الراديو

راديو “صوت العرب من أميركا” يناقش أسباب مرض هشاشة العظام والوقاية منه

المرض الصامت هو أحد عشرة أمراض أكثر انتشارا حول العالم ويعاني منه 250 مليون شخص على مستوى العالم

واشنطن – يعد مرض هشاشة العظام أو “اللص الصامت” كما يعرف عنه، واحد من عشرة أمراض هي الأكثر انتشارا على مستوى العالم، لأنه لا يتم اكتشافه إلا في مرحلة متأخرة من الإصابة بعد أن يكون قد قضى على العظم أو كسره، ويعاني منه حوالي 250مليون شخص على مستوى العالم.

هكذا بدأ الدكتور عبادة الزحيلي المتخصص في أمراض السكري والغدد الصماء حواره مع الإعلامية ليلى الحسيني في برنامج “الطب والحياة” الذي أذيع بتاريخ 19 مارس/ أذار 2013 براديو “صوت العرب من أميركا”.

وعرضت الإعلامية ليلى الحسيني لمعلومات هامة في مقدمتها قائلة “تشير احصائيات المؤسسة الدولية لهشاشة العظام إلى أن معظم حالات الإصابة بهشاشة العظام لا يتم اكتشافها إلا عند حدوث الكسر، ويفوق عدد الوفيات الناتجة عن الكسور التي سببها ترقق العظام عدد الوفيات الناتجة عن مرض سرطان الثدي والمبيض، وكذلك تزيد نسبة الإصابة بترقق العظام وكسر الورك عن نسبة الإصابة بسرطان الثدي”.

وسألت ليلى الحسيني “ما أسباب مرض هشاشة العظام؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟”

أجاب د. عبادة الزحيلي “أهم العوامل المسببة لهشاشة العظام هي نقص الرياضة، نوع التغذية، عدم التعرض للشمس، لأن كلما زادت حجم العضلات زادت قوة العظام”.

وأضاف “إن الاهتمام بالرياضة والتغذية والاهتمام بالفيتامينات والكالسيوم والتعرض للشمس والتشخيص المبكر تقي من هذا المرض، والإنسان الذي عنده نقص هرمونات مبكر أو مرض هضمي يجب أن يحذر من هذا المرض، ويتوجه إلى الطبيب”.

وأكد الزحيلي “يشعر المريض بألم في يده فيذهب إلى الطبيب، ويعمل صورة أشعة وتبين صورة الأشعة أنه لا يوجد عنده كسر، ولكن يتبين أن لدية نقص في كثافة العظم، فمن الأفضل أن يقوم بفحص كثافة العظم الذي يسمى بيكساس سكين”.

وأضاف “لا ينصح عمل هذا الفحص قبل عمر 40 عاما، لأنه لا يمكن أن يفسر، ولأنه يقارن هذا الفحص مع العمر، ولأنه الطريقة الوحيدة لتحديد قوة العظم عند الكبار، هناك طرق أخرى لفحص قوة العظم لدى الأطفال أو الشباب صغار السن، كفحص الدم الذي يعرف من خلاله تخرم في الكبد أو في العظم عن طريق نسبة الالكنيك فاسفتيس، أو عن طريق البول لأنه عندما يتبخر العظم تمشي تبخرته في البول”.

وأكد الزحيلي “من خلال هذه الفحوصات يعرف الطبيب المنطقة التي فيها الهشاشة، وهل أزداد المرض أو تحسن، وهل استفاد من العلاج أم لا”.

وسألت ليلى الحسيني “وهل هناك مشاكل تحدث عند تناول الأدوية؟”

أجاب د. الزحيلي “مشاكل الحبوب التي تعالج هشاشة العظام تنقسم إلى مشكلتين، الأولى تسبب وجع وحرقة في المعدة، بعد تناول هذه الحبة لا يمكن أن تتناول الطعام إلا بعد ساعة ولا يمكنك أن تستلقى أو تنام لأن حموضة المعدة ممكن أن تزيد، الثانية تسبب الآلام بالمفاصل في العظام والعضلات، أفضل العلاجات هي الإبر التي تعطى مرة في السنة أو كل ستة أشهر وهي لا تسبب مضاعفات ولا تؤذي المعدة”.

وأضاف “دواءان مثل (اكتوس وافينديا) لديهما فاعلية جدا لداء السكري؛ عند استخدامهما لفترة طويلة، ولكن بعد فترة من استخدامه وجد الأطباء أنه له مضاعفات، فيزيد (اكتوس) من نسبة الإصابة بسرطان المثانة، ويزيد (الافينديا) من الوزن وتجمع الماء بالجسم ويسبب قصور القلب، هذان العلاجان لهما تأثير على الجسم وخاصة على البيبارجاما المسؤولة عن تنظيم السكر بالجسم، وبعد 20 سنة كشفوا أن البيبارجاما موجودة بالعظم وبتأثير هذا الدواء عليها في العظم تزيد من ترقق العظم وهذا العلاج يجب أن يوقف”.

وسألت مقدمة البرنامج “ما هي الأدوية التي تنصح بها؟”

أجاب د. الزحيلي “أنصح كل إنسان مصاب بالمرض بالمحافظة على كمية الكالسيوم بين الطعام والعلاج, ويجب أن لا تتجاوز كمية الكالسيوم 1200 إلى1500 ملي جرام في اليوم ما بين كل ما تأكله في الأكل مع العلاج فإذا كان لديك نسبة عالية من الكالسيوم لا تأخذ أكثر من مرة واحدة في اليوم، وأيضا بالمحافظة على كمية فيتامين D بين 1000إلى 2000 ملي جرام لأن لا يمكن لإنسان أن يبني العظم بدون هذان الاثنين”.

وأضاف “أفضل علاج هو هرمون الاستروجين، ولكن وجدنا النساء اللاتي يستخدمن الهرمون لعلاج هشاشة العظم صار لهن جلطات بالقلب وبالدماغ وبالأرجل، وصار عندهن زيادة في نسبة سرطان الثدي، فالنساء الكبار في السن لا تحتاج لهذه الكمية من الاستروجين، فأوقفنا نحن الأطباء النصح بهرمون الاستروجين تماما كعلاج لمرض ترقق العظم”.

وأكد “هناك علاج بخاخ (مياكالسيك) يعطى عن طريق الأنف، وبعد فترة وجدنا نحن الأطباء أن هذا البخاخ ليس له فائدة لأنه خلال يومين يتعود الجسم على هذا العلاج ولا تبقى له أي فعالية”.

وقال د. الزحيلي “آخر دواءين يستخدمان هما حبة في الأسبوع أو حبة بالشهر وهما (فوساماكس واكتونيل) هذه الأدوية فعالة، ولكن مشكلة هذه الحبوب أنها تسبب ضيق في المريء وفي المعدة وممكن أن تسبب السرطانات في المريء، فيفضل استخدامها بشكل قليل وهناك حبة اسمها (ايفستا) تستخدم لمنع سرطان الثدي وبنفس الوقت تساعد العظم ولكن ليس لها فعالية”.

وأضاف “هناك علاج فعال للظهر يوصف للمرضى أسمه (بونيفا) يستخدم حبة كل شهر أو إبره كل ثلاثة اشهر، وبالنسبة للحوض هناك علاج فعال أسمه (ريكلاست) يعطى مرة في السنة هذه الإبر مفيدة جدا ولكن مشكلته أنها قد تسبب ارتفاع بدرجة الحرارة أو وجع في الجسم فالأكثر الذي يوصف من قبل الأطباء هو (بروليا) لا تؤثر على الكلى ولا الكبد وليس لها مضاعفات تعطى مرة كل ستة أشهر وهي إبره تعطى تحت الجلد”.

وهناك إبره أسمها (فورتيكال) تستخدم في الحالات الشديدة التي تفشل فيها كل الأدوية، وتعطى هذه الإبرة مرة كل يوم، ولكن في الحالات المستعصية.

وسألت ليلى الحسيني “هل هناك علاقة للقلق بهشاشة العظام؟”

أجاب د. الزحيلي “لا يؤثر القلق والحالة النفسية على ترقق العظم وإنما يؤثر على السكري، أما حالة الاكتئاب فممكن تؤثر بطريقة غير مباشرة، فالإنسان المكتئب؛ هو إنسان جالس بزاوية ولا حد معه لا يتحرك، وتكون لديه العديد من الأمراض ومن بينها ضمور العضلات وهذا يمكن أن يسبب هشاشة العظام”.

وأجاب الدكتور الزحيلي على سؤال متصل يشكي من ألم في الظهر عن علاقة الألم بهشاشة العظام قائلا “لا تسبب الهشاشة ألم لأنه مرض صامت، فهذا قد يكون له علاقة بالظهر أو له علاقة بالفقرات أو التهاب العظم لأن هشاشة العظم هو ضعف بالعظم يسبب الكسر على عكس التهاب العظم أو المفاصل الذي يسبب المناقير، والذي يسبب الألم والضغط على الأعصاب وخاصة عند المشي فهذه تحتاج إلى طبيب المفاصل لأن الذي عنده هو التهاب بالمفاصل”.

أعدها للنشر/ هارون محمد

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى