الراديو

راديو “صوت العرب من أميركا” يناقش مرض الحساسية الموسمية وطرق التخلص منه

واشنطن – ما هي الحساسية؟ كيف نصاب بها؟ ما هي الأعمار التي تستهدفها الحساسية؟

أجاب على تلك الأسئلة الدكتور ظافر عبيد أخصائي الطب الداخلي والحساسية الموسمية والدكتورة نسرين الصوان متخصصة في الأمراض العصبية والنفسية والتجميل والمحافظة على الشباب في حلقة من برنامج “صحتك اليوم” التي أذيعت بتاريخ 25 إبريل/ نيسان 2015 مع الإعلامية ليلى الحسيني على راديو “صوت العرب من أميركا”.

عرفت الدكتورة صوان الحساسية أنها “عبارة عن تفاعل مفرط من جهاز المناعة تجاه مادة غير مؤذية مثل وبر الحيوانات والعطور النفاذة ويستغربها الجهاز المناعي مما يؤدي إلى إنتاج أجسام مضادة لمحاربتها مما يدفع الخلايا المناعية إلى إفراز مواد مثل الهيستامين وهي التي تسبب الحكة والتورم والطفح الجلدي والسعال والعطاس”.

وقالت صوان “في بعض الأحيان تكون الحساسية بسيطة ولا تؤثر على الفرد وروتين الحياة اليومي وفي بعض الاحيان تتحول من شيء بسيط إلى شيء متوسط أو إلى شيء خطير”.

وأشارت صوان إلى “أن الكثيرين يلجأون إلى للأدوية للتخفيف من آلام الحساسية دون اللجوء إلى طبيب، وهذا أمر خطير لأن الحساسية من الأمراض المزمنة وخاصة حساسية الربيع التي تصيب الكبار والصغار وتتأثر بالعوامل الوراثية فهناك أحتمال أن يلتقطها أحد وراثيا بنسبة 75 %، ويصاب بها 10% من الأجواء والعطور والمنظفات”.

وأكدت “أن كل إنسان يختلف عن الآخر فهناك أشخاص يتعرضون لأمراض لا يتعرض لها غيرهم في نفس الظروف والبيئة وهناك بعض الأفراد يستقبل جهازهم المناعي أبسط الأشياء على أنها ضارة ويتفاعل معها بشكل سريع والتشخيص يتم عن طريق الأعراض وأختبار للجلد والدم”.

وأوضحت صوان “أن تأثير حساسية الربيع على العيون والأنف والجهاز التنفسي والرمد الربيعي وأعراضهم تتمثل في عدم القدرة على مواجهة الشمس إفرازات مخاطية من الأنف والدموع وظهور مايعرف بالصخور الرملية على الرموش”.

وقالت “أن الرمد الربيعي يؤدي إلى التهاب القرنية وتقرحات من كثرة الحك مما يؤدي إلى ضعف النظر ومن الضروري ألا يلمس المصابين أعينهم والبعد عن العدسات اللاصقة وضرورة إرتداء نظارات الشمس والأدوية المضادة للهيستامين والقطرات التي تحتوى على الكورتيزون ولكن تحت إشراف طبيب”.

وقالت صوان “أن كل مسببات الحساسية لا يمكن تفاديها لأن المواد العطرية يمكن أن تكون في الجو، ويمكن من استنشاق الأزهار والأشجار أو الغبار في الجو، كما أن الدراسات أثبتت أن 36 % من الأميركيين يربون كلاب وقطط ولا يقدرون على التخلص منهم على الرغم أن وبرهم وبولهم يسبب الحساسية وكذلك التدخين السلبي عن طريق آخرون يسبب الحساسية”.

وأوضحت صوان “أن هناك فارق بين أعراض الحساسية والزكام، فالحساسية تنتج من رد مبالغ فيه من الجهاز المناعي بسبب الأشياء التي سبق ذكرها، ولكن للحساسية والزكام لهم نفس الأعراض وسائل الأنف في الحساسية خفيف أما في الزكام فهو سميك وأصفر، ويحتاج مريض الزكام من 6 إلى 7 أيام أما الحساسية يمكن أن تستمر مع الشخص طوال عمره والزكام يعالج بالمسكنات والراحة ومزيل الإحتقان”.

وسألت ليلى الحسيني د. صوان “ما الأدوية التي يمكن أن نتناولها دون خطورة؟”

أجابت د. صوان “أن المشكلة في الحساسية أن أغلب أدويتها في متناول الجميع لذلك يتناولون الأدوية دون سؤال الطبيب ولفترات طويلة وهذا خطأ لأنه يجب أن يتم تناولها وفق شروط وتحت إشراف طبيب، كما أن من أعراض الحساسية الموسمية حرقة في الحنجرة حرقة في الأنف سيولة في سائل الأنف ويكون السبب إلتهاب الأغشية المخاطية للأنف بسبب حبوب اللقاح والغبار، وضروري جدا أن يشرف الطبيب على أدوية الحساسية لأن أعراضها الجانبية خطيرة”.

وأضافت “تزيد الحساسية إذا تعرضنا أكثر لمسببات الحساسية مثل الحدائق والمزارع والزهور، ونتجنبها باغلاق النوافذ وأن نحاول التقليل من أسباب الحساية الناتجة عن تنظيف البيت وتنظيف شعر الحيوانات لأن الشعر يمكن أن يلتصق به غبار الطلع وهو حبوب اللقاح الطائرة بالإضافة إلى تغيير أغطية الفراش والإبتعاد قدر الإمكان عن الحيوانات الأليفة وتنظيفها بصورة دورية”.

وانتقلت ليلى الحسيني إلى الدكتور ظافر عبيد وسألته “ما هي مضاعفات الحساسية؟”

أجاب الدكتور ظافر “أن الجسم يتعرض إلى مادة تحسسية مثل بعض الأدوية  أو لسعات الحشرات مما يؤدي إلى إفراز (الآي جي أي) ونتيجة هذا الأفراز عدة أعراض منها هبوط فجائي في الدورة الدموية ناتج عن توسع شامل في الأوعية  الدموية”.

وأضاف د. عبيد “يشعر المريض بضيق في التنفس، وقد يكون خطيرا على الحياة، وأحيانا تشنجات، والإصابة بالارتكاريا وتمزق في الأغشية المخاطية، وهي الأكثر شيوعا بالنسبة لأعراض الصدمة التحسسية، ومن المعروف أن هناك بعض المرضى الذين يصابون بالصدمة التحسسيية دون سابق إنذار وفي أي عمر”.

واستطرد “أن المرضى عادة يحملون في جيوبهم العلاج المناسب أو الحقن تحت الجلد ويعرفون كيف يستخدمونه بشكل سريع لرفع الضغط والحفاظ على سلامة المريض لأن التهاون يؤدي إلى عواقب وخيمة”.

وأوضح عبيد “أن الفحص الجلدي يختلف باختلاف البيئة الجغرافية وبالنسبة لفحوصات (الآي جي اي) فهي عبارة عن اختبارات تتم بالمختبر وفق طرق معينة  أغلى في السعر وغير مفضلة كثيرا لأن الأطباء يفضلون فحوصات الجلد”.

ويقول د. عبيد “يمكن أن يجري فرد تحليل ويكون مريض ولا تظهر عليه علامات والعكس ولذلك يفضل التعامل مع طبيب متابع الحالة ويسأل المريض عن كل ما أكله أو تعرض له أين تواجد هل تعرض لحيوانت أو طيور، لأن دور الطبيب مهم في العلاج والتشخيص وتحديد الأدوية التي قد تؤدي إلى عواقب لأن بعض مضادات الإحتقان عند إيقافها تحدث ردة فعل سلبية”.

وأشار عبيد إلى “أنه يتم حقن المادة المحفزة بكميات قليلة للتقليل من ردة الفعل، لأن الأعراض تزول مع الوقت وتزداد المادة المحفزة ليصبح الحقن كل 3 أسابيع ويستمر العلاج لأربع سنوات تقريبا، وتظهر فوائد الحقن بعد أسابيع وقد يستغرق الأمر شهورا بحسب إستجابة المريض، لأن الاستجابة من فرد إلى آخر تختلف.

ونصح د. عبيد في الختام المريض أن يظل في عيادة الطبيب لمدة لا تقل عن نصف ساعة حتى يستطيع الطبيب التعامل مع أي تفاعل لدواء الحساسية حيث أن تفاعلاتها سريعة.

أعدتها للنشر: دينا صاموئيل

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى