هجرة

جامعة مزيفة للإيقاع بالمهاجرين غير الشرعيين في أمريكا

ترجمة: مروة  مقبول

استخدم العملاء الفيدراليون جامعة مزيفة في “فارمنجتون هيلز” لجذب الطلاب الأجانب الذين كانوا يحاولون البقاء في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.

وتبين أن الجامعة المزعومة، التي تم الإعلان عن أن مقرها في ولاية ميشيجان الأمريكية، لم يكن لديها موظفون أو هيئة تدريس أو حتى مناهج وفصول دراسية، حيث كان يديرها عملاء سريون تابعين لوزارة الأمن الوطني الأمريكية، بهدف كشف عمليات الاحتيال ودفع أموال للهجرة إلى الولايات المتحدة، والإقامة فيها بطريقة غير شرعية.

وقد تم توجيه اتهامات إلى 8 من مستشاري قبول الطلاب في الجامعات بسبب تآمرهم في مساعدة ما لا يقل عن 600 مواطن أجنبي على البقاء في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.

طريقة إيقاع مبتكرة

ويعود التحقيق في تلك القضية إلى عام 2015، ولكن تم تكثيفه بعد تولي دونالد ترامب الرئاسة، كجزء من حملة واسعة شنتها إدارته على الهجرة غير الشرعية.

وقال مصدر داخل إدارة الهجرة والجمارك وإنفاذ القانون لصحيفة “ديترويت نيوز” إن عملاء فيدراليون قاموا يوم الأربعاء الماضي بالقبض على العشرات من طلاب جامعة فارمنجتون، في حملة واسعة النطاق على مستوى البلاد، بتهمة انتهاك قوانين الهجرة، وربما يواجهون أمر الترحيل.

وقال بيتر هيننج، أستاذ القانون في جامعة “واين ستيت” والمدعي الفيدرالي السابق، إن عملية القبض على المتورطين جديدة ومبتكرة، ولا يمكن الادعاء بأنها “توريط في جريمة”. ودافع عما فعله الوكلاء الفيدراليون بأن “الحكومة يحق لها أن تضع الطعم، والمدعى عليه هو الذي يختار أن يسقط فيه”.

المتورطون

وأكدت النيابة أن معظم المتورطين تعود أصولهم إلى الهند، وأن الأشخاص الذين التحقوا بهذه الجامعة كانوا على علم بأنها غير قانونية.

وفي قضية منفصلة، يواجه 8 أشخاص اتهامات بالقيام قيامهم بتسهيل عمليات إقامة غير شرعية واتهامات بالتآمر من خلال الاحتيال للحصول على تأشيرات دخول و”إيواء أجانب من أجل تحقيق ربح مادي”. وتضم القائمة الأسماء التالية من 8 ولايات مختلفة:

  • بهاراث كاكيريدي (29 عامًا) من ولاية فلوريدا.
  • اسوانث نون (26 عامًا) من أتلانتا.
  • سوريش ريدي كاندالا (31 عامًا)، من فيرجينيا.
  • فانيديب كارناتى (35 عامًا) من ولاية كنتاكي.
  • بريم كومار رامبيسا  (26 عامًا) من كارولاينا الشمالية.
  • سانتوش ريدي سما (28 عامًا) من ولاية كاليفورنيا.
  • أفيناش ثاككالابالي (28 عامًا) من بنسلفانيا.
  • نافين براتيباتي (29 عامًا) من دالاس.

يقول ستيف فرانسيس، الوكيل الخاص المسئول عن مكتب تحقيق الأمن الوطني في ديترويت، ​​التابع لإدارة الهجرة والجمارك في الولايات المتحدة، إن: “هؤلاء المشتبه بهم ساعدوا مئات المهاجرين على البقاء في الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية، من خلال مساعدتهم في  الحصول على تأشيرات دراسة، بهدف الاستمرار في الإقامة بالبلاد”. وقد تم القبض على جميع المتهمين الثمانية.

عملية سرية

تم تأسيس هذه الجامعة المزيفة عام 2015، حيث كانت جزءًا من عملية سرية أطلق عليها اسم “بيبر تشايس”، وصممت لتحديد المتورطين في عمليات التزوير، وبدأ وكلاء الأمن الوطني الظهور على أنهم مسئولين في الجامعة في فبراير/شباط 2017.

وفي إطار هذه العملية، تم تأسيسي موقع إلكتروني متخصص لجامعة “فارمنغتون”، نشرت من خلاله صورًا لطلاب في غرف الدراسة، كما كان لديها شعارها الخاص باللونين الأحمر والأزرق، وهو شعار لاتيني يعني “المعرفة والعمل”. واتخذت الجامعة موقعًا في مبنى تجاري على الطريق السريع الشمالي الغربي.

ووفقا لقائمة الاتهامات، فقد استخدم مهاجرون الجامعة ضمن خطة “الدفع مقابل الإقامة “التي تسمح لهؤلاء الأفراد بالبقاء في الولايات المتحدة إذا أكدت الجامعة أنهم مسجلين كطلاب بدوام كامل في البرنامج التعليمي المعتمد، وأنهم يحققون تقدمًا دراسيًا لاستكمال البرنامج.

طريقة احتيالية

وقد ساعدهم المتورطون في الحصول على وثائق الهجرة من الجامعة بطريقة احتيالية وساعدت على إنشاء سجلات طلابية زائفة، بما في ذلك الشهادات، وفقاً للحكومة.

وقال المدعي الأمريكي ماثيو شنايدر في بيان: “إننا جميعًا ندرك أن الطلاب الأجانب يمكن أن يكونوا مصدرًا قيّمًا لبلدنا، ولكن كما توضح هذه الحالة، يمكن أيضًا استغلال برنامج تأشيرات الطلاب الدولية وإساءة استخدامه”.

ووفقًا للائحة الاتهام، لم يكن المسئولون عن قبول الطلبة يعلمون أن الجامعة مزورة ويديرها عملاء فيدراليون، ولكن الطلاب كانوا يعلمون أن برنامج الجامعة غير قانوني.

وقال راهول ريدي، محامي الهجرة في هيوستن بولاية تكساس، في فيديو مصور له نشر على موقع “يوتيوب”، إن العملاء الفيدراليين اعتقلوا طلاب جامعة فارمينغتون في جميع أنحاء البلاد، في هيوستن- شارلوت، نورث كارولينا- أتلانتا، جورجيا- تامبا، فلوريدا، سانت لويس وميسوري.

طلاب زائفون

في فبراير عام 2017، اتصل المدعي عليه السادس، سانتوش ريدي سما، بالجامعة، واستفسر عن إمكانية التسجيل كطالب “دون حضور فصول دراسية”، من أجل التحايل، للاحتفاظ بحالة الهجرة لديه”. وأثناء المكالمة الهاتفية مع عميل سري، طلب المدعي عليه أيضًا تخفيض الرسوم لجلبه طلابًا آخرين إلى الجامعة.

في غضون أسابيع، اتصل كلاً من المدعي عليه الثالث والأول والسابع بالعملاء السريين، وتقدموا بطلبات مماثلة، وفقًا للحكومة.

وفي أواخر عام 2017، بدأ المدعي عليهم في الحصول على أموال مقابل قبول الطلاب الزائفين في الجامعة، حيث التقوا مع عميل سري في الجامعة في يناير/كانون الثاني، ويونيو/ حزيران عام 2018، للحصول على مبلغ 20 ألف دولار، مقابل التقديم لطلاب آخرين، وفقًا للنيابة. ووصلت قيمة المبالغ التي تقاضاها المدعى عليهم 250 ألف دولار.

خداع الطلبة

وتعتبر الجامعة المزيفة فصلاً جديدًا في تاريخ طويل للعملاء الفيدراليين الذين ينشئون كيانات مزيفة للحد من الجريمة.

ولا تعتبر قضية “فارمنجتون” هي القضية الأولى التي يستخدم فيها عملاء فيدراليون جامعة مزيفة. ففي عام 2016، استخدم وكلاء الأمن الوطني جامعة زائفة في ولاية نيو جيرسي لمقاضاة 21 شخصًا، بتهمة تزوير تأشيرات للطلاب وتأشيرات عمل.

ونشر العملاء الفيدراليون عدة تكتيكات لجعل جامعة “فارمنجتون” تبدو حقيقية. فالصورة الرئيسية للطلبة على موقع الجامعة تتطابق تقريبًا مع صورة متاحة تجاريًا على موقع Shutter stock للصور الفوتوغرافية .

كما كان للجامعة صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تنشر أجندة بأهم الفعاليات التي تنظمها الجامعة.

وأعلن الموقع أيضًا أن رسوم تسجيل الطلاب هي 8500 دولار في السنة للدراسات الأولية، و11 ألف دولار في السنة للدراسات العليا. وكان موقع الحرم الجامعي في مبنى في مجمع للشركات في إحدى ضواحي ديترويت.

لكن بعد أن كشفت صحيفة ديترويت نيوز عن لائحة الاتهامات، بدأت صفحة الفيسبوك الخاصة بالجامعة بنشر “ميمات” تقول “إنه فخ”.

غضب هندي

من جانبه أرسلت دولة الهند احتجاجًا دبلوماسيًا إلى الولايات المتحدة، في أعقاب القبض على 129 طالبًا هنديًا لتسجيلهم في جامعة أمريكية مزيفة. ويدافع المسئولون الهنود عن الطلبة بحجة أنهم ربما تعرضوا للاحتيال.

وأرسلت وزارة الشؤون الخارجية الهندية مذكرة احتجاج إلى السفارة الأمريكية في دلهي، عبرت فيها عن قلقها بشأن عمليات الاعتقال التي مارستها الحكومة الأمريكية ضد طلابها، وطالبت بالسماح لها بتقديم خدمات قنصلية استشارية للمحتجزين.

وقالت الوزارة في بيانها: “نكرر التعبير عن مخاوفنا بشأن كرامة الطلبة المحتجزين وصحتهم، وحاجتهم إلى تلقي خدمات استشارية من المسئولين في القنصلية الهندية”.

وتقول النيابة العامة إن لائحة الاتهام الموجهة إلى الطلاب الهنود تشير إلى أنهم كانوا على علم بأن برنامج الجامعة لم يكن قانونيًا.

وحثت السلطات الهندية الجانب الأمريكي على إطلاعها على كافة التفاصيل الخاصة بالقضية وجميع التطورات التي قد تطرأ عليها. كما طالبت بإطلاق سراح هؤلاء الطلاب، وعدم اللجوء إلى ترحيلهم عن البلاد دون إرادتهم.

وخصصت الحكومة الهندية خطًا ساخنًا في السفارة الهندية بواشنطن لتلقي مكالمات أقارب الطلاب المحتجزين القلقين على مصيرهم، وفقا لصحيفة “تايمز أوف إنديا” الهندية.

وقالت السفارة الأمريكية في دلهي إنها تسلمت مذكرة الاحتجاج، لكنها لم تذكر المزيد من التفاصيل في هذا الشأن.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

للاطلاع على الروابط  الأصلية:

https://www.detroitnews.com/story/news/local/oakland-county/2019/01/30/federal-agents-used-fake-michigan-university-to-find-undocumented-immigrants/2722791002/

وأيضا:

https://www.detroitnews.com/story/news/local/michigan/2019/02/03/fake-university-farmington-michigan-india-students/38999173/

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى