غير مصنف

مرض غامض شبيه بشلل الأطفال يصيب 127 حالة في عدة ولايات أمريكية

تحقق مراكز الوقاية الأميركية من الأمراض والسيطرة عليها (CDC) في إصابة 127 حالة بمرض شبيه بالشلل يصيب الأطفال في الغالب. ووفقًا لما أوردته قناة الحرة أوضحت المراكز أن 62 من تلك الحالات سجلت في 22 ولاية.

أسباب غير واضحة

وقالت (CDC) إنه تم تأكيد إصابة الحالات بالتهاب النخاع الرخو الحاد، المعروف باللغة الإنكليزية بـ Acute flaccid myelitis أو AFM اختصارًا، وهو مرض نادر وخطير لا علاج له، ويمكن أن يؤدي إلى الشلل، وفي بعض الحالات يؤدي إلى الموت.

ويؤثر هذا المرض على الجهاز العصبي ويضعف العضلات، ما قد يؤدي إلى فقدان المريض القدرة على الحركة.

وهناك من الأطفال من يتعافون بشكل كامل تقريبًا بعد خضوعهم لرعاية طبية مكثفة تشمل حصص ترويض أيضًا.

وأوضحت (CDC) أن أسباب الإصابة غير واضحة، لكن “فيروسات أو سمومًا بيئية أو التاريخ الجيني للمريض” قد تكون وراءها، وأضافت أن آثار المرض على المدى البعيد غير معروفة.

مرض مجهول

وقالت نانسي ميسونيار مديرة المركز الوطني لتحصين المناعة وأمراض التنفس: “ننظر في الواقع إلى كل شيء. ننظر إلى ما هو أبعد من الأمراض المعدية العادية التي قد تسبب هذا”.

وأضافت: “هناك الكثير مما نجهله عن AFM وإنني محبطة لأننا لم نتمكن من تحديد سبب هذا المرض الغامض رغم كل جهودنا”.

وقالت إن على الآباء طلب المساعدة الطبية إذا شعر طفلهم بضعف في العضلات أو فقد القوة في عضلات الساقين والذراعين.

غموض منذ 4 سنوات

وشهدت الإصابات بمرض التهاب النخاع الرخو الحاد AFM ارتفاعًا منذ ظهوره لأول مرة في الولايات المتحدة عام 2014 والذي شهد121 حالة إصابة مؤكدة.

وبدأ مركز مكافحة الأمراض بمراقبة انتشار المرض منذ ذلك الحين، رغم أنه كان لا يزال يعد نادرًا، إذ أن أقل من حالة واحدة كانت تسجل بين كل مليون شخص.

وكان أطباء أميركيون متخصصون في أمراض الأعصاب قد أعلنوا عام 2014 أن عددًا من الأشخاص في ولاية كاليفورنيا أصيبوا بمرض شبيه بشلل الأطفال، حيث شعروا بشلل في أطرافهم الأربعة ولم يستجيبوا للعلاج.

وتراوحت أعراض المرض بين ضعف في الحركة في طرف واحد إلى ضعف شديد في الأطراف الأربعة. وتبين أن الأطفال الذين أصيبوا بالمرض الجديد تلقوا تطعيمات ضد شلل الأطفال.

وقالت الأكاديمية الأمريكية لطب الأمراض العصبية، في بيان يفصل ما جاء في بحث لطبيبي أعصاب في كاليفورنيا، إنه منذ 2012 ظهرت علامات المرض على ما بين 20 إلى 25 طفلا كانوا أصحاء في أنحاء كاليفورنيا. وأضافت الأكاديمية أن بعض المرضى اشتد معهم الشلل في جميع أطرافهم ولم يتحسنوا مع العلاج.

وأظهر التحليل التفصيلي لخمس حالات أن الفيروس المعوي 68 -الذي يرتبط بفيروس شلل الأطفال – يمكن أن يكون مسئولا عن ذلك، وتراوحت الأعراض من صعوبة الحركة في أحد أطرافه إلى ضعف شديد في كل من الساقين والذراعين.

وقال طبيب أعصاب في جامعة كاليفورنيا ايمانويل وايبنت: ” لم يكن هناك زيادة واضحة في وتيرة الحالات الجديدة لذلك نحن لا نعتقد أننا على وشك أن نواجه وباء، وهذا خبر جيد ولكنه في نفس الوقت قد يكون سيئا للأفراد غير المحظوظين الذين اشتدت الأعراض عليهم والتي تميل إلى أن تكون معتدلة وحادة في بعض الأحيان، كما لا يظهر لديهم أي تحسن بعد تلقي العلاج “.

مرض لا دواء له

وقال باحثون في جامعة ستانفورد وقتها عن المرض إنه مرض معد لا دواء له يشبه شلل الأطفال ظهر في كاليفورنيا، وأصاب عددًا من الأطفال.

وقال طبيب الأعصاب في جامعة ستانفورد كيث فان هارين: “مع أنه تم القضاء عمليًا على شلل الأطفال في العالم، فإن فيروسات أخرى يمكن أن تطال النخاع الشوكي فتصيب بأعراض قريبة من أعراض مرض شلل الأطفال”.

وأوضح أنه: “خلال العقد الأخير أقيم رابط بين أشكال جديدة من الفيروسات المعوية وتسجيل أعراض شبيهة بأعراض شلل الأطفال لدى صغار في آسيا وأستراليا”.

وأضاف: “هذه الحالات الجديدة تظهر إمكانية ظهور أعراض شبيهة بأعراض شلل الأطفال في كاليفورنيا”.

استمرار المرض

واستمرت حالات الإصابة بالمرض في الأعوام التالية، ففي يوليو 2016، أكدت مراكز مكافحة الأمراض إصابة 32 حالة جديدة بمرض AFM عبر الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه ارتفاع حاد عند مقارنته بعام 2015 عندما كانت حصيلة الإصابة في نفس الشهر 7 حالات.

وأضافت أن الحالات ازدادت بثبات في شهر أبريل/نيسان 2016، بينما وقعت معظم حالات الإصابة في الأعوام الماضية بين شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول، ويُسجَّل أعلى عدد لها في أكتوبر/تشرين الأول.

علاج أولي

ولم تُسجل أي نتائج فعالة لوسيلة علاج بخلاف العلاج الطبيعي في تدارك أعراض المرض، لكن قال بعض الأطباء إن العلاج ببروتينات المناعة (جلوبيولين مناعي وريدي) أو IVIG، وهو يستخدم كعلاج أمراض فيروسية معدية أخرى تصيب الجهاز العصبي، قد يؤدي إلى تحسن. واقترح البعض أن استخدام مضاد الاكتئاب بروزاك Prozac قد يكون مفيداً أيضاً. لكن مقدار الشلل الذي يصاب به المريض في الشهر الأول من المرض يتحسّن قليلاً فقط على مدار سنة كاملة.

وقال ماكس ويزنيتزر، طبيب متخصص بالأمراض العصبية لدى الأطفال في جامعة Case Western Reverse بمدينة كليفلاند “بعد حوالي عام من الإصابة بالمرض، لا يتغير شيء”.

يُذكر أن الولايات المتحدة تعد خالية من مرض شلل الأطفال، ولكن ثمة فيروسات أخرى بإمكانها مهاجمة الجهاز العصبي مما يؤدي إلى الشلل.

ويصاب 1 من كل 200 من المرضى به بالشلل، كما قد يفضي إلى الوفاة إذا تأثرت به عضلات القفص الصدري.

الجدير بالذكر أن شلل الأطفال هو مرض يصيب الأطفال ويتسم بالخطورة، فهو فيروس يغزو الجهاز العصبي بسرعة و يسبب الشلل في واحدة من 200 حالة، كما يمكن أن يكون قاتلا إذا توقفت الرئتين عن العمل.

وقضى لقاح صنع في الخمسينات من القرن الماضي على المرض في العالم تقريبا رغم انه يبقى متوطنا في باكستان وأفغانستان ونيجيريا.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى