غير مصنف

أصحاب الأعمال في أمريكا يضيفون 201 ألف وظيفة ومعدل البطالة يستقر عند 3.9%

ترجمة: مروة مقبول

قام أصحاب الأعمال في الولايات المتحدة بطرح 201 ألف وظيفة قوية في آب/أغسطس، مما يعد مؤشرًا على الثقة في أن المستهلكين والشركات سيستمرون في الإنفاق رغم الصراعات المستمرة لإدارة ترامب مع شركاء أمريكا في التجارة. في الوقت نفسه ظل معدل البطالة ثابتًا عند 3.9%، وهو أدنى مستوى له منذ 18 عامًا.

وأظهر تقرير الوظائف لشهر آب/أغسطس، الصادر عن الحكومة الأمريكية، أن الرواتب تنمو بشكل أسرع، حيث ارتفع متوسط ​​الأجر بالساعة بنسبة 2.9% عن العام السابق، وهو أسرع معدل زيادة سنوية منذ 8 سنوات. إلا أن الراتب ظل ثابتًا خلال العام الماضي مع وجود التضخم.

وبصفة عامة، تشير البيانات إلى أن سوق العمل لازال يتحرك وينمو، وذلك على الرغم من مرور ما يقرب من عشر سنوات على التوسع الاقتصادي، وتهديدات التعريفات الجمركية والتعريفات المضادة على الواردات والصادرات التي بدأت تلوح في الأفق والتي يتوقع أن تؤثر على العديد من أصحاب الأعمال في الولايات المتحدة الذين يعتمدون على التجارة العالمية.

مكاسب قوية

يأتي ذلك في الوقت الذي يتوسع فيه الاقتصاد باستمرار، بدعم من التخفيضات الضريبية، وثقة المستهلكين، وزيادة الاستثمار التجاري في المعدات، وارتفاع الإنفاق الحكومي. ووصل المعدل السنوي للنمو إلى 4.2% في الربع الثاني نيسان (أبريل) – حزيران (يونيو)، وهو أسرع معدل نمو منذ 4 سنوات.

وفي الوقت الذي سجلت فيه وزارة العمل الأميركية مكاسب قوية خلال شهر أغسطس الماضي، فقد قامت بخفض التعيينات في يونيو ويوليو الماضيين. وتقول الحكومة إن أصحاب الشركات والأعمال أضافوا 50 ألف فرصة عمل في هذين الشهرين، وهو معدل أقل  مما تم تقديره قبل ذلك.

ولكن توفير أكثر من 201 ألف وظيفة في شهر أغسطس الماضي، وهو معدل توظيف يفوق ما تم خلال الـ12 شهرًا الماضية والت تم خلالها توفير 196 ألف وظيفة، وهو دليل على مدى استمرار معدل نمو الوظائف في الولايات المتحدة.

تأثير محدود

وفرضت إدارة ترامب رسومًا جمركية على واردات الفولاذ والألمنيوم بالإضافة إلى 50 مليار دولار على بضائع أخرى من الصين. وهو الأمر الذي أثار قلق ومخاوف العديد من الشركات الأمريكية التي تعمل في مختلف الصناعات، والتي حذرت من التأثير المضاد لهذه الرسوم عليها، ومن فرض دول أخرى لرسوم جمركية على الصادرات الأمريكية.

فيما هدد البيت الأبيض بتوجيه ضربة أخرى للصين من خلال فرض ضرائب أكبر على سلع صينية تزيد قيمتها على 200 مليار دولار.

لكن حتى الآن، لا يبدو أن هذه المخاوف كان لها تأثير على خفض معدل التوظيف العام، حيث ترفض الشركات والمؤسسات بشكل متزايد أن تقوم بتسريح العمالة. ويعود ذلك جزئيًا إلى صعوبة إيجاد متقدمين مؤهلين لشغل تلك الوظائف.

وقالت الحكومة يوم الخميس الماضي إن عدد الأشخاص الذين يسعون للحصول على استحقاقات البطالة – وهو بديل عن تسريح العمال- بلغ 203 آلاف فقط الأسبوع الماضي، وهو أقل معدل منذ 49 عامًا.

نمو الوظائف

وأظهر تقرير الوظائف أن الخدمات المهنية والتجارية، وهي فئة تشمل المجالات الأعلى في الرواتب مثل الهندسة والمحاسبة والوظائف المؤقتة منخفضة الأجور، شهدت نموًا ملحوظًا خلال الشهر الماضي، في ظل طرح أكثر من 53 ألف وظيفة إضافية.

كما أضاف قطاع الرعاية الصحية حوالي 33 ألف وظيفة، في حين قدمت شركات النقل والتخزين حوالي 20 ألف وظيفة، وهي تعتبر الأعلى منذ ما يقرب من عام.

أما مجال التصنيع فقد خسر 3000 وظيفة في أغسطس، وهو أسوأ أداء له منذ أكثر من عام. كما قام تجار التجزئة بإقصاء 6000 عامل، وهو انخفاض مفاجئ في العمالة في هذا القطاع، في ظل وجود تقارير تؤكد تحقيق مؤسسات كبرى لمبيعات قوية، مثل “تارجيت” Target، “وول مارت” Walmart و”بست باي” Best Buy.

وتوقع معظم المحللين أن يتوسع الاقتصاد بمعدل سنوي لا يقل عن 3% في الربع السنوي الحالي (يوليو – سبتمبر). وعلى مدار العام بأكمله، يتوقع أن يسير الاقتصاد في طريقه إلى النمو بنسبة 3% لأول مرة منذ عام 2005.

توقعات متفائلة

ووفقا لمسح قامت به رابطة ثقة المستهلك، فقد ارتفعت ثقة المستهلك في شهر أغسطس إلى أعلى مستوى لها منذ ما يقرب من 18 عامًا. ويشعر معظم الأمريكيين أن الوظائف متاحة على نطاق واسع، ويتوقعون أن يظل الاقتصاد منتعشًا خلال الأشهر المقبلة.

ومن المتعارف عليه أن الحالة المزاجية المرتفعة ترفع معدل الإنفاق على كل شيء، من السيارات إلى وجبات المطاعم إلى الملابس. ويعزز هذا الحماس من جانب المستهلكين سلاسل المتاجر التقليدية مثل “تارجيت” و”وول مارت” و”بست باي”، التي حققت مكاسب قوية على الرغم من المنافسة المتزايدة التي يواجهونها من تجار التجزئة على الإنترنت.

في أغسطس الماضي، حققت المصانع أسرع وتيرة نمو لها منذ 14 عامًا، وذلك وفقًا لمسح لمديري المشتريات. حيث وصل مؤشر التصنيع لمجموعة تجارية إلى أعلى نقطة له منذ عام 2004، كما ارتفع معدل الطلبيات الجديدة والإنتاج، وأضافت المصانع وظائف بوتيرة أسرع من شهر يوليو.

حذر وقلق

بالرغم من ذلك لم تكن جميع الأخبار الاقتصادية إيجابية، فالارتفاع في معدلات الرهن العقاري، والارتفاع السريع في الأسعار، أدى إلى عرقلة سوق العقارات. وانخفضت مبيعات المنازل القائمة في يوليو، للشهر الرابع على التوالي.

ويقول مارك زاندي، كبير الاقتصاديين في مؤسسة ” Moody’s Analytics” للخدمات المالية، إن العديد من الاقتصاديين يشعرون بالقلق من أن يقوم الرئيس دونالد ترامب بفرض تعريفات جديدة تصل إلى 25% على واردات بقيمة 200 مليار دولار من الصين،  حيث سيكون ذلك بالإضافة إلى 50 مليار دولار رسوم جمركية تم فرضها  بالفعل. ويمكن أن تؤدي هذه الخطوة إلى تقليص معدل النمو بمعدل ربع نقطة خلال العام المقبل.

الرابط الأصلي:

https://www.detroitnews.com/story/news/nation/2018/09/07/us-adds-strong-jobs-unemployment-stays/37740807/?csp=chromepush

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى