الراديو

راديو “صوت العرب من أميركا” يناقش وضع الإستشراف في المنطقة العربية

واشنطن – ما هو الإستشراف؟ ما مدى اقتناع الحكومات العربية به؟ لماذا لا يوجد خبراء في مجال الاستشراف على المستوى العربي؟ هل يفيد في إدارة الأزمات؟

أجاب على كل هذه الأسئلة وأكثر الخبير والمحلل الاقتصادي نايل الجوابرة في برنامج “الناس والاقتصاد” الذي أعدته وقدمته الإعلامية ليلى الحسيني وأذيع بتاريخ 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2017 في راديو “صوت العرب من أميركا”.

بدأ الجوابرة حديثه قائلا “الاستشراف هو نوع من العمل الإيجابي الذي قد تتأخر نتائجه في المستقبل؛ بمعنى أن تعمل شيء في هذا الوقت، وتأتي نتائجه في المستقبل وليست بعد عمله مباشرة”.

وأضاف الجوابرة “يستخدم العالم الغربي الاستشراف المستقبلي ويأتي لها بنتائج جيدة، والعالم العربي متأخر جدا في استخدام الاستشراف المستقبلي، وإذا استخدمه سوف تكون هناك نتائج جيدة نوعا ما”.

وأكد الجوابرة “تتجه بعض الدول العربية التي لا توجد لديها اقتناع بالاستشراف، إلى الدول الأجنبية التي تستخدم وتهتم بالاستشراف المستقبلي لأنها تحقق لها كل طموحاتها سواء كان عسكريا أو اقتصاديا”.

وسألت ليلى الحسيني “ممكن تحدثنا عن الاستشراف بالدول العربية؟”

أجاب الجوابرة “تتجه الحكومات العربية للإنسان الذي يبتكر، لأنها لاحظت بشكل كبير أتجاه الإنسان العربي العبقري الذي يستطيع أن يصنع ويبتكر إلى الغرب، حتى أن بعض الدول الغربية تقدم مكافآت للإنسان العبقري، من أجل أن تلفت أنتباهه بأنها مهتمة به، فأصبحت الحكومات تفهم أن الإنسان هو الأساس في كل شيء”.

وأضاف “هناك أتجاه أيضا في الدول الغربية إلى الإنسان من خلال الحفاظ على مكانته التي تليق به أو في تثبيته باختصاصه ومجاله الذي يستطيع من خلاله أن يبدع ويطور مهاراته”.

وأكد الجوابرة “يوجد نموذج جيد بالدول العربية، وهي دولة الإمارات العربية المتحدة إذا ابتكرت فأنت في المركز الأول، وتحدث منافسات قوية بين الموظفين لأن الكل يطمح بأن يكون في المركز الأول، دولة الإمارات وبعض الدول العربية حذت هذا الحذو لكي تكون هناك مراكز أولى في جميع النشاطات”.

وقال الجوابرة “في أي مكان يضع الإنسان العربي رحاله ينتج ويكون من الأوائل، فعلى سبيل المثال (صوت العرب من أميركا) هناك الأوائل في وجودها في الولايات المتحدة الأميركية، وهذا دليل على أن وجود الإنسان العربي هو أهم من أن تكون جنسيته أو ديانته أو من أي عرق ينتمي، الإنسان دائما هو الأساس”.

وأضاف “يوجد في الدول العربية مراكز خاصة للابتكار، تحتضن المبتكرين وتعمل على تنمية قدراتهم ومهاراتهم، وتعتبر المبتكر من الأوائل والجدير بالجوائز والمنح التي يقدمها رئيس الدولة”.

ويؤكد “مهما كان التنبؤ فهو في علم الغيب، أما الاستشراف فهو يدل على تقدم وتساؤل، فالتساؤل يبني الإنسان ويساعده على إنتاج أكثر من ما كان يتوقع”.

وسألت ليلى الحسيني “هل يفيد الاستشراف في إدارة الأزمات؟”

أجاب الجوابرة “نعم، لأنه في أي أزمة من الأزمات لابد أن تكون هناك دلائل أو ملاحظات بسيطة جدا تدل على وجود أزمة في المستقبل، هذا الاستشراف سوف يقي الدولة من هذه المشكلة”.

وأضاف “لا وجود للاستشراف في الوطن العربي، والسبب هو عدم أخذ الاعتبار بالمستقبل، وعدم وجود بيانات أو ركائز أساسية تعتمد عليها حتى تكون لديه استشراف مستقبلي جيد”.

وقال الجوابرة “إن الاستشراف هو علم من أحد العلوم المتقدمة في الدول الغربية، والعالم العربي بحاجة إلى جهد كبير في بنائه، وبحاجة إلى أن تكون هناك أبحاث متقدمة، فليس من العيب أن يكون متأخر ولكن من العيب أن يبقى من ضمن المتأخرين ولا يتقدم، وللتقدم يجب أن تكون هناك مراكز خاصة بهذه الأمور، وأيضا يجب توفر قاعدة بيانات قوية”.

وأضاف “اتجهت الإمارات إلى المعاقين، وتحاول حذف كلمة معاق، لأن كلمة معاق تعني متخلف، وأنه لا يقدر على البناء أو على المساهمة في بناء المجتمع، والمعاقين هم أصحاب الهمم، ولديهم قوة خارقة غير الإنسان العادي”.

واختتم الجوابرة حديثه قائلا “يجب أن يكون هناك أصحاب همم في وظائفهم الخاصة، لكي يكون هناك دعم بين أصحاب الهمم وأصحاب العقول وأيضا الخبراء، ومن أجل وجود مجتمع متكامل ومتكاتف بين بعضه، ويكون هناك بناء للمستقبل وبناء للإنسان وتكون هناك قوة بشرية كاملة لن نقول عليه إنه معاق بل نقول عليه إنه صاحب همة ونكون قد دفعناه إلى قوة جديدة أو أتجاه جديد بالنسبة إليه”.

أعدها للنشر/ هارون محمد

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى