هجرة

جدارية ” شهداءالبحر ” تخلد مأساة ضحايا الهجرة غير الشرعية

شباب ابتلعتهم مياه المتوسط فتحول حلمهم الى كابوس

راديو صوت العرب من أميركا

تونس-هاجر العيادي

تمثّل ظاهرة الهجرة غير الشرعية اليوم، من أخطر الظواهر التي ضربت العديد من المجتمعات العربية والأفريقية وجعلتها تعيش المأساة نلو الأخرى، لما لهذه الظاهرة من سلبيات بل آفات تدك جدران الشريحة الأساسية في أيّ مجتمع، ألا وهي شريحة الشباب، عماد كل دولة والضامن لاستمرارها.

شمال أفريقيا 

وتعدّ دول شمال أفريقيا من أكثر البلدان التي أصبحت طاردة لشبابها، لما تعانيه من أزمات سياسية واقتصادية ، وفقر وتهميش للمجتمع، في ظل تنامي وتزايد معدلات البطالة وانتشار الفقر.

وفي ظل هذا السياق، كانت تونس مطلع الشهر الماضي على موعد حزين مع  حادث أليم عندما لقي 84 مهاجرا غير شرعي (بينهم أفارقة) مصرعهم في البحر، إثر انقلاب القارب الذي كان يقلهم في اتجاه جزيرة “لمبيدوزا” الإيطالية .

جدارية لضحايا الهجرة

الفنان التشكيلي محمد الكريمي، أسوة بجميع من هالتهم أنباء الفاجعة، وجد نفسه في قلب المشهد، وككل فنان فإن ريشتة هي سلاحه ، يذود بها كل طغيان حيث حملته ريشته وفنه ليرسم جدراية تخليدا ً لشهداء البحر.

جدارية القصص الحزينة

تضم الجدارية صور 12 شابا قضوا نحبهم أثناء محاولتهم العبور بشكل غير قانوني إلى إيطاليا بحثا عن حلم لم يكتمل.. شباب التهمهم البحر لتضاف قصصهم الحزينة إلى مجلد ضخم يوثق الآلاف من الحكايات المشابهة.. حكايات غير مكتملة بدأت بحلم وانتهت بكابوس حزين.

وتجسد الجدارية حالات نفسية مختلفة للشباب، فالبعض كان مبتسما، والآخر منتبها، وثالث شارد الذهن، وغيرها من الحالات التي تمثل مختلف الأحاسيس.

وجوه “الزواولة”

وركز الفنان في جداريته التي رسمها بصحبة فنان تشكيلي آخر هو الفنان مراد القفصي على وجوه من أطلق عليهم اسم “الزواولة” (الفقراء باللهجة المحلية التونسية). هذه الوجوه جاءت بتعبيرات مختلفة تجسد واقع الحياة بكل ما فيها من فرح وحزن، فيما غابت أجسادهم في إشارة رمزية إلى أن غياب أصحابها عن الدنيا لن يقتلع صورهم من قلوب أسرهم وأصدقائهم.

ظلال وألوان حزينة

وتعمد الفنان في رسمه اختيار تقنية الظلال والضوء ، واقتصر فيها على اللونين الأسود والرمادي على خلفية الحائط الأبيض ، في توليفة ثنائية منحت الرسوم أكثر من بعد .

فهذه الألوان التي تمثل جوا من الحزن وأيضا ترسم شبح الموت الذي قصف أعمار شباب في مقتبل العمر، والذين كان همهم فقط الهروب من الجحيم والوصول إلى أوروبا أو “الجنة الموعودة” كما يطلق عليها، إلا أن قرار الهجرة غير الشرعية يبقى بعيدا عن الصواب نظرا إلى خطورته، خصوصا في ظل الكوارث والمآسي التي تحدث والتي ذاقت ويلاتها كثير من الأسر العربية.

الهجرة ….محنة مشتركة

يذكر أن مسالة الهجرة الغيرة شرعية ظاهرة ملفتة للانتباه وهي تؤرق المجتمعات العربية والأفريقية، وأيضا المجتمعات الأوروبية، بما تسببه من مشاكل، ومعاناة، والحقيقة أن المنظمة الدولية للهجرة قد صرحت يوم الجمعة الموافق لـ27 يوليو إن مالايقل عن 1500مهاجرا ًغرقوا في البحرالمتوسط العام الحالي،لافتة إلى أن أخطر طرق الهجرة هوالذي يصل بين ليبيا وإيطاليا، وهذا الرقم المفزع، هو المعلن عنه وما أدرانا فربما ما خفي كان أعظم.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى