسان يطالب  بالإفراج عن الأطفال المحتجزين

أضاف الخبراء في مجلس حقوق الإنسان أن “هذا الأمر التنفيذي لا يعالج وضع هؤلاء الأطفال الذين تم فصلهم بالفعل من آبائهم. فنحن ندعو حكومة الولايات المتحدة إلى إطلاق سراح هؤلاء الأطفال من مراكز الهجرة وإعادة لم شملهم مع أسرهم بما يتوافق مع مصلحة الطفل و تطبيقا لحقوقه في الحرية ووحدة الأسرة”

وقال الخبراء: “إن احتجاز هؤلاء الأطفال هو بمثابة عقاب لهم ، كما أنه يؤثر سلبا على عملية نموهم ، وفي بعض الحالات قد يصل إلى حد التعذيب … في هذا الأمر ، يتم استخدام الأطفال كرادع للهجرة غير النظامية ، وهو أمر غير مقبول”.

وتابع الخبراء في البيان “تم إجراء الفصل دون أي إشعار أو معلومات أو فرصة للإعتراض”. و أوضح ” لم يتمكن الآباء والأطفال من التواصل مع بعضهم البعض.

أزمات نفسية للأطفال

وقال ترامب يوم الخميس الماضي إنه أمر السلطات بالبدء في عملية إعادة لم شمل الأطفال مع آبائهم

ورغم أن أمر ترامب التنفيذي عمل على إنهاء هذا الانفصال الأسري ، لكنه لم يوضح أنه سيتم منع إيقاف الراغبين في اللجوء و مقاضاتهم.

وتأتي الأزمة بسبب أنه لم يكن لدى الوالدين أي معلومات حول مكان وجود أطفالهم. نحن نشعر بقلق كبير من تأثير تلك الصدمة و الأذى النفسي الذي ربما يعاني منه هؤلاء الأطفال على المدى الطويل خاصة الاطفال الذين تم فصلهم قسريا عن آبائهم و هم لازالوا يحتاجون أمهاتهم للرضاعة أو من ذوي الإعاقات”.

سياسة عدم التسامح

وقد أعلن المدعي العام جيف سيسيز سياسة “عدم التسامح”  في وقت سابق من هذا العام ، وشهدت الأسابيع الستة الأولى الآلاف من عمليات الانفصال التي لازالت مطروحة حتى الآن.

و من خلال تطبيق سياسة “عدم التسامح” يتم إلقاء القبض على جميع البالغين الذين يعبرون الحدود بطريقة غير شرعية و تقديمهم إلى المحاكمة ، حتى أولئك الذين يقدمون إدعاءات منطقية لطلب اللجوء.

وشكك عدد من جماعات حقوق الإنسان في الأمر الذي أصدره ترامب يوم الأربعاء الماضي بسبب عدم تقديمه تفاصيل عن  كيفية التعامل مع أكثر من 2300 طفل قامت الحكومة الأمريكية باحتجازهم منذ أن قامت ادارة ترامب بتطبيق سياسة “عدم التسامح” في منتصف شهر أبريل/ نيسان الماضي .

وقد قامت الحكومة بحجز أطفال هؤلاء الذين تم تقديمهم إلى المحاكمة في رعايتها إلى حين أن يتم الحكم في قضاياهم .

وطلبت وزارة العدل من محكمة فيدرالية أن تسمح بإعفاء الأطفال بحيث ألا تطول فترة احتجازهم عن 20 يومًا  من أجل المساعدة في جمع شمل العائلات. ومع ذلك ، لا زالت تفاصيل إعادة لم شمل تلك الأسرغير واضحة.

تم نشر العديد من الصور المروعة للمرافق التي كان يُحتجز فيها هؤلاء الأطفال. ففي أحد المرافق في ولاية تكساس

أوضاع غير إنسانية

وتم تصوير الأطفال في أقفاص معدنية داخل منشأة يتم التحكم بدرجة حرارتها. وضغط السياسيون ووسائل الإعلام من أجل الوصول إلى تلك المنشآت لمراقبة الأوضاع هناك .

وفي بعض الحالات تم رفض دخولهم. و توضح بعض الصور أن الأطفال تنام على الأرض الأسمنتية و يغطيهم بطانيات رقيقة للتدفئة.

أميركا والأزمة مع مجلس حقوق الإنسان

وتأتي إدانة الأمم المتحدة بعد أيام فقط من سحب الولايات المتحدة عضويتها من مجلس حقوق الإنسان ، بعد إدعائها أنه ضد إسرائيل.

وقالت نيكي هيلي ، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ، يوم الثلاثاء الماضي في خطاب لها في وزارة الخارجية في واشنطن: “لقد ظل مجلس حقوق الإنسان يحمي لفترة طويلة ” منتهكي حقوق الإنسان” و أنه أصبح مكانا للتحيز السياسي” .

و أضافت أن الولايات المتحدة قد انسحبت من المجلس لتؤكد التزامها بحقوق الإنسان ، وقالت إنه “لا يمكن أن نظل  جزءًا من منظمة منافقة تخدم مصالحها الخاصة  وتسخر من حقوق الإنسان”.

من أين يأتي المهاجرون غير الشرعيين ؟

الغالبية العظمى من المهاجرين الوافدين إلى الولايات المتحدة والذين يواجهون هذا الانفصال القسري لأطفالهم قادمون من دول تعاني من عدم استقرار اجتماعي او اقتصادي مثل غواتيمالا والسلفادور وهندوراس. ففي تلك البلدان ، أجبرت معدلات الجريمة المرتفعة والظروف الاقتصادية الصعبة العائلات على الرحيل شمالاً إلى الولايات المتحدة و البلدان الأخرى.

لقراءة المقال الأصلي:

https://www.independent.co.uk/news/world/americas/us-politics/un-trump-children-family-torture-separation-border-mexico-border-ice-detention-a8411676.html#Echobox=1529673541

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى