هجرة

حكاية اللاجئة السورية زينب وحفيدتها بالمغرب

فاس (المغرب) – تناقلت وكالات الأنباء قصة إنسانية للحاجة زينب السورية التي تجلس أمام مدخل مسجد الإمام مالك الكائن وسط مدينة فاس شرق المغرب ومعها حفيدتها تناشدان المصلين بإعطائها بعض المال لتشتري فيه لقمة عيش يومها لها ولحفيدتها رؤيا البالغة من العمر 8 سنوات.

هاجرت الحاجة زينب من سوريا في العام 2013 عندما اشتدت الحرب في المنطقة التي تسكن فيها، ووصلت المغرب في نفس العام برفقة ابنها صهيب وحفيدتها، ترك الأبن أمه وأبنته في المغرب وهاجر إلى أوروبا في منتصف العام الماضي، ومنذ ذلك اليوم لم تسمع الأم عن ابنها خبر.

رحلة البحث عن مكان آمن

تقاعدت الحاجة زينب البالغة من العمر 63 عاما منذ سنوات قليلة من عملها كمعلمة للغة العربية في مدينة إدلب شمال سورية، وقررت الفرار من سوريا بعد ثلاث سنوات من الحرب بحثا عن ملاذ آمن.

كانت سنة 2013 التي غادرت فيها إدلب أكثر السنوات قسوة على السوريين بحيث وصل عدد اللاجئين الذين غادروا سوريا في ذلك العام 2 مليون لاجئ بحسب لوائح المفوضية السامية للاجئين.

استقر الحال بالحاجة زينب وابنها وحفيدتها في المغرب, في ذلك الوقت كانت واجهة معظم اللاجئين السوريين إلى أوروبا تمتهن الحاجة زينب ومثلها الكثير من السوريين في المغرب التسول لضمان بقائها على قيد الحياة مع حفيدتها رؤيا التي لا تكل من السؤال عن موعد عودة أبيها المهاجر.

وصرح مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في وقت سابق أن المغرب يستضيف أزيد من 3400 لاجئ سوري ولكن العدد الحقيقي أكبر بكثير لأن أغلب اللاجئين السوريين دخلوا الأراضي المغربية بطريقة غير قانونية.

ما دفع الحاجة زينب وابنها للهجرة إلى المغرب هو قرب المغرب من أوروبا التي كان الابن يحلم بالوصول لها، ولا تعرف الأم شيئا عن مصير ابنها لكنها ترجح أن يكون توفي خلال رحلة العبور إلى أوروبا.

طريق اللجوء المتعب

تحكي الحاجة زينب لموقع “أرفع صوتك” بعبارات حزينة معاناتها في طريق اللجوء الذي كان أغلبه برا، قائلة “تعبنا في طريقنا افترشنا الأرض والتحفنا السماء، وتقاذفنا الرياح لم نجد مأوى يحفظ كرامتنا، أو بصيص أمل يشجعنا على العودة إلى ديارنا”.

تعرضت اللاجئة السورية زينب في لبنان للتمييز بسبب مذهبها الشيعي والغريب في ذلك أنه كان على يد سوريين في المخيم الذي كانت تقطن فيه في منطقة البقاع أما في المغرب، فلا أحد يعرف أنها شيعية فضلت أن تكتم الأمر تماما على حد قولها.

تستأجر الحاجة التي لا يتجاوز دخلها اليومي 20 دولار في أحسن الحالات منزلا صغيرا في حي ليراك الشعبي وتشبه حياة اللجوء بقطعة من العذاب يذوق مرارتها كل من آثر النجاة بنفسة من قصف الطائرات والمدافع في سورية.

لم تفقد الأمل

تأمل الحاجة زينب, رغم ترجيحها في أن يكون ابنها صهيب فقد حياته خلال رحلة عبور البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا, في أن تظهر على الأقل إشارات تدل على بقائه على قيد الحياة. وتقول “سئمت من الصبر والانتظار, لم أتلق أي خبر عن ابني صهيب الذي وعدني بالرجوع”.

“وعدني أنه سيتصل بي ليطمئن على حالي، وأنه سيرسل لنا مالا لنحضر وثائق الهجرة للالتحاق به، لكنه لم يتصل” هكذا تقول أم صهيب, الذي لم يترك لها ابنها سوى هاتف قديم وقليل من المال, وهي تغالب دموعها.

وبحسب إحصائيات المفوضية السامية للاجئين أن أكثر من 3800 مهاجر غير شرعي فقدوا حياتهم العام الماضي في البحر الأبيض المتوسط, ويعتبر هذا الرقم رقم قياسي.

تقول الحاجة زينب التي لم يراودها أي أمل في الهجرة إلى أوروبا “ليته يظهر من جديد لأعطيه ابنته وأموت بسلام، فلم تعد لدي القدرة على الصبر وتحمل المسؤولية”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى